السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 17 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

وبين جعلها تعيش في البؤس والعڈاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديدة ...ادركت جيدا انها ضعيفة ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا ... فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ... ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب فيها واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور مجددا تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن
ادارتها وتلجأ لطلب المساعدة من الاخرين ...لكن هذا افضل من استمرارها في هدم حياة فريده لكنها لم تكن تتوقع أن تقسي شريفه علي فريده هكذا ... اجبارها علي قبول دعوة نوف كان اكبر من احتمالها فاڼهارت فريده بعدما ضغطت علي اعصابها بقوة ... لكنها للاسف لم تكن تستطيع الرفض بدون أن يعلم الجميع انها مازالت تحمل المشاعر لعمر... بدأت تعيد كلام محمد الخاص باحتمالية مرض فريده في ذهنها ... يا الله هل القدر سيكون قاسې ويكرر محڼة سنوات عمرها مجددا ... هى بحاجه للتحدث مع محمد لكنه تعلل بالاجهاد ونام علي الفور ...ثم لماذا هذا القرار الغريب الدى قررته والدتها عندما طلبت من عماد أن يطلب يد فريده من عمر ... لولا انها مدركة من رجاحة عقل والدتها لكانت شكت انها لربما اصابها بعضا من امړاض كبر السن كالخرف مثلا لكن لا فعقل والدتها موزون تماما وهى تعلم انها واعية تماما لكل كلمة تقولها وتعي الغرض منها ... حينما انهكها التفكير توضئت وصلت بخشوع صلاة الاستخارة وفوضت امرها الي الله كما تفعل دائما....
.
الانثى ستظل انثى خاضعة مهما حصدت من شهادات ...علي الرغم من بداية استقلال فريده النفسي والمادى الا انها اجبرت علي الخضوع ومقابلة العريس الذى رفضته مرارا ...قاومت بشدة ورفضت لكن رفضها قوبل بالاستنكار ...والدتها كانت صارمة وهى تخبرها ...
فريده انتى مطلقه ... يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك ...انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له ...العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد ... عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت ..اطمن انك محمية ومحبوبة وعايشة سعيدة مع راجل يحبك ويحميكى ....احنا وافقنا نقابل الراجل ... عاوزه تطلعينا عيال ادامه ... جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك ....
حبست دموع القهر ...ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغاية ...وموافقة عمر علي طلب جدتها قټلتها في الصميم ...الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك الفقدان الكامل لعقلها...عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير .... ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقة....هل لو بكت حينها أمامه سيفهم عڈابها أم سيزيد في اذلالها ...
انها مجبرة علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الآن في فترة الاجازة التى تفصل بين النيابة والترقية هى
تجلس في انتظار اعلان الوظيفة لاستلام عملها في الكلية أو قبول البعثة والسفر لانهاء دراستها في الخارج.. أي حجة لديها الآن للخروج
والهرب من موعد العريس الذى هل سريعا .. هل لو تأنقت بزيادة ستجعل عمر يلتفت إليها مجددا ... لا أبدا فنوف اجمل منها بمراحل لكنها مع ذلك ستهتم بماذا سترتديه فقط كى تثبت لعمر انها مطلوبة ومرغوبة ...هى كانت متحفظة دائما في ملابسها حتى في الالوان لم تكن تحب الالوان الصاړخة اما اليوم فاختارت فستان من الشيفون الاسود المنقوش بالاحمر الصارخ وارتدت فوقه جاكيت اسود رسمى قصير ...طعمت حجابها الاسود ببعض الاحمروضعت نفس كحلها الداكن وملمع الشفاه الشفاف ونظرت لنفسها في المرأه انها اليوم مختلفة جدا ... جريئة في مظهرها وصاډمة ... انتقت من ملابسها القديمة اشياء لم تجرؤ علي استخدامها يوما ...هل سيتذكر عمر انه هو من اهدى إليها ذلك الفستان... اصبحت تحسب الدقائق فعمر علي وشك طرق الباب الآن علي حسب موعده مع والدتها ...رنين الجرس ارسل الذبذبات في كل جسدها وجعل روحها تنسحب...ها قد اتى وصدق وعده .. ألم يتردد أبدا في قبول طلب جدته ... لكنه كما عهدته دائما يعرف تماما ماذا يريد ... لم يتردد سابقا ولو مرةه كان يحدد اهدافه ويسعى لتحقيقها...راقبته من خلف باب غرفتها وهو يدخل إلي الصالون بصحبة جدتها...كان صلب وواثق الخطى...ألم تنعته بالضعف سابقا وكانت تشعر بالقرف من ضعفه ... اين هذا الضعف الآن انه يكاد يناطح الجبال شموخا وصلابة ... 
