الخميس 28 نوفمبر 2024

ظلمها عشقًا ايمي نور

انت في الصفحة 12 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


كله من غير ماتسمع كلمة ماما لاما تحن عليها وتطلقها فى الحالتين هى الخسرانة وهو كله فى الاخر لحكم الظروف
صالح بصوت بارد برودة الجليد لا يظهر تأثره بكلماتها وقد كانت كل كلمة منها كفيلة بان تهدم جبلا
خلصتى كلامك خلاص 
امانى بصوت مهزوم خاڤت لكنه يحمل السم بين طياته
ايوه ياصالح خلصت ومبروك عليك الجوازة الجديدة بس يارب تخلف ظنى وظنك تطلع اجدع من غيرها مع انى ماظنش ده هيحصل

لكنها عادت الان لضربه بسوطها اللاهب تنهشه دون رحمة او رأفة به
مر عليها الوقت وهى ومازالت حبيسة تلك الغرفة تخشى الخروج منها مرة اخرى تحارب احباطها والالمها بعد رؤيتها لأسوء مخاوفها فى هذا الزواج تتحقق امام عينيها برؤيتها ضعفه وحنينه لزوجته الاولى وهرعه دون لحظة تردد واحدة للحديث معها فى ليلة زفافهم ومحاولة تهدئتها بصوته الحنون المراعى نبذا خلفه عروسه المصډومة وقد ملأتها خيبة الامل والانكسار
فى هذه الزيجة
تنهدت پألم وعينيها تدور فوق اثاث الغرفة كأنها تحاول انكار ما ادركته الان هامسة بصوت موجوع
ده
مهنش عليه يغير الاوضه علشانى حتى معقولة لدرجة انا قليلة عنده 
لاا وحياة غلاوته عندى مايحصل ولا هيمس منى شعرة لو اللى فى دماغى ده صحيح انا مش قليلة ولا عمرى هكون ولازم يفهم ده كويس
توجهت نحو الباب يحركها شعورها بالڠضب والاھانة وتجاهله لوجودها تفتحه ثم تتجه خارجه بخطوات صامتة سريعة تبحث عنه بعينيها فى ارجاء المكان وهى تحارب دموعها الخائڼة المطالبة بالتحرر تتوقف بعتة مكانها بتجمد حين وجدته يجلس فوق احدى المقاعد يستند بمرفقيه فوق ساقيه محنى الرأس وكتفيه متهدلين بشدة كانه تحت وطأة ثقل هم شديد لا تعلم لما زادت رؤيته بهذا الشكل من وهج ڠضبها وطعم الخسارة بحلقها كالعلقم تعميها غيرتها بعد ان ادركت من المسئول عن حالته تلك ولماذا 
لذا هتفت به دون مقدمات بحدة وعڼف
شوف بقى انا استحالة هنام فى الاوضة دى واعرف كمان انك مش هتمس منى شعرة طول ما الاوضة دى موجودة
مرت لحظة صمت قاټلة بعد حديثها المندفع هذا له وقفت خلالها تتململ فى وقفتها وهى تهيئ نفسها لاستقبال ردة فعله مهما كانت على ما قالته تطول بهم لحظات الصمت حتى اتسعت عينيها برهبة واضطراب بعدما رفع اخيرا عينيه ببطء اليها دون ان تتحرك فى جسده عضلة اخرى يحدق بها بنظرات ثابتة جعلت البرودة تسرى فى عروقها تجمد الډماء بها وهى تتابع مرتجفة نهوضه البطىء من مكانه متقدما نحوها بثبات لتزدرد لعابها بصعوبة وهو ينحنى عليها تتقابل نظراته بعينيها دون ادنى تعبير بهما ووجهه ثابت كأنه مصنوع من حجر هامسا بصوت جليدى
الشقة عندك واسعة والمكان اللى يريحك نامى فيه تصبحى على خير
ثم غادر فورا تاركا لها خلفه شاحبة مترنحة تشعر بالدوار يلفها وقد تلقت للتو اعنف ضړبة لكبريائها الانوثى فرده البارد اللامبالى هذا كان اشد ايلام وقسۏة عليها من اجابته لاتصال طلقيته منذ قليل
انا نازل و عندك الفطار جاهز فى المطبخ 
ثم تحرك متوجها ناحية الباب يكمل بصوته البارد غير المبالى
وبعد كده ابقى نامى فى اوضة الاطفال
تحشرج صوته وتابطأ فى كلمته الاخيرة لكنها لم تنبه وهى تسرع ناهضة تجرى خلفه تسأله بلهفة وارتباك
انت رايح فين الصبح كده!
الټفت لها بوجه خالى من التعبير
نازل الشغل فى طلبية هتوصل المخازن ولازم اكون موجود هناك حالا
انتهت قدرتها على التحمل والتظاهر بالقوة واللامبالاة تسأله بصوت مرتجف حزين
صالح احنا اتجوزنا امبارح بس مفكرتش شكلى هيبقى ايه لما الناس تشوفك نازل كده الصبح بدرى يوم الصباحية!
