وردتي بقلم ميار خالد
و بالرغم من
صعوبة اليوم عليها
مرت من الساعات و هي علي تلك الحالة و لكن بعد فترة طويلة شعرت بهطول خفيف نائم
ورد اكيد بليه زمانها مړعوپة دلوقتي هروح اطمن عليها و ارجع
بسرعه
نهضت ورد من مكانها بتوتر و بحثت عن مظلة في أرجاء الغرفة حتي وجدت واحدة فخرجت
كريم و عندما دققت أكثر اتضح أنه صابر والده و المطر يغرقه !! فزعت ورد بشدة ثم ركضت سريعا الي غرفته و دلفت إليها و اتجهت الي الشرفة لتجده مبلل بالكامل و يرتعش من
ورد مين اللي سابك برا كده ! يارب ما تتعب الجو وحش اوي
كان صابر يرتعش بشدة نظرت ورد حولها بتوتر و اتجهت الي دولابه فتحته و أخذت منه بعض المناشف لتضعها عليه و حاولت أن تجففه قليلا و بدلت له ملابسه حتي لا يمرض و
لينظر لها صابر بإمتنان و شكر فابتسمت ورد و نهضت من مكانها و وصلت إلي المطبخ بعد محاولات فاشلة فالبيت كبير جدا بالنسبة لها دلفت إليه لتجد هنا ابنة فتحية جالسة في إحدى
هنا أصل مروة هانم لما بتشوفني بذاكر بتزعقلي عشان كده خۏفت تكوني زيها
ورد مش من حقها تزعقلك اصلا ده مستقبلك و انتي اللي ادرى بيه و متقعديش علي الارض ضهرك يوجعك في ترابيزة اهي ارتاحي عليها
نظرت لها هنا بتعجب نوعا ما لتضحك ورد مالك في ايه
هنا انتي طيبة اوي مش محتاجه حاجة اعملهالك طب
و هنا ضړبت هنا رأسها پصدمة و قالت صابر بيه !! ده انا نسيته في البلكونه كنت المفروض ادخله من بدري
الكاتبة ميار خالد
ورد بعد ايه بقى ده اخد المطره كلها عليه
هنا قالت پخوف و توتر شديد ينهار ازرق عليا ده كريم بيه هيبهدلني ولله انا نسيت اصل ورد اهدي المهم اني لحقته قبل ما يتعب و يا ستي مش هقول لحد انك السبب اهم حاجه تذاكري بس و لما ماما ترجع خليها تيجي تكلمني
ثم أخذت الحساء و خرجت من المطبخ و اتجهت الي غرفة صابر و أطعمته الحساء ليطمئن هو و بعد لحظات غط في نوم عميق و لاحظت ورد هدوء المطر قليلا لتغفو هي علي إحدى المقاعد
بالغرفة بجانبه و بعد فترة قلقت لتصحو من نومها و نظرت إلي صابر لتتفحصه و لكنها عندما وضعت يدها علي وجهه فزعت بشدة بسبب ارتفاع درجة حرارته !! فذهبت سريعا و حضرت له وعاء من الماء البارد و به قطعتين قماش و وضعت أحدها علي رأسه و ظلت هكذا طوال الليل حتي غفوت بجانبه
استيقظ كريم من نومه و نهض من مكانه و نظر حوله و لكنه لم يجد ورد في الغرفة فتوقع أنها قد ذهبت لتطمئن علي اختيها و كعادته كل يوم اخذ مش سريع و ارتدي ملابسه و ذهب ليطمئن علي والده و لكنه عندما دلف الي الغرفة صدم بشدة حين وجد ورد جالسة أمام أبيه علي إحدى المقاعد و بيدها قطعة القماش و القطعة الأخرى علي رأس أبيه
دخل الي الغرفة و اغلق الباب خلفه و ظل واقف مكانه للحظات ليتابع ما سيحدث تململت
و اخيرا و رجع لحالته الطبيعية
ورد تنفست براحة و قالت الحمدلله
و نهضت من مكانها
بهدوء و أخذت وعاء الماء من جانبه و اتجه كريم لها بهدوء و جاء
ورد ايه شغل الحرامية ده مادام ما انت في الاوضة متكلمتش ليه حد يخض حد كده قلبي كان هيقف
كريم كنت لسه هتكلم انتي اللي
لفيتي و اټخضيتي
ورد عايزني اعمل ايه يعني و انا فجأة لقيتك قدامي كده
و
تبتعد عنه سريعا بتوتر و لاحظ كريم توترها هذا ثم حول نظره الي ابيه النائم في سريره
بتعب و كرسيه المتحرك التي لازالت توجد عليه قطرات من الماء
كريم بقلق في ايه بابا ماله !
