رواية جديدة..(عدنان)
أن تسحب مقعدها كان يسحبه
هو لها بأسلوب راقي هنا فشلت في إخفاء ابتسامتها التلقائية التي شقت طريقها لثغرها وجلست فوق المقعد ثم ابتعد هو والتف ليجلس فوق مقعده يتابعها وهي تتجول بنظرها في أرجاء المكان كله معادا وجهه
فجأة صدح صوت رنين هاتفه الموضوع فوق سطح الطاولة فتطلع لشاشته يقرأ اسم المتصل ثم جذبه واستقام واقفا
عملت إيه
رد الطرف الآخر بخبث وشيطانية
كله تم زي ما أمرت ياباشا مش فاضل غير أوامرك بس عشان ننفذ فورا
أظلمت عيني عدنان بشكل مخيف وغمغم في صوتا مريبا ومخيفا بعض الشيء
تمام انتظر مني الإشارة مش عايز أي غلطة ولا عينكم تغفل للحظة
اطمن ياباشا كله تحت السيطرة
كان يعم الصمت القاټل بينهم لا يسمع سوى صوت الموسيقى من حولهم هي لا تنظر له وهو يتأملها بعمق حتى وصل نادلين أحدهم يحمل صينية واسعة فوقها صحون الطعام والآخر كان يقف بجوراه يلتقطت الصحون ويضعها أمامهم فوق الطاولة بانتظام وبعد انتهائه ارسل لهم ابتسامة عذبة في رسمية قبل أن يستدير وينصرف
ليه !!
هو إيه اللي ليه !
جلنار بتوضيح أشد
ليه بتعمل ده كله ياعدنان !!
تنهد بقوة وغمغم في صوت رجولي جاد دون أن تزين شفتيه أي ابتسامة
لمعت عيناها بالعبارات ليس لجمال كلماته ولكن لذلك الوضع الذي يعاني كلاهما منه
لا هو يتخلى ولا هي تتمكن من العفو بسهولة
قالت في خفوت وضيق
اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك
عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين
وليه متقولش إنك حاسس بالندم عشان كدا رافض تطلقني كنوع من تكفير الذنب وعشان تريح ضميرك
احتدمت نظراته في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في نظرته وصوته
كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
فشلت في منع دمعتها المتمردة التي سقطت فوق وجنتها الناعمة والبيضاء لتجيبه في قوة رغم عيناها الدامعة
الكره حاجة والحب حاجة ياعدنان مش معنى إنك مش پتكرهني يبقى بتحبني يمكن صحيح إنت عمرك ماكرهتني بس كمان مبتحبنيش
ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول سارت زينة باتجاه الباب هاتفة
أيوة ثواني
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب
هشاام
الفصل الرابع والثلاثون
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع ابعدت يديها عنه وتراجعت للخلف بخطوة تسحب جسدها من بين ذراعيه وتحدجه بسكون وبعيناها نظرة استنكار لضعفها أمامه لا يجب أن تكون لينة بهذا الشكل فمازال الطريق طويل أمامه حتى ينال ما يسعى إليه
تابعها عدنان بعيناه
البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني
شيء وأنها لن تكون دليل على مسامحتها أبدا
تحرك خلفها ليجلس على مقعده أمامها ويستمر في تمعن النظر بها بأسى هي لا تعطيه اهتماما لكن عينيه لا تحيد عنها تتأملها في عمق لا يؤذيه تمعنها عن الغفران بقدر شعوره بعدم ثقتها به في أي شيء تلك المشاعر السلبية التي تنطلق منها إليه تقتله الما !!!
عادت الروح للجسد وعاد القلب يضخ پالدم من جديد ينبض پعنف كأنه عاد للحياة للتو
خمس سنوات مرت منذ أن قرر بالفرار من كل شيء وكانت هي في المقدمة تلك القائمة التي يود الهروب منها ظن أن السنوات والبعد سيقضى على عشق لم يجد مأواه مع عاشقه لكن لم تزيده السنوات إلا ألما وشوقا يتخبط كل ليلة بأشواقه وأحلامه التي
تزوره بها دوما كأن عقله الباطني يرسل له إشارات ليخبره من خلالها يكفيك تفكير بها ترهق نفسك وترهقني معك ! لكن هيهات فهل يستمع القلب المتعجرف لذلك العقل المتفلسف !
قلبه أخذ يطرق بقوة يرسل للجميع دليلا بأن الليلة التقى أخيرا بذلك المعشوق الذي ارهقه لسنوات والإبتسامة صعدت بشكل لا