رواية بقلم فاطيما
في أحضانها كي تشعرها بالألفة والاحتواء وخرجت سكون ورحمة جلست رحمة بجانب عمران فاحتضن كفاي يداها قائلا لها بحنو
_ عاملة ايه مكة دلوك ياسكون
تنهدت بضيق و أجابته
_ حالتها صعبة قوووي ودموعها على خدها منشفوش وعمالين نهدي فيها من ساعتها .
شعر ببرودة يداها بين يداه وبحزنها العميق على شقيقتها فضغط على يدها بين يداه كي يبثها الدفئ والأمان ثم أومأ بأهدابه لها يطمئنها
لم تشعر سكون بالاطمئنان ثم أشارت إليه تجاه غرفتها كي تتحدث معه بعيدا عن والدتها
_ بعد اذنك يا ماما هدخل جوة أفرد ضهري شوي لأني حاسة بدوخة وشوية وهخرج لك علطول
حركت رحمة رأسها برفض وجلست بجانب ماجدة وأمسكتها من يدها
_ لاااا أني مهسيبكمش واصل أني اتصلت بالمتر وبلغته ان فيه ظروف النهاردة وهتأخر شوي مهفوتش خالة ماجدة لحالها ادخلي إنتي ريحي شوي لأنك من كتر البكا فرهدتي خالص .
نظرت ماجدة إلى عمران قائلة
ربت عمران على ظهرها مطمئنا إياها
_ متقلقيش يا أم البنات هو فيه حد ربى بناته كيفك ولا فيه حد عنديه الأدب والأخلاق والسيرة الطيبة زييهم ربك مهيفوتش عباده الطيبين في الوبا لايصين .
ابتسمت له ماجدة وشكرته بعينيها بامتنان ثم قام عمران ودلف الغرفة مع سكون
_ وه مالك ياغالية ايه اللي مخليكي وشك مخطۏف اكده
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ثم أجابته
_ أختي مكة هتجنني أدم اتصل بيها وقال لها إنه هياجي وهيتجوزها وهيجيب لها حقها تالت ومتلت من اللي عيمل فيهم اكده .
نال حديثها استحسانه ثم تحدث
_ عال قووي الحديت داي أمال في ايه عاد قالقك اكده
_ فيه انها هبت فيه زي المدفع واتهمته إنه هو اللي فض حها وانه هو السبب في اللي جرى لها وانه هو اللي ورا الفيديوهات داي وقالت له بالنص اكده نجوم السما أقرب لك من انك تتجوزني شفت دماغها الناشفة وعنادها
اقترب منها وجذبها من رأسها وأسندها علي كتفيه وحاوط خصرها بتملك وتحدث مطمئنها وهو يتحسس خصلات شعرها بأنامله
_عاشقاه ! جبته منين الكلام ده ... جملة تعجبية نطقتها سكون بنبرة مندهشة فأجابها بتأكيد
_ شفتها في مرة صدفة كنت معدي من جنبها كنا اهنه وهي جايبة صورته على صفحته وبتقلب فيها وفتحت التعليقات عليها وطبعا أغلبها بنات فكانت نظرة عيونها وقتها مع حركات ايديها تدل على انها غيرانة وقوووي كماني وطالما وصلت لمرحلة الغيرة تبقى عشقاه وطالما بتحبه يبقى عصبيتها داي على الفاضي وهتلين .
رفعت رأسها إليه وسألته بحيرة
_ هو اللي بيحب إزاي يقاوم قدام حبيبه ويستسهل البعد لمجرد العند أو الزعل
دقق النظر داخل عيناها ثم أراحها بكلماته
_ مش كل الحب وكل القلوب زي بعضها ياسكوني في ناس بتشارك عقلها مع قلبها وحبهم نوعا ما مرهق ليهم لأنهم مبيعدوش أي موقف بسهولة وفي ناس حبها بالعقل بس ودول حياتهم عاملة كيف المسطرة مفيهاش روح وفي ناس حبهم العقل والقلب متوازنين فيهم ومفيش كفة يتغلب التانية فدول بقى حياتهم بتبقى مستقرة ومفيهاش مشاكل كتييرة وفي ناس حبهم بقلبهم بس ودول اكتر ناس بيعانوا ليه بقى بيعانوا لأنهم بيتنازلوا عن أي حاجة وكل حاجة مقابل ان حبايبهم يفضلوا جنبهم ومبيعدوش عنيهم واصل بس ساعات التنازل بيبقى الغلط بعنيه وممكن بسببه يخسروا اللي اتنازلوا عن كل شئ بسببه ووقتها المۏت بالنسبة لهم رأفة ليهم لأنهم مهيقدروش يعيشوا بدون حبايبهم .
