رواية جديدة..(عدنان)
اممم أكيد طبعا مش هيزعل
على الجانب الآخر اندفع آدم تجاه جلنار الواقفة في زاوية بمفردها تتابع الجميع بنظرات تائهة وبالأخص على زوجها وكأنه عيناها كانت تظهر كل ما تخفيه عن الجميع ودون أن يلحظه أحد انحنى على أذنها هامسا في نبرة جدية
تعالي ياجلنار عايز اقولك حاجة
تطلعت إليه بتعجب من لهجته ونظرته لكنها ألقت نظرة سريعة بتلقائية حولها ثم لحقت به وقفا خارج المعرض تماما بعيدا عن الجميع وانتظرته أن يبدأ بالحديث والذي بالفعل بدأه في وجه حازم
أصدرت تنهيدة حارة وقالت ببساطة
كنت مخڼوقة وطلعت اشم هوا شوية
آدم بنظرة ثاقبة
جلنار إنتي مبتعرفيش تكذبي
ضحكت وقالت بغيظ
عرفنا إني مبعرفش اكذب مش لازم الكل يقولي الكلمة دي
حلو يعني إنتي اعترفتي أهو إنك بتكذبي !
تمام فلنفترض إني بكذب بس صدقني مش هقدر اقولك يا آدم
ابتسم وقال بنظرة كلها غل ونبرة مزمجرة
فريدة بقت مكشوفة أوي ياجلنار حتى عدنان شك فيها ويعتبر كشفها وأنا شاكك من بدري فاللي هتقوليه دلوقتي ماهو إلا تأكيد على شكوكي مش اكتر
لم تجب فقط تطلعت إليه بدهشة من كلماته وبالإخص عندما صرح بحقيقة أن الجميع شبه متشكك بفريدة حتى
حصل آدم على إجابته من صمتها فقال باسما پغضب ملحوظ على فريدة
أنا كدا شبه اتأكدت من شكوكي هنتكلم تاني وتحكيلي كل حاجة عشان بس لا المكان ولا الوقت مناسب تعالي يلا نرجع جوا
سارت معه للداخل وهي شاردة الذهن وقد بدأ الوضع يزداد تعقيدا في عقلها هي نفسها تجد بعض الخيوط ناقصة مثلا منذ متى وهي في هذه العلاقة المحرمة كيف تمكنت من خداع الجميع هكذا وفي مقدمتهم عدنان ! لماذا فعلت هذا !
لمراقبتها حتى تكتشف إحدى مكائدها وتفضحها فټنتقم منها ومن عدنان لكن بعد ما عرفته أصبحت مشفقة عليه ! وعلى
مشاعره الصادقة
الذي اهدرها عبثا بمن لا يستحق
عادت أخيرا إلى المعرض
وكانت نظرات جميع العائلة معلقة عليها بعضهم حيرة والبعض الآخر ڠضب وسخرية وجدت يد تقبض على ذراعها وتجذبها للخارج في عڼف لم تكن بحاجة للنظر حتى تتأكد أن الفاعل هو عدنان
كنتي فين
فريدة بنبرة مرتبكة
كنت طلعت اجيب حاجة كنت محتجاها ورجعت تاني ياعدنان
انتي هتستعبطي حاجة إيه دي اللي بتشتريها دلوقتي
هذه المرة لم تصدمها طريقته التي أصبحت أكثر قسۏة بقدر ما اخافتها حيث ردت عليه بعينان دامعة
في إيه ياعدنان إنت اتغيرت معايا جدا !
أنا وإنتي عارفين كويس أوي مين اللي اتغير وصدقيني لو طلع اللي في دماغي صح مش هرحمك والمرة دي الحب اللي بينا مش هيشفعلك بأي حاجة بل صدقيني هدوس عليه وعلى قلبي برجلي
لم ترد والتزمت الصمت تتطلع إليه منذهلة من تحوله الجذري كيف تمكن من أن يكون قاسېا تجاه حبه
لها بكل هذه السرعة والسهولة ! بينما هي تقف ترمقه صامتة خرجت صيحة عڼيفة منه وهو يقول
صابر مستنيكي برا هياخدك ويوديكي البيت ورجلك لو عتبت برا عتبة البيت بس هتتكسر يافريدة
أحست هذه المرة بأن دموع صادقة تجمعت في عيناها لكنها شدت على محابسهم واستدارت بصمت متجهة للخارج تماما حيث ينتظرها صابر كما اخبرها
في مساء اليوم
يجلس في الشرفة الخارجية بالصالون على مقعد هزاز ضوء القمر ينعكس على ظلام الشرفة فيضيئها والرياح الباردة تلفح صفحة وجهه وشعره الغزير والأشجار تتمايل يمينا ويسارا بفعل حدة الرياح كانت أجواء باردة وقاسېة قليلا تماما كقلبه لم يعد يعرف على ماذا يجب أن يثبت كامل تركيزه على صديقه الذي يخونه بعمله أم على زوجته وحبيبته التي لم يعد يشعر أنها باءت هكذا
كلما يستعيد ذكرياتهم في الفترة السابقة ويعيد التركيز على تصرفاتها كيف كانت يزداد اليقين في نفسه الثائرة تغيرها الدائم ونفورها من لمساته أو ربما تهربها تماما منه خروجها لأسباب واهية لم يكن ينتبه لها في بادئ الأمر ويترك لها كامل حريتها لثقته العمياء بها محادثتها التليفونية الليلية وتوددها في الهاتف ! فلو علمت الآن بكم الأعصار المدمرة التي تعصف في ثناياه لخشيت على نفسها لكم يود أن يذهب لها الآن ويفرغ بها كامل شحنة غضبه العاتية
يبلغ قصاري جهده في تمالك ثوراته العمياء حتى لا ېؤذيها على أمل أن يكون مخطأ ويصبح هو الظالم بل يتمنى أن تكون هي على حق وهو مخطأ بحقها
كانت جلنار تقف بالمطبخ تقوم بتحضير فنجان من القهوة له بعد تردد لدقائق طويلة وهي كامنة بغرفتها تسأل نفسها بحيرة أفعلها أم لا ! لن أفعلها ! وبالأخير هتفت حسنا سأفعلها !
منذ عودتهم من الأفتتاح وهو يجلس بسكون هكذا في الشرفة حتى أن هاتفه يتركه على الوضع