رواية جديدة..(عدنان)
مامي الهرم اللي عملته
اطالت النظر في المجسم الذي ترفعه ابنتها أمامها بشرود للدرجة التي جعلتها لم تراه حتى فقط تحدق به بعدم وعي لكن شعرت بكف صغيرتها وهي تهزها في قدمها وتهتف
مامي
عادت لواقعها ونظرت مرة أخرى للمجسم وهذه المرة أدركت الشكل البسيط التي صنعته صغيرتها فارتفعت الابتسامة لشفتيها وقالت بانبهار حتى تعلي من معنويات طفلتها
جلست هنا على الأرض وبدأت بفك المجسم وهي تهتف بحماسة لتعلم أمها الطريقة التي فعلته بها
هوريكي
تابعتها وهي تعيد بنائه من أول وجديد وتبتسم بحنو أمومي ومن دون أن تشعر وجدت عيناها تذرف الدموع لا تعرف لما بكت ولكن هناك غصة مريرة بحلقها وقلبها يؤلمها بشدة لم تكن يوما تتوقع أن جلنار الرازي سيحدث فيها هكذا تلجأ لبلاد غريبة هي وابنتها هربا من ظلم أبيها وزوجها لها لم يعد لديها أحد هي فقط بمفردها بصحبة حاتم
وتجلس بجوار أمها تقول بعينان حزينة
انتي بټعيطي ليه يامامي الهرم اللي عملته وحش !!
جففت دموعها فورا ونظرت لها تقول بحب وهي تحتضن وجهها
الصغير بين كفيها وتلثم وجنتيها
ارتمت الصغيرة عليها تتعلق برقبتها وتقول بعبوس وضيق
طب مش ټعيطي نروح الدكتور عشان تبقي كويسة
ضحكت ببساطة وزدات من ضم صغيرتها إليها لتقول بمداعبة
حاضر مش هعيط تاني أنا كويسة إيه رأيك نعمل آيس كريم
ابتعدت هنا عن أحضان أمها وهي تطالعها بملامح وجهها الحزينة وعندما رأت جلنار الدموع متجمعة في عيني ابنتها استقامت واقفة وحملتها على ذراعيها وهي تلثم كل جزء في وجهها وتقول بمشاعر جياشة محاولة التحكم في زمام دموعها
بحبك أوي يا مامي
وأنا كمان بحبك أوي ياروحي
ثم اتجهت بها نحو المطبخ وبدأت جلنار في تحضير الآيس كريم بمساعدة هنا بالتأكيد التي عادت إشراقة وجهها بسرعة إليها وضحكتها الساحرة
كانت هي تقف بالمطبخ تقوم بتحضير الغذاء وترتدي بنطال منزلي أسود اللون وأعلاه تيشرت رجالي لا يناسب فتاة مطلقا وترفع شعرها الحريري بمعلقة خشبية !
صك سمعها صيحة عالية باسمها انبعثت من الغرفة الخاصة بجدتها فتركت ما بيدها فورا وركضت باتجاهها لتقول بسخط مزيف
في إيه يا ولية سرعتيني هو أنا في الشارع التاني
لم تبالي فوزية بردها وقالت بحدة وهي تشير لها أن تقترب منها
خدي هنا يا بنت الهبلة
ضړبت مهرة على صدرها وأجابت بامتنان على إهانة جدتها لها
يابت قربي متتعبنيش عايزة اتكلم معاكي في موضوع
اقتربت وجلست بجوارها وهي تقول بتصنع الرقة والأدب
قولي يانينا أنا كلي آذان صاغية
طالعتها فوزية بنظرة مستنكرة وتمتمت بسخرية
نينا !! طيب ركزي ياختي معايا ابن ممدوح الأعور طلب إيدك وأنا وافقت وجايين بكرا بليل عشان يتقدموا
انحنت على جدتها وقالت بهمس ساخر
انهي واحد في ولاده العبيط
ولا الاهطل !
صاحت بها فوزية مغتاظة
طاب عليا النعمة الشريفة مافي حد اهطل غيرك ده ابنه اللي اسمه صابر الله اكبر عليه طول بعرض وحلاوة وكمان حالتهم مرتاحة ماشاء الله يعني هيريحك
مهرة بنبرة مخټنقة تحمل المزاح
لا أنا عايزة واحد اسمه مراد عشان اقوله مراد بيك لا تتركني هيك زي المسلسل التركي اللي بسمعه
استشاطت فوزية غيظا ومالت على الأرض وجذبت الشبشب وقبل أن تلقيه عليها كانت الأخرى قد وثبت واقفة وركضت نحو الباب وتفادت ضړبة الشبشب وهي تتلاعب بحواجبها وتقول متعمدة إثارة جدتها أكثر
كبرتي وخيبتي يا زوزا
لو مش عارفة تنشلي عليا قولي وانا اعلمك
صړخت بها بعصبية
خلاصة الكلام عارفة يامهرة ما تعملي حركة من حركاتك اللي علطول بتعمليها كل ما ياجي عريس وتطفشيه لاطفشك أنا من
البيت
وقفت وعقدت ذراعيها في خصرها وتقول باحتجاج ولهجة كوميدية
طيب انتي ترضهالي اتجوز واحد اسمه صابر الأعور وبعدين اخلف عيل ويعايروه العيال يقولوله يا أعور يا ابن الأعور وشوية كمان ويبقى اسمي مهرة العورة
مالت للمرة الثانية على الأرض تلتقط الفردة الثانية وتقذفها بها وهي تصرخ بانفعال
امشي يابت غوري من وشي هتجلطيني وجهزي نفسك لبكرا قال مهرة العورة ده انتي المفروض يسموكي مهرة الهطلة
ضحكت بقوة وهزت كتفيها بعدم اكتراث لتشبيه جدتها لها ثم انصرفت وتركتها ټضرب كف على كف من جنان حفيدتها !
أيوة واخرتها هتفضلي لغاية امتى كدا مش عارفة تتكلمي يازينة !
كانت جملة صريحة ومستاءة من صديقتها وهم يجلسون معا في غرفتها بعد جاءت لزيارتها وقضاء بعض الوقت معها
تنهدت زينة بيأس وقالت
خاېفة يا سمر يكون أصلا أنا مش في باله وهو ده اللي أنا متوقعاه وفي نفس الوقت خجلي منه بيصعب عليا الوضع
انتصب صديقتها في جلستها وقالت بجدية تسألها بوضوح
دلوقتي مش إنتي بتحبيه