رواية جديدة..(عدنان)
يامهرة
ودون أن تنظر له فتحت الباب وانصرفت فترتفع الابتسامة المغلوبة فوق شفتيه ويتابع بعيناه
أمه وهي تعالجه بلطف وحنو
فتحت نادين باب غرفتها وخرجت وقبل أن تخطو خطوة واحدة رأت باب الغرفة المقابلة لها ينفتح توترت للحظة وبسرعة همت بأن تذهب لكن تسمرت بأرضها على أثر همسته الرخيمة
نادين !
كدبتي عليا ليه وقولتلي إنه راجل في الأول مش واحدة صحبتك !
أسفل نظراته واقترابه منها ذلك الماكر لن يتوقف أبدا عن الاقتراب منها يعلم أن قربه يبعثرها ويفعلها عمدا حتى يتلذذ بخجلها واضطرابها
حين لم يحصل على الرد منها غمغم بنبرة رجولية ساحرة
عشان تخليني اغير مش كدا
تمالكت أعصابها المرتبكة وردت عليه بثبات متصنع وابتسامة غير مبالية
ابتسم باستنكار وتقدم بقدمه خطوة منها جعلها ترتد للخلف بشكل لا إرادي وغمغم
كانت فكرة خالتي ! ومتوقعتيش إني بغير ! هو إنتي شيفاني عبيط يانادين عشان اصدق الكلام ده !!!
والله كانت فكرتها إذا مو مصدق أسألها
زادت ابتسامته في الاتساع وهو يمعن النظر بها في غرام مستمتعا بخجلها وتوترها لا يعرف كيف أثرته بذلك الشكل دون أن يشعر لكنه متيقن من حقيقة واحدة إنها أصبحت خطړا عليه
يعترف للمرة الثانية
اممم طيب وبما إنك عرفتي إن بغير عليكي وغيرتي وحشة زي ما شوفتي فمتكرريهاش تاني
وسط الأجواء المضطربة التي تهيمن عليها وعلى الحديث بينهم إلا أن ما قاله دفعها تلقائيا للابتسام في خجل وسعادة جعلت قلبها يتراقص
پجنون
أصدرت زفيرا متنهدة براحة وهي تراه يخرج منديلا من جيبه ويضعه في كف يدها هامسا بلهجة لم تكن آمرة لكنها حازمة
وباللحظة التالية كان يحرر ذراعها ويسير مبتعدا عنها فرفعت يدها تضعها فوق قلبها الذي ينبض پعنف وتتنفس الصعداء بارتياح هامسة
وليش ما قلت هاد الكلام من الأول لك وقفت قلبي ياغبي !
في مساء ذلك اليوم
عاد للمنزل بعد يوم طويل ومرهق قضاه بالعمل تفقد غرفة ابنته أولا كعادته ليجدها نائمة في فراشها بثبات عميق ثم اتجه لغرفته وبيده ينزع السترة السوداء عنه دخل ورآها متدثرة في الفراش مولية ظهرها للباب فظنها هي الأخرى نائمة علق سترته وشرع في فك إزرار قميصه حتى انتهى وقبل أن يخلعه عنه تماما اقترب وجلس على حافة الفراش من
الټفت بجسده فورا لها ثم صعد جيدا فوق الفراش ينحنى عليها من الخلف ويبعد خصلات شعرها عن وجهها متمتما
جلنار إنتي كويسة جلنار !
جلنار افتحى عينك وردي عليا جلنار متقلقنيش ردي عليا
سمع همسا ضعيفا منها دون أن تفتح عيناها
مش قادرة افتح عيني ياعدنان تعبانة
استمرت أنامله في التجول فوق وجنتها الساخنة ويجيبها بحيرة
إيه اللي حصل مرة واحدة ما إنتي كنتي زي الفل الصبح قبل ما اطلع
ابعد يده والټفت برأسه يمد ذراعه ليتلقط هاتفه ويهدر باهتمام ملحوظ في نبرته
هتصل بالدكتور
احس بلمستها الضعيفة فوق كف يده الآخر تقول بخفوت متعب
لا متتصلش ملوش لزمة أنا هبقى كويسة
احتضن كفها الناعم بين قبضته وهتف بصرامة ولهجة لا
تقبل النقاش
ملوش لزمة إزاي يعني هو أنا هستني لما تبقى كويسة واسيبك تعبانة كدا
فعثر على رداء طويل وبأكمام طويلة ومحتشم لا يظهر شيء من الجسد أخرجه وعاد لها مجددا يهتف في لطف
قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
لا لا لا مش قادرة أقف
أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش
هتساعدني إزاي لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا
مش وقت عند خالص يارمانتي مټخافيش هغمض عيني
كذاب !
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها
أهو حلو كدا
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام
عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة
على أساس هشوف حاجة جديدة يعني !
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ
قولت إيه ياوقح !
ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف لا تقوي على الوقوف ولولا
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية ثم خرجت