الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم حنان سليمان

انت في الصفحة 14 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

شفتيه فى ضيق وهو يناديها التقط تيشرت
وبنطال ارتداهم مسرعا وجرى ورائها 
لحق بها فى الحديقه بعدما وقفت وهى تزفر بصعوبة 
اقترب منها وقف صامتا ينظر اليها منتظرا ردة فعلها الا انها لم تفعل شئ سوى انها ظلت تنظر اليه بصمت 
قطع صمتهم قائلا ساكتة ليه اتكلمى او اصرخى او ارمينى بحاجة زى عادتك 
اجابته بهدوء انا عاوزة انزل بلدى وبكره 
وضع يده على راسه كى يهدأ قبل ان يقول 
سارى هو ده الحل من وجهة نظرك انك تهربى زى عيلة صغيرة بتتقمص من اقل حاجة 
اجابته بعصبية بتقمص من اقل حاجة انت شايف انى لما ادخل الاقى جوزى
قاطعها قصدك مراتى 
صافى بسخرية اسفه مراتك اللى فهمتنى امبارح بس ان طبيعه علاقتكم جامدة 
سارى پغضب انا بنى ادم واكييد ليا مش هقول زلات بس على الاقل لحظات ضعف وانا كنت متضايق ومش طايقك 
صافى پغضب اكثر اه فقلت لما ټنتقم منى فيها لا برافو 
سارى بنفاذ صبر انا زهقت من النكد ده ياصافى زهقت من الشد والجذب يابنت الحلال بلاش توصلينا لمرحله هتندمى عليها بعدين انا بحاول اقرب منك وانفذ لك كل طلباتك وانتى كل همك شغلك ومستقبلك وابن مش ابنك محسوب عليكى وخلاص
نظرت اليه بعتاب قبل ان تستدير مغادرة فامسك ذراعها قائلا جديا بلهجة بتوسل 
سارى بلاش تخسرينى ياصافى وتخسرى حبى ليكى انا عاوزك هنا اودام عينى كل لحظة وكل يوم عاوز اقوم من النوم الاقيكى اول ورهف لما وصلنا لمرحله اننا معرفناش نحب بعضنا فكنا بنهرب بالسفر للشغل او لعلاقاتى الكتير مع ستات عشان نهرب من علاقه فاشله وولادنا هما اللى دفعوا التمن لما اتحرموا منا انا عندى اربعين سنة يعنى مش هعيش اكتر من اللى عشته فهمتى ده وقدرتيه يبقى هتبقى على راسى انتى واهلك وحتى كريم عاندتى زى عادتك وقررتى تسافرى يبقى هحجز لك على اول طيارة راجعه فى مصر 
قالها وتركهت واقفه وحدها قبل ان يعود للداخل لحقت به بعد قليل دخلت حجرتها وظلت بها حتى الصباح
فى الصباح نزلت بحقائبها والجميع بالاسفل رمقتها هيفاء بنظرات فرح وشماته بينما تجاهلتها وعد كان اكثرهم تأثرا برحيلها هو رعد كان سارى قد غادر لعمله قبيل مغادرتها بدقائق كى لا يراها بعدما حجز لها تذكرة الطائرة ووصى على ان يقلها للمطار بعد رسالتها الاخيرة 
نظرت للقصر تتأمله من الخارج قبل ان تضع نظارتها الشمسية فوق عينيها ركبت السيارة وانطلق بها على خارجا من القصر 
الجزء التاسع عشر 
قضى يوما من اسوأ ايام حياته كان اكثر ايام حياته عصبية حتى ان موظفيه حاولوا تلاشيه قدر الامكان بعدما لاحظوا عصبيته الزائدة وصراخه الدائم وتوبيخه لهم حاولت هيفا التقرب منه خلال اليوم فى محاوله منها لاستغلال الموقف واخراجه مما فيه الا انه صدها بصرامة فإبتعدت فى هدوء 
عاد للبيت بخطوات ثقيله استقبله رعد على الباب بإبتسامه بشوشة قائلا له بفرح
رعد بابا مش هتصدق حصل ايه 
اجابه سارى بنفاذ صبر بعدين يارعد بعدين 
رعد يابابا اسمعنى بس 
سارى بعصبية وهو يتجه للاعلى قلت لك بعدين يارعد 
دخل غرفته رمى جاكيت بدلته بعصبية على السرير 
سمع صوتها من خلفه تقول بلهجة ساخرة 
صافى لو فاهم انى هفضل ألم وراك انتى والولاد هدومكم وحاجاتكم طول النهار تبقى بتحلم 
ا
ابتسم ساخرا يعنى حضرتك رجعتى لمصلحة 
اجابته وهى تقترب منه اكثر ايون عندك مانع 
سارى طب وشغلك ومستقبلك واهلك 
