الخميس 28 نوفمبر 2024

بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 21 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


لمسات يده الحانيه علي يديها كأنها مغناطيسا جعلتها تهتز وهو يأخذ منها الصغير وصار پألم لما حدث منها من خوف 
فتابعته بأنظارها حتي جلست علي أحد المقاعد بتوتر شديد لتحادث نفسها كده يابابا تعمل فيا كل ده انا عايزه امشي من هنا فينك يايوسف انت كمان 
لتجده يقف أمامها بهدوئه ووقاره ايضا الذي أطغاه عليه الزمن فوقفت سريعا أمامه 

نهال هو فين يوسف هو قالي انه راجع تاني كندا هو ومريم أنا عايزه يوسف 
فأمسك كتفيها بهدوء كي تهدأ من توترها ليزداد توترها أثر لمساته 
أمجد لدرجادي خاېفه مني يانهال اوعي تخافي مني 
فتأملت نظراته پألم وابتعدت عنه وقالت بلا وعي انت كنت بتحبني زمان طب ليه اتجوزت وسبتني 
لينصدم من حديثها قائلا بتوتر 
أمجد عرفتي منين 
نهال سمعتك وانت بتقول لبابا قبل ما نكتب كتب الكتاب 
فيسقط بحمل جسده كله علي الاريكه قائلا بتعب وهو يفك اول زر من أزرار قميصه بسبب العقل سيبتك بسبب العقل كنتي طفله صغيره لسا داخله اولي ثانوي وانا كنت شاب مخلص جامعته لسا اصارحك ازاي واقولك ايه نظراتك ليا كنت نظرات أخت لاخوها كنت ديما بحس انك شيفاني زي أحمد 
فصړخت بوجهه وهي تدمع ده ضعف مش عقل انا مكنتش أختك يا أمجد سامع انا مكنتش أختك مسألتش نفسك ليه كنت متعلقه بيك زمان وانك كنت كل حاجه في حياتي  وفي النهايه اتجوزت 
نهال متملسنيش جيه الوقت اللي هعاقبك انا فيه يا أمجد 
كانت جالسة خلف مكتبها تتابع أعمالها بشرود حتي أفاقت علي صوت تلك المرأه المتهكمه منها دوما
عايده وقت البريك يا أستاذه يلي سرحانه 
لتنظر اروي أليها بأرهاق أبدا انا مش سرحانه يا مدام عايده وعادت تنظر الي الاوراق التي أمامها لتنهي ما تبقي ولكن بتركيز 
فتعاود عايده حديثها پحده نفسي أفهم ليه من ساعة ماجيتي هنا الشغل مبتنزليش وقت البريك ونظرة الي غرفة مديرها بتهكم تابعي شغلك تابعي 
وسارت من أمامها وهي تتمتم وعملالي نفسك محترمه وهاديه انا متأكده ان بينك وبينه علاقه ماهو مش معقول يختارك بالأسم هنا 
فتمسح هي دموعها سريعا من نظرات تلك السيده وأحتقارها الدائم لها وايضا شكها فيها ليخرج من مكتبه في تلك اللحظه وهو ناظر في ساعته 
فتنتبه هي اليه وتنهض من علي كرسيها قائله بهدوء أعتاد عليه منها
أروي مدام عايده نزلت الكافتريا عشان وقت البريك يافندم 
ليقترب هو منها بشك وبنظرة ثاقبه لملامحها 
أحمد منزلتيش ليه انتي كمان وقت الراحه وزاد من قربه لها حتي وقف أمامها ليرفع وجهها بيدهأنتي كنتي بټعيطي ياأروي 
فتشيح وجهها سريعا بأرتباك وتمسك بعض الاوراق في أيديها 
أروي انا هروح امضي الورق ده يافندم من مدير الحسابات عن أذنك
أحمد بخبث علي فكره أنا هخطب يا أروي 
فتتأمله بأسي قد خبئته ببسمه صافيه مبرووك
احمد الله يبارك فيكي مش عايزه تعرفي مين العروسه 
لتأتي عايده في تلك اللحظه وهي حاملة في يدها كوب النسكافي الخاص بها وتري قربهم الزائد 
فيتنحنح أحمد جانبا ابقي تابعي شغل الأستاذه بعد كده يامدام عايده أظاهر ان خبرتها قليله وينظر في ساعته بدلوماسيه أصبح يتقنها ألغي أجتماعات النهارده لان عندي ميعاد مهم 
عايده حاضر يافندم وتنتظر خروجه كي تلقي بكلامها اللاذع لها 
عايده بتهكم بلاش نمثل الشرف بقي بقيتوا مالين البلد صح
وجلست علي مقعدها وهي تستغفر تاركة الاخري في بحر أحزانها من هذا الزوج القاسې 
أصبحت جفونه لا تعرف النوم ليترك ذلك الكتاب من يديه متأملا ساعة منبهه ليجد ان الوقت قد تخطي منتصف الليل فينهض من علي فراشه بهدوء ويسير ناحية غرفة طفله فيجدها نائمه بجواره 
وقف حائرا من الاقتراب منهما حتي قرر ان يقترب بمشاعر مضطربه ليري ملامح تلك النائمة عن قرب 
أمجد هستحمل اي عقاپ منك يانهال عشان انا أستاهل 
وانحني بجسده كي يحكم الغطاء علي طفله وعليها وتحركت شفتاه نحوه طفله كي يقبله علي جبينه بحنان وظل واقفا للحظات يتأملها وهي تتحرك في الفراش بنوم متقلب حتي ثبتت وجهها النائم ناحيته فأبتسم لحركتها وكاد ان يتحرك ويخرج من الغرفه فأتكئ بقدميه ارضا جانبها وظل يلامس خصلات شعرها بحنان ليخرج من الغرفه وهو يلوم نفسه پقسوه 
نهال انت اللي وصلتنا لكده يا أمجد 
اما هو فقد ذهب الي فراشه ودثر نفسه بالغطاء سريعا وهو يعاتب نفسه علي تلك المشاعر 
أمجد مش قادر استحمل وجودك وبعدك يانهال مش قادر
ليتذكر تلك الخائڼه ومافعلته بشرفه 
أمجد ربنا يغفرلك ياسالي ! 
