السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 26 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


يسمعني ولا حاجه وفي نفس الوقت أهلك هيكون قلبهم جامد واحنا بنتكلم ولا حتى واحنا خارجين سوا 
أجابت منة بتلعثم
طيب هتف سيف
طيب ايه 
منة بخجل
طيب يا سيف طيب تأوه سيف عاليا وقال بحماس مندفع
من بكرة هكون عندكم علشان اقول لوالدك على المعاد لو بابا ماكانش مسافر بكرة كان جه معايا لكن للاسف الحاج والحاجة لازم يسافروا الصبح الحاج وراه مصالح مش هيقدر يعطلها انما ما قلتيش عاوزة شبكتك تبقى ايه

قضمت منة باسنانها اللؤلؤية شفتها السفلى كعادتها لدى شعورها بالتوتر وقالت بخفوت
الشبكة دي زي بابا ما قال هديتك ليا تبقى على زوقك انت 
سيف بحنان وحب شعرته في نبرات صوته
لو عليا انا عاوز أجيب لك أغلى وأجمل حاجه وبردو يبقى شوية عليكي والمهر زي ما باباكي قال اللي في مقدرتي وانا مش هبخل عليك بحاجه ابدا وبكرة بإذن لله هتفق مع باباكي في كل حاجه أنا رأيي كتب الكتاب يبقى عائلي يعني نكتب في المسجد انما الفرح نكون مرتبين له قبلها ليكي عليا أعمل لك أجمل فرح في مصر كلها ونعزم ان شالله حتى الدنيا بحالها ايه رأيك
أجابت منة بخجل 
اللي تشوفه 
أنهت مكالمتها مع سيف بعد حديث طال لأكثر من ساعتين لا تعلم ما هذا الشعورالذي يغزوها كلما حاډثها سيف بصوته القوي الرخيم تشعر بدغدغة في مشاعرها لا تعرف لها إسما هي لا تعلم ان كانت قد تسرعت بالاستجابة لرجائه بتعجيل موعد عقد القرآن ولكن ما هي على يقين منه أنها بذلك تكون قد اتقت الشبهات فلا تشعر بالذنب اذا ما همس لها سيف ببضع كلمات جعلت أوصالها تغدو كالهلام كما حدث في نهاية مكالمتهما اذ همس لها بنبرة شجن وحنين
تصبحي على خير يا منى عمري كله ثم بنبرة أشد خفوت
بحبك لينهي المكالمة تاركا اياها وقد شعرت بحرارة جسدها تكاد تقارب الاربعون وفوران في مشاعرها الداخلية وسخونة في وجهها حتى انها كادت تقسم أنه
غدا كثمرة الطماطم الناضجة تماما 
اتفق سيف مع والدها على التفاصيل الاعتيادية الخاصة بزواجهما لم يكن ينفردا بها في العمل الا نادراأما مساءا فكانت مكالمتها المعتادة والتي غدت بالنسة الى منة كطقوس يومية لا تستطيع النوم بدونها ولكنه لم تهاتفه هي ولا مرة فكان هو دائما الباديء بالاتصال وكان يمازحها قائلا أنه لن يغضب لعدم مهاتفتها له لعلمه بخجلها ولكن بعد عقد القرآن سيكون لكل حاډث حديث وقتئذ 
فرح الجميع لنبأ خطبتهما وباركوا لهما بفرحة من الاعماق فقد استطاعت منة اكتساب حب واحترام الجميع في تلك الفترة القصيرة التي عملت بها في المكتب 
أوشك الاسبوعين على الانتهاء واقترب موعد عقد القرآن والذي تم الاتفاق على أن يكون في مسجد الشهير وتمت دعوة جميع الاقارب من الجهتين لحضور عقد القران ثم بعد ذلك تمت اعداد وليمة كبيرة لأفراد العائلة المقربين فقط لدى منزل عبد العظيم والد منة ولكن حدث شيئين في تلك الايام القليلة التي سبقت عقد القرآن كانا عبارة عن مكالمة هاتفية و زيارة غير متوقعة كان لهما دور كبير في مجريات الأحداث بعد ذلك 
أما المكالمة الهاتفية فكانت بين عواطف والدة منة تدعو فيها شقيقتها الوحيدة سهام والمقيمة في الاسكندرية لحضور عقد قرآن ابنتها والتي ما ان علمت بالنبأ حتى سكتت مصډومة وعندما شعرت بدهشة عواطف شقيقتها لصمتها المباغت انتبهت من صډمتها وهنأتها بخطبة ابنتها وقالت في معرض حديثها ما أزاح النقاب عن صډمتها أول الأمر
مبروك يا عواطف يا حبيبتي انت عارفة منة غالية عندي أد ايه لو أقولك يمكن أغلى من رانيا بنتي 
أجابت عواطف بحنان
عارفة يا سهام طبعا وولادك غاليين عندي اوي ربنا يفرحك بشهد بنت رانيا وعقبال نادر ايه لسه مش ناوي نفرح بيه ابنك مش صغير يا سهام ساكتة عليه ليه دا احمد اللي أصغر منه بسنتين عاوز يخطب واحده زميلته في الشغل ومنة بتشكر فيها اوي قلنا بعد كتب كتاب منة ان شاء الله نروح نخطبها له 
زفرت سهام بيأس مطلقة تنهيدة عميقة وقالت
أعمل ايه يا عواطف مش بإيدي لو عليا نفسي أجوزه وأفرح بيه انهرده قبل بكرة انت عارفة هو ورانيا اللي طلعت بيهم أنا وشوقي من الدنيا لكن أقول ايه اللي كان عاوزها ومستنيها راحت لأبن حلال تاني بس على الله يكون يستاهلها بجد 
عقدت عواطف جبينها وقالت بحيرة
هو نادر كان حاطط عينه على حد
اجابت سهام بأسف
كان يا عواطف كان 
اجابت عواطف وقد بدأ عقلها يعمل سريعا على ربط المعلومات التى اخبرتها بها أختها بعضها ببعض
وانتو ليه ما فاتحتوش اهل البنت 
سهام بحزن على ابنها عندما يعلم بخطبة فتاة احلامه لغيره بل ودعوته هو ليكون شاهدا على عقد القرآن كما أخبرتها شقيقتها
كانت بتدرس واحنا عارفين انه باباها رافض أي كلام في الموضوع دا لغاية ما تخلص وسبحان الله لسه
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 117 صفحات