رواية بقلم فاطيما
أروح أسقي الشجرة اللي اتخبطي في جزعها ماية ورد علشان خلت الورد كله يقع بين يدي وأعشقه وأدوب كماني .
لاحظت همسه المبحوح ونظرات الرغبة النابعة من عيناه وسخونة يداه بين يداها فحاولت الابتعاد عنه وهي تنطق اسمه بتوتر
_ عمران .
أجابها وعيناه تتفحصها بهيام
_ عيونه وقلبه وروحه .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وهتفت
ضغط على يداها بإصرار وهتف
_ بذمتك تبقى حلوة في حق الصعيدي اللي مرته بين يده لأول مرة في الاسطبل بتاعه قدام خيوله ويهملها تمشي قبل مايمسي ويصبح .
اتسعت عيناه بذهول وحاولت الابتعاد عنه وهي تردد باستنكار
_ تمسي وتصبح ايه ! ياخراشي فوق ياعمران .
ضحك بصوت رجولي خشن على طريقتها وأعجبه منظرها المړتعب وهيئتها المندهشة فأراد أن يكمل مداعبته
إنتي ايه يابت إنتي فيكي ايه بالظبط
اندهشت من كلامه وأومأت بعيناي يكسوها الغرابة
_ ايه في ايه مالي يعني
أمسك وجهها بين يداه
وهي تحاول الابتعاد عنه وأكمل
_ فيكي سحر وجمال ودلال فيكي عيون تسحر العابد الزاهد في أي شئ اتعلمتيه فين السحر داي كلياته يابت قلبي .
وظل كلاهما ينظر إلى الآخر بتمنى ورغبة واشتياق وحدثتها عيناه
اقتربي مني تدللي وتغنجي فأنا سأفرد لكي بساط غرامي كي ټقتحمي عالمي كالفرسان
فانا مغرم لا أشبع ومن عيناكي لا أزهق ففي اقترابك نسيت الأحزان وفي دنياكي يريد أن يسكن العمران
كانت عيناي تلك الوجد تتابعهم پحقد وعندما وجدته اقترب منها بتلك الحميمية دلفت إليهم بوجه مكشوف وتحدثت وهي تربع ساعديها أمام صدرها بثبات أقنعت حالها به بأعجوبة
ابتعدت سكون عن عمران بسرعة من خجلها عندما استمعت إلى صوت تلك الوجد ولكن عمران جذبها مرة أخرى بشدة كي لاتفلت من يداه ولكنها نظرت إليه بملامة على فعلته أمام تلك الواقفة تنظر لهم وعلامات الشړ تطاير من وجهها ولكنه لا يبالي
أما تلك الوجد هتفت مرة أخرى
شبك عمران أصابع يداه في يد سكون بتملك أمام تلك البغيضة مجيبها قبل أن تنطق سكون
_ كانك اتجنيتي في عقلك المخربط ده يابت إنتي !
ازاي تشبهي حالك بالحاجة زينب ست الدار وست الكل وستك إنتي كماني
واسترسل بتحذير
جزت وجد على أسنانها پغضب واحمر وجهها من كسفه لها أمام سكون ثم رددت پحقد وهي تقترب منهم
_ انت بتقول لي أني الكلام داه ياعمران ! لاحظ إني مرت بوك واھانتك ليا إهانة ليه بالظبط
ثم ربعت ساعديها أمام صدرها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بتحدي
_ لو لسه مصمم على كلامك واھانتك داي نكلموا دلوك وياجي يشوف الموضوع ده ويجيب لي حق .
هنا تحدثت سكون ومنعتها وهي تشير بيدها برفض
_ له خلاص متتصليش مش عايزين نعمل مشكلة من غير مشكلة وخلاص أني ماشية وعمران ميقصدش .
مطت شفتيها براحة لما استشفته من خوف تلك السكون من مجرد كلمات نطقت بها وهنا دونت في عقلها أول نقطة في شخصية عدوتها بل وأهم نقطة وقررت أن تلعب على أوتار مشاعر الخۏف تجاهها من ضمن خطتها
ولكن عمران خيب ظنها كي يفهمها أنها مكشوفة أمامه ولن يجعل لها أي اعتبار وردد
_ له اتصلي براحتك واعملي مابدالك وكل اللي عنديه حاجة يقولها يامرة إنتي وبعد اكده لما تلاقيني واقف ويا مرتي في أي مكان معايزش أشوف وشك ولا البعيدة معندهاش ذوق ولا بتختشي تاجي تقف وتتصنت على راجل ومرته.
