السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 25 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


انا مش عارفة أتكلم أقول ايه عموما طمني اخبار عمي وطنط ايه 
أجاب سيف وهو يعتدل فوق فراشه ساندا رأسه الى ظهر الفراش وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه ولم يرد ان يثقل عليها بمشاعره العميقة فهو سيسقيها حبه بالتدريج حتى تتشبع به خلاياها تماما كما تشبعت جميع مسام جسمه عشقها
الحمدلله كويسين فرحانين جدا طبعا وبيقولوا انهم كانوا خايفين من كتر ما كنت رافض موضوع الجواز انى لما آجي أتجوز أختار واحده ما تعجبهموش لكن الحاج عبد الهادي قالي بالحرف وقلد لكنة والده الصعيدية في الكلام 

سيف يا ولدي إنت وجعت واجف الحمد لله ثم ضحك وتابع 
والحاجة أم سيف بقه قالت فيكي قصايد شعر مال وجمال وحسب ونسب كاملة وما كامل الا وجه الله 
لم تستطع منة كبت ضحكاتها أكثر من هذا وهى تستمع الى طريقة سيف في تقليد أمه في الكلام سكون تام حل على سيف ليقول بعد أن هدأت ضحكاتها بصوت أجش من شدة ما يعتمل بداخله من فوران في مشاعره الجياشة
ايه دا دي ضحكة ولا تغريد كروان خجلت منة بينما تابع هو بلهجة تقرير أمر واقع
إوعي تضحكي الضحكة دي قودام حد مهما كان أنا بس المسموح له يسمعها وتضحكيهاله بس غير كدا مرفوووض 
أجبات منة بتساؤل وتقطيبة خفيفة تعتلي جبينها
وليه يعني وايش معنى انت بس ايه واسطة ثم تابعت بجدية مصطنعه
لا لا لا معنديش كوسة هنا مابحبهاش 
قال سيف بمرح لا يخلو من الجدية
لاني جوزك حضرتك عرفت ايش معنى انا بس
هزت منة كتفها بلامبالاة وقالت باستفزاز لم يرق له
بس انت ما بئيتش جوزي زفر سيف عميقا وأجاب
صحيح ما قولتليش ايه رأيك نكتب الكتاب يوم الخميس اللي جاي
أبعدت منة الهاتف عن أذنها ونظرت اليه مصعوقة ثم أعادته ثانية الى أذنها وقالت بذهول تام
خميس مين ونكتب أيه قال سيف بصبر
الخميس اللي جاي دا وهنكتب ايه يعني يا منة كتاب حياتي يا عين هنكتب كتابنا طبعا 
منة بعدم تصديق 
انت قصدك الخميس اللي جاي اللي هو بعد تلات ايام
دا بما اننا انهرده الاتنين فاللي هو بعد التلات والاربع 
كتم سيف ضحكته وأجاب
أيوة يا منايا تمام شطورة بتعرفي تحسبي صح هو دا بشحمه ولحمه 
عبست منة وأجابت ساخرة
يا راجل وجاي على نفسك ليه كدا ما تخليه بكرة وأهو خير البر عاجله وخلاص ثم تابعت من دون ان تدع له المجال للرد 
هو انت فاكر نفسك رايح تكتب اسمك في ورقة وتمشي يعني معلهش مش كتب الكتاب دا له استعدادات وأولها لااااازم أكون أنا شخصيا مستعدة إلا إذا حضرتك عاوز تكتب حاجة تانية غير كتب كتابي أنا وانت ساعتها براحتك اكتب اللي نفسك فيه بس خلي بالك مش هقراه سايرها سيف في كلامها وسألها في جدية مصطنعه
وليه بقه ان شاء الله مش هتقريه ايه دون المستوى 
اجابت بجدية مطلقة
الملخص من اوله كدا مش عجبني وشكله هيطلع كتاب مقاولات تمام زي أفلام المقاولات كدا وانا ماليش في اللون دا 
أطلق سيف ضحكة رجولية عميقة مست شغاف قلبها وجعلت ابتسامة حالمة لا ارادية ترتسم على وجهها الفاتن وقال 
تصدقي أنا الاول كنت عاوز اټخانق معاكي لكن بعدين مقدرتش امسك نفسي من الضحكواضح فعلا ان حياتنا مع بعض مش هيكون فيها أي ملل هدأت ضحكاته وتابع بنبرة جادة لم تخلو من شجن أثار لديها مشاعر غريبة عنها تختبرها معه لأول مرة
علشان خاطري يا منة خلينا نكتب الكتاب في أقرب فرصة انت ماتتصوريش نفسي أغمض وأفتح الاقي الحدود والحواجز دي اتشالت ما بيننا الفرح ممكن نأجله شوية لكن على الأقل وأنا بتكلم معاكى زى دلوقتي أكون مش حاسس انى بعمل حاجه فيها شبهة ايه رايك 
لم تعلم منة بما تجيبه فوجهة نظره منطقية وهى لا تملك سوى الاعجاب بها فهو يخشى الله في علاقته بها ولا يريد سوى التقرب منها بدون أن يتكبل ضميره بعبأ ذنب من السهل تجاوزه 
أجابت ببعض التردد
طيب نخليه بعد شهر أجاب سيف بنزق
ايه شهر بقه أنا يا مفترية بقولك عاوزه بعد تلات أيام تقوليلي شهر تنفس عميقا ثم تابع بجدية
بصي يا منة هما اسبوعين ودا آخر كلام عندي ثم تابع بلهجة لينة لإستمالتها
المفروض دى حاجه تفرحك وتخليكي تتأكدي أنى فعلا جاد جدا في ارتباطي بيكي وعمري ما هفكر تاني وانا متأكد انه نفس الاحساس دا هيكون عندك بس انت اديني الفرصة انى أقنعك ان خۏفك دا مالوش أي مبرر 
أجابت منة وقد بدأ تشبثها بالرفض يتفكك ولاح التردد في نبراتها
يعني أنت مش هتنفع تقنعني الا لو كان مكتوب كتابنا 
قال سيف بمكر جعل الډماء تتدفق الى وجنتيها
اكيد يعني مثلا لو عاوز أقولك كلمة أو انقل لك شعور معين مش هعرف وانت هتتكسفي لكن واحنا مكتوب كتابنا أنا مش بعمل حاجه غلط ولا هخاف حد
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 117 صفحات