رواية بقلم فاطيما
رصتها رحمة بخفة في جنبها كي تزيد تأوهاتها وتشغل بال عمران بوج عها حتى رآها عمران فدخل الشك بقلبه
وما إن ق رصتها حتى زادت في تألمها مما جعل عمران يتأكد من خطتهن ويرفع حاجبه لمكرهن
طلبت منهم سكون أن يدخلوها غرفتها لأنها غير قادرة على الحراك ومع كل كلمة تص رخ عاليا فتحدث عمران وهو يهبط لمستواها أرضا
هنا هتفت ماجدة باعتراض
_ معلش ميصحش ياولدي تدخل أوضتها أني وأختها الكبيرة هنسندها .
اعترضت مها قائلة
_ ماتسبيه يدخلها ياأم مها فيها ايه يعني دي جوزها والنهاردة حنتهم مهيكلهاش يعني ماكلنا موجودين أهه .
كل ذلك وعمران منتبه مع ملامح سكون التى تنم على اصطناع التعب ثم أسندها وأدخلها إلى غرفتها فنظرت ماجدة إلى مكة كي تدلف ورائهم فمشت خطوتان فمنعتها مها قائلة
إيه الرخامة بتاعتك داي ارجعي اهنه سبيهم يتحدتو ويا بعض شوية ويعرف هي مالها وفيها ايه متبقيش رخمة وحشرية اكده.
أشاحت مكة بيدها بغ ضب
_ طيب ليه الغلط ياست مها ! ماني كمان عايزة أطمن عليها وأشوفها مالها ولا إنتي مش واخدة بالك انها كانت بتتلوى ببطنها في الأرض .
نظرت لها نظرات تحذير كي تفهم ولكنها استمرت على غبائها فجذبتها رحمة من يدها وهي تطلب منها
أما في الداخل عند عمران وسكون وضعها على التخت واقترب من وجهها وهو يتسائل بنظرات تستكشفها
_ أها ايه اللي بيوجعك بقى ياداكتورة بالظبط
ابتلعت ريقها وهي مازالت تتوج ع باصطناع
_ معرفاش فجأة اكده جالي مغص وبيق طع في بطني ومش قادرة حاسة بيه جامد أاااااه .
_أه بطنك بتوج عك معلش ياحبيبي يمكن من كتر ماهزيتي وسطك ورقصتي وانتي عريانة وسط الحريم تعبتي أو على رأى الحاجة زينب يمكن حسدوك ياحبيبي.
زاغت أعينها من نبرته الساخرة منها وأحست لوهلة أنه كشفها فوضعت يدها على رأسها وأكملت تألمها
_ أااااه حاسة إني مصدعة ودايخة ومش قادرة أفتح عيني .
_ الله هو إنتي بطنك اللي بټوجعك ولا عنديكي صداع ماترسى على تمثيلية ياروحي .
فتحت فاهها بدهشة وبنبرة صوت طبيعية هتفت باستنكار
_ تمثيلية ! هي دي ألف سلامة عليكي ياسكون أو نامي وارتاحي تقول عليا بمثل !
حرك يداه على رأسها وأزال حجابها
التي كانت تضعه بإهمال وتسائل وهو يحرك يداه على خصلات شعرها الغجري
حركت رأسها بتيهة من لمساته واقترابه منها ورائحته ووضعها وهي نائمة وهمست باعتذار لأنه استشف كذبتها
_ أنى أسفة ومش هتتكرر تاني ياعمران ولا في أي فرح ولا في أي مكان .
على نفس لمساته جذب خصلة من شعرها حول إصبعه بشدة آلمتها وجعلتها تتأوه
_ أاااه شعري ياعمران بتوجعني ماقلت لك خلاص مش هعمل اكده تاني .
خفف من قبضته على خصلتها ثم خللها بيداها بحنو قائلا
_ شطورة سكون لو خصلة واحدة بانت من شعرك تاني ولا منظرك ده قعدتي بيه حتى قدام الحريم تاني هتشوفي وش عمرك ماشفتيه ياحبيبي تمام
آه والرقص ممنوع بتاتا مترقصيش غير لعمرانك بس ياحبيبي.
حركت رأسها بموافقة نمت عن ارتياحها ثم شعرت بح بس أنفاسها باقترابه فتمتمت بخفوت
_ عمران بعد عني بقي مش قادرة أتنفس .
غمز لها بإحدى عيناه قائلا بمشاكسة
_ أبعد كيف يعني هي مش الليلة حنتنا ياحبيبي ولا ايه
ثم تابع حديثه وهو يقبلها من يداها برغبة
_ وبعد ماشفتك وانتي بترقصي كيف الفراشة أهمل لك اكده من غير ما أمسي عليكي والله تبقى عيبة .
