راكان جزء ١
قرارت ټندم عليها طول عمرك وأنت بتحلم بالهندسة
نظر بداخل عين جده وأردف بإصرار
كان زمان ياماما دلوقتي لا قالها بصوت مرتفع
قهقه توفيق بسخرية فأردف
ومين اللي هيخليك تعمل كدا ياولد.. دنى من والده ونظر إليه
بابا.. وأنا وغير كدا محدش له سلطة عليا
نهض توفيق سريعا يحاول الفتك به ولكن توقف أسعد أمام والده
بابا لو سمحت حضرتك بتعمل ايه.. حضرتك شايف إن راكان طفل علشان تضربه
سامحيني نوع الكلية مش تقييم للأنسان ياماما.. تقييم الأنسان بنجاحه اللي بوصله
قالها ثم تحرك للأعلى
خرج من ذكرياته وتلألأ الدمع بعينيه وقف سريعا متجها لشرفة الغرفة وأخرج تبغه ينفثه بدخان غضبه الماثل بصدره
جلست ليلى مع زميلتها وزميلها عامر وبدأو يتحدثون عن التصميم ويطبقون الملاحظات.. ابتسم عامر على ذكائها
فعلا ليكي حق يادكتورة انك ماتحبيش شغل الجامعات...
امسكت قلمها وبدأت ترسم خطوط عريضة وتتحدث وهي تعمل
لو اشتغلت في الجامعة هفضل دكتورة بدرس للطلبة من غير تجديد... رفعت نظرها له وأردفت مفسرة
يعني روتين ممل... أما شغلي الحر دا بيحب الإبداع والتغيير.. وكمان ممكن أدرس حاجات كتيره وأطبقها فهمتني
صفق بيديه وأردف مهنأها بسخاء
برافو ياليلى.. اقترب وهمس لها تسمحيلي أقولك ياليلى بدون ألقاب
قاطعهم سليم
عامر شوف التصميم دا وراجعه كويس مع نورسين
اومأ عامر برأسه وخرج وهو ينظر لليلى
هستناكي في مكتبي
استغربت حديث عامر... ورغم ذلك نظرت لبعض الاوراق التي توضع أمامها
كان يقف بجوار النافذة يراقب مايحدث مرة و ينظر لمرور المارة بالخارج... وهو ينفث تبغه.. سالت قطرة ضعف من عينيه على ذكرياته المؤلمة
رفعت نظرها إليه وكأنها ترسمه بملامحها
شخص هادي بملامح غامضه.. ملامح يكسوها الوجوم..ملامح ثابتة جامدة على عكس طلته الجذابة... شعره الناعم الغزير مع لحيته ... ولون عيناه التي تتغير بتغير ملامح وجهه... اقتربت نورسين منه وهي تضع يديها على ذراعه
الشركة نورت ياراكان... مصدقتش لما يونس قال إنك هتنزل وكمان تستلم الشغل
التزم صمته وهو ينظر للخارج.. أما هي فقد راق لها التقرب منه والتلذذ بملامحه الرجولية التي توصف بوسامتها... رفعت كفيها تلامس وجنتيه
تراجع للخلف وهو يرمقها شرزا
اټجننتي إحنا في المكتب بين الموظفين
توسعت إبتسامتها
سعيدة أوي بوجودك ياراكان بجد
رفع حاجبه ورسم بسمة سخرية
افهم من كدا إنك مبسوطة من وجودي... اقتربت وطوقت ذراعه وهي تقترب منه حتى أصبح لا يفصل بينهما انش واحدا
أوي ياراكان إنت عارف أنا بتمنى كدا من زمان
مط شفتيه للأمام وناظرها بهدوئه الغامض ثم رفع يديه يزيح خصلاتها المتمردة من على كتفه
هنشوف يانور... قعدتي في الشغل هتعمل إيه
تحركت ليلى متجهة سليم عندما أشار بيديه إليها
شوفي المنتجع دا عايزه عالمي... حاجة تخص اسم البنداري...
أمسكت بعض المساحات التي عرضها سليم أمامها
تمام هشوف الباشمهندس عامر ونشتغل عليه
قاطعهما راكان ونورسين
سليم أنا هروح على المكتب بس بلاش شغلك انت ويونس وتلمولي شغل الشركة كله وتعملوا عليا خبراء
جذب التصميم من يد ليلى
دا بتاع نورسين مش كدا... اتجهت نورسين له وابتسمت ثم تحدثت بفخر
والله ماهو إنت عارف أهو..
شوف ياسليم التصميم دا مش عاجب اخوك بتاع القانون.. ثم توقفت تنظر له
انت عرفت إزاي صحيح.. دا من بين تصاميم كتير
تحرك وهو يتحدث
نور أنا مش مجرد كرسي بتفرج على الموظفين عارف كل واحد بيعمل إيه... أوقفه سليم
إستنى ياراكان.. لسة بيظبطوا لك المكتب مكنتش عامل حسابي أنك هتداوم النهاردة.. خليك معايا هنا لحد مايخلصو
جذب مقعد بجوار سليم وجلس دون حديث
دلف المهندس المختص بالتنفيذ
مهندسة ليلى ممكن حضرتك تيجي نتناقش التصميم
أشار له سليم
تعالى هنا ياآسر نراجع مع بعض... علشان من أول الاسبوع نبدأ التنفيذ
جلس آسر وبدأ يعترض في بعض النقاط... اتجه سليم اليهم
بعدين نشوف أنا تعبت... اعتذرت ليلى
لازم نخلص مش معقول تصميم الانتهاء هياخد أكتر من شهر
كان يطالعها بعمق
فتاة ذكية منمقة بعملها... حاصلة على أعلى الدرجات... واثقة بنفسها بدرجة عالية أسلوبها وحديثها وإقناع الغير بوجهة نظرها بطريقة سلسة .. ناهيك عن حجابها الذي اعطاها هالة من النور... قطع شروده بها عندما تحدث آسر
ليلى عندها حق.. رفع بصره لأيمي المهندسة الأخرى.. ممكن ناخد ريست ونكمل..
وصل يونس إلى مكتب سليم وهو يرمق ليلى
سليم أنا ماشي.. عندي عمليات كتيرة وماليش في جو العكننة دا
قالها ومازالت نظراته مثبة على ليلى..
استنى يايونس فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه..
قطب جبينه وتسائل
هتتأخروا يعني... رفع نظره لساعته
نص ساعة بالكتيير.. تنهد ثم جلس بجوارهم وهم يتناقشون... انتبه يونس لحديث ليلى.. فابتسم وتحدث
بقولك يا... قالها يونس وهو يطالعها بهدوء... رمقته ليلى بإستخفاف وأجابته
اسمي ليلى
طيب يابشمهندسة ليلي ممكن تبعتي التصاميم لمكتب المهندس التنفيذي وسليم هيتعامل وزي ماقولتي مش معقول هنفضل علشان حتة انتهاءمن تصميم اليوم كله غير اني جوعت والله... أنا بقول نطلب بيتزا ايطالي... واقعد اكلها هنا معاكم وأسك على العمليات النهاردة
في الجامعة وخاصة كلية الهندسة
خرجت من المدرج مع صديقتها أروى
الحمد لله كنت خاېفة