خرجت سكون من أحضانه ثم احتضنت وجنتيه بيداها وعيناها تعمقت في عيناه تتشبع ملامحه وتعبئها داخل كيانها
_ أني من النوع أنهى ياعمران انت اكده حيرتني معاك
ثبت يداه على يداه وجذبهما ناحية شفتاه وقبل باطنهما
_ إنتي نوع مختلط يعني ميكس جمييييل أوقات بحسك بتحبيني بقلبك بس وبيبقى هاين عليكي تجيبي الحلو كله لعمران وأوقات بلاقيكي بتحكمي قلبك وعقلك لما تكوني غلطانة في موقف وياي علشان تجلدي نفسك إنتي غيرهم ياسكون إنتي عوض ربنا الجمييييل على صبر عمران .
دمعت أعينها بفرحة وخللت أصابع يديها بين خصلات شعره
_ هو مين اللي عوض وجبر جميل لمين ! انت اللي فرحة سكون وانت عشقها حياة سكون من غير عمران تساوي م وت ياعمراني.
نظر عمران الى أرجاء الغرفة قائلا بعبث
_ طب بذمتك ويرضي ضميرك ياشيخة ينفع اكده
اندهشت من تغيره المفاجئ ثم سألته
_ وه حوصل إيه علشان تلومني اكده
ضم حاجبيه بعبث وأجابها
_ حوصل انك عمالة تقولي كلام حلو ومقربة مني على الاخر وجرجرتيني اهنه لحد أوضتك وعمالة تجري شكل قلب عمران وتخليه عايز يعمل حاجات مينفعش تتعمل اهنه وفي وقت مينفعش خالص بذمتك ينفع الكلام والدلع والحنان اللي ھموت عليهم دلوك ياقلب عمران !
ضحكت بشدة حتى أدمعت عيناها من طريقة عمران الدعابية في غزلها ثم اقتربت منه أكثر وقبلته من وجنته قاصدة مشاغبته
_ وه وايه اللي قل نفعه عاد
انت جوزي حبيبي وقاعدين لوحدنا وأنا وانت ولا حد تالتنا يبقى ايه الغلط في اكده ياعمراني
أنهت كلامها ومازالت تقبله من وجنته واختتمت قبلاتها بأخيرة بجانب شفتاه جعلت جسده انتفض إثارة داخله بسبب دلالها عليه فثبتها بين يداه بقوة قائلا
_ ولا أي غلط ياحبيبي إنتي اللي ابتديتي يبقى تتحملي ياقلب عمرانك اللي هيحصل دلوك علشان متدخليش حوار مانتيش قده .
قالها وأنهال علي شفتيها بعشق ووله يعلو بداخلها أصوات صراع صاخبة بين قلبها ومقاومتها فقامت بدفعه في صدره وهي تلتقط أنفاسها إنحنت نحو الكومود وألتقطت هاتفها وذهبت نحو الباب كي تخرج من الغرفة وهي تردد
_ له خلاص ياعمران توبة من دي النوبة انت لما بتصدق ولا ايه .
قام مسرعا من مكانه ووضع يداه على المقبض سابقا إياها وجذبها بعيدا عن الباب إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية
_ وه هو دخول الحمام زي خروجه اياك ! لااا عمران ميضعش الفرص أبدا استغلالي لأبعد مما تتخيلي في عشقك ياست إنتي .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
_ وه كانك مدريانش بالظروف والوقت والمكان اللي احنا فيه ! فوق ياعمران ولما نروح بيتنا هعمل لك اللي انت عايزه بس اهنه ودلوك مينفعش اهدي بقى .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة
_ احلفى انك هتعملي لي اللي أنى هطلبه منك بالحرف الواحد يا إما اكده يا اما مش هبعد .
