الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية بقلم سيلا

انت في الصفحة 80 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


علشان تفوقي ياجنى وتطلعي من دور الضحېة اللي انت فيه انت مش ضعيفة ولا غبية بس خطواتك الغلط وقعتينا كلنا في بعض
عز بقى عامل زي الۏحش بيدوس على الكل معرفش تعرفي ولا لا بس عز اتجوز على روبي علشان ېحرق جاسر
ايه رايك يابنت عمي 
جحظت عيناها بذهول تهز رأسها قائلة 
مستحيل ..عز بيحب روبي مستحيل يكسرها بالشكل المهين دا 

قهقه على غير عادته وأشار عليها 
ماأنت عملتيها مع جاسر وكسرتيه 
يعني ماشاءالله انتوا الاتنين واحد يدبح في اختي بدل المرة عشر مرات 
وحضرتك جاية تحاسبي جاسر على مجرد أنه بيعمل حاجة رجولية 
اطلع برة مش عايزة اسمع حاجة من حد.. تحركت معتدلة على الفراش 
ولا أقولك أنا اللي همشي منها 
توقف أمامها وحاوط أكتافها 
جنى بلاش تصعبي الأمور لو سمحتي كفاية اللي حصل لحد دلوقتي..أعقلي واسمعي جاسر عمل كدا ليه بلاش احنا بنوقع من بعض هتكوني مرتاحة لما نكره بعض وبابا وباباكي يوقفوا قدام بعض علشان مشاكلكم
تنهد بهدوء ثم تحدث بعقلانية 
هقولك حاجة عاقبي جاسر لو ماقتنعتيش بكلامه بس بينكم بلاش تولع دلوقتي تخيلي كدا لو رجعتي بعد شهر من جوازك بيت ابوكي الناس هتقول ايه ..بلاش دي فكرتي ممكن عز يعمل ايه في جاسر لما يعرف
فكرتي في عمك ياجنى انا مش هتكلم اكتر من كدا ..أنت عاقلة مافيه الكفاية مش مستنية حد ينصحك
زفرة حارة خرجت من جوفه ثم تعلقت عيناه بعيناها التائهة المترددة فاستأنف 
خدي وقتك وفكري كويس بس بعقل جنى بنت صهيب مش عقل جنى مرات جاسر الغيورة
خانتها ساقيها فجلست رغما عنها 
مكنتش اتخيل تكون قاسې معايا اوي كدا ياأوس..جلس بمقابلتها 
أنا بحاول اتكلم بالعقل صدقيني انا لو متحكمتش في نفسي مش عارف ممكن اعمل فيكوا انتو الاتنين ايه 
انا اهم حاجة عندي دلوقتي ابويا وعمي ..أنت وجاسر مش فارقين معايا علشان تستاهلوا اللي بيحصلكم لسبب بسيط هو علشان يهرب من قلبه راح ظلم واحدة واتجوزها وانت علشان تكوني العاقلة البريئة دفنتي حبك لحد ماحبك كسرك والنتيجة ماستحملتيش ورحتي اتعالجتي ..صح ولا لا 
فيروز مظلومة بعد دا كله ياأوس 
زفره حارة خرجت من جوفه يهز رأسه
من وجهة نظري العادلة اه ياجنى فيروز اكتر واحدة اتظلمت بينكم تعالي نعمل معادلة بسيطة كدا
واحدة اتجوزت واحد وهمها بحبه وبعد الجواز اكتشفت أنه بيحب واحدة تانية ومش معنى كلامي دا 
انا ببرر لجاسر ابدا والله ولا عجبني اي حاجة عملها بفكر بكل الاتجاهات
بس رغم كدا عمره ماكان خاېن ولا كذاب 
ابتسمت بسخرية 
أيوة لما خبى عليا جوازه لما مراته جاتلي وقالت جاسر اتجوزك علشان الولاد
