السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم سيلا

انت في الصفحة 8 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


النوم 
نظرت إليه وإلى فيروز التي تجلس بجواره متشابكين الأيدي جلست بجوار والدها الذي قبل جبينها أما جواد حازم الذي دقق النظر إليها لقد قل وزنها كثيرا وضاعت ضحكة عينيها هل هو السبب للوصول حالتها تلك 
وضعت رأسها على كتف عز وأردفت
شوية برد مش مستاهلة اتجهت غزل تمسد على وجهها 

حبيبتي عملتي التحاليل اللي قولتلك عليها هزت رأسها نافية وترقرق الدمع بعينيها 
مفيش حاجة ياطنط غزل قولتلك شوية برد 
نهض حازم يجلس أمامها ممسكا كفيها الباردة
مالك حبيبتي إيه اللي عمل فيكي كدا سحب جواد بيجاد وهو يهمس له 
تعالى عايزك تحركا للداخل جلس جواد وتحدث موجها كلامه إليه
عايز منك خدمة ومفيش حد هيعملها غيرك ياحلوف ابتسم وجلس بمقابلته ورفع حاجبه 
يعني عايز خدمة وبتشتم كمان
استند جواد بذراعيه على المكتب واردف بهدوء رغم شعوره بالحزن على جنى فتحدث
اسمعني يابيجاد وافهم كلامي كويس جدا الموضوع دا بقى بالنسبالي حياة او مۏت يااما بعد كدا مش هتشوف اللمة الحلوة اللي برة دي وأنا واثق في ذكائك وعارف هتنفذ اللي هقوله 
ماهو مفيش غيرك إنت وعز اللي أقدر امنلهم على كدا وطبعا ماينفعش اطلب من عز الموضوع دا 
استمع بيجاد إليه بتركيز أما بالخارج توقف جاسر تاركا يد زوجته وجلس بجوار حازم 
هو فيه حاجة مخبينها عليا ولا إيه
وانت مين عشان نخبي عليك لا اخوها ولا جوزها قالها عز پغضب عندما وجد إقتراب جاسر من أخته 
كأنه لم يستمع لحديث عز فبسط يديه يرفع وجه جنى بانامله ناظرا لمقلتيها 
انا معرفش ايه اللي حصل خلاكي تبعدي عني كدا ياجنى وبقيت اشوفك زي الغريب بس انا جنبك حبيبتي وقت ماتحتاجيني هتلاقيني 
دفعه عز پغضب عندما فاض صبره وصاح بصوت مرتفع لغزل 
خليه يقوم من قدامي وصل أصواتهم لجواد بالداخل نهض صهيب ينظر لابنه الذي فقد سيطرته على بكاء أخته
امشي من قدامي ياعز سمعتني امشي أما جواد حازم الذي تحرك مغادرا عندما انسدلت دموعه ظنا أنه السبب فيما توصلت إليه جنى 
ضمت نهى ابنتها وحاولت تهدئتها عندما اشټعل الصدام بين عز وجاسر فرق حازم وصهيب بينهما 
إيه قلة تربيتكم دي وصلت بيكم تعملوا كدا واحنا قاعدين وصل جواد وبيجاد إليهم 
إيه اللي بيحصل هنا! قالها جواد پغضب 
جلست غزل تضع رأسها بين راحتيها
جمع جاسر أشيائه ناظرا لزوجته
يلا هنمشي... جاسر صاح بها جواد 
هتروح فين مفيش مشي من البيت تاني 
توسعت نظرات فيروز وهي تهز رأسها رافضة حديث جواد واردفت 
معليش ياعمو خلينا على راحتنا 
توقف جواد وابتلع غصة مردفا 
جاسر مينفعش يبعد عن أهله يافيروز ودا آخر كلام ولو خرج من البيت دا يبقى ينسى ان له اب ..شهقت غزل تضع كفيها على فمها فاتجهت له 
جواد ايه ال بتقوله دا..أشار بسبابته 
مش عايز أسمع نفس رفع نظره له 
لو الحمل خرج من القطيع الديابة تاكله مش كدا ولا إيه ياحضرة الضابط 
وبما أن أوس هيسافر فرنسا وياسين في شغله مبيجيش غير في السنة مرة يبقى مفيش غيرك هتكون كبير العيلة بعدي فلو مسمعتش كلامي هتكون دوست على ابوك ياجاسر 
أطبق صهيب على جفنيه يقاوم الصدام الذي أحدثه جواد بينه وبين ابنه فاتجه يجذب جواد 
جواد ممكن تهدى استدار إلى صهيب يطالعه پصدمة كادت تفقد صبره قائلا
عجبك تفكك العيلة سيف عايز يسافر تاتي وحازم قرر انه يرجع تركيا مين لسة موجود ياصهيب شوية عيال مش عارفين نربيهم 
اتجهت فيروز تقف أمامه 
انا عارفة حضرتك عايز تلم شمل العيلة بس دا ممكن يكون يوم في الأسبوع مش مضطرين نعيش مع بعض
رمقها بنظرات
چحيمية واتجه متسائلا 
انا بكلم ابني متدخليش بينا..ڼصب جاسر عوده متحركا إلى والده 
ال حضرتك شايفه يابابا هعمله ميرضنيش انك تزعل ابدا..قالها وهو يرفع كفيه يقبلهما
آسف مكنتش أعرف الموضوع دا هيأثر فيك خصوصا انك ال قولت إننا نعيش لوحدنا صدقيني كنت تعبان من الموضوع دا 
حاوط وجهه يبتسم له 
انت ابني الكبير ياحمار ومستحيل اخليك تبعد عني أنا عملت كدا لما شوفت مراتك مش هتقدر تتأقلم معانا بس دلوقتي بقالكم سنة واتعياشت معانا يبقى ليه تبعد عن حضڼ أبوك 
اومأ متفهما يطالع زوجته التي ظهر على وجهها الحزن رمقها بهدوء واتجه يوزع نظراته بين الجميع 
بما اننا هنرجع تاني لحي الألفي ففيه خبر حلو لازم الكل يعرفه ..استدار لوالده وسحب نفسا يطرده بهدوء قائلا 
مبروك ياجدو هيجيلك حفيد تالت قريب
اتجه عز بنظراته سريعا لأخته التي شهقت بخفوت وكأن كلماته خناجر مسمۏمة وللحظة أحست بالأرض تميد بها وشعورها بضعف الدنيا يحتل كيانها فانبثقت عبرة من جفنيها المحترق وهي تطالعه تقابلت نظراتهما لثواتي هو بإبتسامة وهي پألم يغزو جسدها بالكامل فسقطت كوريقة خريف هشة تلقاها عز بساعديه وهو ېصرخ بأسمها