اجابته انا كلمت بابا قلت لهم همد اجازتى هنا شهر كمان لحد لما اسافر واقنعهم يجوا يعيشوا معانا اما بالنسبة للتهمة عبدالحميد فكلمته وانا فى المطار وطبعا عاش الدور عليا وقعد يكلمنى عن لايحه الاجازات
سمعا اليزا تبلغهم بموعد العشاء زم شفتيه فى ضيق وهى تضحك على منظره 
نزلا معا وهم يضحكان رمقتهم هيفاء بنظرات كره وهى تزفر بضيق تناولا العشاء جميعهم اقترح رعد ان يخرجا جميعا كى يريا صافى البلدة اعتذرت هيفاء لانشغالها وكادت وعد هى الاخرى ان تعتذر الا ان نظرة واحدة من سارى لها جعلها تتراجع 
تجولا بالمدينة وبالمولات ليصلا فى النهاية الى مدينة الملاهى ركبت صافى ورعد عدة العاب متنوعه بينما وقفت وعد بجوار ابيها تتفرج عليهم على مضض وهما يضحكان 
اجلسها والدها على كراسى استراحه وفى يده علبه فيشار كبيرة قائلا لها 
سارى بصى ياحبيبتى انا حابب اتكلم معاكى كلمتين وبعد كده اتصرفى زى ما تحبى 
وعد بضيق اتفضل 
سارى انا ملاحظ انك مش عاوزة تدى لنفسك فرصه مع صافى يعنى تقربى منها او حتى تتكلمى معاها واللى ملاحظه اكتر انك بتنصاعى لكلام حد او لتوجيهاته وكأنك لاغية عقلك 
وعد پغضب بابا ارجوك بلاش تفرض عليا حاجة او حد انا مش حباه حد ممكن يكون سبب مۏت ماما وانت ببساطه جايبها وعاوز تفرض وجودها علينا ونعتبرها امنا الثانية 
سارى بهدوء وحنان بصى ياوعد اولا صافى مالهاش اى علاقه بمۏت امك اطلاقا لان والدتك ټوفيت فى حاډث سيارة وكان السائق شخص اخر يعنى مش هى عشان اقول ساقت العربية وهى متعصبة منى مثلا فالحاډث حصل امك كانت راجعه من حفلة وكل الشهود اجمعوا انها كانت سعيدة وقضت وقت جميل مع صحباتها 
قاطعته وعد بس انت قبل سفرك لمصر وقبل مۏت مامى قلت لها على خبر جوازك 
سارى فعلا وقلت لها لو حابة ننفصل انا موافق وهى رفضت وقالت انه مش فارق معاها وانها هتكمل عشان الشكل الاجتماعى وانها عمرها ما حبتنى وانى كنت دايما ابن عمها وبس اظن انتى كمان فاكرة كل الكلام ده لانه حصل اودامك انتى واخوكى 
وعد بس انت جرحت مامى كتير يابابا 
سارى اكييد مش هنكر بس صدقينى يمكن لو مامتك اول جوازنا حبتنى وحاولت تحتوينى لو كانت اعترضت ولو مرة وانا بتجوز عليها واحدة
ورا التانية يمكن مكنتش هتجوز عليها اى واحدة من اللى اتجوزتهم دول انا وامك كنا ولاد عم وبس واهالينا فرضوا علينا الجوازة دى ومش هقول دى غلطه لانكم احلى حاجة حصلت لنا انا ووالدتك الله يرحمها واظن اننا حاولنا منقصرش معاكم 
وعد طب وخالتو هيفاء 
سارى بتمعن خالتو ست كبيرة وناضجة وذكية وعارفه عاوزة ايه وبتحسبها بعقلها كويس 
وعد وصافى 
نظر لصافى بابتسامه حانية وهو يراها تصرخ من الخۏف هى ورعد والارجوحه تعلو بهم للاعلى قائلا لوعد صافى دى شبابى اللى ضاع منى وانا بجرى ورا ستات غلط وشغل مبيخلصش صافى بتفكرنى بيكى عنيدة زيك وجريئة عقلها كبير بس طفله من جواها قادرة تسحبنى لدنيا حلوة اتحرمت منها من زمان انا هنصحك بحاجة ياوعد عيشى حياتك واستمتعى بيها عشان يجى يوم وهتندمى على كل لحظة فاتتك منه وزى ما بتحكمى عقلك حكمى قلبك برضه 
ابتسمت وعد قبل ان تسند رآسها على كتف والدها مد يده بالفيشار لها فأخذت منه 
بادرها قائلا ايه رأيك نجرب لعبه زيهم انا وانتى بس 
رفعت حاجبيها قائله بتحد اوك يلا بينا 
قضيا وقتا ممتعا وهم يجربان لعبة خطېرة عاد للبيت فى وقت متأخر وصلت اصوات ضحكهم تصل لهيفاء بالاعل نهضت قرب الباب وتنصتت فسمعت سارى وهو يستعجل ابنائه للدخول للنوم لتأخر الوقت 
وقف بباب غرفه صافى قائلا لها طيب ياحبيبتى اسيبك ترتاحى بقى النهاردة كان يوم طويل 
