رواية بقلم نورهان محسن
بتعمل ايه لوحدها
خرجت مريم واتجهت كارمن تجلس أمام المرايا تمشط شعرها في شرود وحزن.
تتذكر كيف التقت بزوجها لأول مرة
وكم شعرت بالراحة معه
سنه 2013
كانت في عامها الأخير بالكلية ولأنها متفوقة ولديها موهبة رائعة تم اختيارها مع بعض مجموعة من دفعتها للتدرب في أكبر شركة أزياء في مصر البارون ديزاين.
لا تستطيع وصف شعورها بالفخر فقط بسبب هذا الحدث المذهل استعدت ليومها الأول وأخذت الأوراق المطلوبة وبعض أعمالها وغادرت غرفتها بقلب يرفرف بفرح.
هتفت بصوتها الناعم وابتسامة مشرقه جميلة
مريم بإبتسامة صباح الورد يا حبيبتي.. يلا عشان تفطري قبل ما تنزلي
كارمن برفض مش قادرة اكل يا ماما قلقانه وانتي عارفاني معرش اكل وانا متوترة كدا
مريم بإصرار حنون مفيش نزول الا لو اكلتي حاجة بسيطة حتي وبعدين قولتلك كتير العادة دي غلط عليكي يا قلبي وانتي بقى خاېفه ليه ماشاء الله متفوقه علي دفعتك.. جمدي قلبك كدا
مريم بقلة حيلة طب حتي سندويتش صغير خديه في ايدك كليه قبل ماتركبي العربية وخدي بالك من سواقتك بلاش سرعه
أومأت كارمن بالموافقة قائلة حاضر يا مريومه يا قمر حافظة كل الكلام وهتصل بيكي اول ما اوصل وبعد ما اخلص شوفتي انا شاطرة ازاي
ركبت سيارتها الصغيرة لم تكون حديثة ولكنها تحبها بشدة.
وصلت أمام الشركة وكانت مفتونة بهذا العالم الجديد الذي ستدخله لأول مرة.
نزلت من السيارة بعد أن وصفته ووقفت قلقة فأخذت تقرأ بعض السور القرآنية القصيرة وأغمضت عينيها تتكلم مع ربها كما كانت تفعل وهي صغيرة ونسيت أنها تقف في وسط الشارع.
وازداد ارتباكها بعد خروج شاب طويل القامة من السيارة.
صاح فيها بقلق ولوم علي فعلتها الحمقاء ازاي واقفة كدا في نص الطريق.. افرضي مالحقتش افرمل.. كان زمانك تحت عجل العربية.
تمالكت نفسها ونظرت اليه لتجيب بصوتها الناعم وهي تعتذر فهو محق متأسفه.. انا كنت بقرأ قرأن في سري ومخدتش بالي انا واقفه فين.. بعتذر لحضرتك
كارمن بسرعة تمام شكرا لذوقك.. بعد اذنك.
تركته وذهبت سريعا اما هو فرجع لسيارته ليصفها بالجراج الخاص بالشركة شاردا يفكر بهذه الملاك.
_ اتأخرتي كدا ليه يا كارمن
_ انتو بدأتو !!
_المقابلة لسه شوية عليها بس استغربت دايما مواعيدك مظبوطة.
_ تمام يا حبيبتي
تحدثت هي وصديقتها بالكلية تدعي ليلي وبدأت تخرج من توترها شيئا فشيئا.
بالناحية الاخري
يجلس ادهم في مكتبه بالشركة
ثم دلف عمر كالصاروخ بدون ان يطرق الباب
عمر بمرح صباح لي بتغني علي عيونك يا دومه
أجاب ادهم بحنق دومه في عينك يا زفت مش هتبطل تدخل عليا كدا من غير ما تخبط
عمر بغيظ هو انا داخل عليك الحمام فيها ايه لما ادخل علي اخويا الوحيد بالشكل للي يعجبني
قطب أدهم حاجبيه وقال بإنزعاج خلاص بطل دوشة علي الصبح انا مصدع
عمر بتسأل فين مالك المقابلة بتاعت الطلاب اللي تحت التمرين هتبدأ ولازم يكون موجود معايا
دلف مالك من خلفه بتجيب في سيرتي ليه علي الصبح ياض
عمر بمزح ياريتني افتكرت مليون جنيه احسن
مالك انا اهم من المليون جنيه ولا ايه
هتف بهم ادهم بجدية بس انتو هتفضلو ترغو.. مالك يلا روح معه قابلو الطلاب واشرحلهم المطلوب منهم مش عايز اخطاء
كلاهما في نفس واحد تمام
دلف كلا من عمر ومالك الي قاعة الاجتماعات حيث يتجمع بها الطلاب
تحدث مالك بجدية اهلا بيكم في الشركة.. من الاول لازم يكون في التزام بالمواعيد وجدية في الشغل تدريبكم هيتم
تحت اشرافنا اتمني من الكل النشاط والتركيز
اكمل عمر بجدية تليق به مش محتاج افكركم اللي هيثبت نفسه بالشغل المطلوب منه هيتعين هنا بعد التخرج.. بالتوفيق.
لفت نظر كارمن انه نفس الشخص الذي كان سيرتطم بها خارج الشركة.
وقفت بدهشة تفكر انها كانت تتحدث مع صاحب الشركة واحست بالاحراج لهذا الموقف السخيف التي وقعت به.
التقت العيون في هذه اللحظة ولكن كارمن اخفضت عيناها سريعا كي تتفادي نظراته اليها.
لم يصدق ان القدر جمعه بها مرتين في نفس اليوم
وانه سيراها لفترة طويلة في الشركة وكان سعيد بشدة.
لا يعرف السبب ليقول بداخله بهيام البت جابتك ارضا يا عمر ولا ايه وشكلك حبيت يالهوي على جمال عينيها
مرت الأيام وكانت كارمن سعيدة بالعمل وأثبتت مهارتها في التصميم والفن ادهشت عمر كثيرا وبدأ في جذب انتباها والتحدث معها بحجة العمل وهي لا تنكر أنها أحببت أسلوبه المضحك ولطف قلبه وبدأت تفكر فيه كثيرا Back
خرجت