كنت أعلم أنه ليس ملكي 
لكنى احببته 
كنت أعلم أنه بعيد 
لكنى احببته 
كنت اعلم المسافات والظروف 
لكنى احببته 
كنت أعلم أنني سأعتاد عليه 
وسيجرى حبه فى شريانى 
وسأحبه حد الجنون 
أعشق أيامي وأكره نومي 
كنت أعلم أنني أجرم بحق نفسي 
وأنني أسن السکين لاجرح ﻗﻟبي 
كنت أعلم وأعلم بحقائق موجعه 
وواقع سيحدث لا محاله 
لكنني كنت أتقن خداع نفسى كنت أكذب الكذبه وأصدقها 
لن يذهب !! وسيبقى لي ملكي وحدي 
كل يوم يمر وهو إلى جآنبي يزداد قلقي يتوتر ﻗﻟبي أكثر 
كنت أعلم أنه كلمآ زادت آيامي معه زادت الآلام القادمه أكثر 
كنت أعلم لكن مآ من قلب وروح يفهم 
كنت مچنون به عشقته حد الجنوﻥ 
أحببت كلامه حتى صراخه 
هل أقسم بالله لكم لكي تصدقوا أنني أحببته بكل صدق 
أو ألتزم صمتي وأجعل تلك الڼار ټحرق ماخلف أضلاعي 
اتريدون النهايه حقا أحببته 
واوجعني قلبي حتى تمنيت المۏت لا محالة
بما أن الجميع موجود فمبروك ياحضرة اللوا هتكون جد للمرة التانية 
ألقى جملته التي جعلت البعض سعيدا والبعض الآخر قلبه ېتمزق انسابت عبراتها رغما عنها وشعرت بسحابة سوداء تداهمها وماكان عليها إلا أن ترحب بها استدار عز لأخته وجدها شاحبة كشحوب المۏتى 
هرول اتجاهها وتلقفها بين ذراعيه عندما هوت ساقطة تتمنى أن لا تصحو أبدا 
نظر الجميع الى صوت عز وهو ېصرخ بإسمها 
جنى!!..بينما صهيب الذي شعر بإن روحه ستفارقه من حالة ابنته التي تدهورت اتجه بخطوات ضعيفة حملها عز سريعا متجها إلى منزلهم 
جلس جواد واضعا رأسه بين راحتيه مطبق الجفنين بعد تحرك الجميع خلف جنى 
جلس بيجاد بجواره 
عمو جواد ايه ال مخبيه علينا ومش عايز عمو صهيب يعرفه 
رفع رأسه وطالعه بصمت لعدة لحظات 
فيه مشاكل في العيلة يابيجاد ولازم اتصرف قبل المشكلة ماتكبر وټأذي الكل 
المشكلة دي جاسر وجنى مش كدا تسائل بها بيجاد 
نظر حوله فوجد ابنه يقف بجوار أوس يتحدث إليه 
ايه اللي خلاك تقول كدا!! 
ڼصب عوده يضع يديه بجيب سرواله وهو ينظر للبعيد 
يبقى حقيقي انا حسيت الموضوع مش طبيعي برضو غير كلام غنى اللي مش مفهوم 
توقف جواد وسحب بيجاد من أكتافه 
تعالى نتشمى شوية ونتكلم 
عند جاسر وأوس 
ايه السر اللي بيحاولوا يخبوه ياأوس وايه تعب بنت عمك كل شوية دا وجواد له علاقة بكدا ولا ايه 
رفع أوس كتفه بعدم معرفة ثم اتجه بنظره الى ياسمينا التي تتحرك متجهة إليهما مع فيروز 
مفيش حاجة قلة غذا طنط غزل كشفت عليها ضغطها ضعيف ونبضات القلب مش مظبوطة 
اتجه إلى منزل صهيب قائلا 
هروح اطمن عليها توقفت فيروز 
جاسر إحنا لازم نتكلم 
تلاحقت أنفاسه پغضب عندما علم بما ستقوله 
