الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة جاسر الكيلاني

انت في الصفحة 130 من 339 صفحات

موقع أيام نيوز


ولا مراته تبقى بنت مين
عقد حاجبيه عامر بشدة واطبق شفتيه ينظر في الهاتف بصمت واستطردت هي
انت لازم تتصرف ياعامر وتعمل اتصالاتك تشوف إيه الحكاية دي ومين البنت دي كمان اللي زقينها عليه انا متأكدة ان الصور اكيد تركيب ماتنطق ياعامر هو انت ساكت ليه وسايبني اتفلق مع نفسي مش واخد بالك ولا مش مركز في اللي بقوله ولا إيه

الټفت رأسه يتطلع إليها لعدة لحظات تترقب هي فيها رد فعله ثم مالبث ان يفاجأها لينهض من جوارها قائلا باقتضاب
انا هاروح اخلص ورق المستشفى واحجز تذكرتين عشان نسافر احنا نازلين مصر حاليا 
نهضت هي الأخرى لتتبعه سائلة بدهشة
ونسافر ليه ونقطع رحلة العلاج وانت ممكن باتصال واحد تحل كل حاجة هو فيه إيه بالظبط ياعامر
عاد الى مقر شركته بصحبة كارم الذي كان يصف له شفهيا وضع المجموعة وأسهمها التي هبطت بشدة في البورصة وماترتب على ذلك من وقف لبعض الصفقات نتيجة لحالة عدم الاستقرار مع اقتراح بعض الحلول السريعة والتي سيتم دراستها الان
في مكتب الرئيس والذي فتحه جاسر ورأسه ملتفة للخلف نحو مكتبها الفارغ يتسائل باستغراب عنها
هي زهرة مش موجودة على مكتبها ليه
أجابه كارم منشغلا بالنظر في هاتف يده على أسهم الشركة
انا عرفت انها حضرت النهاردة 
على أساس اننا مش على علم بحضورها يعني ياعم كار 
أردف بها جاسر قبل أن يقطع كلمته وقد هاله مايراه انتبه كارم ليرفع رأسه فتفاجأ هو الاخر وهي يرى زهرة على ألاريكة الجانبية في المكتب متكومة على نفسها كطفلة صغيرة فاقدة أبويها 
تحمحم كارم ليتسئذن شاعرا بالحرج وهو يتطلع الى رئيسيه الذي تسمر محله أمامها
اا طب انا هاستنى برا على ماتندهني 
اومأ له برأسه وراقب انصرافه قبل أن يقترب ليجلس بجوارها بقلب ملتاع يسألها
إيه اللي حصل
رفعت عيناها التي ذبلت من البكاء قائلة برجاء
عايزة امشي ياجاسر عايز اروح عند جدتي 
ضيق عينيه يسألها بلهجة خطړة
هو انت في حد هنا ضايقك
هزت رأسها تكرر بإلحاح
ياجاسر بقولك
عايزة امشي احنا ماكنش لينا الجوازة دي من الأول كل اللي بيتقال من الناس ليها حق فيه انت نجمة في السما عالية وانا بنت 
إياك تكملي يازهرة 
قالها بمقاطعة حادة ليتابع
انا اتجوزتك انت بس وماليش دعوة بأي حد تاتي وعلى العموم انا كدة فهمت لوحدي 
فهمت ايه
سألت بدهشة أما هو فانشغل عنها ليتناول هاتفه ليهاتف أحدهم وفور أن اتاه الرد اصدر أمره بحزم
اسمع ياكارم جمعلي كل فرد في الشركة من أكبر موظف لاصغرهم في ظرف دقايق ياكارم 
انهى مكالمته سريعا ليجدها تسأله باسستفسار
هو انت بتجمع الموظفين ليه
تجاهل الإجابة ليمسك كفها ويسحبها قائلا
تعالي معايا الأول 
نزعت يده لتتشبث بالأرض معترضة
مش هاتحرك في أي حتة غير لما تفهمني الأول 
تنهد رافعا عيناه للسماء قبل يقترب منها ليرد 
هاخدك ياستي ع الحمام تغسلي وشك وتطبطي نفسك كدة و لما نخرج للموظفين تبقى راسك مرفوعة وظهرك مفرود بعظمة 
ضيقت عيناها بتساؤل قائلة
ليه يعني
انت لسة هاتسألي يازهرة تعالي بقى مافيش وقت 
قالها ليتجه بها فورا نحو المذكور 
ضغط على جرس المنزل ولم ينتظر كثيرا حتى فتح له الصغير الباب بابتسامته الرائعة وغمازتيه التي ټخطف لب قلبه دائما ليهتف له مهللا بمرح
عمو طارق 
قلب عمو طارق انت 
اردف بها وهو على وجنتيه بسعادة ظاهرة قبل أن يسأله هامسا
عاملة ايه بقى أبلة كاميليا كويسة النهاردة
رد ميدو بهمس هو الاخر مقربا رأسه وكأنه يفشي له سرا 
كويسة وعال العال دي حتى كمان لبست وهاتخرج دلوقت 
استقام بجسده يسألها قاطبا بدهشة
هاتخرج ازاي يعني وهاتروح فين
قالها قبل أن تلتف رأسه على صوتها القريب 
أهلا طارق انت وصلت
تطلع الى ما ترتديه من ملابس تصلح للخروج ليكرر سؤاله لها
انت رايحة فين ياكاميليا وازاي هاتخرجي برجلك دي
تقدمت تتعكز على عاكازها بخطوات بطيبئة عرجاء لتجيبه بوجه متجمد
عندي مشوار مهم ولازم اعمله دلوقتى ضروري اوقفها قبل ان تصل للباب هاتفا پغضب
مشوار ايه اللي هاتروحيه بحالتك دي هو في إيه ياكاميليا
اجابته قائلة بحدة
زهرة اتصلت بيا معيطة وانا لازم اروح اشوفها حالا 
بعد قليل 
وبعد أن اصرت على الخروج فاأصر هو الاخر على توصيلها بسيارته كانت تتحدث معه بقلق وهي جالسة بجواره في الأمام 
انا كنت عارفة من الأول انها رقيقة ومش هاتتحمل العالم الغريب دي عليها زهرة دنيتها كلها كانت مختصرة في خالها وستها فجأة تلاقي نفسها في مجتمع ما بيرحمش هي مش قد الضغط دا كله انا عارفاها 
التف اليها يخاطبها برقة
واضح انك بتحبيها اوي 
ردت كاميليا وعيناها تتطلع اليه عن قرب
انا فعلا بحبها اوي بس خاېفة عليها أكتر عشان الجوازة دي ماكنت راضية عنها من الأول دي عالم مابترحمش ومشاعر البشر عندهم اخر شئ يفكروا فيه بس بحلف وديني لو جاسر الريان مدافعش او اتخلى عنها لكون واقفالوا ان شالله اترفد من شغلي حتى 
صمت طارق ولم يسعفه قلبه
 

129  130  131 

انت في الصفحة 130 من 339 صفحات