رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
تبثه الطمأنينة والأمان.
وقف يتأمل المشهد بمشاعر متضاربة من التعجب والذهول والسعادة والإعجاب بتلك المرأة التي إستطاعت أن تعطي كل تلك المشاعر من حنان واهتمام وحب وطمأنينة في تلك الفترة الصغيرة ولا ينكر أن لو رأي ذلك المنظر غريبا لم يصدق سوي أن تلك المرأة أمهم دون شك.
ابتسم وهو يقول لنفسه أن ياسمين فازت حقا بما راهنت عليه متذكرا رده عليها عندما أخبرته أن تلك غصون هي الأجدر بالإهتمام ورعاية الولدين ولكنه أخبرها حينها أن فاقد الشىء لا يعطيه ولكنها أجابته بالنفي وأن العكس فاقد الشيء يعطيه بسخاء وأن غصون ستخرج عاطفة الأمومة المكنونة بين أضلعها في حب الولدين الآن آمن أن ياسمين كان لها وجهة نظر صائبة ولم تخطئ فحقا ينام الولدين الآن وعلى وجههما الراحة والأمان الذي تمنى كثيرا أن ينعما به.
نظر الطفلين اللذان ينعمان بحضن إمرأة ليست بأمهما بينما أمهما اختارت الرحيل هاربة تاركة وراءها في قلبه وقلب ولديه ۏجع لاينضب يطاردهم مدى الحياة.
في تلك اللحظة فزعت غصون وبحثت جوارها ثم نادت يزيد
جلست وتملكها الفزع أكثر عندما علمت بوجود ياسر في الغرفة ثم رفعت تلقائيا يدها تتحسس شعرها الذي أنزلق من عليه الحجاب ثم تتحسس الوسادة باحثة عن حجابها وهي تقول بتوتر أنا آسفة النوم غلبني وانا بنيم الولاد ثم وقعت يدها على الحجاب ووضعته على رأسها ونهضت واقفة على الأرض أمام عيون ياسر الذي ينظر لتوترها وقلقها وكأنها مسكت بالجرم المشهود ثم سارت من أمامه متجهة إلى باب الغرفة فلحقها قبل أن تخرج يسألها رايحة فين
رد عليها بتعجب تمشي تروحي فين الساعة واحدة بعد نص الليل
ابتلعت ريقها بتوتر وردت بإضطراب ظاهر في نبرة صوتها هرجع البيت ماهو مينفعش أبات هنا
تقدم أمامها ونظر لها بينما هي لم ترفع بصرها إليه وقال ممكن نطلع نتكلم بره عشان الأولاد ميصحوش
ازدادت ضربات قلبها من فرط التوتر الذي يتملكها في حضرته ولكنها حاولت تجميع ذلك الشتات الذي تلبسها وقالت ماهو أنا إجازة بكرة عشان ده يوم راحة حضرتك
بينما هي كانت تقف مرتجفة من حدته وعندما انصرف من أمامها دخلت تلك الغرفة التي أشار إليها وأغلقت الباب خلفها تحاول تهدئة نفسها مما مرت به منذ قليل .
فردت جسدها على السرير الموجود في الغرفة وظلت عدة دقائق
تحاول النوم مرة أخرى ولكنها لم تستطع بسبب الأفكار التي تعصف برأسها مابين رهبة وشفقة على ذلك الرجل الذي يجمع مابين الحنان والقسۏة والشدة واللين ترى منه جموده وهيبته وقسوته ولكنها تراه الأب الحنون الذي تسقط هيبته مع ولديه وهو يمازحهما ويلاعبهما تراه يبتسم ويضحك معهما وكأنه في نفس عمرهما ولكنه سرعان