رواية بقلم منى لطفي
انا مش عارفة أتكلم أقول ايه عموما طمني اخبار عمي وطنط ايه
أجاب سيف وهو يعتدل فوق فراشه ساندا رأسه الى ظهر الفراش وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه ولم يرد ان يثقل عليها بمشاعره العميقة فهو سيسقيها حبه بالتدريج حتى تتشبع به خلاياها تماما كما تشبعت جميع مسام جسمه عشقها
الحمدلله كويسين فرحانين جدا طبعا وبيقولوا انهم كانوا خايفين من كتر ما كنت رافض موضوع الجواز انى لما آجي أتجوز أختار واحده ما تعجبهموش لكن الحاج عبد الهادي قالي بالحرف وقلد لكنة والده الصعيدية في الكلام
والحاجة أم سيف بقه قالت فيكي قصايد شعر مال وجمال وحسب ونسب كاملة وما كامل الا وجه الله
لم تستطع منة كبت ضحكاتها أكثر من هذا وهى تستمع الى طريقة سيف في تقليد أمه في الكلام سكون تام حل على سيف ليقول بعد أن هدأت ضحكاتها بصوت أجش من شدة ما يعتمل بداخله من فوران في مشاعره الجياشة
إوعي تضحكي الضحكة دي قودام حد مهما كان أنا بس المسموح له يسمعها وتضحكيهاله بس غير كدا مرفوووض
أجبات منة بتساؤل وتقطيبة خفيفة تعتلي جبينها
وليه يعني وايش معنى انت بس ايه واسطة ثم تابعت بجدية مصطنعه
لا لا لا معنديش كوسة هنا مابحبهاش
لاني جوزك حضرتك عرفت ايش معنى انا بس
هزت منة كتفها بلامبالاة وقالت باستفزاز لم يرق له
بس انت ما بئيتش جوزي زفر سيف عميقا وأجاب
صحيح ما قولتليش ايه رأيك نكتب الكتاب يوم الخميس اللي جاي
أبعدت منة الهاتف عن أذنها ونظرت اليه مصعوقة ثم أعادته ثانية الى أذنها وقالت بذهول تام
خميس مين ونكتب أيه قال سيف بصبر
منة بعدم تصديق
انت قصدك الخميس اللي جاي اللي هو بعد تلات ايام
دا بما اننا انهرده الاتنين فاللي هو بعد التلات والاربع
كتم سيف ضحكته وأجاب
أيوة يا منايا تمام شطورة بتعرفي تحسبي صح هو دا بشحمه ولحمه
عبست منة وأجابت ساخرة
هو انت فاكر نفسك رايح تكتب اسمك في ورقة وتمشي يعني معلهش مش كتب الكتاب دا له استعدادات وأولها لااااازم أكون أنا شخصيا مستعدة إلا إذا حضرتك عاوز تكتب حاجة تانية غير كتب كتابي أنا وانت ساعتها براحتك اكتب اللي نفسك فيه بس خلي بالك مش هقراه سايرها سيف في كلامها وسألها في جدية مصطنعه
اجابت بجدية مطلقة
الملخص من اوله كدا مش عجبني وشكله هيطلع كتاب مقاولات تمام زي أفلام المقاولات كدا وانا ماليش في اللون دا
أطلق سيف ضحكة رجولية عميقة مست شغاف قلبها وجعلت ابتسامة حالمة لا ارادية ترتسم على وجهها الفاتن وقال
تصدقي أنا الاول كنت عاوز اټخانق معاكي لكن بعدين مقدرتش امسك نفسي من الضحكواضح فعلا ان حياتنا مع بعض مش هيكون فيها أي ملل هدأت ضحكاته وتابع بنبرة جادة لم تخلو من شجن أثار لديها مشاعر غريبة عنها تختبرها معه لأول مرة
علشان خاطري يا منة خلينا نكتب الكتاب في أقرب فرصة انت ماتتصوريش نفسي أغمض وأفتح الاقي الحدود والحواجز دي اتشالت ما بيننا الفرح ممكن نأجله شوية لكن على الأقل وأنا بتكلم معاكى زى دلوقتي أكون مش حاسس انى بعمل حاجه فيها شبهة ايه رايك
لم تعلم منة بما تجيبه فوجهة نظره منطقية وهى لا تملك سوى الاعجاب بها فهو يخشى الله في علاقته بها ولا يريد سوى التقرب منها بدون أن يتكبل ضميره بعبأ ذنب من السهل تجاوزه
أجابت ببعض التردد
طيب نخليه بعد شهر أجاب سيف بنزق
ايه شهر بقه أنا يا مفترية بقولك عاوزه بعد تلات أيام تقوليلي شهر تنفس عميقا ثم تابع بجدية
بصي يا منة هما اسبوعين ودا آخر كلام عندي ثم تابع بلهجة لينة لإستمالتها
المفروض دى حاجه تفرحك وتخليكي تتأكدي أنى فعلا جاد جدا في ارتباطي بيكي وعمري ما هفكر تاني وانا متأكد انه نفس الاحساس دا هيكون عندك بس انت اديني الفرصة انى أقنعك ان خۏفك دا مالوش أي مبرر
أجابت منة وقد بدأ تشبثها بالرفض يتفكك ولاح التردد في نبراتها
يعني أنت مش هتنفع تقنعني الا لو كان مكتوب كتابنا
قال سيف بمكر جعل الډماء تتدفق الى وجنتيها
اكيد يعني مثلا لو عاوز أقولك كلمة أو انقل لك شعور معين مش هعرف وانت هتتكسفي لكن واحنا مكتوب كتابنا أنا مش بعمل حاجه غلط ولا هخاف حد