ورد امبارح كان في شتا جامد اوي و انا مجاليش نوم فروحت اطمن علي بليه عشان هي
پتخاف اوي من صوت الرعد و ساعتها شوفت عم صابر في البلكونه و غرقان من المايه فلحقته بسرعة و دخلته و اهتميت بيه و بعديها جاله دور سخونيه فسهرت جمبه هو دلوقتي بخير يعني
متقلقش
كريم بفزع ايه !! و مصحتنيش ليه
ورد مرضيتش اقلقك
اتجه كريم إلي والده و وضع يده علي وجهه يتحسسه ليجد حرارته طبيعيا فنظر إلي ورد بشكر
كريم شكرا
اوي يا ورد انا والدي اهم شخص في حياتي اللي انتي عملتيه ده هفضل فاكرة طول عمري لولا وجودك مش عارف حالته كانت هتبقي ايه خصوصا أن
مناعته ضعيفة اوي شكرا
ورد بتشكرني ليه انا معملتش حاجه اكيد يعني كان لازم اساعده و دي مش جدعنه مني ولا حاجه ده واجب عليا و حتي لو كان اي حد مكانه حتي لو عدوي هساعده
ابتسم لها كريم ثم قال طيب روحي ارتاحي شوية اكيد سهرتي طول الليل
ورد لا مفيهاش نوم خلاص صباح الخير بقى
كريم هو صباح الخير فعلا
ابتسمت له ورد و لكن سرعان ما تذكر والده مرة أخرى ليقول بعصبية
كريم ثانية بس ايه اللي خلى بابا كل ده في المكان ده المفروض كان يدخل من بدري ! فين فتحية
و جاء ليخرج و لكن ورد امسكت يده سريعا لتمنعه
ورد بالله عليك يا بيه ما تعمل مشاكل الحمدلله اني كنت موجودة في الوقت المناسب و هو دلوقتي بخير متكسرش بخاطر حد
و هنا جاءت فتحية و دلفت الي الغرفة و كانت تتعامل بشكل طبيعي و كأن لم يحدث شئ
فتحية صباح الخير يا كريم بيه دلوقتي معاد فطار صابر بيه
و قبل أن يتكلم كريم ضغطت ورد علي يده ليسكت و قالت ورد سريعا
ورد طيب حطي الفطار يا فتحية و امشي
فتحية و مين هيأكله يا ورد هانم
ورد انا انا اللي ههتم بعمي صابر من النهاردة
نظر لها كريم بتعجب و قالت فتحية
فتحية ليه يا ورد هانم ما انا موجودة
ورد كتر خيرك انتي شايلة البيت كله و البيت كبير ماشاء الله و عم صابر محتاج رعاية برضو عشان يخف و يقف على رجله من تاني سيبي مسؤوليته عليا
فتحية نظرت لها بحنان و احترام و قالت الله يجبر بخاطرك يا بنتي
و جاءت لتخرج من الغرفة و لكن ورد قالت
ورد استني عايزاكي في موضوع
الكاتبة ميار خالد
لتقف فتحية مكانها و سحب كريم ورد بعيدا في ركن في الغرفة ليقول
كريم ورد انتي مش شغالة هنا بابا انا هعينله ممرضة تهتم بيه لكن متشيليش مسؤوليته كلها دي مش مهمتك
ورد انت ليه أخدها كده بالعكس انا حابه اهتم بيه جدا و حاجة تانية عايزاك تعرفها اني مش متعودة علي القاعدة كده من غير ما اعمل حاجة انا متعودة علي الشغل و الحركة يمكن لما اهتم بيه ده يخفف عني شوية و انا مش بشيلك جميلة ولا حاجة دي حاجة بإرادتي انا
كريم نظر لها بطريقة مختلفة تلك المرة و احب طيبة قلبها تلك ليبتسم لها
ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يهتز في مكانه
كريم شكرا
ورد مش هقولك العفو عشان دي مش خدمة بعملهالك و يلا بقى خلينا نشوف شغلنا
