رواية بقلم منى لطفي
يسمعني ولا حاجه وفي نفس الوقت أهلك هيكون قلبهم جامد واحنا بنتكلم ولا حتى واحنا خارجين سوا
أجابت منة بتلعثم
طيب هتف سيف
طيب ايه
منة بخجل
طيب يا سيف طيب تأوه سيف عاليا وقال بحماس مندفع
من بكرة هكون عندكم علشان اقول لوالدك على المعاد لو بابا ماكانش مسافر بكرة كان جه معايا لكن للاسف الحاج والحاجة لازم يسافروا الصبح الحاج وراه مصالح مش هيقدر يعطلها انما ما قلتيش عاوزة شبكتك تبقى ايه
الشبكة دي زي بابا ما قال هديتك ليا تبقى على زوقك انت
سيف بحنان وحب شعرته في نبرات صوته
لو عليا انا عاوز أجيب لك أغلى وأجمل حاجه وبردو يبقى شوية عليكي والمهر زي ما باباكي قال اللي في مقدرتي وانا مش هبخل عليك بحاجه ابدا وبكرة بإذن لله هتفق مع باباكي في كل حاجه أنا رأيي كتب الكتاب يبقى عائلي يعني نكتب في المسجد انما الفرح نكون مرتبين له قبلها ليكي عليا أعمل لك أجمل فرح في مصر كلها ونعزم ان شالله حتى الدنيا بحالها ايه رأيك
اللي تشوفه
أنهت مكالمتها مع سيف بعد حديث طال لأكثر من ساعتين لا تعلم ما هذا الشعورالذي يغزوها كلما حاډثها سيف بصوته القوي الرخيم تشعر بدغدغة في مشاعرها لا تعرف لها إسما هي لا تعلم ان كانت قد تسرعت بالاستجابة لرجائه بتعجيل موعد عقد القرآن ولكن ما هي على يقين منه أنها بذلك تكون قد اتقت الشبهات فلا تشعر بالذنب اذا ما همس لها سيف ببضع كلمات جعلت أوصالها تغدو كالهلام كما حدث في نهاية مكالمتهما اذ همس لها بنبرة شجن وحنين
بحبك لينهي المكالمة تاركا اياها وقد شعرت بحرارة جسدها تكاد تقارب الاربعون وفوران في مشاعرها الداخلية وسخونة في وجهها حتى انها كادت تقسم أنه
غدا كثمرة الطماطم الناضجة تماما
اتفق سيف مع والدها على التفاصيل الاعتيادية الخاصة بزواجهما لم يكن ينفردا بها في العمل الا نادراأما مساءا فكانت مكالمتها المعتادة والتي غدت بالنسة الى منة كطقوس يومية لا تستطيع النوم بدونها ولكنه لم تهاتفه هي ولا مرة فكان هو دائما الباديء بالاتصال وكان يمازحها قائلا أنه لن يغضب لعدم مهاتفتها له لعلمه بخجلها ولكن بعد عقد القرآن سيكون لكل حاډث حديث وقتئذ
أوشك الاسبوعين على الانتهاء واقترب موعد عقد القرآن والذي تم الاتفاق على أن يكون في مسجد الشهير وتمت دعوة جميع الاقارب من الجهتين لحضور عقد القران ثم بعد ذلك تمت اعداد وليمة كبيرة لأفراد العائلة المقربين فقط لدى منزل عبد العظيم والد منة ولكن حدث شيئين في تلك الايام القليلة التي سبقت عقد القرآن كانا عبارة عن مكالمة هاتفية و زيارة غير متوقعة كان لهما دور كبير في مجريات الأحداث بعد ذلك
أجابت عواطف بحنان
عارفة يا سهام طبعا وولادك غاليين عندي اوي ربنا يفرحك بشهد بنت رانيا وعقبال نادر ايه لسه مش ناوي نفرح بيه ابنك مش صغير يا سهام ساكتة عليه ليه دا احمد اللي أصغر منه بسنتين عاوز يخطب واحده زميلته في الشغل ومنة بتشكر فيها اوي قلنا بعد كتب كتاب منة ان شاء الله نروح نخطبها له
زفرت سهام بيأس مطلقة تنهيدة عميقة وقالت
أعمل ايه يا عواطف مش بإيدي لو عليا نفسي أجوزه وأفرح بيه انهرده قبل بكرة انت عارفة هو ورانيا اللي طلعت بيهم أنا وشوقي من الدنيا لكن أقول ايه اللي كان عاوزها ومستنيها راحت لأبن حلال تاني بس على الله يكون يستاهلها بجد
عقدت عواطف جبينها وقالت بحيرة
هو نادر كان حاطط عينه على حد
اجابت سهام بأسف
كان يا عواطف كان
اجابت عواطف وقد بدأ عقلها يعمل سريعا على ربط المعلومات التى اخبرتها بها أختها بعضها ببعض
وانتو ليه ما فاتحتوش اهل البنت
سهام بحزن على ابنها عندما يعلم بخطبة فتاة احلامه لغيره بل ودعوته هو ليكون شاهدا على عقد القرآن كما أخبرتها شقيقتها
كانت بتدرس واحنا عارفين انه باباها رافض أي كلام في الموضوع دا لغاية ما تخلص وسبحان الله لسه