دبت قدميها بغ ضب ساحق من قصف عمران الدائم لجبهتها ولكن اليوم أمام عدوتها الأولى والأخيرة في نظرها وكادت أن تندلع ثورات الشړ من فمها إلا أن عمران نظر لسكون مرددا بحنو استدعاه خصيصا لأجلها وأمام تلك الملعۏنة
_ مش يالا ياحبيبي علشان أوصل لك وأوعدك المرة الجاية هاخدك على الفرسة ونروحوا مكان لحالنا بعيد عن الژبالة اللي مالية المكان اهنه .
لقد أهانها عمران بشدة وأشعرها بأنها شيطان وأنها شئ رث يشمئز الإنسان منه وزاد الاڼتقام داخلها وتوعدت لهم بالهلاك
خرج عمران وسكون من المكان وهي تشعر بالغرابة من كلامهم ونظراتهم الغير مفهومة لديها ولكن وعدت حالها أن تفهم منه كل شئ ويوضح نقاط الإبهام لديها في ذاك الموضوع. من
في المحطة الفضائية تدلف مكة الي المكان وهي تحاول تدفئة يداها من شدة البرد وشدة جفافهما وبالرغم من ارتدائها الجواندي إلا أن يداها تشعر بالبرودة بشدة ولكنها كانت تشعر بدوار في رأسها وقدمها اليمنى تؤلمها
صعدت إلى مكتبها تؤدي عملها المطلوب منها كي تنجزه فاليوم حلقة هند الأسبوعية وتعتمد عليها كليا
بعد مدة دلفت إليها هند قائلة بتعجل
_ ها خلصتي المطلوب منك يامكة ولا لسة
كانت تعمل بأصابع سريعة على اللابتوب كي تنجز ماتفعله ثم رفعت عيناها قائلة
_ خلاص يا أستاذة بفنش أهو متقلقيش خلي الإعداد عندك بس يستعد وانتي اظبطي حالك علشان خلاص مش فاضل غير نص ساعة بس وتطلعي هوا .
نظرت هند في ساعتها قائلة
_ تمام مستنياكي في الأوضة الخاصة بتاعتي علشان هنراجع بعض النقاط مع بعض .
حركت رأسها بموافقة وذهبت هند وأكملت ماتفعل
بعد مرور ربع ساعة ذهبت مكة إلى غرفتها وجدتها تنهى اللمسات الأخيرة في هيئتها
فسألتها هند بقلق
_ أول مرة هطلع اتكلم عن موضوع زي ده قلقانة شوية ومتوترة .
طمئنتها مكة بحفاوة
_ ايه ده ! متقوليش اكده ده إنتي بټخطفي الكاميرا والأضواء ليكي ياهنودة طيب تصدقي والله زمان لما كنت بتفرج عليكي ببقى منتبهة معاكي ومع تعابير وشك المريح ومع كلامك الجميل كان بيدخل قلبي
ثم تابعت حديثها وهي تتذكر حلقة ما أثرت بها
_ عارفة ياهنودة كان في حلقة ليكي كنتي بتتكلمي فيها عن الجمال الحقيقي للإنسان بدأتي الموضوع بطريقة جميلة أوي وبعد شوية جبتي البنوتة اللي من ذوي الحالات الخاصة حسستيها بجمالها الحقيقي فعلا وكنتي بتتفاعلي معاها بتعابير وشك وشجعتيها انها عندها موهبة جميلة لازم تستغلها وفاكرة ساعتها البنت من طريقة كلامك معاها قالت لك جملة عمري ماهنساها
إنتي خليتي ليفل الثقة بنفسي النهاردة عدي مراحل الاكتئاب والتنمر اللي اتعرضت لهم في حياتي وهخرج من الحلقة دي وانا عندي رصيد ثقة بنفسي يكفيني سنين قدام
قمتي ساعتها وحضنتيها والله ياأستاذة ساعتها عيوني دمعت من المشهد ده .
ابتسمت هند براحة اجتاحت أوصالها من حديثها وهتفت لها
_ تصدقي بالله بعد كلامك ده إنتي ادتيني رصيد ثقة يكفيني لعشر حلقات قدام
هو أنا حبيتك من شوية ياموكة ياجميلة إنتي
ثم قامت من مكانها وحملت أوراقها قائلة
_ يالا روحي مكتبك وتابعي الحلقة في هدوء وكل فاصل تيجي لي تعرفيني أظبط ايه او ازود ايه او أنقص ايه.
