صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
أنا عايز أتزفت أتجوزك من دلوقتي بس اصبري حتى لما تدخلي الجامعة!
لم تهتم لحديثه وصوبت تجاهه أول زجاجة فأسرع أحمد يحتمي بالمقعد المذهب الخاص بالسراحة ليتفادى كل ضرباتها التي لم تنجح باصابته ولكنها كانت تسقط محطمة جوار الاجزاء الأخرى المبعثرة بالغرفة فأطبق يديه فوق أذنيه من شدة الضوضاء وهو يهمس پغضب
انتهت معركتها حينما بدأت تخوض سلامها النفسي بعدما انتهى كل شيء مصنوع من الزجاج حولها فلم يعد هناك ما تتمكن باستخدامه لذا جلست على فراشه بحزن.
مد رقبته من خلف المقعد يطمئن لهدوئها اللحظي فتنهد بأمل وخرج يتسلل بحرص الا يصطدم قدميه بالزجاج حتى وصل إليها فسألها ببسمة واسعة
هزت رأسها بيأس فجلس على بعد منها وهو يقول بنفس الابتسامة
_الحمد لله.
منحته نظرة طاعنة قبل أن تعود لتتطلع أمامها بهدوء فقال وهو يشاكسها كعادته
_بحبك وإنت هادية وعاقلة كده لكن لما بتتجني ببقى نفسي أصرف نظري عن الحب ده وعن معرفتي بيك من الأساس.
وتابع مازحا
لم يستطيع أن يجعل الابتسامة تزرع على وجهها المحبب لقلبه فقال بجدية تامة
_مالك يا فريدة
اتجهت بعينيها اللامعة بالبكاء إليه تردد بصوت محتقن
_خايفة يا أحمد حاسة إن ممكن جدك يفرق بينا بيوم من الأيام.
_ليه بتقولي كده
هزت رأسها وقد غدى البكاء يتمكن منها
_معرفش مجرد إحساس.
ابتسم وهو يخبرها بنبرة صوته الرخيم
_معتقدش إنه يعمل حاجة ممكن تزعلني في يوم من الأيام متنسيش إنه هو اللي رباني طول السنين دي أنا ماليش حد في الدنيا غيره هو واخواتي أنا عارف أنه متأثر باللي مرات أبويا عاملاه فيه وحرمانه من سالم مأثر عليه خصوصت إنه من وقت ۏفاة بابا مبقاش ينزل مصر ولا يزوره بس اللي واثق فيه إنه بيعزني وطلبي له في يوم من الأيام هيكون مجاب.
_جدك مش هيستخسرك فيا يا فريدة ولو عملها أنا كفيل أتحداه وأتحدى عيلة الغرباوي كلها عشانك.
وتابع بمرح
_مع إني أشك أنه يرفض ده ما هيصدق إني أقوله إني كنت بحب وهتجوز!
تغاضت عن مزحه وتمعنت بعينيه وقالت
_أوعدني.
_بأيه
_أوعدك لأخر العمر إنت وبس اللي هتكوني في قلبي وعمري ما هكون لغيرك في يوم من الأيام.
_بحبك يا أحمد!
فتح رماديته اللامعة بالدموع التي تحررت على خده فأزاحها عنه واتجه بقوة لم يمتلكها من قبل لغرفة عمران وها هو الآن يقف قبالتهما بعدما صرح لهما برغبته بالزواج من فريدة ومازال الصمت يجوب الأجواء تقابلت نظرات عمران وعلي بحيرة من أمره عمران لا يعلم أيخبرهما بالقرار فحسب أم يطالبهما بإعلام والدته بعرض زواجه.
أما علي فكان يراقب صديقه المقرب في محاولة بائسة لفهم ما يحدث معه بتلك اللحظة كيف قرر الخروج عن صمته فجأة دون أي مقدمات بالطبع هناك شيئا حدث هو لا يعلمه.
سحب أحمد نفسا مطولا يحاول به التهيئة لوابل الاسئلة التي سيتواجه إليه بتلك اللحظة ولكنه تعرض لصدمة جعلته يبرق لذاك الذي نطق ببسمة واسعة وهو يعود لمتابعة عمله على الحاسوب ببرود
_مبروك يا عمي ألف مبروك.
ضيق رماديته تجاه علي الذي يتابعه بهدوء هو الأخر وكأنهما كانا يتوقعان ما يفعله الآن فعاد يتمعن بعمران الذي قال باهتمام
_بس قولي فريدة هانم وافقت ولا إنت عملت أيه
وتابع بمرح وهو يغمز له بخبث
_أنا شعلتك بداية الڼار بمدام أنجلا وشكلك استفدت من الطعم كويس أوي عفارم عليك يا رأي مامي هانم.
تغاضى أحمد عما يقوله عمران وأتجه لذاك الصامت فتحرر صوته بشك اعتراه لحديثه السابق الحامل لمغزى ما يحدث الآن
_إنت كنت عارف يا علي
استقام بوقفته قبالته وهو يحاول إيجاد ما سيقوله بحضرته وبالنهاية قال باستسلام
_سمعت الكلام اللي كان بينكم بدون قصد يوم ما كان عمران بالمستشفى و كنت راجع أغير هدومي بس متضايقتش يا عمي بالعكس اللي ضايقني هو فراقكم عن بعض طول السنين دي.
أخفض أحمد عينيه للأسفل بحرج الموقف حساس برمته اقترب علي منه ثم قال ببسمة هادئة
_أنا عارف إن فريدة هانم عنيدة وشرسة بس واثق إنك هتقدر عليها يا عمي.
ودنى أكثر وهو يهمس له
_أنا وعمران كنا هنساعدك علشان نرجعلك حبك بس إنت سبقتنا وده عجبني.
رفع عينيه له وقال ببسمة حزينة
_كنت خاېف من اللحظة اللي هواجهكم بيها بطلبي للجواز للمرة الأربعين وخصوصا بعد العمر ده مكنتش أعرف إنكم عرفتوا القصة من بدايتها.
وابتلع ريقه بارتباك وهو يتساءل
_يا ترى كان نظرتك ليا أيه يا علي لما عرفت إني بعت حب عمري وإنت واخدني قدوة ليك
تابع عمران حوارهما باهتمام فترك الحاسوب وراقب رد علي بتوتر انساق الحديث لطرف خطېر بينهما فلم يعد مجال المزح يليق به راقب أحمد رد