كريم ضحك عليها ماشي يا ستي انا هستناكي تحت غيري هدومك و تعالي عشان تفطري و هبعت اجيب ريم و بسملة كمان
ورد بفرحة بجد !! حاضر مش هتأخر
ثم خرج كريم من الغرفة و اتجهت ورد الي فتحية التي لازالت واقفة مكانها
ورد بصي يا فتحية ده اول طلب اطلبه منك
فتحية اؤمري يا ورد هانم
ورد اولا بلاش هانم دي قوليلي ورد عادي
فتحية مينفعش يا هانم
ورد ولله لو قولتيلي هانم تاني دي لازعل منك بجد
ابتسمت فتحية بحرج
ثم قالت بصعوبة ماشي يا ورد
ورد أيوة كدة تاني حاجة بقى بخصوص هنا بنتك
سرى الخۏف في أوصال فتحية لتقول بقلق
فتحية عملتلك ايه بس دي غلبانه ولله متقص
ورد استني بس خليني اكمل من هنا و رايح هنا مش هتعمل ايه حاجة في البيت خليها هي في مذاكرتها بس و ياريت متطلبيش منها أي حاجة
فتحية هي اشتكتلك
ورد لا بس
انا شوفتها امبارح و هي بتذاكر على الارض و اضايقت عليها خليها تركز في دراستها و مستقبلها ده اهم حاجة لأي بنت و ادعميها و لو محتاجه حد تاني يساعدك قوليلي و انا
هحل الموضوع ده
فتحية الله يخليكي يا ورد ولله
ده ربنا بيحبنا عشان بعتك لينا ربنا يجبر بخاطرك و يسعدك انتي و كريم بيه و يبعد عنك كل شړ
جاءت ورد
لتتكلم ولكن جاء صوت من جانبهم
و انا بقي الشړ يا فتحية مش كده !
نظروا بجانبهم سريعا ليجدوا مروة أمامهم بتألقها المعتاد و اتجهت لهم بتكبر
فتحية لا ولله يا هانم مش قصدي
مروة نظرت لها بتكبر و
قال روحي شوفي شغلك يلا
لتخرج فتحية من الغرفة بتوتر ثم تحركت مروة لتقف أمام ورد
مروة الدنيا غريبة فعلا خلت واحدة كان أخرها تدخل البيت ده خدامة لهانم زي ما بيقولوا
ورد هتشوفي الواحدة دي هتخسرك كل
حاجة ازاي !
مروة ضحكت باستهزاء انتي ليه مش مقتنعة اني كل ده سيباكي بمزاجي انا لو عايزة اخلص منك بحركة من ايدي بس
ورد شكلك بتحبي الكلام
الكتير صدقيني لو تستاهلي كل اللي انتي عايشة فيه ده ولا تستاهلي جوزك بجد مكنش فكر بس أنه يخلص منك مكنش ربنا وقعني في طريقه عشان الدنيا
تمشي كده اكيد كل الصدف دي مش من فراغ و نتيجتها حاجة واحدة بس
ثم صمتت للحظات و قالت و هي خروجك من حياته !
ورد عمري ما هخاف من كلامك ده اللي معاه ربنا مش بيخسر و انا معايا ربنا
ثم نظرت لها بتحدي و التفتت لتخرج من الغرفة وقفت مروة مكانها بعصبية و حاولت أن تهدئ نفسها قليلا و بعد أن خرجت ورد من الغرفة تذكرت انها قد نست أن تطعم صابر لتتجه الي الغرفة مرة اخري و لكنها توقفت فجأة عندما وجدت مروة تبدل بعض الأدوية الخاصة به و التي توجد بجانبه علي الطاولة فتراجعت ورد سريعا و تابعتها بهدوء و عندما انتهت مروة التفتت لترحل لتختبئ ورد سريعا قبل أن تراها !!
استيقظت ريم من نومها مبكرا و استعدت حتي تذهب الي جامعتها و عندما كانت تقف أمام مرآتها و تعدل مظهرها صدع هاتفها رنينا لتجده رقم غريب فردت عليه بحذر
ريم الو
اطلعي علي التراس
ريم نعم
اطلعي بس و بصي تحت
خرجت ريم الي الشرفة المتواجدة