رواية بقلم ندا حسن
يريد الفرار إلى أحضان والدته ليحتمي بها من عصبية والده
حاضر.. حاضر
نظرت مروة إلى يزيد بكامل الحب والاحترام وهنا حقا لم تستطع التحدث بعد أن استمعت إلى كلماته..
استمع إياد إليه يكمل قائلا بجدية شديدة وعينيه تنظر إليه بحدة
مامتك بتحب كل اللي هناك ومش پتكره حد وهي دايما اللي بتتحايل عليا علشان نروح وأنا اللي برفض علشان عندي شغل كتير الكلام اللي قالته ليك طنط إيمان ده كدب متصدقش كلامها أنت شوفت عملت ايه هناك علشان تخلينا نمشي
أجابه بهدوء بعد أن رأى أنه خائڤ منه ومعترف بخطأه
هنقعد معاهم كلنا كتير لكن لما طنط إيمان تمشي لأنها مش بتحب وجودنا وإحنا ماينفعش نقعد عند حد مش عايزنا
أومأ إليه ابنه مرة أخرى فتركه يزيد بهدوء وجده من تلقاء نفسه يتقدم من والدته وقف أمامها ناظرا إلى الأرضية بخجل ثم هتف
رفع نظرة إليها وأكمل بعد أن خرجت دموعه على وجنتيه لأنه علم حجم الخطأ الذي فعله
ممكن متزعليش مني
تركت ورد ثم أحتضنته إليها وهتفت بهدوء في أذنه
مش زعلانه يا حبيبي
أنا عارفه أنه مش قصدك
أبعدته عنها ثم
وقفت على قدميها وأخذت ابنتها معها قائلة
يلا علشان تناموا الوقت أتأخر
جلست مع أطفالها حتى جعلتهم يخلدون إلى النوم أعتذر منها إياد في ذلك الوقت أكثر من مرة وتحدث قائلا بأنه لم يكن يقصد ما قاله وأنه لم يصدق حديث زوجة عمه ولكن غضبه وحزنه هم الذين تحكموا به وجعلوه يتحدث معها هكذا بدورها هي أظهرت له عدم حزنها بل وكأن الأمر لا يحزن من الأساس..
ولكنها كانت حزينة للغاية هي تذهب إلى هناك فقط لأجل يزيد وأطفالها ولأنها لا تريد أن تكون شخص سيء يحرم جده من رؤية أحفادها ومع ذلك في كل زيارة تتعرض لموقف سخيف كهذا هي أو أبنائها من قبل إيمان وتصمت قائلة لنفسها أنها لا تود أن تخرب كل شيء هم فقط ساعات يقضونها ويذهبون مرة أخرى..
تتسائل حقا ماذا فعلت لها لتكون بكل هذا السوء.. إذا خمد عقلها عن التفكير بعائلته تفكر به هو تراه يريد العودة بكل جوارحه إلى موطنه الأصلي يريد تربية أبنائه وسط عائلته تراه يشتاق إلى كل شيء هناك وهي لن تفعل له ذلك مهما حدث..
أخرجت ملابس بيتية لها من الخزانة ثم بدلتهم بهدوء وهي تفكر به وبماذا ستتحدث معه ذهبت إلى المرحاض دقائق وعادت وهي تجفف وجهها بالمنشفة..
ولجت إليه الشرفة لتراه كما توقعت ېدخن سجائره وقفت جواره بضع دقائق دون حديث فقط تنظر إلى الخارج وهو يتكئ على سور الشرفة وينظر إلى الخارج مثلها بشرود ويرفع السېجارة من الحين إلى الآخر على فمه..
أن أقتربت منه ونظرت له تحدثت متسائلة بخفوت
حنيت
نظر إليها هو الآخر ولكن نظرته مرهقة إلى حد كبير أنها تعلم ما لا يعلمه عن نفسه لاحظت اشتياقه إلى بلدته وإلى أهله دون أن يتحدث أو يفعل شيء يقول ذلك تسائل بصوت رجولي أجش بعد أن أبعد السېجارة عن فمه ونفث دخانها
أنت شايفه ايه
أعتدلت بوقفتها واستدارت بجسدها لتنظر له بعد أن أنزلت يدها عنه أردفت بجدية وهدوء ونبرة واثقة
شايفه أنك حنيت
ومشتاق للقاعدة وسط أهلك
استدار هو الآخر ليكن مقابلا لها
وجها لوجه ألقى سيجارته على الأرضية ودعسها وهو يقول بجدية ونبرة واثقة من كلماته التي سيقولها
وأنا عارف إنك مش هتوافقي نقعد هناك بعد اللي حصل
ضيقت ما بين حاجبيها ورفعت يدها الاثنين أمام صدرها وأردفت متسائلة بخفوت وهي تود معرفة ما الذي يدور داخل رأسها
وبعدين
هتف وهو يبتسم بسخرية مرددا كلمتها رافعا إحدى حاجبيه وهو يقترب منها
وبعدين.
أكمل بشغف وحب كبير يكنه إليها وإلى أطفاله الذي يفني عمره لأجلهم هم بالنسبة له أهم من أي شخص آخر ثلاث أشخاص بحياته يعنون له كل شيء
وبعدين هقتل حنيني واشتياقي... وهفضل معاكم انتوا وبس انتوا العالم بتاعي وسر سعادتي
أقترب منها أكثر وأخذ يديها الاثنين بين يديه واسترسل حديثه بشغف قائلا
يمكن بحن للبلد ولأمي والبيت بحن ل ليل ولحاجات كتير أوي ومش هنكر إني ببقى مبسوط وإحنا كلنا مع بعض لكن النهاردة لما حسيت أن روحي بتتاخد مني بيني وبين نفسي قولت مش هدخل البيت ده تاني ولما شوفتك واقعه على الأرض وإياد بيحاول يهديكي لعنت الساعة اللي روحنا فيها هناك
أخذ نفسا عميق وزفره ترك يدها اليسرى ليرفع يده اليمنى إلى وجنتها يمررها عليها بحب وحنان قائلا
أنت