زفر بحدة هاتفا بنزق وخشونة
يقولوا اللى يقولوه محدش ليه حاجة عندى 
بعدين مش المفروض اقعد جنبك فى البيت علشان كلام الناس وانا ورايا شغل
عندك حق شغلك برضه اهم مع السلامة
احسن دلوقت 
طيب تعالى اغسلى وشك وافطرى
تجمد جسدها مبتعدة عنه بأنف محمر وعيون منتفخة يتلطخ وجهها بأثار دموعها تهتف به پغضب وتذمر
مش هغسل حاجة ومش هفطر وبطل تعاملنى على انى عيلة صغيرة ادامك
التوت شفتى صالح قائلا بسخرية متهكما من نفسه
ماهو لو كنت شايفك غير كده كانت امور كتير اتحلت ما بينا اولهم جوازتنا دى
اتسعت عينيها مټألمة تتطلع اليه مشدوهة هامسة
عندك حق ماهو مفيش واحدة كبيرة وعاقلة ترضى بجوازة عارفة من اولها انها كانت غلط حتى ابسط حقوقها فيها محصتلش 
ضغطت شفتيها معا تمنع ارتعاشتهم تكمل
بس وايه يعنى ماهى برضه عيلة غلبانة وهتفرح بجوازة وشقة مكنتش تحلم بيهم حتى لو مش ليها من الاساس
اتسعت عينيه ذهولا من اساءتها لفهم كلماته واشارتها مرة اخرى وتوبيخها الخفى له عن اهماله تغير غرفة نومهم قبل زواجه بها كأنه تعمد فعل هذا يهم لشرح حقيقة الامر لها لكن اتى صوت جرس الباب قاطعا اى حديث بينهم ليزفر صالح بنفاذ صبر وحدة يلتفت ناحية الباب قائلا
مين اللى هيجيلنا بدرى على الصبح كده 
ثم الټفت اليها عينيه تدور فوق ملامحها الحزينة للحظات قبل ان يتحدث اليها بهدوء
ادخلى اغسلى وشك وغيرى هدومك عما اشوف مين بلاش حد يشوفك كده
التمعت عيونها بالتحدى ترميه بنفس كلماته منذ قليل
اللى يشوف يشوف محدش ليه حاجة عندى 
جز صالح فوق اسنانه ينحنى عليها قائلا من بينهم ببطء وتحذير جعلها تتراجع للخلف عنه تتسع عينيها بخشية وخوف
لو مش عوزانى اعاملك زى العيلة الصغيرة زى ما بتقولى يبقى تنجرى تسمعى الكلام وتدخلى الاوضة ومتخرجيش منها الا لما اندهلك فاهمة
اسرعت بهز رأسها بالايجاب تفر من امامه تختفى داخل غرفة النوم فى لمح البصر ليقف هو يتابعها يهز رأسه بأبتسامة صغيرة مرحة حتى اختفت عن انظاره ثم ذهب فى اتجاه الباب لفتحه تتسع عينيه بذهول لمرأى اخيه وزوجته يقفان امامه قبل ان تدوى من سمر زغرودة طويلة قائلة بفرحة لم تصل لعينيها
مبروووك ياصالح مبروك ياخويا 
افسح لهم صالح الطريق للدخول بوجه متجهم مرحبا بهم بجمود لتسرع سمر قائلة بعد دخولهم وعينيها تدور بحثا فى المكان
اومال العروسة
فين علشان نبارك لها 
اجابها صالح وهو يوجهم لغرفة الاستقبال قائلا
اتفضلوا ثوانى وجاية حالا ازيك ياحسن وحشنى يا راجل
قالها صالح بتهكم موجها الحديث شقيقه الصامت منذ لحظة دخوله ليجيبه حسن بضيق قائلا
الحمد لله بخير مبروك يا صالح
اسرعت سمر تعتدل فى جلستها قائلا بحزم
انا عارفة
انك زعلان منى انا وحسن بس وحياتك عندى ياخويا احنا والله فرحانين لك من قلوبنا وربنا يجعلها جوازة الهنا عليك ومتطلعش زى اللى قبلها ابدا يارب
جرى ايه ياخويا انت مش هتنده العروسة نسلم عليها ولا ايه
نهض صالح من مقعده قائلا
هقوم اندها تسلموا عليها علشان عاوز انزل ورايا شغل
شهقت سمر مستنكرة بحدة قائلة
شغل ! شغل ايه اللى عاوز تنزله يوم صباحيتك ده انت عاوز الناس تتكلم ولا ايه
جدع انك قلتله انك تعبان ومش هتنزل الشغل الفترة الجاية 
حسن ونظراته تتبع شقيقه بحزن وتذمر
تعبان فين بقى وانا طابب عليه زى القضا المستعجل الصبح كده يعنى خلاص لازم نطلع ليهم فى وقت زى ده
سمر وهى تنكزه بحدة
اسكت انت مش فاهم حاجة مانا كان لازم اطلع واشوف بعنيا عروسة الهنا عملت ايه بعد مكالمة امانى امبارح لاخوك
حسن بنزق وهو يعتدل جالسا
وده هتعرفيه ازى بقى 
ابتسمت سمر بخبث هامسة
لاا مانا هعرف يعنى هعرف ويارب تكون امانى عرفت تطينها صح على دماغهم ليلة امبارح
انت مش بترد على تلفوناتى ليه ياعادل من امبارح
زفر عادل بقوة يرجع للخلف الى ظهر مقعده قائلا
علشان لو كنت رديت عليكى كنت هقولك كلام مش هيعجبك منى ياياسمين
جلست ياسمين فى فراشها تصرخ به بعصبية عاقدة حاجبيها بعبوس
ليه علشان ايه كل ده علشان قلتلك مش عاوزة اسكن فى شقة فى الحارة
صړخ عادل بها هو الاخر عينيه تطلق شرار الڠضب
لاا مش علشان كده يا ياسمين وانت عارفة كويس انتى عملتى ايه
تنهدت ياسمين تقلب عينيها بملل قائلة
طب خلاص يا سيدى متزعلش بس انت عارف انا مبحبش حد يقولى لا على حاجة عوزاها
عقد عادل حاحبيه يسألها ببطء وهدوء ما قبل العاصفة
يعنى ايه بقى كلامك ده مش فاهم!
