رواية رحمة السيد
الشغل وخدت اذن ومشيت هي لمياء لسه ماجتش من الشغل
هزت جنة رأسها نافية ثم سألته جنة في نبرة بريئة مشفقة
لأ لسه طب تحب أعملك عصير مانجا يروقك شوية
ليهز الآخر رأسه نافيا بحروف متلكئة غريبة لم تلحظها جنة
خليهم اتنين وتعالي اقعدي معايا شوية.
اومأت جنة موافقة برأسها وبالفعل توجهت للمطبخ لتبدأ في اعداد عصير المانجا بينما إيهاب كان نصف وعيه حاضر والنصف الآخر غائب بسبب المخډرات التي لم يستطع الإقلاع عنها...!!
اتفضل.
نهض إيهاب متوجها نحو أقراص المنوم التي كان يلجأ لها مؤخرا بسبب الاضطرابات النفسية التي باتت تلازمه أمسك بالأقراص وكاد يضعها في فمه فسقطت العلبة من يده بحركة مباغتة فلم تتردد جنة وهي تنحني بحركة تلقائية لتلتقط العلبة اما عيناه التي أخذت تتفرسها بنظرات ذكورية بحتة توحي بالقذارة التي تعبئ فكره الان...
فوجد نفسه بدلا من أن يأخذ هو القرص يضعه في كوب العصير الخاص ب جنة التي استقامت بعدها تعطيه العلبة هامسة
اومأ إيهاب مؤكدا برأسه وتقريبا لم يكن يدرك كليا علام يؤكد ولكنه انتبه لها نوعا ما وهي تتنحنح لتخبره
طب هاسيبك ترتاح انا وهروح أكلم واحدة صحبتي وأنام.
ولكنه أوقفها بقناع التودد المصطنع الذي غطى ملامحه الملتوية ظ احتلته كليا فكان هو كالعبد لها في تلك اللحظات
أقعدي طب معايا شوية نتفرج على الفيلم ده وبعدين ادخلي انتي عرفاني مبحبش أقعد لوحدي.
تمتمت بها في حرج وهي تومئ برأسها موافقة على مضض..
وبالفعل جلست جواره وبدأت تندمج مع الفيلم وهي تتناول كوب العصير في هدوء كما يتناوله هو ولكن عينيه لم تكن منتبهه مع الفيلم بل كانت منتبهه كافة الانتباه مع أقل حركة من جنة والحماس يوخز جلده الملتهب .
شيئا فشيء بدأت جنة تشعر برأسها يثقل والدوار يداهمها... ثم بدأ الوعي يعلن إنسحابه من ساحة عقلها ببطء....
أنفاسه بدأت تزداد شيئا فشيء بأثارة تفقدت بقوة بين عروقه وهو يخلع عنها ملابسها بلهفة مقززة...
وكان أخر ما رأته صورته القڈرة التي باتت أسوء كوابيسها... قبل أن تفقد الوعي تماما.... وكم كانت ممتنة لفقدان الوعي ذاك..
.....................................................
عادت لواقعها بشهقات متتالية وكلها ترتعش پعنف مع ارتجاف كافة خلاياها في تلك اللحظة وتلك الذكريات السوداء تعود لتنبثق من رحم الماضي الذي تتمنى لو تمحيه للأبد
ربما ذلك اليوم مر وانتهى... ولكنه ترك في أعماق روحها وصمة سوداء كلما مرت عليها الأيام تكويها لتذكرها بوجودها...
نظرت جوارها لتجد عمار حاله لا يقل سوءا عنها كان في تلك اللحظة يعاني ڼزيف روحي داخلي.. ڼزيف في روحه.. كرامته.. ورجولته يزداد ويستهلك روحه مع كل حرف يخرج منها.... لم يكن يتخيل يوما أن الزمان قد يفتح فيه ندبة عميقة ستظل ټنزف وربما لن تزول..!
فلم يشعر بدموعه التي لم تقف كثيرا أمام سيطرة عقله فانسابت من أسفلها لتهبط بنشيج مكتوم .. وكم كان ممتن لأنها لم تخبره ولا تتذكر تفاصيل أكثر سوادا وقسۏة مما سمع ولم تعشها هي..!
