الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة جاسر الكيلاني

انت في الصفحة 158 من 339 صفحات

موقع أيام نيوز


على طول إيه بقى هو انا موحشتكيش
وصلها مغزى حديثه الذي ترافق فتململت لتفك نفسها من حصارهمعلش ياجاسر والنبي سيبني دلوقتي عشان تعبانة 
نزع نفسه ليتفحصها بقلق سائلا
تعبانة ازاي يعني حاسة بإيه بالظبط
ابتعدت عنه لتجيبه بتلعثم وهي متجهة لتختها 
مافيش داعي للقلق انا بس انام وهابقى كويسة 

عقد حاجبيه يتبعها حتى ارتمي بجوارها على الفراش يلح بسؤاله
طمنيني يازهرة لو حاسة بأي شئ انا ابعت واجيب الدكتور حالا 
ردت وهي تتدثر بالغطاء حتى شعر رأسها
ياجاسر بقولك عايزة انام وراسي تقيلة يعني مافيش داعي للدكتور 
زفر أنفاس تدعي الدخول في النوم فخرج صوته بإحباط
انت مش ملاحظة انك بتنامي كتير قوي اليومين دول
لم تجيب وهي تشعر بطرق أصابعه بانفعال على الجزء الخشبي الظاهر من تختها لتصل إلى أسماعها وكأن فرقة شعبية تدوي برأسها فاستمرت على تجاهله حتى نهض من جوراها يتمتم
ماشي يازهرة وانا اللي كنت جاي ابشرك بس معلش ان غدا لناظره قريب
صامتة مترقبة تتلفت برأسها نحوه كل دقيقة لتحاول بيأس قراءة في صفحة وجهه المغلقة بدقة وهو يقود السيارة بجموده
من وقت أن انضمت إليه بداخلها وفمه المطبق لم ينبت ببنت شفاه حتى خرجت عن صمتها اخيرا هاتفة
والله لو مضايق اوي كدة مكانش في داعي أبدا لتوصيلي كان ممكن جدا اجي في عربية جاسر وزهرة 
الټفت برأسه نحوها فجأة يقول بحدة
الكلام دا يتقال لواحد تاتني مش أنا انت خارجة معايا على مسؤليتي يبقى توصلي بالسلامة واطمن عمي عليك بنفسي 
كتر خيرك 
قالتها باقتضاب والټفت برأسها لتنظر للخارج من نافذة السيارة وصلها صوته بعدها بلحظات
كنت فاكرك اذكى من كدة 
عادت إليه عاقدة حاجبيها مرددة بدهشة
أفندم! معناه إيه كلامك دا بقى
ازاح وجهه عن القيادة امامه ليواجه عيناها المتسائلة بعينيه الحادة قائلا بلهجة هادئة مريبة
بما إني جيت بالصدفة وسمعت بكلام البني ادم دا ومحاولاته البجحة معاك عشان تسبيني فكدة بقى من حقي أسألك دي أول مرة ولا حاول معاك قبل كدة
اربكها السؤال قليلا ولكنها تماسكت تجيبه بحدة هي الأخرى
أظن يااستاذ كارم اني لو كنت عايزاه هو فكنت هاختاره من الأول واوفر عليا وعليك الصدام ده يعني مافيش داعي لسؤالك من الأساس
ارتفع حاجبه متفاجئا من رده القوي ونظرة التحدي التي تطل من عينيها لتزيده تمسكا بها فقال يقارعها
لا ياكاميليا السؤال لديه داعي وضروري كمان خصوصا لما تكوني انت وهو شغلكم اليوم كله مع بعض في موقع واحد 
كارم لو سمحت لحد هنا وقف عشان انا ما اسمحلكش 
قالتها مقاطعة بحدة أجفلته لتكمل بحزم
اظن من الأول كدة انت عارف بأخلاقي كويس وعارف اني زي القطر في شغلي ودا اللي يخصك اما بقى بالنسبة لطارق ولا اغيره فاانا كفاءة اوي اني اوقف كل واحد عند حده لو اطاول معايا في كلمة واحدة ولا انت إيه رأيك
حدجها بنظرة ڼارية ثم التف أمامها يصك على فكيه وظل صامتا حتى وصل أسفل بنايتهم وتوقف لملمت حقيبتها والهاتف مستعدة للترجل وفور أن وضعت يدها على مقبض الباب سمعته يوقفها سائلا
بما انك جامدة كدة زي ما بتقولي ياريت تسأليه عن ابنه من الست الأجنبية اللي رميه لوالده ووالدته يربوه في كندا ! 
الټفت رأسها بحدة إليه بتساؤل فعلت زاوية فمه بابتسامة متسلية يستطرد
هو انت متعرفيش انه عايش لوحده هنا عشان عيلته مهاجرة بقالها سنين في كندا ولا مكنتيش تعرفي انه مخلف عيال من أساسه 
بهتت ملامح وجهها وبدا جليا حجم التأثر والصدمة عليها حتى أنها أكملت ترجلها من السيارة بجواره ولسانها وكأنه انعقد عن الكلام نهائيا اخرج لها رأسه يودعها 
تصبحي على خير ياكاميليا 
اومأت له برأسها والټفت تعدوا بسرعة لداخل بنايتها ظل
متابعا لها حتى اختفت عن أنظاره فتناول هاتفه ليجري المكاملة وهو يزفر پعنف وما أن وصله الصوت من الناحية الأخرى
الوو أيوة ياعمي اطمنت على رجوع بنتك بقى جيبتها اهو في الميعاد زي ما قولت الله يحفظك يارب طب انا كنت عايز اجي اقابلك بكرة!
فتحت بمفاتحها باب المنزل الخارجي لتلج بالداخل وتخلع حذائها ثم تتسحب على أطراف أصابعها مستغلة هذا السكون مع اختفاء الحركة فيه بنوم الجميع دلفت لداخل حجرتها تضيئ المقباس وترمي الحذاء من يدها على الأرض لتتنفس الصعداء مغمضة العينان يكتنفها الإرتياح بعد نجاتها من حساب والديها على تأخرها حتى هذا الوقت في الخارج فتحت أجفانها اخيرا لتطلق العنان لجسدها كي يتمايل بنعومة مع حركة شفتيها بالغناء تستعيد كل لحظة مرت بها منذ قليل محلقة في سماءه لاتصدق هذه السعادة التي كانت تشعر بها في قربه لفتات وصفه لجمالها رقصتها معه لها برقصة رومانسية لأول مرة تقوم بها في دفء رجل وليس أي رجل إنه كأمير من قصص العشق في مدن خيالها الان فقط تطمئن أنها سوف تأخذ مكانها الذي تستحقه لتلحق بركب الحظ الذي انتشل زهرة وقبلها كاميليا لا بل هي
 

157  158  159 

انت في الصفحة 158 من 339 صفحات