الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة جاسر الكيلاني

انت في الصفحة 140 من 339 صفحات

موقع أيام نيوز


إليه فسألته بوجهها العابس
هو انت تعبان النهاردة مش
بعادة يعني ايدك تترعش في ربط الكرافت
أجابها بابتسامة حانية
وليه ماتقوليش اني بمثل عشان اشوف لهفتك عليا
كبحت إبتسامة ملحة وقالت بجدية
لو حاسس نفسك تعبان بلاها من حضور الإجتماع دا ياعامر انت قلبك لسة تعبان 
واسيب ابني لوحده
اضطربت واهتزت كفيها من عبارته البسيطة فقالت وهي تنهي ما تفعله لتشيح بوجهها عنه تدعي القسۏة

وهو ابنك صغير ولا مكانش عارف بعواقب عملته
زفر عامر بسأم وهو يتناول سترة حلته ليرتديها وقال بحسم
ابني مش صغير يا لميا بس انا مش هاسيبه يواجه التيار دا لوحده حتى لو غلطان انا برضوا في ضهره 
تنهدت بحرارة وهي تتطلع أليه مستندة على حافة الكمود ثم قالت
خليك في ضهره ياعامر وافضل كدة ساير فيه من غير ما توجهه ولا تنصحه سيرتنا بقت على كل لسان ابن عامر الريان ساب بنت الوزير وراح اتجوز سكرتيرة ابوها تاجر مخډرات 
رقمها بنظرة عاتبة قبل ان يدنو ليتناول سلسلة مفاتيحه من جوراها ورد قبل أن يتحرك ويتركها
هو حر في اختياره يالميا بنت وزير ولا بنت غفير أو مهما كانت صفة البنت انا بقى أهم حاجة عندي اشوفه مبسوط دي تكفيني 
قالها وانصرف من أمامها تاركها للأفكار السوداء التي ټغرق بها دون رحمة حتى انتبهت لأقراص الدواء فتذكرت لتتناولهم وتهتف راكضة للحاق به
استنى ياعامر خد علاجك استنى انت مافطرتش أساسها 
بداخل سيارتهم التي كانت تقطع الطريق ذهابا الى الشركة يدها بيده وكأنه يستجدي منها القوة بصمت عبر رجاء نظراته لها وهي لا تبخل عليه بمؤازرته وقد قضت ليلتها كاملة بالدعاء المستمر وغمره بفيض حنانها
الذي كان في أشد حاجته إليه بالأمس والان اقتربت ساعة الحسم التي سيترتب عليها أحداث القادم وصلت السيارة اخيرا لمقر الشركة لتترجل منها معه ويدها مازالت بيده لافتين انظار الجميع حولهم وكأنه يتحدى بها العالم غير أبه بما يقال أو يحدث دلف بها لداخل غرفة مكتبه فتفاجأت بوالده عامر الريان شخصيا على كرسي الإدارة الذي احتله جاسر سابقا ويبدوا عليه الإنهماك في عمله على بعض الأوراق أمامه تباطئت خطواتها حتى تشبثت بالأرض غير قادرة على مواصلة التقدم نظر لها جاسر عاقدا حاجبيه باستفسار فرمقته بنظرة مترددة قبل أن تجفل على هتاف عامر المرح
إيه ياعرايس هاتفضلوا واقفين كدة مكانكم كتير
رفعت ايه أنظارها برهبة جعلتها تستسلم لسحب جاسر لها اليا حتى وصل بها إليه يقدمها
عامر باشا احب اعرفك على عروستي 
توسعت عيناها وزاد قلبها في خفقانه وهي ترى عامر الذي نهض عن مقعده تركزت عيناه عليها فقال لها بلهجته المداعبة
ومالها بقى مكسوفة كدة ليه هو انا غريب ولا انت مش عايزة تسلمي عليا
ذهب بعض التوتر عنها ولكن حل محله الخجل الشديد وهي تسبل أهدابها عنه ولم تقوى على الرد عليه فضحك الرجل من قلبه وهو يخاطب ابنه
لا طلعت صياد بابن الريان وعرفت تنقي بس مش كدة بقى انا لازم اسلم عليها واتعرف عليها كويس 
سحبها جاسر وهو يردد لوالده بابتسامة تفضح بهجته من الداخل
براحة ع البنت يا عامر ياباشا شوية شوية عليها عشان تاخد عليك 
تناول عامر كفها يصافحها بحرارة مشبعة بمشاعر تضخ بداخله الان نحو هذه الفتاة التي أعادت ابتسامة سعيدة لوجد ابنه حتى تخلى عن وقاره وعنجهيته المعتادة وهو يقدمها اليه وكأنه طفل صغير وقد حصل على جائزته 
الف مبروك يابنتي وسامحيني إن يكون
اول لقاء مابينا هنا في المكتب 
قالها مخاطبا لها فخرج صوتها بهمس خجول
مما تقولش كدة ياعمي انا عارفة من الأول بظروف تعبك وسفرك ربنا يخليك ويبارك فيك يارب 
ربت براحته على ظهر كفها قائلها بحنان
ربنا يبارك فيك انت يازهرة وعلى العموم انا مش ناسي وهاعوضك انت وجاسر بس نخلص الأول من المشاكل اللي احنا فيها دلوقت 
اكتنفها الإرتياح على الفور بقوله فكلماته المطمئنة وصلت اليها بصدق إحساسه اما جاسر والذي اسعده قول أبيه وترحيبه بزهرة لم يسعفه الظرف السئ بالتعبير عن امتنانه فقال لوالده بتوتر
ماقولتش ياولدي الإجتماع النهاردة هايتم بحضور فهمي ولا هايبعت مندوب عنه
رد عامر بعدم اكتراث
يجي أو يبعت أي حد من عنده في الحالتين مش فارقة المهم ان الإجتماع خلاص يدوبك نص ساعة ويبدأ يالا بقى جهز نفسك يابطل انا هاسبقك 
قالها وتحرك على الفور مغادرا تشبثت زهرة بكف جاسر توقفه قبل اللحاق بوالده
هو انا هاحضر معاكم الإجتماع 
نفى برأسه قبل على أعلى رأسها وقال 
كارم هو اللي هايتولى المسؤلية النهاردة ريحي نفسك انت وادعيلنا بالتوفيق 
بعد نصف ساعة 
كان بدء الإجتماع الكبير الذي ضم الشركاء ومسؤلي المجموعة مع عامر رئيس المجموعة وابنه جاسر وعدوهم الاقوى والشرس الوزير فهمي حيدر في لفتة نادرا ماتحدث فعلها الرجل خصيصا كي يرى بأم عينيه تأثير النتيجة الحاسمة في القضاء على الصرح الكبير لعامر الريان اڼتقاما منه ومن ابنه وقد أعد غدته بتفاهمات واتفاقات
 

139  140  141 

انت في الصفحة 140 من 339 صفحات