ضيق عيناه متسائلا
فيروز هي اللي قالتلك كدا..
استمعوا لطرقات على باب الغرفة ولج صهيب بقلبا منتفض 
ايه اللي حصل ياحبيبتي !
رفعت بصرها لوالدها أمانها ولما لا والاب هو الحضن والحصن المنيع
حاوطها بذراعيه يدفنها بأحضانه 
بابا ..اردفت بها بشهقات مرتفعة قبل رأسها 
اهدي حبيبتي..خلاص الحمدلله اهم حاجة انكوا بخير
اتجه ببصره لأوس الصامت 
اخوك فين وعامل ايه!
قطع حديثهم ولوج عز فزعا للغرفة 
ايه اللي حصل جنى قالها بقلب ملتهفا يجذبها من احضان والده يبحث بجسدها عن أي أثر للحروق
احتضن وجهها 
انت كويسة حبيبتي فيه حاجة فيك اټأذتي..هزت رأسها بالنفي
أنا كويسة ياعز مفيش حاجة
نهض صهيب متجها لأوس الصامت 
جاسر فين!..هنا فاق عز من لهفته ورفع بصره ينتظر إجابة اوس بشق الأنفس ليطمئن عليه 
مش عارف ياعمو دراعه كان فيه حړق قالي خليك مع جنى وخرج
اتجه لجنى 
ازاي البيت ۏلع ياجنى وجاسر اټصاب اوي 
انسابت عبراتها ولم تتحكم بنفسها ثم ألقت نفسها بأحضان أخيها وشهقة خرجت من فمها
اهدي ياجنى خلاص..تحرك أوس للخارج 
هروح اشوف جاسر..قالها وعيناه على جنى ..استدار متحركا فتحدث صهيب 
قوم شوف اخوك عامل ايه 
نهض عز بعدما لثم جبين أخته 
هشوف جاسر وراجعلك ياقلبي..تحرك مغادرا خلف أوس 
جلس صهيب بجوارها 
ازاي بيتكم ۏلع حبيبتي لما البواب كلمني كنت ھموت من الخۏف عليكم 
زحفت بجسدها للخلف وبدأت تزيل الكانولا من كفيها 
بابا عايزة أمشي من المستشفى خدني البيت عند ماما
ضيق عيناه يطالعها بصمت وترقب للحظات ثم تحدث متسائلا
متخانقة مع جاسر ولا إيه!
اشاحت ببصرها بعيدا عن والدها متراجعة للظهر الفراش ثم أطبقت على جفنيها 
لأ بس عايزة ارتاح..ظل للحظات وعيناه تراقب نظراتها الهاربة 
مخبية على ابوكي ايه رفع سبباته 
إياكي تكذبي عليا إياكي
نظرت إليه بأعين تقطنها الألم قائلة
أنا تعبانة يابابا اوي عايزة ابعد عن كل حاجة هكلمك بقلب مريضة الدنيا كسرت
فرحتها بس قبل اي حاجة اوعدني تفكر بعقل صهيب الألفي اللي اتعودته منك طول حياتي
اهتز داخله حتى شعر بضلوعه تنكسر ضلعا ضلعا وكأن صدره ارتطدم بصخرة أفقدته ثباته فتحشرجت حروفه متسائلا
ايه اللي حصل واتمنى متكذبيش عليا المرادي علشان هزعل منك بجد ياجنى
شعرت بتخدر بجسدها من نظرات والدها المنساقة عليها فهمست بتقطع
جاسر رجع فيروز لعصمته يابابا
تصنم جسده وكأنه بإحدى كوابيس حياته التي دعى الله أن لا تحدث ابدا كظم وجهه بنيران الخذلان من ابن أخيه ورغم ذلك سيطر على انفاعله
فابتلع غصة بطعم المرار والخذلان متسائلا
عرفتي منين!..رفعت عيناها لوالدها 
جاتلي البيت وهو كان عندها شوفتهم
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 119 صفحات