بنت الجنايني
تشعر بالوهن المسيطر عليها نفسيا وجسديا ... غادرت الغرفة وصعدت إلي أعلي متجهة نحو الدرج ... تحت نظرات الخادمات التي ينظرن إليها بشفقة
وصلت إلي الغرفة لتولج إلي الداخل ... قاصده المرحاض لتخطو نحوه ثم أنفزعت لتتراجع إلي الخلف عندما وجدته يخرج من المرحاض مرتدي معطفه القطني وخصلات شعره المبتلة تتدلي ع جبهته ... لم يكترث لوجودها وكأنها لا شئ ليدلف إلي غرفة الثياب وهو يغني بصوت رجولي عذب ... ظلت واقفة تنظر إلي الفراغ لثوان وهي تزفر بحنق ... أسرعت نحو المرحاض ودلفت إلي الداخل لتصفق الباب بقوة
أنا قوية مش ضعيفة ... مش هستسلم ... هضحك ... هارقص ... هاعمل كل الي نفسي فيه ... مش هخلي حاجة تكسرني
ثم أخذت تمسح وجنتيها من أثر عبراتها ... وخلعت قميصه لتلقي به أرضا ثم باقي ثيابها ... لتصعد إلي حوض وهي تمسك بعبوة صابون الإستحمام ذو الرغوة وظلت تسكبه ف الماء ثم غمرت جسدها أسفل المياه تسند رأسها إلي
الحافة ... أخترق سمعها صوت باب الغرفة لتعلم إنه غادر.
_____________________________
_ في مشفي البحيري ...
تقف أمام غرفة العناية تستند ع زجاج النافذة لتري والدها الممد ع التخت متصل بأجهزته الحيوية أسلاك الأجهزة الطبية ... جاءت من خلفها جيهان التي جاءت للتو تربت ع ظهرها وقالت
ماتخافيش إن شاء الله هيقوم
بالسلامة
ألتفت خديجة لها ثم أرتمت ع صدرها وهي تبكي وتقول أنا خاېفة أوي يا طنط جيهان ... أنا مليش غيره
أبعدت رأسها لتمسك بطرف ذقنها وقالت أنا كده هزعل منك ... أومال أنا روحت فين وعمك عزيز وطه أخوكي كلنا أهلك
_ مش أصدي ... بس بابا حاجة تانية هو الي مصبرني ع فراق ماما الله يرحمها ... قالتها بنبرة حزن
خرج يوسف من مكتب الطبيب ....
جيهان أي يوسف دكتور مجدي قالك أي
يوسف نفس الي قاله الدكتور الي كشف عليه ف المستشفي التانيه .. وهيفضل محجوز ف العناية ويفضل تحت الملاحظة لحد ما يعدي مرحلة الخطړ
طه معلش يا دكتور يوسف ممكن تخليني معاه
تنهد يوسف وقال هو بصراحة ممنوع يا طه إلا لو خليتك قاعد ف مكتبي وتبقي تطمن عليه وقت ماتحب
خديجة بحرج معلش ياطنط خليني مع بابا
عزيز أديكي سمعتي ممنوع وهتباتي فين طه راجل ويتصرف .. لكن أنتي تعالي وأقعدي مع ملك
جيهان وكمان لو مجتيش لوجي هتزعل منك
نظرت إليهما وقالت حاضر بس هاجي الصبح إن شاء الله أطمن عليه
يوسف متقلقيش يا خديجة أنا هفضل مع طه وهاطمنك ع عمي أول بأول
وصل جميعهم إلي أمام المشفي ...
جيهان روحي يا خديجة أركبي مع آدم وأنا وعمك هنحصلكو
آدم بصوت أجش رايحين فين
أبتسمت بتصنع وقالت رايحين مشوار كده وجايين وراكو
فتح باب السيارة وبنبرة أمر أركبي
نظرت إليه بإندهاش من معاملته لها ثم دلفت إلي داخل السيارة ... أوصد الباب بقوة ... ليلتف إلي الناحية الأخري ودلف إلي مقعد القيادة وأنطلق بالسيارة بسرعة
_ ممكن تهدي السرعة شوية ... قالتها وهي تمسك بالمقعد پخوف
لم يجيبها ليزيد سرعته أكثر وكأن الطريق له فقط ... رمقها بطرف عينيه ليري علامات الذعر جلية ع ملامح وجهها ... أنحني عن مسار الطريق ليتطرف إلي منطقة خالية من الناس ... توقف ليترجل من السيارة
_ أنزلي عايزك ... أمرها لتقطب حاجبيها من تصرفات غريب الأطوار هذا
ترجلت من سيارته ... حتي تقدم أمامها وأخرج السلسلة ووضعها أمام عينيها وقال ممكن أفهم بتعمل معاكي أي دي
أبتلعت ريقها وقالت دي سلسلة مالها يعني
أبتسم بسخرية وقال والله!! تصدقي مكنتش أعرف إنها سلسلة
نظرت إلي أسفل تتحاشي نظراته الحادة ... مد يده ليمسك بذقنها يرفع وجهها إليه وصاح بها لما أكلمك تبصي لي
ألقت يده بعيدا عنها وصړخت ف وجهه أيدك لو تاني مش هيحصلك كويس
هي ترجع إلي الخلف ليصتدم ظهرها بالسيارة وقال هتعملي أي ياخديجة هتشتكيني لبابا ولا لماما
رمقته بنظرات قوية وقالت أنت مالك بتتعامل معايا كده ليه ... تشخط وتزعق .. عملت فيك أي
_ مدتي إيدك ع حاجة مش بتاعتك ... قالها بنبرة حادة
_ أصدك أي
_ أصدي السلسلة دي بتاعتي كانت جيبهالي صبا هدية واليوم ده كنتي عندنا و ف نفس اليوم ملقتهاش وأتفاجأ إنها معاكي النهاردة .... قالها آدم
تجمعت عبراتها بداخل عينيها وقالت بصوت أوشك ع البكاء أنا مش حرامية يا آدم ... والسلسلة دي ملك أختك الي إدتهالي ... مكنتش أعرف إنها بتاعتك أو بتاعت صبا
زفر بضيق وهو يجز ع شفته السفلي وقال يلا عشان نروح ... وهناك