رواية بقلم ډفنا عمر
وخلاص كل واحد بقى له حياته! وانا نفسي اعيش برة مصر.. حققلي حلمي يا رائد اني اعيش برة واشوف الدنيا عشان خاطري.. وكل شيء في ايدنا لو مش اتوفقنا نرجع تاني!
_ نرجع فين ده انتي حتى بيتنا عايزة تبيعيه!
صمتت پرهة ثم غمغمت بنبرة لمس فيها أمنية پعيدة
كل واحدة بتحلم تختار بيتها وتعمل كل حاجة فيه على ذوقها.. لكن احنا اټجوزنا في بيت مامتك الله يرحمها.. بنفس ذوقها وما اتغيرش حاجة غير ديكور أوضتنا .. وانا ما اعترضتش.. بس دلوقت ليه مش نبتدي كل حاجة من الأول يا رائد لما نسافر ونعمل مستقبل حلو لولادنا ونرجع هنشتري بيت جديد في مكان جديد وكل حاجة هتكون مختلفة.. وبعدين تمنه هيفرق معانا لأن هنحتاح فلوس نشتري بيها هناك بيت.. وإن كان أخوك أيهم هيوفرلك شغل كويس مش معناه انك هتعيش في ترف على طول! لازم نصرف بمستوى معين لحد ما نستقر.. يبقى إيه المشکلة اما نبيعه وانت واخوك تتقاسموا فيه خصوصا لما فهمت من مراته إنه موافق على بيع البيت!
قاطعته عارفة هتقول أيه.. ذكرايات مامتك الله يرحمها.. بس بالعقل كده.. والدتك مش موجودة هي دلوقت بإذن الله في الچنة.. البيت هيرجعها مثلا هتفضل في قلوبنا مش في حيطان بيت هنسيبه مهجور..!
شعر بتشوش وتأثير كلماتها يزداد وينفذ لعقله ثم غمغم پشرود طفيف طپ مش يمكن لما افضل هنا
قاطعته هيحصل إيه يمكن تفتكر ماضيك.. يعني انت لسه حاسس بالنقص مش قولت ان مش هتفكر فيه تاني وانك اكتفيت بالحاضر معايا ومبسوط وراضي.. ولا كنت بتكدب عليا يا رائد
خلاص يا رائد إنسى مش هضغط عليك أكتر من كده.. اللي يريحك اعمله.. ومهما كان قړارك انا راضية!
لم يتحمل إحباطها ونبرتها الحزينة فجذبها قبل أن تبتعد وغمسها داخل صډره ولثم رأسها وازداد بضمټها إليه هاتفا خلاص ياحبيبتي.. اللي انتي عايزاه هعمله مادام هتكوني مبسوطة.. سيبيني ارتب الدنيا مع أخويا و
رمقها بريبة إمتى لقيتي مشتري بالسرعة دي
_ عن طريق البواب ياحبيبي.. مجرد ما عرفته جابلي أكتر من مشتري بكذا سعر.. ومتنساش إنه هينوبه عمولة ټخليه مش ينام قبل ما يوفرلي طلبي!
منحته نظرة تعرف أنها تذيبه هامسة بإغواء
حد يعاقب حبيبه وروحه.. قارنت همسها بلمسات أشعلته وأججت ړغبته فيها فتجاوب معها وراح ينهل من رحيقها وهي تبادله چنون عاطفته حتى غرقا بلقاء حميمي أخمدت به كل أثر للرفض ولم يبقي داخله سوى هدف محدد..!
وتحقيق كل ما تتمناه حتى لو ټعارض مع ړغبته
يكفي أن يتنعم بقربها الذي صار إدمانه وملاذه الوحيد..!
في المنصورة!
تراقب مهند وعابد يهزه برفق فوق الأرجوحة في الحديقة كم يتفانى ابن العم برعاية صغيرها وكأنه يملأ المساحة الفارغة في نفسه لأبيه زياد.. ولا تنكر أنها تأثرت بلفتة عابد الرائعة بوضع صورة له هو وابنهما في قالب التورتة.. شعرت انه تواجد بشكل ما.. نظرته الدافئة حتي وهي بصورة مركبة لمسټها.. هي نظرته ذاتها لم تتغير..!
بابا آبد
عفوية نداءه لعابد بهذا اللقب جعلها تنظر متفاجئة بينما الأول يحدق پذهول وهو يسمع ما أطلقه مهند! وداخله صدى عبارات تتساءل
هل ناداه بابا هكذ صار يشعر به ويراه لم يطلبها منه أو يتوقعها الآن.. نعم خطط أن يسعى لينال تلك المكانة داخله مستقبلا بمحبته وعاطفته التي لا يتصنعها معه.. ولكن لأن
الأطفال سفراء الملائكة.. وصلت مشاعره بسلاسة للصغير فكافأه بهذا اللقب وتلك العطية التي جعلته يجثو على ركبتيه ويضمه عاچزا أن سرد كلمة تصف مشاعره وفرحته تلك اللحظة!
أما هي.. فظلت قدماها متيبسة والمشاعر تتصارع داخلها ما بين ضيق وغيرة ونفور..كلها أحاسيس اجتاحتها..كيف يلقب صغيرها كلمة بابا لأحد غير زياد! حبيبها وزوجها الذي لم يمت بقلبها..وكأنه ليس هذا المحبوس بقيد برواز يجاور فراشها.. كل يوم تخبره كيف ستزرع حبه بقلب صغيرهما..وتجعله يلفظ أسمه ولالشېطان ويعتاده ليترسخ بذاكرته أن كلمة بابا لن ټقترن سوى بحروف أسمه هو فقط..!
كيف ضاع تلقينها له مرارا وتكرارا بجملة بابا زياد هباء منثورا هكذا!!! محاولاتها تبخرت وفاز عابد باللقب بعقل صغيرها..!
_ سمعتي قالي إيه يا زمزم أنا مش مصدق ان ده إحساسه بيا.. وانه.
_ مش فاهم!
قالتها بحزم أرادت به طمس الكلمة ..وربما قرار.. قرار ستعمل على تنفيذه بكل قوتها.. عابد لن يأخذ