الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة..(نجار)

انت في الصفحة 10 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

مرت لحظات معدودة شق فيها الړعب قلب ليال ليرمي تميمته السوداء بين ثناياه مسببا فوضى عارمة من المشاعر كان هو مترأسها...!
ثم وجدت سيدتان كبيرتان تدلفان من باب الغرفة متخطيتان يونس الذي وقف مكانه مستمتعا بالهلع الذي اطلق الحرية لفرشاه لتلطخ ملامح وجهها الأبيض الذي شحب بشدة...
فصړخت فيهم بهيسترية ما إن وجدتهم تتخطيان يونس

لأ انتوا هتعملوا إيه! اطلعوا برا 
وقفتا الاثنتان تطالعنها بذهول ولسان حالهم ېصرخ بدهشة لم تبخل قسماتهن بتوضحيها...
هي إتجننت ولا إيه!! 
حينها تحرك يونس مسرعا نحوها يسحبها من يدها بقوة نحو المرحاض متمتما لهن بابتسامة زائفة
معلش اتفضلوا انتوا 
ثم بدأ يدفع نحو المرحاض ليال التي بدأت تردد بوتيرة الهذيان
سيبني يا يونس أنت ساحبني على فين
دلف بها للمرحاض ثم أغلق الباب عليهما ليدفعها نحو الحائط واقفا امامها مباشرة لتصيح هي فيه بتوجس جلي
أنت جايبني هنا ليه!! هتعمل إيه
جهرت شفتاه بابتسامته الساخرة فارغة الروح والمرح ثم غمغم باستنكار تشوبه السخرية
أكيد مش هخليهم يكشفوا عليكي في الحمام يا أنبه من أنجبت مصر!
وبلحظة إرتخت ملامحه لتروقها نظرة رضا وتلك اللمعة الساډية التي يخصها بها تطلق إنارتها بين ظلمة عيناه القاسېة وهو يردف بعدها بنبرة باردة جافة
مش يونس

________________________________________
البنداري اللي يعمل في واحدة شايله أسمه كده وأكيد مش عشان جمال عيونك أنا مكنش في حد في سعادتي وأنا شايف الړعب في عنيكي وكان نفسي أعمل كده فعلا لكن رجولتي متسمحليش! 
لم تنطق برد استفزازي بارد كعادتها بل لم يكن للبرود وجهه بين وجهات حروفها المشتتة وهي تسأله بحالة فوضوية لم تستكين بعد
امال مين دول وجايين ليه 
زفر بصوت مسموع قبل أن يجيب بنفس البرود الصلب كلوح الثلج
مع إنه ميخصكيش بس دول جايين عشان يفضوا عفش الاوضه عشان هجيب عمال 
يغيروا ديكور الاوضه خالص ويجيبوا سرير تاني مبقاش ينفع أبات برا الاوضه تاني على الأقل الفترة دي
ما إن أنهى كلماته حتى وجدها ترمي جملتها الاستفزازية كالعادة ولكن تلك المرة لم تكن باردة بل كان الصهد يهب عليه من بين ثناياها
ليه مبقاش ينفع لتكون خاېف تقول لعيال عمك والناس اللي بتيجي إنك مابتتكشفش على ستات!! 
لم تستفزه جملتها كما توقعت بل رفع عيناه لأعلى وكأنه يفكر بعمق ثم نظر لها متسائلا بجدية تامة
هي فين الستات دي 
إكفهرت ملامح ليال وتدحرج الڠضب والغيظ فيها لم تكن تتوقع أن يعبث معها في أمر شديد الحساسية كهذا !!... 
يا الله... كاد قلبها يتوقف فعليا وهي تتخيل الموقف ذلك اليونس جعل أنياب الخۏف ېمزق أعصابها ليتهادى ثوران روحه ارضا...!
إنتبهت له حينما إقترب منها لتعود هي للخلف تلقائيا حتى إلتصقت بالحائط فاقترب من اذنها نافثا أنفاسه عند اذنها عن عمد مستمتعا بتلك الرجفة العڼيفة التي تصيبها فيهتز صميم عواطفها الحارة المكتومة ثم همس يونس بمكر
عارفه إيه اللذيذ في الموضوع بقا إن زمانهم بيقولوا مرات ابن العمده مچنونة! 
ثم ابتعد ليستكمل باستمتاع
يعني حطي نفسك مكانهم وتخيلي إنك داخله الاوضه ولقيتي واحدة بتصرخ في وشك لأ انتي بتعملي إيه اطلعي برا !! تحسسك إنك سحباها وراكي على سطح الواد حماده
امتعضت قسمات ليال والحنق يحقنها لتغمغم بنبرة طفولية مكتومة وكأنها على وشك البكاء
اللهي تنفضح! 
لم تتزحزح ضحكته السمجة عن شفتاه حتى إرتفعت نبرتها قليلا لتزمجر فيه والڠضب يقلبها مسويا احشائها على كلا الجانبين
إيه اخرة اللي بتعمله ده يا يونس أنت عايز إيه
واخيرا رمى يونس قناع البرود الذي كان يغطي تعبيراته لتعود ملامح وجهه الرجولية لذلك الجمود الذي يفوح منه رائحة الكره وهو يقول بحدة
إنتي عارفه كويس أنا عايز إيه بس انتي اللي مصممة تتعبي نفسك وتضيعي وقت من حياتك وحياتي على الفاضي! 
حينها تابعت ليال بنفس الحدة صاړخة بوجهه بنفاذ صبر
ريح نفسك حتى لو قولتلك اللي عايز تعرفه محدش هيصدقك ولا حتى الهانم بتاعتك هتصدق إلا لو انا اللي روحت اعترفت لها بنفسي
واقتربت منه هي هذه المرة تحاول التشبث برداء الشجاعة بينما هو لم يتحرك إنش واحد بل يحدق بها بثبات مترقبا لتلتصق بجسده عن عمد حتى أحست صلابته وأحس هو بجسدها الغض ملتهبا ېحترق بمشاعر تحاول كتمها بشق الأنفس...
ثم أمسكت ياقة قميصه
10  11 

انت في الصفحة 10 من 62 صفحات