الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية بقلم فاطيما

انت في الصفحة 28 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


من اليوم تناديني بماما زيك زي رحمة وحبيبة يابتي.... جملة اعتراضية نطقتها زينب لسكون وهي تنظر لها بمحبة نابعة من قلبها وأكملت
_ ده أني مستنية اليوم ده من زمان قوووي ياحبيبتي ده إنتي هتنوري دارنا .
أنهت كلماتها وهي تجذبها من يدها تشدها الي أحضانها وبدور سكون شددت من احتضانها وهي تردد بطاعة
_ حاضر ياماما الحاجة .

لم تستطيع النظر إلي عمرانها كي تراه أو تملي عينيها من طلته وظلت على خجلها وتوترها 
أما هو لم تطلع عيناه فقط بل خصص كل حواسه لرؤيتها العين تنظر لطلتها والقلب يخفق غراما لعبيرها والروح تستعد شوقا لحديثها فطلتها كالبدر ليلة تمامه وعبيرها زهره يفوح أبهى عطوره وحديثها المنتظر هو كل مناه وأماله 
كان يتطلع الي كل انش فيها يتأمله ويحفره بداخله 
فاق من شروده بها على جملة والده 
_ مبروك ياولدي مبروك يابتي نتوكل على الله ونقروا الفاتحة وزي ماتفقنا إن شاء الله هنكتب الكتاب بعد شهر من دلوك والجواز كمان تلت شهور .
رفعوا أيديهم جميعا يرددون فاتحة الكتاب بأفواه منفرجة من السعادة بعد الانتهاء تناولوا المباركات بينهم مهنئين بعضهم البعض 
وبعد حديث طال بينهم مايقرب من ساعة هتف سلطان وهو يقوم من مكانه 
_ربنا يتمم بخير وعقبال الليلة الكبيرة يالا ياأم عمران نتكل على الله إحنا ونسيبوا عمران مع عروسته شوي .
ردد مسعد قائلا 
_ ما لسة بدري ياحاج مستعجل على إيه قعدتك مايتشبعش منيها .
أما ماجدة تحدثت وهي تحتضن زينب 
_ طيب هما لو وراهم مصالح ومتعجلين يمشوا وخليكي إنتي ياحاجة أني اتونست بيكي والله .
شددت زينب من احتضانها مرددة 
_ اني الود ودي مسيبش عروسة ولدي وامشي وأقعد وياكم بالساعات والله بس علشان أمور الدار إنتي دارية بيها مبتنتهيش 
واسترسلت حديثها وهي تقصد سكون 
_ متقلقيش ياعروسة الغالي هزهقك مني زيارات لحد ما تقولي جاي يابوي منيها المرة الفاضية داي .
هزت سكون رأسها باستنكار وأردفت بنفي
_ لا متقوليش إكده ياماما الحاجة ده إنتي تنوري في اي وقت وأن مكنتش الأرض تشيلك نشيلك فوق راسنا .
انفرجت أساريرها من ردها وازدادت ملامحها فرحة عارمة وهتفت
_ تسلمي ياأم لساان بينقط شهد ياقمرة إنتي.
وظلا يودعان بعضهم حتى انقضي الجميع وأخيرا تركوا
العاشق ومعشوقه يجلسون وحدهم في الشرفة الموجودة أمام عيناهم 
دقات قلوبهم تسبقهم ويكاد يسمع كل منهم دقات الآخر من فرط سعادتهم 
كانت سكون تجلس أمامه محپوسة الأنفاس تريد أن تنظر داخل عيناه ولم تستطيع أن تفعلها حينما استمعت إلي اسمه يخرج من بين شفتاه كترنيمات أعذب الألحان أغمضت عيناها وداخلها مغرم بسحر اللحظة التي انتظرتها كثيرا فهتف مناديا عليها بصوت مبحوح وهو يتعمق في النظر إليها
_ سكوني ليه مبتطلعيش ليا مرايداش عيونك تسكن عيون عمران .
انقلب وجهها وازداد احمرار وتوهجا من ذاك العمران وكلامه ونبرته التي يتحدث بها وقررت أن ترفع عيناها سهما بسيطا كي تروي عيناها برؤيته ورددت بهمس
_ له بس متوترة ومكسوفة شوي بس .
اقترب بمقعده قليلا منها ولكن مع حفظ المسافات وشبك كلتا يداه وهتف 
_ياااه كنتي فين من زمان استنيتك كتييير ومكنتش متوقع إن يوم ملقاكي هتبقى صدفة ومن يومها عيوني بتتلهف لشوفتك .
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشها إليه
_ طيب انت متعذبتش كتير ياعمران أما أني استنيتك كتييير تاجي وكل مرة بشوفك قلبي ميبطلش دقات وانفاسي بتبقي محپوسة لحد ما تفارق المكان .