كانت تعلم أن اسيل ستأتى مع زوجها فهى عندما حادثتها امس كانت تكلم نفسها من فعلة جدتهم ....لم يستوعب احدا ابدا تصرف الجدة الغريب لكنهم جميعا التزموا الصمت وفقط تناوبوا علي الهمهات من وراء ظهرها ... اغلقت الباب وتمنت أن تترك العنان لدموعها لكانت تماسكت ... حتى اخر لحظة كانت تتوقع أن يرفض الحضور لكن حضوره قتل أي امل بداخلها ... وضعت رأسها بين كفيها پألم وجلست علي فراشها تتألم في صمت ...لم تشعر بالباب وهو يفتح ولا بأسيل وهى 
فريده ...اتماسكى شويه انا عارفه انك مصدومه من موافقة عمر علي الحضور لكن فكري تانى متوقعه منه ايه
بعد اللي انتى عملتيه ... انتى حتى بعد الطلاق بسنه باتنين محاولتيش تتصلي بيه او تعتذري ...هو كان مجروح اكتر منك بكتير وانتى فضلتى سلبيه .. اكيد اتعذب كتير عشان ينسي حبك ووصوله للمرحلة دى معناه انه شاف العڈاب الوان ... من يوم ما اتخطبتى لعمر وانتى بتتصرفي غلط وعاوزه الامور تتصلح طب ازاي .. وبخصوص عماد هو صحيح صاحب طارق وانسان كويس لكن اوعى يا فريده توافقى عليه لمجرد الهروب من واقع اليم هتكونى بتظلمى نفسك وبتظلميه...
رفعت عينيها الناطقتين بما يعتمل في صدرها من اسي وقالت ..
مش ممكن اوافق ابدا ..انا خلاص اخدت نصيبي من الجواز... 
فوجئت بسؤال صريح من اسيل سبب تصلب جميع عضلات جسدها فأسيل سألتها بجراءة ...
فريده انتى بتحبي عمر ... 
صمتها التام اجاب اسيل عن سؤالها.. لم تكن تحتاج الي الكلمات لتجيب فيكفي اسيل أن تنظر الي بؤسها منذد يوم زفافها لتعلم الاجابة 
تمسكت بيد فريده بقوة اكبر وقالت ..
افتكري دايما يا فريده ان كتفي موجود وتقدري تبكى عليه في أي وقت لكن انا عاوزكى تبطلي بكى بقي وتشوفي حياتك ...صدقينى انا مكنتش اعرف عن خطوبة عمر والا مكنتش الحيت عليكى تيجى فرحى... انا مش قادره اعشمك في حاجه يا فريده لكن بطلب منك تحاولي مع عمر لاخر مره ...مش مصدقه ان حب كبير زى حب عمر ليكى ممكن ينتهى ....حاربي عشانه يا فريده ولو فشلتى مش هتخسري كتير ...اتنازلي عن كرامتك شويه في سبيل حبك وخصوصا ان كبريائك قتل كبريائه قبل كده .... طرقات علي باب غرفتها جعلتها تستدير في الم ..والدتها كانت تقف بجوار الباب وتدعوها للخروج لمقابلة العريس المنتظر في الصالون .................................................. ..................................
هى لن تكون تلك العروس التقليدية التى ستدخل حاملة لاكواب العصير وتقدمها إلي العريس الذى سوف يقيمها بنظراته واعلنت بصراحة رفضها لذلك الاقتراح حينما اقترحته والدتها...والدتها اوصلتها الي الصالون لكن لم تتجرأ علي الدخول معها ...لاحظت ان محمد واحمد ورشا اختبؤا في مكان مجهول وكأن الامر اكبر من طاقتهم ولا قبل لهم بمواجهة مثل ذلك الموقف هل كانوا يتوقعون انفجارعمر مثلا ... 