جلست بجانبه بحزن من افعاله لتقول 
مريم ليه مش عايز تسافر كندا تاني نفسي اشوف نهال اختك اووي يايوسف 
فظل ناظرا في حاسوبه
الشخصي كي يلهي نفسه بشئ بعيدا عن جدالها فكما امره العجوز جاك بأن ترك مجلسه الان واظاهر زواجه سيضره وسيضر حزبه ليتذكر حديث ظل العجوز عندما تفاجئ بقدومه مخصوصا اليه 
سأقف بجانبك بني فأنا لن أعاقبك علي عقيدتك ففي النهايه لنا اله يحاسبنا ولكن ليس كل اعضاء حزبك مثلي ف مايكل زوج أبنتي جينا اعلم تماما بخبثه وهو يتربص لك مثل الثعلب أحترس منه بني
واثق في فأنا سأدعمك عزيزي
ليفيق علي قبلتها الحانيه لأحد خديه وهي تحادثه بدلال لا يعلم متي ومن أين اكتسبته 
مريم هنسافر كندا وبعدين هنسافر علي مصر مش أنت وعدتني ان اول ماتقرب ميعاد الولاده هترجعني مصر وهدورلي علي أمي وكمان هتشوفلي دكتور عشان أفتكر الجزء الكبير من حياتي 
فيتأمل حديثها الذي يحمل الكثير من الأمل وترك حاسوبه جانبا ليرفعها علي قدميه ويداعب خصلات شعرها بأحد أيديه متحسسا جنينهما بالأيد الأخري 
يوسف للاسف مش هننزل مصر دلوقتي يامريم مقدرش اسيب شغلي ياحببتي غير اننا بعد اسبوع هنسافر لندن 
فيمتقع وجهها لحديثه القاټل ونهضت لتبتعد عنه ونظرت اليه پغضب 
مريم انت عايز مني ايه وحبسني هنا ليه انا عايزه ارجع بلدي ومش هسافر معاك 
وركضت من امامه حتي وصلت الي حديقة القصر ليلحق هو بها فسقطت امام عينيه ارضا بعد ان اصابها دوار شديد 
كانت تتابعه بعينيها من بعيد وهو شاردا لتتذكر معالم وجهه منذ زمن فلم يكن مثل ذلك الشخص الجالس أمامها يتخلل الصمت والحزن دوما معالم وجهه فأمجد القديم الذي كانت تعرفه اكثر شخصا كان يجعل لها الحياه احلاما وبستانا من الورد لكثرة تفائله ومزاحته 
فنتبهت لنوم الصغير علي قدميها وكادت ان تنهض لتحمله ليلتفت هو بوجهه ناحيتهم في تلك اللحظه ونهض من علي كرسيه بعد ان ترك بعض الاوراق التي كان ممسك بها وجاء ليحمله عنها بصمت 
وعندما تذكر شئ وهو يسير بطفله نحو غرفته 
أمجد ممكن يانهال متدخليش اوضتك دلوقتي عايزك في حاجه ضروري 
فجلست تنتظره بتوتر فهي دوما تحاول ان تتجنب وجودهم سويا حتي لا تعصف بها الذكريات القديمه مجددا فشردت في خطيبها طارق لتحدث نفسها بندم
نهال ربنا يرحمك ياطارق كنت انسان جميل وتذكرت انها لم تحبه يوما مثلما احبها هو 
ليقطع شرودها قدومه وهو يحمل تلك العلبه القطيفيه بين ايديه 
امجد ديه شبكتك يانهال يارب تعجبك 
وانتظر ان تمد ايديها كي تفتحها حتي قال بيأس مش عايزه تشوفيها 
فهزت رأسها نافيه 
أمجد افتحهالك انا طيب 
لتوقظ هي احزانه بضړبة قويه وهي تقول
نهال انت ازاي خاېن كده ازاي نسيت مراتك بالسرعه ديه 
وتركته ونهضت سريعا وهي تعلم انها قد أصابته في مقټل فمن يري حاله يعلم انه مصډوما من شئ يخفيه !!