ابتعدت قليلا من مكانها وابتلعت أنفاسها المسحوبة منها بصعوبة وهي تردد بقلب يخفق
_ تمسي ايه ياعمران ! هو إنت التماسي دي عنديك في أي وقت وفي أي مكان !
بعد عني بقي أمي وخواتي برة وممكن يدخلوا في أي وقت منظري هيبقى وحش وقتها بعد الله يسترك .
كلما ابتعدت سنتيمترات اقتربهم هو منها وهو مازال مسحورا بقربها واقترب من وجهها مداعبا أنفها وأنفاسه تستنشق أنفاسها مرددا بوله
_ يانهار أبيض عليك وعلى سنينك اللي مليانة أنهار عسل ياعمران ده إنتي تسحري بجمالك وجمال عيونك ياسكوني .
انجذبت لطريقته ونسيت كل شيء واحتضنت وجهه بكف يداها وهمست برقة
_ عيون سكون اللي ياما حلمت تبقى لعمران وبين ايدين عمران .
وضع يداه على يداها المحتضنة لوجهه وجذبها برفق ناحية شفتاه وقبلهما بعشق وهو يغازلها
_ بحبك لاااا بعشقك ونفسي أعيش وأدوق طعم الحلال معاكي .
أبعدته برفق بكف يدها الصغير
_ طيب كفاية بقى لحد اكده وكلها يومين وأبقى ملكك وفي بيتك .
حرك رأسه برفض
_ طب قولي لي أسويها كيف داي
أبقى في حضنك وقلبي رايدك وشوقي ليكي غالب وأهمل لك كيف ياسكوني
لمعت أعينها بعشق وخللت أصابع يديها بين خصلات شعره
_ خلاص ياعمراني فات الكتير ومبقيش إلا القليل وبعدها دنيتي هتنور بوجودك وياي
بس كفاية اكده وبعد بقى مقدراش أتنفس في قربك وقلبي مهيبطلش دقات باسم عمران .
أنهت كلماتها وأبعدته برفق بكفاي يداها الرقيقة
أفاق من حالة الحالمية التى أدخلتها إياه تلك الساحرة الآخاذة لقلبه والس ارقة لكله وهو يحمحم
_ لاااا أني اللي هبعد لأني بعد اكده هدوب بين ايديكي ومحدش هيقدر علي .
استمع كلتاهما الى دقات باب الغرفة فعدلت سكون من هيئتها المبعثرة على يداه ودخلوا جميعا كي يطمئنوا عليها ووجدوها أصبحت بخير وغمزت لها رحمة بشقاوة جعلتها تبتسم وانقضت تلك الليلة مع انتظارهم على أحر من الجمر للقاهم وأن يجمع الله بينهم في خير .
جلس جاسر أمام ملف قضية ما يدرسها وكالعادة ارتسمت صورتها أمامها توج ع قلبه وأغلق الملف وأسند رأسه على الأريكة وتذكرها وهي طفلة صغيرة كيف كان يحنو عليها
تذكر أول نبضة من قلبه جعلته يشعر بعشقها لها وأنها حب الطفولة والشباب والشياب
وحدث حاله
_ كنت لي نهارا أنتي شمسه يارحمتي وكنت لي قمرا يضئ عتمتي
لم يا قلبي فأنت الذي حلفتني وحلفت لي أن لاتشتاق وخڼتني
وحلفت لي أن لاتميل مع الهوى أين اليمين وأين ماعاهدتني
لم تقعدن الآن على الطريق وتشتكي وأنت مظلوم وظلمتني
انهض أيها الجاسر واخلع شوقك لها من بين ضلوعك بعزم الرجال ولا تنحني
خاطرة_جاسر_المهدي
بقلمي_فاطيما_يوسف
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
عاد من شروده بها وهو يض رب على قلبه بقبضته ولكن بلكمة آلمته
_ فوق بقى وانساها مبتحبكش لااا داي مش شيفاك من الاساس قوم واشتغل واطحن كل قوتك وتفكيرك في انك تكبر ودوس على الماضي برجليك إنت أقوى من أي عاصفة
تلك الكلمات التي نطقها جاسر بصوت عال كي يخرج من حالة الضعف التى اعترته
ثم دلف الى الحمام وأخذ حماما منعشا وكأنه يغسل قلبه وليس جسده ثم خرج وتوضأ وقام الليل بأكمله يناجي ربه أن يخلعها من قلبه وأن ينسيه عشقها بتضرع خاشع.