نهض بعد دقائق معدودة ليمسح دموعها پعنف ثم إلتقط مفاتيحه وهاتفه ليغادر دون أن ينطق بحرف فلم يكن الموقف يحتمل أي كلمة من الأساس.
بعد مرور ثلاث أيام....
ثلاثة أيام كان عمار فيهم منعزل نوعا ما عنها وكأنه لازال محپوس في قوقعة ما سمع منها وما عاشه خلال الأيام الماضية فلم يستطع الخروج من تلك القوقعة ولا يستطع التعامل معها كالسابق وروحه معطوبة!
وهي لم تكن تحتمل ذلك التباعد بينهما قلبها يئن بالتوووق الدفين له صحيح أنه حينما تتحدث معه يرد بهدوء على حسب السؤال او الطلب ولم يعد يلقي الاهانات على مسامعها... ولكنه ليس عمار الذي تعرفه !
بدا وكأنه يتهرب منها.. من التعامل معها كلما عاد من عمله لا يكمل النصف ساعة ليغط في النوم او ربما هكذا يتظاهر !!...
وما إن عاد من عمله هذا اليوم كانت هي له بالمرصاد جالسة في منتصف الصالون.. لن تسمح لتلك الفجوة أن تزداد أكثر بينهما...
دخل عمار من باب المنزل ليلقي التحية بصوت رخيم هادئ وهو يرميها بنظرة عابرة وكأنه يمر من شارع وليس زوج يرى زوجته بعد يوم طويل شاق من العمل
السلام عليكم عامله إيه يا جنة
اومأت برأسها في هدوء وأجابت
كويسة الحمدلله.
اومأ عمار برأسه وكما توقعت أردف بهدوء معلنا إنسحابه
أنا هدخل اخد دش وأنام عشان تعبان.
فأوقفته جنة تسأله بأمل طفيف قټله اجابته
طب مش هتتعشى معايا أنا مستنياك نتعشى سوا.
ليهز رأسه نافية وأجبر شفتاه على الالتواء بشبح ابتسامة وهو يستطرد
معلش فعلا مرهق وأكلت في الشغل إتعشي انتي اوعي تنامي من غير عشا.
ثم استدار وكاد يغادر متوجها لغرفة الأطفال ولكنها أوقفته مسرعة تنادي بأسمه ليلتفت لها فوقفت أمامه مباشرة مسبلة أهدابها تسأله بحروف مرتعشة وكأنها ستعود لملجأها الوحيد ألا وهو البكاء
هو أنت مش مصدقني يا عمار
ليهز رأسه نافيا وراح يقول في صدق
لأ مصدق يا جنة مين قال كده
بللت جنة طرف شفتاها بتوتر ومن ثم تابعت بنبرة مخټنقة
أصل أنت تقريبا مش بتكلمني ولسه بتعاقبني وبتكسرني ببعدك عني مع إنها حاجة أنا مليش ذنب فيها.
ليتنهد عمار بعمق ثم رفع إبهامه يمسح ببطء ورقة الدمعة التي فرت هاربة من عيناها ثم بدأ يملس على وجنتها في حنان وهو يهتف بصوت أجش يميل للحنان الذي افتقدته جدا
أنا مش بعاقبك على حاجة يا جنتي أنا عارف إنك ملكيش ذنب ولسه عايزك ومش عايز ست غيرك في حياتي.
ثم ابتعد عنها قليلا يزفر بصوت مسموع كان علامة على كتمانه لأكثر مما يخرج من بين شفتاه ثم أغمض عينيه بقوة وهمس بقلة حيلة
بس مش قادر أتخطى الحاجز النفسي اللي بينا بحاول بس مش قادر.. صعب اديني فرصة أفوق وأقدر ابدأ معاكي من جديد.
اومأت جنة برأسها موافقة بلهفة عاجزة عن أي رد فعل غير ذلك... ثم أمسكت كف يده وبحركة مباغتة طبعت قبلة رقيقة على باطن كفه كمداعبة فراشة لكفه الخشن ثم همست بصوت رقيق مبحوح
حاضر بس عشان خاطري متقساش عليا كتير وأفتكر إني مليش ذنب وإني اتوجعت ومازلت