رواية رحيل بقلم حنان إسماعيل
انتى عارفه هو دفع كام لقرايبه اللى ابن عمك يونس قتل ولادهم كتير اوووى يابنتى عشان يبادل ديتهم بيكى انتى جاد اتحمل كلام اسماعيل وعيلته وهما بيعايروه بجوازته منك ونسيانه لحق ابوه انا بس بعرفك عشان متظلمهوش
رحيل بحزن عارفه ياعم سويلم عشان كده لازم امشى قبل ما يجى هو او جدى
سويلم ليه يابنتى مايمكن الولد اللى جاى يصلح كل اللى بينكم
سألها بلهفه مين يابنتى
رحيل حد من رجالتكم انا عارفاه اسمه سيد تقريبا
نهض سويلم واقفا وهو يردد سيد جوز صباح الخدامة اه كده وضحت الموضوع ده
مخرجش من اسماعيل واخته
رحيل عشان كده مينفعشى افضل هنا لو فضلت هيقتلو ابنى فاطمة هتموته هى قالت ده وجدها عمره ماهيقبل حفيد من جاد علشان خاطرى ساعدنى امشى من هنا وبسرعه
رحيل وهى تحاول النهوض مش عارفه هروح مصر
سويلم وهو يمسك يدها كى تنهض لاء يابنتى هيجيبوكى لا جاد هيسكت ولا جدك بس انا هقولك هتروحى فين يلا اجهزى وانا هستناكى بره بس بسرعه قبل ماجاد مايجى ولا جدك يشم خبر انك هنا
وصل جاد بسرعه لباب المستشفى فى نفس الوقت وصل صالح بسيارته وسيارات احفاده ورجاله التقيا عند الباب وتواجها وقف صالح قباله جاد قائلا له
جاد پغضب جااى لمراتى
صالح كانت مراتك
جاد لسه مراتى ووسع خلينى اتطمن على رحيل
فى الوقت ذاته ساعد سويلم رحيل ان تخرج من باب اخر للمشفى واوقف لها تاكسى
كان جاد قد صعد للدور الذى توجد به غرفتها فتح الباب فلم يجدها نادى على ممرضة بالممر فسألها عنها فابلغته برؤيتها تغادر مع قريب لها منذ قليل
جاد فين رحيل ياسويلم
تردد سويلم قبل ان يجيبه مشيت ياجاد
صعق جاد قائلا مشيت فين
اجابه سويلم بهدوء مشيت ياجاد ومش هترجع تانى
تطاير الشرر من عينى جاد وهو يمسك بياقه جلباب سويلم قائلا بعصبية
نظر سويلم ليد جاد التى تمسك ياقته فى حزن وهوينزلها عنه قائلا بهدوء
سويلم سيبها تمشى ياجاد وكفاية لحد كده
بلع جاد ريقهمحاولا السيطرة على اعصابه وهو يسأل سويلم بهدوء حازم
جاد قولى راحت فين ياسويلم
اجابه سويلم راحت محطة القطر
جرى جاد مسرعا واستقل سيارته ومن خلفه سويلم
اقترب منها وناداها بصوت عالى
جاد رحييييل
اغمضت عيناها بحزن وهى تسمع صوته يناديها الا انها لم تلتفت اليه صعدت القطار وهو يراقبها فى حزن قائلا
جاد رحيل انزلى
نظرت اليه ودموعها ټغرق عيناها هزت رآسها بالنفى
اتاهم صوت صافرة القطار قوية فى اشارة للتحرك
اقترب خطوة قائلا لها انتى عارفه انك لومشيتى مش هدور عليكى تانى يارحيل
هزت رآسها وهى تبكى قائله انا اللى بترجاك متدورش عليا
تحرك القطار فنادى عليها بصوت عالى وپقهرة
جاد رحيل
تحرك القطار فإنهارت على كرسيها باكية بينما ظل هو مكانه واقفا وعيناه تتابع القطار وهو يغادر لبعيد
اقترب منه سويلم مربتا على ظهره قائلا له يلا ياجاد هى خلاص مشيت
ويمكن ده احسن لها وليك
وقف مكانه وعيناه تحملان الحزن
يتبع
الجزء الاخير من رواية رحيل
الحمد لله دائما وابدا
مرت ٨اشهر تقريبا منذ ليله فراقهم
يومها عاد جاد شخصا مختلفا لبيته اكثر عصبية وڠضبا وجدية عما كان من قبل قل حديثه وهجر البيت لمزرعه طوال الوقت وتغيرت علاقته بفاطمة للاسوأ رغم علمه بحملها الا انه لم يكترث مبررا لها سبب تغيره معها انه لم يعد مضطرا ان يراضيها مثلما كان يفعل ايام وجود زوجته الاولى حتى يعدل بينهم تفانى اكثر فى عمله وتجارته وازدادت الضراوة بينه وبين صالح اكثر من ذى قبل طوال الاشهر الماضية لم يأتى على ذكر اسمها حتى غرفتها اغلقها وكف عن دخولها منذ يوم رحيلها
ارسل بورقه طلاقها لبيت جدها بعد سفرها بيوم وقرر ان ينساها او تمنى لو يستطع فعلا ان ينساها وهو يحتضن قلادته لها فى حزن كل ليله بعدما نسيتها يوم لقاءهم الاخير بالمزرعه
جن جنون صالح بعد فراقه عن حفيدته وبعد علمه بخبر حلمها حين ذهب اليها بالمشفى وخبر محاوله قټلها ظل يراقب جاد لاشهر لظنه بعلمه بمكانها الا انه يأس منه بعد فترة ليبحث بطرق اخرى عنها
ظن اسماعيل ان ماحدث سوف يزيح جاد من طريقه الا انه وجده اكثر شراسة وضراوة عما قبل فإزداد كرهه له وبغضه لوجوده
كانت ايامها طويله كالدهر وهى تترقب النيل من نافذة البيت البسيط الذى سكنته مع تلك العجوز الحانية يوم سفرها ترجت سويلم ان يساعدها فى ان ترحل كى تزيح عبء وجودها من صدر جاد والذى اصبح يعاير بوجودها فى حياته من جميع