الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة..(عدنان)

انت في الصفحة 56 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


ببنتي ومراتي بالنسبة ليكي أنانية فأنا معنديش مشكلة في كدا
تطلعت إليه بدهشة من اعترافه الصريح بتمسكه بها وأحست أن لسانها قيد فلم تتمكن من الرد عليه فقط تابعته وهو يبتعد عنها ويتجه إلى الحمام 
يمسك بيده كأس من الڤودكا ويرفعه لفمه فيبتلعه دفعة واحدة ويعود ويملأ الكأس من جديد على الجهة المقابلة له يجلس أحد أصدقائه أمامه يتابعه بعيناه في سكون حتى خرج صوته أخيرا بحنق 

ما كفاية يانادر شرب بقى 
قهقه الآخر بصوت مرتفع وتمتم 
أنا النهاردة في أسعد أيام حياتي الصفقة اللي ليه سنين ابن الشافعي شغال عليها كل يومين وتكون ليا أنا ووقتها هقف اتفرج عليه وهو مقهور على الملايين اللي خسرها 
وإنت واثق في فريدة أوي للدرجة اللي تخليك مطمن إنها متقولش لعدنان حاجة عنك 
ضحك نادرا ساخرا وأجابت بثقة تامة 
مين فريدة !! إنت عبيط يالا تقوله إيه هتقوله إن أنا اللي سړقت الملفات ولا إن هي اللي ساعدتني وادتني مفتاح المكتب ولا بقى هتقوله إنها بټخونه معايا ! متقلقش من فريدة 
هتف صديقه بابتسامة ساخرة 
والله شكلها هي اللي هتجيب اجلك 
تجاهل نادر جملته وهتف بجدية 
قولي عملت إيه مع الرجالة واللي اتفقنا عليه 
رد في هدوء مبتسما بشړ 
يومين بالظبط وتسمع الأخبار 
لاحت ابتسامة جانبية شيطانية على ثغره وهو يلتقط كأس آخر من الڤودكا ويرد بمكر 
وأنا مستني
في بصباح اليوم التالي 
ترجلا من سيارة أجرة أمام مقر المعرض ونزلت سهيلة أولا ثم تبعتها مهرة التي بعد محاولات مرهقة وكثيرة من كل من صديقتها وجدتها وافقت على أن ترتدي بنطال ضيق من اللون الأسود يعلوه كنزة بيضاء قصيرة وفوقها بالطو من اللون الجملي طويل ورفعت شعرها لأعلى ذيل حصان وارتدت حذاءها الرياضي المعتاد 
نظرت لصديقتها أولا قبل أن تتطلع للمعرض وقالت بخنق 
يارب تكوني مبسوطة وأنا مش طايقة اللبس الملزق اللي عليا ده
كانت سهيلة ترتدي رداء طويل من اللون الوردي وتترك الحرية لشعرها وعيناها معلقة على بوابة المعرض من الخارج تتأمل منظره الفخم وقالت تجيب على مهرة بقرف 
ده جزاتنا
أننا عايزين نخليكي بنت إنتي مش شايفة العربيات والأشكال النضيفة اللي داخلة وخارجة دي لازم ناجي متشيكين يابت
مهرة بتأفف 
معلش احنا اللي
أشكال ژبالة اخلصي بقى خلينا نخلص من أم الطلعة المنيلة دي
تحركا باتجاه الباب لكن الحارس اوقفهم يمنع دخولهم قبل رؤية التذاكر الخاصة فأخرجت سهيلة من حقيبتها الكلاسيكية التذاكر ومدتها إلى الحارس الذي التقطها وحدق بالتذاكر ثم بهم لثواني يتحفص هيئتهم التي تختلف عن جميع زوار المعرض اللذين من الطبقة المخملية لكنه أفسح لهم الطريق للعبور وبمجرد عبورهم قبضت مهرة على ذراع سهيلة وقالت بغيظ من نظرات الرجل لهم 
إنتي جبتي التذاكر دي منين يابت مشوفتيش الحارس بيبصلنا إزاي 
سهيلة بعدم مبالاة 
ما يبص براحته خليكي فريش يامهرة احنا جايين نتفرج بعدين عيب تسأليني سؤال زي دي صحبتك مش سهلة برضوا
لم تتجادل معها كثيرا فهي ليست في مزاج للنقاش سترافقها فقط وتستمتع كما قالت ثم تعود لمنزلها 
بمجرد دخولهم إلى ساحة المعرض دارت سهيلة بنظرها في جميع الزوايا الممتلئة باللوحات الفخمة والحوائط المطلية بطلاء بني فاتح لامع والأضواء تحيط بكل جزء في المكان وبجانب كل لوحة مصباح داخل الحائط يعكس الضوء على اللوحة فيظهر جمالها وتفاصيلها أكثر 
بينما مهرة فكانت نظراتها معلقة على الزوار أناس من عالم آخر تماما كالذي يشاهدونهم بالأفلام والمسلسلات الرجال يرتدون حلل سوداء ويتجولون في أرجاء المكان يتفحصون اللوحات نساء مرتدية ملابس تكشف أكثر ما تستر وأحذية الكعب التي في قدم كل امرأة تصدر أصوات مزعجة 
خرج صوتها ساخرا متمتمة 
هو ده افتتاح معرض ولا مصيف !
على الجانب الآخر كان آدم يتجول بين كل الزبائن ويتحدث مع هذا دقيقة ومع ذاك أثنين في وجه بشوش بينما عدنان فكان يقف مع
أحد رجال الأعمال المهمين أمام إحدى اللوحات التي نالت إعجابه وعزم على شرائها ويتحدث معه بقليل من الرسمية حول أمور متنوعة تخص العمل والمعرض واللوحات 
بإعجاب ملحوظ 
أما صغيرتها فكانت ترتدي فستان يشبه امها قليلا لكن اللمسة الطفولية اضفت عليه شكلا مختلفا أكثر رقة ظلت واقفة بجوار أمها تبحث بنظرها عن عمها وأبيها فلمحها آدم أولا اتسعت ابتسامته لنهاية شفتيها واتجه إليها مسرعا لتقبل هي عليه ركضا 
آدم محدثا أياها في مشاكسة 
اتأخرتي يا هنون عليا وكدا المفاجأة قيمتها هتقل
زمت الصغيرة شفتيها بعبوس وقالت وهي تشير إلى أمها بحنق 
دي ماما مش أنا اللي اتأخرت 
قهقهت جلنار عالية بينما هو فنظر لزوجة أخيه وقال بعذوبة 
عاملة إيه ياجلنار 
جلنار بمداعبة ونظرة سعيدة 
عايز الحقيقة فرحنالك بشكل لا يوصف مبروووك وعقبال نجاح كتير أوي جاي أن شاء الله يافنان 
ضحك آدم والټفت برأسه حوله في شيء من الخۏف المزيف وهتف مشاكسا 
مجهزلك مفاجأة بمناسبة الافتتاح بس من غير ما يحس عدنان تاخديها وعلى البيت عدل عشان ده مچنون وممكن يتخانق معايا أنا 
غمزت له ضاحكة وتمتمت بمرح وحماس 
متقلقش اطلع إنت بس بالمفاجأة وملكش دعوة بالباقي
كانت نظرات أسمهان وفريدة معلقة على جلنار ونظراتهم
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 184 صفحات