كاد ان يغادر الا انها امسكته من ياقته قائله بغيظ 
صافى احنا هنهزر بكره الخميس يعنى هتكون معاها تبقى الليله دى ملكى 
ابتسم وهو يدخل قائلا عنيدة 
وقفت قبالته على اطراف اصابعها كى تصل لطوله قائله بتحد
صافى بس بتحبنى برضه صح 
جلست بجوارهم فى صمت قائله 
صافى يضايقكم لو قعدت جنبكم
اجابتها هيفاء اصل عندنا صفقه مهمة ولازم نراجعها حالا واكييد مش هتفهمى حاجة مننا وهتزهقى 
تضايقت صافى من كلامها وكادت تنهض الا ان سارى امسك بيدها قائلا 
سارى لاء اقعدى احنا خلاص تقريبا خلصنا 
ابتسمت صافى بحب له قائله لاء انا هقوم اعمل لك قهوتك بإيدى اكييد محتاجها دلوقتى 
اجابها بحماس جدا فوق ما تتخيلى 
نهضت قائله قبل ان تغادر للمطبخ حالا ياحبيبى قصدى يا سارى
ابتسم لتلعثمها وعى تغادر امامه وعيناه تتابعانها فى حب بينما عينان هيفاء ترمقانه بنظرات مملوءة بالغيرة والحقد 
عادت صافى بعد وقت قصير ومعها فنجان قهوة وساندويتش جلست بجواره اطعمته قضمة من الساندويتش فى فمه قائله بآمر 
صافى كل الساندويتش ده الاول وبعده القهوة 
ابتسم وهو يمضغ ما حشرته بفمه قائلا ده على اساس
انك ادتينى فرصه ارفض او اوافق 
نهضت هيفاء لاجراء محادثه فإنحنى سارى ناحية صافى قائلا 
سارى وحشتينى الشوية دول 
سارة معتذرا معلشى ياحبيبتى شغل طارئ ايه مفيش اى حاجة حلوة بعد الساندويتش والقهوة 
انتبهت فكادت ان تنهض قائله 
صافى حالا ياحبيبى هجيب لك حاجة من المطبخ
غادرا معا للعمل بينما بقيت صافى فى البيت مع الاولاد احست بالملل يتسرب اليها رغم مكالمات سارى لهاعدة مرات 
احست ان هيفاء تعمدت ان تظهرها امامها وهى تلوح بها يمينا ويسارا اغتاظت صافى صعد سارى لغرفته كى يبدل ملابسه استعدادا للعشاء كما صعدت هيفاء هى الاخرى لغرفتها عادت صافى لمطالعه الجريدة مع رعد بفضول قائلة
صافى رعد هو مفيش دواء هنا مهدئ او منوم اصل انا مش عارفه انام بقالى كام يوم 
اجابها رعد بحماس اه فى دواء منوم تاثيره بسيط لو حباية واحدة ماما كانت جايباه الله يرحمها تحبى اجيبلك منه حباية 
اجابته بشغف اه ياربت بس لو حبايتين او تلاته يبقى كتر خيرك يعنى للايام الجاية بس يعنى رجاءا ماقولش لوالدك لانه پيتخانق معايا وبيرفض اخد اى ادوية 
رعد اه عارف طبعا ماهو ياما اټخانق مع ماما الله يرحمها بسبب المهدئات دى
احضر لها رعد الحبوب المنومه بعد وقت خلسة تناول الجميع عشائهم وسهر معا فى حديقه القصر امام حمام السباحة لعبت صافى الطاوله مع رعد بينما انشغلت رعد بمطالعه هاتفها فى حين اكتفى سارى بالاستماع لاغانى ام كلثوم فى انسجام وهو يراقب الجميع بعدما اعدت له صافى فنجان قهوة لذيذ من يدها كانت هيفاء قد اعتذرت عن الانضمام لهم بعد العشاء وصعدت لغرفتها 
نهض سارى قرب منتصف الليل معتذرا من الجميع للصعود لغرفته للنوم نهضت صافى قبالته قائله بلهفه 
صافى حبيبى بتمنى لك ليله سعيدة ياقلبى 
قالتها وهى تقبل خده وهو مندهشا مما تفعله
تابعته وهو يدخل الفيلا بنظرات غيرة 
كانت هيفاء قد انسحبت مبكرا بعد العشاء اعدت نفسها برداء نوم قصير ومثير بعدما اشعلت الشموع ذات الرائحه الجميله فى ارجاء مكان مع موسيقى هادئه مريحه للاعصاب سمعت طرق سارى على الباب فرشت عطرها المفضل وفتحت له بلهفه دخل ونظر اليها والى المكان فى اندهاش أحس برأسه تدور حتى كاد ان يسقط فأمسكته واسندته حتى وصل للسرير مسك برأسه قائلا 
سارى هى الدنيا بتلف بيا ولا ايه انا مش قادر
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 25 صفحات