حركت وجهها بابتسامة وذهبت كلتاهما إلى ماتريد
أحست مكة أنها تريد أن تذهب لذاك المكان التي رأت فيه الشيخ قبل ذاك وتحدث معها كما أنها مازالت تشعر بالدوار الذي يهاجمها وزاد عليه الصداع
ساقتها قدماها إليه ووقفت في نفس المكان وعيناها متعلقة بالباب ولا تعرف مالسبب الذي دفعها لذلك
وقفت والأفكار تراود خيالها هل ممكن أن يأتي ذاك الشيخ ويتحدث معها مرة أخرى
أو هل أنها تأتي بباله كما أنها تفكر في كلامه معها ولن تنساه
وفي نفس اللحظة اقتحم عقلها آدم وعندئذ رق قلبها بحنين إلى كلامه ولم تعلم مالسبب
حقا مشاعر غريبة وقفت تفكر بها واختبر عقلها وقلبها في مواقف صنعتها من تلقاء نفسها
ثم
أدارت وجهها بعيدا عن الباب واستندت على طرف النافذة الموجودة في المكان
بعد قليل فاقت من شرودها على صوته التي لم تتخيل أن تسمعه الآن وهو يردد
_ ياترى كنتي مستنياه يجي يديكي محاضرة زي اللي ادهالك المرة اللي فاتت وحسسك انك كفرتي
أحست بالهلع البسيط من فجأة صوته ونطقت البسملة وهي تضع يدها على صدرها قائلة وهي تدير جسدها إليه
_ بسم الله الرحمن الرحيم مش تقول أي حاجة اكده اټخضيت.
ضحك بصوت خفيض مما جعل الابتسامة تعطيه جمالا يليق به ثم هتف
_ تصدقي شكلك جميييييل وانتي مخضۏضة أمال مكنش نفس شعورك لما شفتي الشيخ وهو داخل لك المكان ولا في فرق بينا هو الملاك وأنا الشيطان اللي بيخض .
نفخت بضيق من كلامه وأردفت بنفي
_ ايه الكلام اللي انت بتقوله دى ! وبعدين إنت عرفت منين بحكاية الشيخ وكلامه معايا هو إنت بتراقبني !
بكل ثقة وتأكيد أجابها دون تحوير
_ فيه فرق بين اني باخد بالي منك وبين اني براقبك دي معنى ودي معنى تاني خالص .
_ايوة ايوة بتاخد بالك مني ... جملة تهكمية نطقتها بهدوء ماقبل الانفعال ثم أكملت بحدة خفيفة
_ انت لسه مصمم بقى على اللى في دماغك ومتعب حالك في حاجة ممنهاش فايدة .
اقترب بخطواته قليلا وراعى المسافة بينهم ثم هتف بتصميم وهو ينظر داخل عيناها الذي استوحشهم كثيرا
_ انتي تقولي اللى على كيفك لكن ملكيش حق تحكمي على قلبي ومشاعري واظن إني بعدت عنك ومبقتش ابعت لك ومحترم اتفاقي معاكي .
اهتز فكها بسخرية من كلماته وأردفت
_ أمال واقف اهنه دلوك بتعمل ايه
ايه اللي جابك ورايا
أثناء تحدثها شعرت بمغص شديد يض رب جمبها الأيمن وقدميها تؤلمها بشدة وأصابها الدوار مرة أخرى مما جعلها تغلق عينيها بوهن قليلا
لم ياخذ باله من حركاتها لان تعابير وجهها مغطاة بالنقاب ولكنه أجابها بصدق
_ طبعا مش هتصدقيني اني داخل صدفة هنا وفجأة لقيتك .
رأت أن علامات الت عب بادية على وجهها فتحدثت بلا مبالاة كي تنهي الحوار وتستأذن للمغادرة
_ تمام بس ياريت لما تشوفني واقفة في مكان اهنه متجيش تقف وياي ولا تكون في نفس المكان اللي موجودة فيه اني مش ناقصة شبهات .
تراشقت عباراتها في قلبه كسهام ن ارية من شدتها أحس بنبض الۏجع ض رب صدره واقترب بخطواته منها مرددا بملامة
_ هو إنتي قلبك ده قاسې كدة ليه !
ليه بتتعاملي معايا بالطريقة دي وكأني حشرة وطريقتك متليقش على تدينك ولا حتى على النقاب اللي انتي لابساه !
أشارت بيديها قائلة بوهن مغلف بالحدة ولكن وصل إلى فهمه انها منفرة منه ولا تريد التحدث معه
_بعد اذنك انى مش قادرة اتكلم دلوك لو سمحت امشي وسيبني انت ايه عامل لي زي اللازقة اللي مش عارفة اخلص منيها .
انصعق