رواية جديدة
من كده أيه
عز بجد أنا مقدرش أبعد عن هنا ولو انت عوز تسافر تشوف أهلك وتيجي دي حريتك
نظر لها بنظرات قاسېة وقال
يعني
أنت عوز تبقي أنت في مكان وأنا في مكان
هزة رأسها وهي تقول بصوت هادئ غير عابئة بنظراته الغاضبة
عز أنا مش قصدي كده بلاش تفهم كلامي على مزاجك أنا بقولك مش هقدر أسافر هنا عالمي وأخواتي وكل شيء
وارتفع صوتها أكثر وأكثر وقالت
مش هسافر مش عوز
وقد حسمت أمرها أذا هي حرة و هو من الأحرار و بسرعة أتجهه إلي تلك الحقيبة التي يحملها علي ظهر و اتجه إلي دولاب ملابسه وأخذ بعض الأشياء بسرعة وهي تتابعه بنظرات متفحصة مضطربة قليلا ثم قالت
أنت أنت بتعمل إيه
مسافر أرضك شغلك أخواتك هنا وهناك أنا أختار والقرار ليك سلام يا عاصي
وابتعد عنها خارجا من تلك الغرفة بل من المنزل و للعجب من تلك الأرض برمتها وفي الطريق كان حزين فهي لأول مرة يشعر أنها تخلت عنه مع ابسط المواقف وتخلت عنه يا الله فبعهد عنه الآن والشعور الذي يشعر به من اصعب الأشياء التي ممكن أن تمر على الأنسان وعودة من حديد إلي الواقع فاعتدل في جلسته وتنهد بتعب شديد وهو يهتف بخفوت
شهر ثلاثون يوما وهو بالقاهرة يشتاق إليها وتشتاق إليه وكل منهم يمنعه ما يدعى بالكبرياء يقضي أوقاته مع أصدقائه القدمي و زاد عليهم عمرو عبث وسهر و سفر وهي بين أسرتها تزرع وتقلع و تهتم بمن حولها زوجته تبتعد عنه والأخرى تتقرب وتعتذر وتطلب السماح وتهتم وهو رجل والرجل لا يقبل الاهمال ولكن القدر هو القدر من أراد فك الڼزاع السيدة إيمان المرشدي مريضة و جميع الأطباء يجتمعون على رأي واحد فقط عددت أيام وستفارقهم راحله و الأغرب أنهم يحثوهم بالدعاء لها بالرحم هل يدعي لأمه لكي تفارقة و بالفعل عرف الجميع وبالطبع الزوجة الأصيلة هنا جاءت لتقف بجانب زوجها الحبيب وجدها بينهم لا يعرف متى جاءت وكيف تنظر له بنظرات حزينة ولكنه ردها إليها بقسۏة ولو تعلم فقط تعلم شعورة الآن لو تعلم فقط تعلم حاجته لها منذ علم بهذا النبأ لو تعلم فقط تعلم ماذا ينظرها من عقاپ لرحلت فقط ترحل و كل شيء بات مستحيل فهي الأمام أمامه وفي غرفته تنظر له وينظر لها
عوزاني أقولك إيه يعني ممممم إيه جابك ولا جية ليه يا عاصي
عقدت بين حاجبيها وهي تنظر إلية بتعجب
إيه جبني وجيه ليه مش عوزني أبقي جنبك في وقت زي ده
ضحك ضحكة ساخرة وهو ينظر له ويردف پغضب منها
نظرت له بحنان و بأسف وقالت والدموع تملأ عينيها في حين نظر إليها
هو بمزيد من الڠضب فهي تبكي ولكنه سمع صوته الحزين وشهقاتها المتقاطعة
صدقني أنا عمري ما اقدر أبعد الشهر ده عدي عليا كأنه سنه بس بس أنا كان لازم اطمئن علي أخواتي والمزرعة
نظر لها وإلي تلك الدموع التي تتساقط من عينيها و تلك الشهقات المتسارعة منظرها هذا يذكره بذكريات الطفولة ولكن تلك الدموع ټحرق خلايا جسده وتلك النظرة الحزينة تقتله فلم ينتظر
و عاد للحاضر يحاول أن يبعد ذهنه عن الخوض في تلك الذكريات حتى لا ېموت الآن من الاشتياق فنظر إلي تلك الساعة المعلقة علي الحائط يجب أن يذهب إلي العمل الآن وماذا عن أخية فهم لكي يرتدي ملابسه وعندما هم بالخروج كان ماجد يخرج هو الأخر ليوقفه و
عز أنت رايح فين
رفع أحد حاجبيه وقال وهو يشير إلي الحلة التي يرتديها وقال
لابس كده يبقي أكيد يعني رايح شغلي
نظر الأخرة له بنظرات مضطربة وقال
معك وقت ولا مستعجل
وبنظرات مدققة عرف أن هناك أمر فأتجه إلي تلك الأريكة وجلس ينظر لأخيه
لا معايا وقت
فتقدم الأخر وجلس أمامه وأخذ ينظر له بتمهل وقال
طيب أسمع أنا جاي ليه
أنا صح ولا غلط يا فداء خائڤ أكون بظلمها بقراري بس عاصي
لازم تواجه عاصي لازم تشغل نفسها عشان تبطل تفكير في الماضي
نظرت له بنظرات