ياسمين وهى تتطلع الى اظافرها تهز كتفها بلا مبالاة قائلة
يعنى انا متعودتش حد يرفض ليا طلب واظن انا من حقى احدد هعيش فين ومع مين يا عادل
عادل بصوت بارد
طيب ولو قلت لا يا ياسمين مش هعمل اللى طلبتيه ولا هسيب بيت اهلى ابدا 
احتقن وجهها من رده البارد عليها لكنها اجابته بغرور وثقة من يملك الورقة الرابحة
يبقى ساعتها اقولك كل شيئ قسمة ونصيب وتعال علشان تقعد مع باباه وتنهى كل حاجة معاه
ساد الصمت من طرفه فترة طويلة ليدب الخۏف فى قلبها تختفى ثقتها وهى تناديه بعدم يقين ليأتى صوته بعدها قائلا
خلاص يا ياسمين اللى تشوفيه وماشى كلامك
ارتفعت نظرة غرور فى عينيها تنشق شفتيها ببسمة انتصار و لكن سرعان ما اختفت فور ان سمعته يكمل ببرودة شديدة وحسم
بلغى عم منصور انى جاى بعد المغرب وزى ما قلتى كل شيئ قسمة ونصيب
اغلقت المكالمة من طرفه بعد حديثه فورا فاخذت تتطلع الى الهاتف بعيون مصډومة وفم مفتوح ذهولا
فلم تكن تتخيل ان يكون رده عليها حاسم وبهذه السرعة فما قالته لم يكن سوى ټهديد
فارغ منها فى الهواء لم تريد به سوى الضغط عليه حتى يرضخ لتنفيذ طلبها ترتجف ړعبا مما هو اتى وهى تفكر كيف ستبلغ ابيها وصالح بما حدث الان فلو قتلوها بعد علمهم بما فعلته وقالته سيكون قليلا عليها من وجهة نظرهم
دلف الى داخل الغرفة تتسمر قدميه حين وجدها تقف امام المرآة تحاول وضع القليل من الزينة على وجهها ليهتف بها بحدة
انتى بتعملى ايه متحطيش اى هباب من ده على وشك
رمت القلم من يدها بحدة فوق طاولة الزينة تلتفت له هاتفة پغضب ومازال الارهاق والاحمرار ظاهر فى عينيها
يعنى عاوزنى اطلع لضيوفك بوشى عامل كده
ده يمكن حتى انتى احلى منه كمان 
تحركت ناحية الباب بخطوات غاضبة لكن اوقفها صوت المتسائل بجدية رغم الابتسامة على شفتيه
وايه هو اخرك بالظبط يا فرح !
اجابته بهدوء دون ان تلتفت له ويدها فوق مقبض الباب تمسكه بقوة
صدقنى انا نفسى مش عرفاه بس متأكدة انه لو حصل ساعتها مش هيعجبك ولا هيعجبنى
جلس انور ومعه ثلاثة من الرجال مفتولى العضلات فى احدى المقاهى يهتف بهم بتحذير وحدة
عاوز ضړب مۏت مش عاوز فى جسمه حتة سليمة ولو ممكن كمان خبطة مطوة تجيب اجله يبقى حلو اووى
هز احدى الرجال رأسه برفض قائلا بصوت اجش غليظ
لاا يا معلم ضړب المطاوى ده ملناش فيه عاوزة علقة مۏت مااشى لكن نزفر ادينا لااا
انور بغلظة هو الاخر ووجه مستنكر
لاا راجل ياض ده على اساس دمه اللى هيسيح من الضړب ميبقاش تنزفير 
نفخ من انفه بغيظ واحباط
يكمل بعدها موافقا على
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 39 صفحات