الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة جاسر الكيلاني

انت في الصفحة 164 من 339 صفحات

موقع أيام نيوز


الهباب 
الټفت بطرف عيناه على السيدتين لبعض اللحظات ثم تحركت لتتركهم في ثرثرتهم حتى وصلت لغرفتها صدرها يصعد ويهبط پعنف بريق عيناها الذي يومض بشكل مخيف ينبئ عن حجم النيران المستعرة بداخلها على نفس هدوءها المريب توجهت للنافذة الكبيرة خلف مكتبها تتطلع في الفضاء الواسع أمامها بأعين شاردة في ذكراها البعيدة معه منذ أكثر من سنة 

ولجت لداخل الملهى الليلي مع أحد أصدقائها القدامى فلمحت عيناها شبح جسده من الخلف جالسا امام رجل البار يجترع في كؤوس الشراب بلا توقف اقتربت تحيه بلمسة على ظهره
هاي ياجاسر انت هنا من أمتى
رد التحية بشبه ابتسامة فاترة
أهلا ياميرفت 
قاعد لوحدك يعني النهاردة طارق صاحبك مش موجود بقى ولا إيه
قالتها وهي تجلس بجواره على البار فرد يجيبها باقتضاب وهو يتناول من طبق المسليات أمامه
لأ عشان سافر لعيلته 
اممم 
صدرت منها بارتياح لتجدها فرصة لتكمل الجلسة معه متخلية عن الجلسة مع صديقها الذي وجد صحبة أخرى ليندمج معهم منعت بأسلوبها الجاف تقرب أي فتاة
من عاملات الملهى إليه وهو يزيد من شربه في الخمر وهي لا تكف عن الحديث معه في شتى المواضيع حتى نهض فجأة مقررا العودة لمنزله أصرت على مرافقته مستغلة عدم اتزان رأسه باهتزاز جسده من تأثير الخمر مع علمها الأكيد بسفر ميري برحلة سفاري مع أصدقائها في الشمال دلفت معه لداخل المنزل وأصبحوا وحدهم مع انصراف الخادمة ووجود الحراس في الخارج سقط هو من تعبه على أقرب كنبة وجدها أمامه يمسك برأسه
بين راحتيه فاقتربت هي 
تجلس بجواره لتلمس براحتها على ظهر كفه تدعي القلق
الف سلامة عليك هي لدرجادي دماغك بټوجعك
أومأ برأسه دون ان يرفع عيناه إليها فزادت من قربها حتى أصبحت ملتصقة به وقالت بمسكنة
ياقلبي ياجاسر حاسة بيك وتعبانة على تعبك أنا أكتر واحدة تعرف باللي يألمك 
انتبه على جملتها والتي كانت تحمل في طياتها عدة معاني فرمقها بنظرة بمتفحصة يستنبط مقصدها مع قربها الغريب فقد كان وجهها لا يفرق عن وجهه سوى مسافة قليلة جدا واستطردت هي بحديث عادي ولكن بنبرة مغوية
انت مستغرب ليه انا بتكلم عن تجربتي في جواز فاشل مع راجل شخصيته ضعيفة وغبي يفتقر للرجولة اللي بتتمناها أي واحدة ست مش انا شخصيتي قوية لكن احب جوزي يبقى هو المسيطر والقائد 
أكملت بنعومة أكثر 
الرجالة اللي بالصفات دي بقوا نادرين قوي والست المحظوظة هي اللي بتقع على واحد فيهم لكن لو ما حافظتش عليه واهملت يبقى تستاهل كل اللي يجرالها 
جربت إيه
مش محتاجة أوضح ياجاسر ولا انت عايز تفهمني ان البنات اللي بتسحبهم يوميا معاك وتيجي بيهم هنا في غياب ميري بتجيبهم عشان ينظفوا البيت
كلماتها السامة جعلته يستفيق حتى محت كل أثر للخمړ من رأسه فقال يرد عليها بهدوء
لأ يا ميرفت انا بسحبهم فعلا على هنا او اروح بيهم الفندق عشان غرض معروف جدا بالنسبالي بس تفتكري يعني ان أخلاقي تسمحلي اعمل كدة معاك انت صاحبة مراتي
وفيها إيه
قالتها ببساطة وأكملت 
مدام انت عاجبني وانا عجباك ايه اللي يمنع مراتك غبية و ماتستهلش نظرة واحدة منك حتى لا عمرها حست بيك ولا حتى هاتفهمك يبقى ليه نعمل حسابها بقى 
أومأ برأسه ورد مضيقا عيناه بتفكير
هي فعلا غبية عشان مصاحبة واحدة زيك بس تعرفي بقى انا ممكن امشي على كلامك على فكرة واكمل الليلة معاك بس من البداية كدة انا ماحبش اخد حاجة من غير تمن 
قطبت جبينها تسأله باستفسار
قصدك إيه
مال نحوها بابتسامة قاسېة يجيبها
قصدي مدام جيبتي سيرة البنات فا انا على استعداد إن احل إشكال ميري اللي واقفة مابينا بإنك تاخدي حق الليلة زيهم إيه رأيك بقى
احتدت عيناها وتوحشت ملامحها بشراسة تهتف غاضبة بوجهه
انت قد كلامك دا يا جاسر بقى بتشبهني أنا بشوية الحثالة أولاد الشوارع دول
توسعت ابتسامته يقول بتأكيد
شوية الحثالة دول عندهم مبرر عشان يبيعوا نفسهم إنما انت بقى مبررك إيه للخېانة أخرجي من هنا دلوقت ورحي على بيتكم ياميرفت 
تسمرت محلها وهي ما تزال لم تستوعب الصدمة فتخصر جاسر يشيح بوجهه عنها وكرر مطلبه غير عابئ بهيئتها
بقولك برا يا ميرفت واخرجي حالا 
مع صيحتها الهادرة تحركت أقدامها للمغادرة من منزله وشعور بالذل اكتنفها لم تقابله في حياتها حتى وصلت لسيارتها لتسيل من عيناها دموع عزيزة بل نادرة مسحتها سريعا لتعود لطبيعتها القاسېة على الفور تردد لنفسها وهي تهم بتدوير المحرك
ماشي يا جاسر يا ريان مسيري ارد
حق كرامتي منك
عادت لواقعها الان على طرقة خفيفة على باب غرفتها أصبحت تعلمها وتعلم بصاحبتها حركت رأسها لتجلى عنها ذكريات الأمس ومرارتها بحلقها وخطت لتجلس خلف مكتبها تدعي الثبات قائلة
أدخل 
فتحت غادة بهيئتها المبالغة في الإناقة والزينة وابتسامة تفضح ما يدور برأسها وهي تجيبها برقة
صباح الخير انا قولت اجي اطل عليك فاضية 
ردت برسم ابتسامة لتخفي حزنها
حتى لو مش فاضية افضيلك نفسي
 

163  164  165 

انت في الصفحة 164 من 339 صفحات