اتسعت عيناه بذهول من اعترافها المفاجئ وردد بدهشة ارتسمت على معالم وجهه 
_ كيف الكلام ده ياسكون إنتي كنتي تعرفيني من زمان وعشقاني كمان وأني معرفش 
تنهدت وبعيناي عاشقة أومأت له بأهدابها وتحدثت 
_ أعرفك من تلت سنين أول مابدات تدريب في المستشفي شفتك وانت قاعد مع الدكتور محمد كانت أول حاجة وداني تسمعها منيك ضحكتك على موقف بيناتكم بصوت عالي خلاني انتبهت ومن وقتها ارتبكت وركزت ودققت في صاحب الملامح ومن يومها ابتديت اركز مع الدكتور محمد وكل مرة بتاجي له زيارة بتاخد حتة من قلبي وياك وأنت خارج وكل يوم بيمر علي وانت مشايفنيش بټعذب وبحس إنك بعيد عليا ابعد من السما للأرض .
ضم حاجبيه وأغمض عيناه لوهلة من اعترافاتها وضغط بإحدى يداه على الأخري ثم فتح عيناه وهو ينظر لها نظرة عاشق 
_ يااااه تلت سنين ياحبيبي وانتي بتفكرى فيا ومستنية القدر يجمعني بيكي !
تلت سنين وانتي بتتلهفي لشوفتي واني مدراينش 
وتابع كلماته وهو يشير على حاله بتنهيدة حارة
_ ياه ده أني من أول عيني ماوقعت في عيونك من اول نظرة ومن أول همسة متحملتش كيف اتحملتي عڈاب العشق ياسكوني كل السنين داي 
مرت الذكريات أمام عيناها وتذكرت كم اشتاقت له ولم تجده كم ودت رؤيته في أوقات حزنها وفرحها ولم تجده 
خرجت تنهيدة من صدرها وأجابته 
_ كنت بصبر نفسي من المرة اللي بشوفك بيها للمرة اللي بعديها وكل مرة بشتاق فيها ومبشوفكش وتطول الغيبة بدعي ربنا يبعتك حدي علشان قلبي يهدى .
كان يحسد نفسه في تلك اللحظة عليها ود الآن أن يحتضنها ويأخذها بين ذراعيه كي ينسيها ألم الاشتياق فحقا مؤلم أن يكون حبيبك أمام عيناك ولا تستطيع حديثه 
رأت نظرته المرتكزة عليها ويبدو عليها الشفقة فسألته 
_ مالك ياعمران بتبص لي إكده ليه 
اخذ نفسا عميقا ثم زفره وتحدث بوله من إحساسه بها 
_ تعرفي نفسي أخدك بين أحضاني وأضمك لقلبي وأفضل أطبطب عليكي علشان أنسيكي أي لحظة خليتك تتعبي وتسهري وانتي بتفكرى في عمران .
ابتلعت انفاسها بصعوبة من كلماته الكبيرة علي بداية عشقهما وهتفت برجاء
_ لااا ياعمران بلاش الكلام ده عاد مهتحملهوش خليني صابرة الشهور القليلة داي واني متماسكة ده أني انتظرتك كتييير لحد ما ربنا جبر قلبي.
أحس بخجلها وهداها مرددا
_ من عيوني ياعيوني إنتي فات الكتييير مبقاش إلا القليل .
وهكذا حديث المحبين العاشقين أوله نظرة وأوسطة ابتسامة وآخره كلمة عهد أمنتهم باستكانة.
مرت الأيام على أبطالنا وهم منخرطون كل في وجهته فوجد قررت اصطياد سلطان وانتوت على أن تنول عمران في خطتها الواثقة من نجاحها تلك المرة 
أما مكة انشغلت كثيرا في مذاكرتها بتركيز وجدية وفي نفس الوقت تحاول تطوير نفسها في مهنتها وأصبحت مقربة جدا لهند فهي تتابعها عبر الواتساب وطالت المحادثات بينهم وأغلب يومهم يتحدثون عن كل شئ في حياتهم فقد ارتاحت هند لها بشدة وأحبتها رغم صغر سنها 
أما عن رحمة فهي تتابع عملها بشغف وباتت تحفظ طباع ذاك الماهر عن ظهر قلب 
والان جالسة على مكتبها تفحص ملفات القضايا وتعيد ترتيبها 
وأصبح ماهر يعجب بذكائها وبدأ يشعر بأنها جزء لا يتجزأ من يومه فهي أصبحت تأتي يوميا ثلاث ساعات إلي المكتب 
وأثناء انهماكها في العمل دلف زميل لها في المكتب وألقى السلام وجلس مقابلتها وتحدث
_ كيفك ياآنسة رحمة المكتب نور بوجودك كل يوم.
أجابته بمهنية وهي تقلب في الأوراق التي أمامها
_ شكرا جدا يارامي ده من ذوقك بس .
شبك رامي كلتا يداه وأكمل حديثه وهو يحاول جذب انتباهها 
_ تعرفي إنك مثال للبنت الذكية الطموحة اللي بتحب النجاح وعمرها ماتعرف الفشل .