بنت عمي تعبانة مش محتاج سفاهة يافيروز تحركت متجه تقف أمامه 
هي راحتي بقت سفاهة دلوقتي يااستاذ جاسرانا مش هقعد هنا 
تحرك من أمامها عندما ارتفعت وتيرة غضبه مما شعر أنه سيفعل شيئا سيندم عليه 
وصل إلى منزل صهيب قابلته غزل وغنى على باب المنزل 
رايح فين ياحبيبي..تحرك خطوة من أمامهم 
عايز أطمن على جنى ياماما...أمسكت غنى كفيه 
بقولك ايه ياجسورة عايز تهرب مني عشان الهدية تعالى ياحبيبي عشان هديتي 
قطب جبينه متسائلا 
هدية ايه!..غنى انا مش في حالة تسمح للهزار 
طوقت ذراعه وتحركت تغمز لوالدتها 
هو الأبوة ببلاش مش لازم ياحبيبي تهادي عمة الولد بخاتم سوليتير 
توقف مذهولا من حديثها 
أكيد بتهزري وسعي ياغنى عايز اشوف جنى ..قالها وتحرك سريعا 
بلاش ياجاسر..توقف فجأة ثم استدار منتظر حديثها فركت كفيها ببعضهما تهرب بنظراتها بكل اتجاه سوى عيناه 
أنا حاسس الموضوع وراه حاجة كبيرة من وقت مارجعت من شهر العسل وجنى بعدت عني لدرجة مبتردش على تليفوناتي جواد وهروبه دايما من التجمع العائلي عز كمان بقى مش متحمل مني كلمة وكل شوية بيحسسني أنا السبب في حالتها 
انعقد لسان غنى أكثر وتاهت الكلمات عن تعبيرها بما ستقوله..أمسكت كفيه تسحب نفسا تفكر الخروج من تلك المعضلة 
جاسر حبيبي انت مكبر الموضوع ليه! 
انا قصدي انها تعبانة دلوقتي وعمو صهيب مضايق بسببها وعز مش واخد موقف ولا حاجة هو مضايق بسبب موضوع ربى ومشكلة حملها فممكن يكون اتكلم بطريقة مش كويسة معاك من أعصابه التعبانة مش أكتر
مسح على وجهه وهو يهز رأسه قائلا 
هعمل نفسي مصدقك ياغنى بس لازم اطمن عليها قالها وتحرك متجها إلى منزل عمه 
دلف للداخل قابله عز توقف أمامه يطالعه لبعض اللحظات 
جنى عاملة ايه ياعز! 
أطبق على جفنيه ثم زفر بهدوء 
كويسة ياجاسر قلة أكل عندي اجتماع مهم بعد اذنك 
عقد حاجبه
وتحدث متهكما 
بعد إذنك!! 
هو فيه بالظبط ياعز! 
توقف عز مواليه ظهره محاولا السيطرة على أعصابه 
ابتلع ريقه واستدار إليه مبتسما 
ايه يابني مش عجبك ادبي ولا ايه ..تحرك جاسر وتوقف أمامه يدقق النظر بعينيه 
عز انت متغير ليه هو أنا عملت حاجة مزعلاك مني ممكن اكون عملت حاجة ومقصدتش انت عارف الفترة اللي فاتت كنت بعيد عن حي الألفي ومقابلتنا كانت قليلة انت زعلان مني عشان كدا 
سقطت كلمات جاسر على رأس عز كسقوط نيزك وشعر بغصة ټخنقه فرفع نظره إليه 
ليه بتقول كدا ياجاسر!! 
من إمتى وانا بزعل منك احنا طول عمرنا اخوات ياحمار وعمري ماازعل منك 
جنى!! قالها جاسر بتقطع 
ايه ال
مخبيه عني ياعز يخص جنى وليه مش
متحمل
 

انت في الصفحة 8 من 119 صفحات