سطعت شمس النهار وأتى يوم جديد في علم الغيب لايدرى كل منا ماذا سيحدث له في ذلك اليوم فعلم الغيب بيد له ومابين رمشة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
تخرج وجد في الساعة الرابعة قبل العصر وتذهب إلى المشوار الذي ذهبت له من قبل وهي تلتفت يمينا ويسارا كي لا يراها أحدا
وبعد مايقارب من ربع ساعة سيرا على الأقدام دلفت إلى ذاك المنزل المنحدر قليلا عن البلدة ثم دلفت ونادت بصوتها النهجان من شدة تعبها من السير في ذاك الطريق الطويل
نادت بصوت عال بعض الشئ
_ شيخة خضرة ياستنا الشيخة .
خرجت إليها تلك السيدة الثمينة ولبت ندئها بصوتها الغليظ
_ في ايه بتعلي صوتك اكده ليه وتزعجي الشيخة وهي عنديها جلسة جوة مع الاغراب .
نظرت وجد في ساعتها ونطقت بتأفف
_ يوووه لسه هستناها لما تخلص جلستها اني مينفعش أتأخر .
نظرت إليها تلك السيدة وهي تلوي شفتيها بامتعاض
_ ليه وراكي الديوان ده إنتي لا راجل يئويكي ولا عيل بيرازيكي وعايشة بطولك .
رفعت حاجبها باستنكار ورددت بسخرية
_ ايه هي عفاريت الشيخة مبلغوكيش اني اتجوزت سيد رجالة قنا الحاج سلطان المهدي .
اهتز فك تلك السيدة بسخرية مماثلة
_ وهما عفاريت ستنا الشيخة فاضيين يشوفوا حضرتك ويتابعوا أخبارك ياست الكونتيسة
وتابعت حديثها بحدة
_ قصره يختى اني خلقي ضيق ومعنديش طولة بال للت معاكي الزيارة قدامهم عشر دقايق ويمشوا ايدك بقى على رسوم الدخول يختيى .
ناولتها وجد ظرفا من المال بوجه مقتضب أخذته منها تلك السيدة وعدته ثم مدت يداها آمرة إياها
_ هاتي كمان ٥٠٠ جنيه يا برنسيسة.
رفعت شفتيها لأعلى هاتفة باستنكار
_ ٥٠٠ ايه ياعنيا ! ده ليه إن شاء الله
مدت لها الظرف بما يحتويه قائلة ببرود
_ خدي فلوسك أهي يختيي ويفتح الله اتكلي على الله وسيبي مكانك لسائل غيرك مبنبعش طماطم إحنا علشان نفاصل .
نفخت بضيق ثم أخرجت النقود من حقيبتها وناولتها إياهم مردفة بحدة
_ خدي ياستي ومتبقيش أفوشة اكده خدي وادي مع الناس علشان طريقتك داي هطفش الزوار للست.
هزت تلك السيدة رقبتها ناهرة إياها
_ والله اللي ميعجبهوش يبقى مع السلامة للي عايز يمشي والمركب اللي تغور يختيي ومترجعشي .
فضلت السكوت أمام تلك السليطة كي لا تفقد طاقتها
فهي تريد أن تدخل بأعصاب باردة وهادئة
بعد مرور ربع ساعة أشارت إليها تلك السيدة
_ يالا يا حلوة ادخلي برجلك الشمال .
نظرت لها بامتعاض ودلفت إلى الشيخة وهتفت وهي تلقي السلام بنظرات زائغة
_عليكي السلام والأمان ياشيخة.
أشارت إليها الشيخة أن تجلس ثم قالت
_ وعليكي مبروك عليكي جوازة الكيد ياوجد لعبتيها صح .
بصقت وجد في صدرها ثم هتفت باندهاش وهي تتلفت حولها
_ بسم الله حابس حابس إنتي عرفتي منين
ألقت البخور في الن ار المش تعلة في ذاك الإناء المستدير
_ مش هرد على سؤالك جاية ليه
أجابتها بعيناي تتسلط شړا وهي تخرج من حقيبتها كيسا وناولته إياها
_ خدي ياستنا ده كيس فيه قطر اللي عليها العين والنية لابساه وعرقانة فيه كمان عايزاكي تعملي لي شغل متعملش قبل اكده عايزاه شغل مترتب يبدأ بالكره لجوزها والمړض لجسمها والخړاب لبيتها والهلاك لروحها وتبقى عايشة وبتتنفس بس حالها حال الميتين عايزاهم يلفوا بيها الشرق والغرب مايلاقوا لها حل ولا ربط عايزاكي تعقديها لي عقدة مايحلها الف شيخ وشيخ عايزاها تعمل عمايل ميصدقهاش عقل عايزاهم يظنوا فيها السوء ويفتكروها من اللي ماشيين على حل شعرهم
بنظرة ثاقبة من محراب الش ر أردفت
_ ودي تبقى الداكتورة مرت حبيب القلب اللي نفر وفاتك
ده انتي متوصية بيها قووي