الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 44 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى لا تتهاون مع أولاده أو تقسو عليهم ومجرد أن أخفضت بصرها مرة أخرى.. شعر بحرجها وتوترها فاكتفي بهذا القدر من التعليمات ونهض واقفا وهو يقول قومي معايا عشان اقابلك بالأولاد والبس عشان اتاخرت على شغلي
التقطت حقيبتها وسارت خلفه بتوتر لتبدأ مشوارها في هذا البيت الذي أخافها منذ أول يوم.
تجلس تتفقد الساعة تنتظر قدومه بعد أن أخبرها أنه يريد مقابلتها والتحدث معها قبل التقدم لخطبتها وبالفعل وافقته وطلبت أن يكون مكانا بعيدا عن مقر عملهما سواء المستشفي أو المطعم واتفقا على الجلوس في إحدى الحدائق العامة وهاهي تنتظره تعلم أنها تسرعت في إتخاذ القرار وهي وحدها من ستتحمل عواقبه ولكنها ليس لديها حل آخر كي تبعد عن منزل أبيها بكل مشاكله نظرة التعجب في عينيه عندما سألته إن كان مازال يريد الزواج منها لم تنساها ماحييت مفاجأتها له بهذه الطريقة أربكته وظل دقائق غير قادر على الرد عليها حتى ظنت أنه أعرض عن ذلك لذا كانت ستغادر حفظا لماء وجهها ولكنه استوقفها قائلا لو غيرتي رأيك فأنا معنديش مانع

حينها شعرت برد كرامتها فتنهدت بإرتياح وأجابته أنا موافقة.
سألها بإبتسامة ماكرة بس مقولتليش إيه سبب تغيير رأيك
ردت عليه بنبرة سخرية لقيتك عريس لقطة ميترفضش
رفع حاجبه تعجبا من ردها وهز رأسه حائرا في تلك الأنثى الغريبة التي تقف أمامه غير متوقع أي رد منها أنثى جميلة طرية ككعكة لذيذة ولكن عيناها كالصخر وداخلها أيبس من الصخر صعب فهمها أو ما يدور في رأسها ولكنها تجذبه بكل ذلك بجمالها وجمودها وغموضها الذي يتشوق لفك ألغازه ولكنه واثق أنه سيحل كل ذلك تحولت دهشته لنظرة إعجاب فابتسم لها وقال طب ممكن اعرف انتي من فين ومين ولي أمرك عشان آجي بيتكم
أخرجت من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وكتبت فيها ثم قطعت الورقة وسلمتها له وقالت ده رقمي شوف نويت على أمتي واتصل وانا هقولك تعمل إيه
ابتسم لها ثم قال مازحا أنا ليه حاسس كده اني رايح مهمة في تل أبيب.. ماتفكك يا قمر.. نفسي أعيش لما أشوفك بتضحكي 
زاد عبوسها وقالت هنتظر منك مكالمة سلام
وقف ينظر في أثرها بتعجب ويقول لنفسه لا دا أنتي الجواز منك عملية إنتحارية ثم ابتسم وهز رأسه مستكملا.. بس قمر يخربيت طعامتك 
وهاهو اليوم يدخل بطلته الجذابة التي تسحر الكثير من الفتيات ورأت ذلك بعينيها وهي تسمع همسات الفتيات على وسامته وجماله وجاذبية عينيهابتسمت بداخلها متهكمة لأنهم لا يعلمون أن ذلك الذي يتهامسون عليه هو

الرجل الأسوأ حظا بالعالم لأنه سيتزوج منها ومن الواضح أنه ترك كل هؤلاء الجميلات وأعجب بها وبشخصيتها المړيضة التي تعلم جيدا أن من الصعب علي أي إنسان التعامل معها ولكنها مضطرة وهذه فرصتها الوحيد التي يجب عليها كسبها.
ابتسم لها بمجرد قربه منها ثم جلس مقابلا لها وقال بإعجاب مساء الجمال.
لأول مرة تتأثر ببإبتسامته التي تعلن عن طيبة قلبه ونقاء سريرته لا تعلم لما حزنت بداخلها على ذلك الوضع هو يتعامل بطبيعة ونقاء وهي تستغله حتى تتخلص من هموم ازداد تراكمها على رأسها حتى أصبحت غير قادرة على السير بها وعليها تجاوز كل ذلك بأي وسيلة كانت.. لأول مرة تنظر أرضا خجلة من نفسها
نظر لها متعجبا.. تلك الأنثى الجامدة التي تنفث حمم ڼارية من عينيها تنظر أرضا وملامحها لينة قليلا هيئتها كذلك لم يعتادها شعر بالقلق عليها فرفع يده وربت على كتفها يسألها أنتي كويسة
نفضت يده بسرعة ووضعت يدها مكان يده تتحسس المكان وكأنه انتشل تلك القطعة من جسدها ورفعت عينها له تنظر بشرر يتطاير منها ولهجة تحذيرية لو لمستني تاني هقطعلك ايدك
تعجب من رد فعلها وتلفت حوله ليطمئن أن لا أحد سمعها من المتواجدين حولهم ثم رد عليها بحرج أنا آسف مش قصدي حاجة بس قلقت عليكي
تداركت مافعلته فرفعت يدها تمسح وجهها بكفها وكأنها تزيل من جسدها بعض التوتر ثم أطلقت زفيرا ساخنا لعله يهدي بعض الحمم بداخلها.. ورفعت وجهها له وقالت بتوتر حصل خير
ضيق عينيه وهو ينظر لها بحيرة من شخصيتها وسألها أنتي إنسانة غريبة جدا.. وأنا مش عارف افهمك
استعادت جمودها وردت إيه اللي محتاج تفهمه أو
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 135 صفحات