رواية جديدة..(عدنان)
هذا أيضا
عقلها مشغول بالتفكير منذ الصباح في تصرفها بالأمس لم يكن عليها أن تضعف له لكنها انصاعت خلف صوت قلبها كالمتغيبة بالتأكيد سيظن أن بعد ما فعلته أنها سامحته ولكن هيهات فما حدث لم يكن سوى لحظة ضعف منها وقد عادت مرة أخرى لسابقها
تجلس على الأريكة الهزازة بحديقة المنزل تمسك بكتاب تحاول القراءة ولكن عقلها لا يسمح لها !! وأمامها تلعب صغيرتها على العشب الأخضر تضع طاولة صغيرة ومقعد بلاستيك أمام الطاولة تجلس عليه وفوق الطاولة تضع العاب المطبخ البلاستيكية خاصتها وعلى الجانب الآخر دميتها المفضلة تلعب باندماج وسعادة لكن جلنار التفتت برأسها لليسار عندما رأت ابنتها تثب واقفة من مقعدها وتركض في ذلك الاتجاه صائحة
تطلعت جلنار لأبيها في جمود دون أن تلقى التحية
عليه حتى وتابعته وهو يتحدث مع هنا بحنو يهتف
عاملة إيه يا أميرة جدو
هنا بابتسامة تسرق القلب
كويسة ياجدو
نشأت بغمزة مشاكسة وحب
جبتلك معايا لعبة حلوة أوي
انتبهت ليده التي يخفيها عن انظارها خلف ظهره فوثبت فرحا وهتفت بحماس طفولي
أخرج يده من خلف ظهره لتظهر اللعبة عبارة عن دمية ضخمة وجميلة من إحدى أميرات أفلام الكرتون المشهورة
موضوعة داخل علبة كبيرة بالكاد تكفي حجمها جذبتها هنا من يد جدها وهي تصيح بدهشة وسعادة وسرعان ما ارتمت على جدها تعانقه بقوة وهو يضحك بحب ثم ابتعدت وهرولت ركضا تجاه أمها ترفع الدمية أمامها وتهتف
ابتسمت لها جلنار بحنان ومدت يدها تملس على شعرها وتتمتم بخفوت جميل
جميلة ياحبيبتي قولي لجدو شكرا
هنا بعفوية وحب طفولي صادق
شكرا ياجدو إنت حبيبي
عاملة إيه ياجلنار
جلنار بجفاء دون أن تنظر له
كويسة
نشأت بنظرات راجية
مش كفاية
بقى يابنتي إنتي عمرك ما كنتي قاسېة كدا ياجلنار
عايز تيجي تشوف هنا وتقعد معاها أنا معنديش مشكلة بس متنتظرش مني إني اسامحك
نشأت بجدية ونبرة صارمة
انا جاي مخصوص النهارده عشان اتكلم مع عدنان هصلح الغلط اللي عملته وهخليه يطلقك لو هو ده اللي هيخيليكي تصفيلي وتسامحيني مستعد اعمله يابنتي
طالت النظر في وجهه أبيها بصمت فمن المفترض أن تسعد لكنها لم تفعل استمرت في التحديق به حتى اشاحت بوجهها وقالت باقتضاب
تنهد نشأت تنهيدة طويلة بيأس ثم قال في وعيد ابوي حاني وحقيقي
كل اللي عايزاه ياجلنار هيتنفذ ياحبيبتي صدقيني وطالما مش مبسوطة معاه ومش بتحبيه هخليه يطلقك
لم تجيبه فقط استمرت في التحديق أمامها بشرود وتفكير وتتردد في أذنها كلمته مش بتحبيه ! لا لا هي بالفعل لا تحبه ومايقوله عقلها هو الصحيح !
كانت تقوم بمراجعة الدروس لصغيرتها يجلسون في غرفتها الصغيرة ويذاكرون بتركيز شديد حتى قطع عليهم عدنان اندماجهم عندما فتح الباب ودخل فهبت هنا واقفة وركضت نحو أبيها
ترتمي عليه بسعادة
بابي حبيبي
التقطها وحملها فوق ذراعيه يلثم وجنتيها باستمتاع ومداعبة هامسا
إنتي حبيبتي اكتر
اوووخ واحدة هنا كمان
خرج صوت جلنار الحازم قليلا وهي تهتف
يلا ياهنا عشان نخلص ياحبيبتي بابا موجود بعد ما نخلص اقعدي براحتك معاه
علق نظره على جلنار بتدقيق فمنذ أن استيقظ بالصباح قبل أن يغادر كانت تتجاهله وتعامله ببرود وحتى الآن تستمر في تجاهله لم يكن ينتظر منها مسامحة بعد تصرفها اللطيف في الأمس لكنه ظن أنها ستلين له قليلا واتضح العكس
أصدر زفيرا طويلا بعدم حيلة ثم انزل صغيرته من فوق ذراعيه وهو يشير لها بعيناه أن تطيع كلام والدتها وتذهب لتكمل دورسها واقترب من جلنار بخطوات هادئة لينحنى عليها يمسك برأسها يلثم شعرها هي الأخرى بدفء مبتسما ثم ينتصب في وقفته ويستدير مغادرا الغرفة ويغلق الباب معه كما كان استمرت جلنار في التحديق على أثره ناحية الباب بشرود حتى انتشلتها هنا وهي تقول
يلا يامامي
عادت برأسها ناحية ابنتها واكملا معا من عند النقطة التي توقفا عندها
دخلت غرفتها بعدما انتهت
حامد قالي إن نشأت كان هنا الصبح
ردت عليه بجمود دون أن تنظر له
أيوة كان جاي يتكلم معاك
ليه !
تنفست الصعداء بقوة مجيبة
معرفش لما يجي تاني تبقوا تتكلموا
مسح على وجهه متأففا من طريقتها في التحدث ثم اقترب منها وغمغم بحيرة
في إيه ياجلنار !!
تطلعت له وكررت جملته بعدم فهم
في إيه !
عدنان بضيق
أنا اللي بسألك فيه إيه امبارح كنا زي الفل ومن أول ما صحيتي النهارده بتتصرفي بالبرود والتجاهل ده
عادت بنظرها للمرأة تنظر لنفسها مغمغمة في ثبات مزيف
امبارح أنا كنت مرهقة وتعبانة ومكنتش عارفة بعمل إيه !
بدأ يستاء بالفعل ليجيب عليها بقوة
مكنش باين عليكي إنك تعبانة بعدين إنتي نمتي طول الليل
عشان غبية !!
خرجت تلك الجملة من بين شفتيها بصوت منخفض ولحسن الحظ أنه لم يسمعها حيث هتف بترقب
قولتي إيه !
جلنار بصوت رقيق
ولا حاجة ياعدنان
مسح على وجهها متأففا بنفاذ صبر ثم انحنى عليها من الجانب يهمس بالقرب من أذنها
احيانا بتعصب جدا من اسلوبك وتجاهلك ليا بس برجع واقول عندها حق هي استحملت معاملتي لسنين وجه دوري استحمل شوية وده اللي مصبرني
ابتسمت بسماجة