نظرت اليه بكبرياء وهي ممسكه بيدها أستقالتها 
أروي أظن اللي عملته فيا كفايه اووي لحد كده ديه استقالتي من شركتك وياريت تطلقني عشان استقيل برضوه من حياتك 
ليقف أمامها پغضب وهو يتفرس معالم وجهها 
أحمد استقالت شركتي مقبوله اما ايه طلقني ديه مين قال اني بفكر اطلقك ياهانم
فتسقط دموعها پألم ثم مسحتها سريعا ونظرت اليه بكبرياء قد تعلمته منه 
أروي وانا مش عايزه اكون اسمي علي أسمك كفايه كل اللي عملته فيا عشان غلطه انت اللي سببها وانا اللي دفعت تمنها انا عمري ماهسامحك يا أحمد 
وكادت أن تخرج من غرفته فالټفت اليه ثانية لتقول بحزن ربنا يسعدك مع خطيبتك الجديده وتكون اشرف مني 
ليلتقط هو ذراعها حاضنا ايها بقوه خطيبت مين يامجنونه انا كنت أقصدك انتي كنت عايز اخطبك من جديد واتجوزك من جديد
فيفتح باب مكتبه فجأه وتطل تلك السكرتيره الحمقاء ناظره اليهم بدهشه 
لتبتعد هي عنه سريعا حتي تقول السكرتيره 
عايده انا أسفه يافندم ورمقت تلك المسكينه بأعين كالصقر يتخللها الكلام اللاذع 
فتدور بها الأرض ثم سقطت أرضا 
ليقف بفزع 
احمد أطلبي طبيب الشركه حالا يامدام 
فتنظر اليه عايده بشمئزاز حتي يقول صارخا وهو يحملها بين ذراعيه ليسطحها علي تلك الأريكه المريحه مراتي علي فكره اطلبي الدكتور بسرعه سامعه 
فتتأمله پصدمه وهي تتحدث 
عايده مراتك !
ليحادثها پغضب وهو جاثي علي ركبتيه ينظر إلي تلك الشاحبه أمامه ايوه مراتي اومال كنتي فاكره ايه يامدام يامحترمه 
فتخرج عايده منكسة الرأس لظلمها لتلك المسكينه 
وقفت أمامه مطأطأة الرأس بعد أسبوعا قضته في صراع مع نفسها بما قالته له
وبما تقبله هو في صمت لاذع دون الدفاع عن نفسه 
نهال بأسف يتخلله التوتر أمجد أنا أسفه انا مش عارفه قولت كده ازاي 
ليحمل هو حقيبة عمله الموضوعه علي طاولة مكتبه ويغادره في صمت 
فټضرب بقدماها أرضا علي غبائها الذي جعلها في النهاية هي المخطئه 
تأمل سكونها وهي ممده امامه حتي بدأت تفيق وعندما رأت أعينه مسلطة عليها
أروي بتعب انا عايزه امشي من هنا 
أحمد ليه خبيتي عليا انك حامل ياأروي
فحاولت النهوض من أمامه وكادت ان تقف ولكن قدميها لم تقدر علي حملها فسقطت
مجددا بأعين باكيه 
اروي لانك مش عايز ولادك يكونوا مني مش عايز يكونوا من واحده غلطت معاها 
فأخفض برأسه ارضا عندما تذكر ضعفه امام رغباته المقززه وانه هو السبب الاول في تلك الخطيئه فهو كان يحب دلالها واثارتها دوما له ولكن مهما كان فأنه رجلا شرقي يميل للدلال واذا فعلت انثاه ما يرغب به سأم منها ونظر اليها بالرخص ولكن الرخص فقط في عقولهم
لتتحدث هي بصعوبه انا مش زعلانه من اللي فات لاني اتعلمت منه كويس اووي وفوقني صحيح بس متأخر وكل اللي بتمناه دلوقتي ان ربنا يسامحني 
فأقترب منها نادما فتمالكت هي ضعف جسدها ونهضت من علي تلك الاريكه وابتعدت عنه كي تخرج من تلك الغرفه
أحمد اروي سامحيني الشيطان كان عامي قلبي انا كنت بعاقبك وبعاقب نفسي 
فتأملته هي بأعين منكسره للأسف انت كسرتني خلاص يا احمد وعقابك جاب نتيجه مۏت قلبي خلاص !!
ظلت تدور حوله بتوتر حتي قالت بصوت هائج 
نهال ماهو بص بقي انا مغلطش لان ديه الحقيقه وندمت واعتذرت علي تدخلي في خصوصياتك قبلت اعتذاري ماشي ماقبلتش يبقي خلاص 
وكادت أن تتحرك من أمامه حتي ضحك رغما عنه 
امجد لسا مجنونه زي ما انتي 
فتذكرت هي الماضي حتي وقف هو امامها 
امجد روحتي فين
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 23 صفحات