بنت الجنايني
تحاسب نفسك يا قصي باشا
صاح ف وجهها بصوت أرعبها وجعلها ترتجف ما هو عشان ابن خالك فعملت فيه كده ... عشان ميفكرش هو ولا حد من أخواته يقرب من أي حاجة تخص قصي العزازي
صبا وقد أمتلأت عينيها بالدموع قالت نفسي افهم سر العداوه مابينك وما بينهم ... مش كنت أنا وخلاص بقيت ملكك زي ما بتقولي ديما عايز منهم أي تاني
تحول لون عينيه إلي ظلمة معتمه وقال الي ما بيني ومابينهم يخصني أنا ومصير كله حاجة هتنكشف ف يوم من الأيام ... ولما اليوم ده يجي مش هيكون فيها حاجة اسمها عيلة البحيري
ترتشف جيهان قهوتها الصباحية ... فجاء من خلفها يوسف وأعطاها قبلة ع وجنتها وقال صباح الخير يا أحلي جيجي ف العالم كله
جيهان صباح النور يا حبيبي
إنجي التي ترمقه بحنق قالت يعني مبشوفش من حنيتك دي خالص ولا هي مبتطلعش غير لمامتك وبس
ضحكت جيهان وقالت أنتي هتغيري ولا أي ... يوسف بيحبك وبيموت فيكي بس أنتي بطلي تزعليه
جيهان معرفش موبايله مقفول وأنت عارف لما بيكون عنده عرض أو حفلة بييبات بالأيام
يوسف خلاص هابقي اعدي عليه وأنا راجع .... وجد إنجي ترمقه بإزدراء
رمقها يوسف بدون أن يتفوه لكن نظراته دائما
كان يتفحصها وبداخل عقله لايعلمه سواه ...فقال عن إذنك يا جيجي لما الحق أروح المستشفي
إنجي شايفه بيعاملني إزاي كأني هوا أدامه
جيهان وهي تضع الفنجان فوق الطاولة وتراجعت إلي الخلف وقالت
هو عنده حق المرة دي يا إنجي ... ف حد يقعد ف النادي طول اليوم وقافله موبايلك
إنجي مكنتش قفلها هككرها مليون مرة الفون كان فاصل شحن
جيهان أومال الباور بانك الي معاكي بيعمل أي
إنجي نسيته
جيهان كنتي اتصلي من اي تليفون من كافتريا النادي وقولي انك هتتأخري ومنها تطمني ع بنتك
جيهان عموما أنتي حره دي حياتك أنتي وجوزك وأنتو حرين بس متجيش تشتكي بعد كده وتكوني أنتي الي غلطانه
صباح الخير ... قالها آدم ثم جلس بجواروالدته
جيهان صباح النور
إنجي صباح الخير
رن هاتفها باسم المتصل ميرو فجذبت هاتفها ع الفور وقالت عن أذنكو ... ثم نهضت
آدم وهي يرجع ظهره إلي الخلف وتنهد ثم قال مخڼوق شويه
جيهان مخڼوق من الشغل ولا عشان....
قاطعها وقال بليز ياجيجي مش عايز أتكلم ف الموضوع ده تاني
جيهان ع راحتك بس باباك لسه ماخدش القرار وقال لعمك إن خديجة تاخد وقت تفكر واعتبر إن رفضها ردا ع إهانتك ليها
آدم يعني لسه مصمم إنه أتجوزها .... نهض من مكانه ثم نظر أمامه بنظرات توعد وقال أوك معنديش مانع أتجوز خديجة بس بشروطي
تحمل صينية الطعام وقالت أي بابا الفطار زي ماهو ماكلتش ليه
سالم الحمدلله يابنتي
خديجة الدكتور قال انك لازم تاكل كويس عشان العلاج الي بتاخده شديد
سالم خدي الصينيه وسيبيني هقرأ شوية ف المصحف وبعد كده هريح لحد ما الضهر يأذن
خديجة حاضر يا حبيبي وأنا ف أوضتي لو محتاج حاجة أنده عليا
سالم تسلمي يابنتي ... ناوليني بس المصحف من عندك
تركت الصينية جانبا ثم أعطته المصحف أتفضل يا بابا
سالم خدي بالك من أخوكي يا خديجة أنا عارف أنه غرقان ف بحر ذنوب ربنا يهديه ويغفر له بس خليكي واقفه جنبه لحد مايتصلح حاله .... ومتنسيش برضو تفكري ف موضوعك أنتي وآدم أنا نفسي أفرح بيكي يابنتي واشوفك مع الي يصونك ومش لاقي حد غير آدم الي أقدر أأمنه عليكي ... ريحي قلبي قبل ما اقابل ربنا
خديجة ربنا يديك طولت العمر ويباركلنا فيك
سالم ده مصير محتوم يابنتي مفيش مفر منه ... يلا روحي شوفي الي وراكي
خديجة حاضر
فتح المصحف لتقع عينيه ع سورة الفجر وبدأ يقرءها بخشوع حتي وصل إلي أخر الآيات
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
صدق الله العظيم
أنسدلت جفونه ويديه تحتضن المصحف ع صدره لتصعد الروح إلي بارئها ...
١٨
بداخل ضريح مدافن عائلة البحيري ....
تقف العديد من السيارات بالخارج ..
تتوافد الحشود من الأقارب والمعارف والجيران يتشحون بالسواد ... أصوات بكاء ونحيب و كلمة التوحيد تهتز لها الأرض والقلوب وجميع جدران وشواهد تلك القپور المنتشرة ف كل الأرجاء المحيطة ... وها هم كلا من طه و آدم ويوسف وياسين يحملون التابوت المكسو بكسوة خضراء مطرزة بالشهادتين ... عزيز ف المقدمة يرتدي نظارة سوداء لكن لا تخفي حزنه ع فراق صديق دربه وإبن عمه ... ولج الجميع إلي داخل الضريح ينتظرهم عمال الډفن والشيخ الذي يدعو ويتلو آيات القرآنية التي تذكر عند ډفن المېت ... تقف خديجة جانبا تستند ع جيهان التي تحاوطها بزراعها وتربت عليها ... و ع الجانب الآخر لها تقف شيماء و بالقرب منهن إنجي