ووالدتها انصرفت مسرعة ما ان نهض عماد ليحى فريده .. فقط في الصالون كان يوجد عمر وجدتها وطارق بالاضافة الي عماد الذى حضر وحيدا ولم يصطحب احدا من اهله...حتى عمر لم ينهض لتحيتها عندما دخلت ...استمر يجلس وهو يضع احدى ساقيه فوق الاخري بتفاخر ...أما عماد فمد يده للسلام وعندما لم تعطيه فريده يدها سحبها الي جواره مباشرة ... 
بمجرد جلوسها نهض عمر وقال ببرود ... 
افضل انكم تتكلموا لوحدكم...طلبك وصلنا يا باشمهندس وطارق بيشكر جدا في
اخلاقك والباقي بقي يرجع لفريده ...عن اذنكم ... 
جدتها استندت علي يده في
طريقها للخروج ولم تفتح فمها ابدا بأي كلمه أما طارق فنهض هو الاخر ولكن تعابير وجهه كانت تفضحه ...فريده تسألت عن مدى معرفة عماد بعلاقتها بعمر ومدى تقبله لذلك الطلب الغريب ...ربما يعتقد انه دخل في مشفي للمجانين بدلا من منزل عروس يطلب يدها....
بدأ عماد بالكلام.. قال في بساطة ..
اعرفك بنفسي مره تانية انا عماد رضوان بشتغل مهندس وعندى مكتب مقاولات شغال معقول الحمد لله عندى 34 سنه ومطلق من سنتين ...سبب الطلاق مش هتكلم فيه الا لما توافقى لان دى خصوصية ومش حابب انشرها الا للي هتبقي مراتى ... تنحنح باحراج ثم استطرد ...
من يوم الفرح وانتى شاغله بالى مش هقولك حبيتك من اول نظره لكن في حاجه في نظرة عنيكى يومها خلتنى اشد طارق من الكوشه واسأله كل التفاصيل عنك...نظرة الحزن يومها قتلتنى خلتنى احس انى عاوز احميكى معرفش ليه ... 
الكلام غادرها لم تتوقع مثل هذا الكلام
من
عماد ...هى كانت تنوي رفضه بوقاحه دون أن تهتم بمشاعره اما كلامه لها الان احضر الدموع التى كتمتها طوال النهار الي مقلتيها...للاسف عماد بالمقاييس العادية عريس لا يرفض طويل ووسيم ومرتاح ماديا وسنه مناسب جدا بالاضافه الي انه خاض من قبل تجربه وفشل فيها فسيكون حريص على نجاح تجربته الثانية فالفشل ليس سهلا .. 
ربما هى محظوظة لانها مطلقة وحظيت بمثل تلك الفرصة لكنها لا تستطيع ابدا حتى التفكير كما كانوا يطلبون منها ..اما عمر او ستبقي بلا زواج الي الابد ... لكن كيف سترفضه بدون ان تجرحه فيكفيها انها جرحت من احبها من قبل ...
قالت وهى تتلعثم ...
انا اسفه مش هقدر اوافق علي طلبك ... 
عماد كان وكأنه ينتظر رفضها...سألها ...
في سبب معين للرفض ... وعندما نظرت الي الارض ووجهها يشتعل من الاحراج قال ...
طارق مخلص جدا ليكى ...رفض يعطينى أي معلومات غير ان عمر كان جوزك وانا شفت خطوبته يوم الفرح بنفسي ...واندهشت جامد من طلب جدتك الغريب انى اطلبك منه ...لكن انا مبحبش التسرع ...بطبعى بحب التفكير وباعطى كل حاجه حقها .... انا كمان مبحبش اليأس ابدا ومش هطلب منك رد فوري ..اوعدينى تفكري وانا هحاول معاكى مره تانية وتالتة ورابعة ...
انها حتى لم لم تلاحظ متى غادر عماد الصالون وتركها ...انخرطت في افكارها وفي قشعريرة جسدها ولم تنتبه لعمر وهو يدخل الي الصالون ليجلس مكان عماد ...
رأسها المحنى كان يمتلىء عن اخره بصور ومشاهد من
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 40 صفحات