ألقت الاوراق من يدها وجذبت اللابتوب ورددت بإهمال وهي تنطلق بأصابعها عبر لوحته 
_ كلنا اهنه يد واحدة يامتر وبنكمل بعض وطريقتنا في الفكر نفس الذكاء لأن اللي مختارنا واحد .
نطق فاهه سريعا
_ إلا إنتي فيكي حاجة مختلفة تجذب اي حد أنه يشوفها فيكي .
الى هنا ولم تستطيع تجاهله فأغلقت شاشة الحاسوب وأردفت باستفسار
_ يعني ايه كلامك ده يارامي 
انفرجت أساريره لأنه استطاع جذب انتباهها وهتف مصارحا إياها
_ اني هقول لك على حاجة حاسسها من ناحيتك وياريت تفكري قبل ماتردي علي 
عدل من ربطة عنقه بتوتر وأكمل 
_ اني معجب بيكي من أول يوم شفتك فيه اهنه في المكتب وحابب نتعرف على بعض لو معندكيش مانع 
كادت أن تجيبه إلا أنها بهت وجهها وما ت الكلام على لسانها فور ان رأته دالفا الي المكتب وهو يردد بغ ضب يصحبه البرود 
_ تاخد مستحقاتك وتمشي من المكتب فورا .
انتفض ذاك الرامي من مكانه وردد معتذرا
_ آسف جدا يافندم اني عرفت غلطتي وأوعدك مش هتتكرر تاني .
لم يعيره أدنى إهتمام ووجه أنظاره إلى رحمة آمرا إياها 
_ بلغيهم فورا باللي قلته بخصوص الأستاذ وحصليني على مكتبي .
اړتعبت من نبرته ونظرته وفورا قامت بالاتصال عن المسؤول المالي عن المكتب وأبلغته ماأملى عليها وجمعت ملفاتها ورتبتهم ووضعتهم في درج مكتبها وأغلقته بإحكام فهي لن تتحمل الخطأ وتضع الأمور ڼصب عينيها فهي قد عشقت العمل هنا وأحبت التحدي داخل ذاك المكتب وستتعب لتصل دلفت بخطى ثابتة إلى المكتب وهدأت من حالها كي لايراها خائڤة أو ضعيفة فهي حفظته عن ظهر قلب 
وجدته يتحدث وهو مشطاط من الڠضب 
_ إيه اللي أني سمعته ده ياآنسة هو المكتب بقي موعد للغراميات بتاعتك ولا ايه 
خطت خطوتان حتي اصبحت أمام مكتبه مباشرة ودافعت عن حالها 
_ أني معملتش حاجة والله يامتر اني كنت بتابع شغلي وبصيت لقيته بيتكلم إكده زي ما حضرتك سمعت لسه هرد عليه نفس الرد ده لقيتك قدامنا .
على نفس غضبه أردف بكلمات 
_ماهو لو حضرتك
مصدرة الوش الخشب للكل وخصوصا الشباب اللي في المكتب مكنش حد قدر يقول لك الكلام ده 
وتابع حدته بسخط أذهلها 
_ لكن حضرتك ماشية تهزري وترمي ابتسامات للي رايح واللي جاي علشان تجذبيهم ليكي وتتشافي .
اهتز جسدها بع نف من كلماته وتشنجت عضلات وجهها وباتت لاتصدق ما رماها به ذاك الماهر وهتفت بعدم تصديق
_ اني يافندم! تقصدني بالكلام ده 
واسترسلت دفاعها عن نفسها بملامة 
_ ايه اللي بدر مني يخليك تقول إكده 
قام منتفضا من مكانه وهو غاض ب مستكملا حدته باستفسار
_ وحضرتك بقي رأيك ايه في إعجاب المتر بيكي 
طبعا قلبك طار من الفرحة والسرور انك بقيتي محط أنظار الجميع مانتي مديرة مكتب ماهر الريان .
الى هنا ويكفيها فلن تتحمل إهانات منه وخاصة في تلك المسألة بالتحديد فهي ابنة سلطان المهدي وأخت عمران المهدي الأبية التي لم تتهاون في شرفها وسمعتها وهتفت 
_ له لحد اهنه متكملش يامتر اني رحمة سلطان المهدي يعني الخط المستقيم يحيد وهي يستحيل تعمل الغلط أو تخضع بالقول أو الفعل مش معني إني مديرة مكتب حضرتك إنك تهيني في سمعتي وأخلاقي أنا لا يمكن اسكت عن إكده أبدا حتى لو التمن اني أخسر أولى جولاتي واهمها كماني.
نظر إليها نظرة عميقة وهتف مفاجئا إياها 
_ تتجوزيني يارحمة 
تبدل حالها من النقيض الي النقيض وثار القابع بين أضلعها ينبض من كلمته التي نطقها فجأة وردد لسانها بخفوت 
_ حضرتك قلت ايه 
أجابها سريعا دون تفكير 
_ كلامي وعرضي واضح بطلب ايدك للجواز موافقة ولا عندك اعتراض 
أشاحت
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 123 صفحات