اتسعت مقلتيها بذهول من طريقته الصبيانية ثم هتفت باستنكار
_ انت جرى لك إيه ياعمران هو انت لما بتصدق ولا ايه
حرك رأسه بتأكيد وهو مازال يقترب منها
_ ايييه .
ثم ثبت رأسها بين يداه واقترب منها وكاد أن يقبلها إلا أنها أبعدته قائلة
_ خلاص خلاص هعمل اللي انت عايزه بس بعد بقى خليني أخرج أطمن على ماما.
أفسح لها المجال هاتفا وهو يغمز لها بكلتا عينيه
_ خليكي فاكرة بقى كلامك هتعملي اللي أنا عايزه .
ابتسمت بخجل من طريقته ثم فتحت الباب وخرجا سويا.
في سيارة آدم حيث كانت الساعة الثالثة مساء بعد أن هبطا من الطائرة حيث تحدثت هند تدلي عليه تنبيهاتها
_ عايزة ثبات انفعالي لأي فعل أو رد فعل منهم واعمل حسابك انك انت اللي غلطت من البداية لما رحت المكان اللي هي واقفة فيه ومراعتش ظروفك المختلفة عن أي حد وإنها عمرها ماجريت وراك ولا جرجرتك في الكلام معها بل بالعكس وعلشان كدة لازم تتحمل أي حاجة لأن البنت اتفضحت بسببنا يا أدم .
نفخ أدم بضيق من تحذيرات شقيقته ثم نطق بغيظ
_ هو إنتي كل شوية تفكريني اني السبب في اللي حصل واني بجري وراها وانها اتئذت بسببي ! مش كدة ياهند أنا أخوكي بردو وحاضر ياستي هتحمل أي رد زفت .
ربتت هند على ظهره قائلة
_معلش يا سيدي اتحملني شويه انا بعمل كده وبحذرك علشان تكون عامل حسابك لاي حاجه وتخرج من هناك وانت كاتب كتابها ونخلص بقى من القصه اللي بقى لها شهور تاعبة دي ومخلياك مش مركز في شغلك .
اما في منزل ماجدة وصلا خاليها وعمها الجالسين على جمر من الن ار وهي امامهم تبكي بكاء غزيرا من كلامهم الشديد فتحدث خالها مسعد
_ياما حذرتك من الكلية داي وقلت لك بلاش مش مناسبة لظروفك ولا ينفع انك تدخليها اصلا وقلت لك اختاري كليه تانية وانتي اللي صممتي
دلوك ايه اللي نابك من ورا النت والحوارات الفاضية داي غير الڤضيحة يا بت اختي واتفضحنا معاكي .
أما عمها الوحيد والذي لم ولن يسأل عنهم وكأنه لا يعرفهم فزوجته منعته من التواصل معهم خوفا عليه وغيرة من ماجدة تحدث بغلظة
_ خالك عنديه حق في كل اللي قاله ومن النهاردة تعملي حسابك ولا نت ولا موبايل هتشيليه في يدك ولا كلية من الاساس ولا في خروج من البيت لحد ما ياجي لك عدلك ده ان جالك اصلا .
هنا تحدثت مها وهي تحتضن شقيقتها أمامهم فوالدتها لم تقدر على التفوه وتضع عيناها أرضا وكأن ابنتها هي الجانية وليست المجني عليها ولكن مها لم تستطيع ان تصمت وردت عليه بغلظة مماثلة
_ معلش يعني ياعمي هو من مېتة وحضرتك مهتم بينا ولا باللي فينا علشان جاي دلوك تقول نعمل ايه ومنعملش ايه أنا أختي مغلطتش في حاجة واصل ومفيش حد هيقدر يقعدها من جامعتها ولا حد ليه حكم علينا غير أمنا بس هي اللي تعبت وربت واتحملت عشانا كتييير.
لم يعجب حديثها خالها مسعد فعاتبها رافضا حديثها
_ طيب عمك تقولي له كلامك ده يابتي أما أني مسبتهاش وطول عمري واقف جارها في تربيتكم ومفيش مشكلة ليكم إلا وكنت وياها كتف بكتف ومش منة ولا فضل عليها لااااا داي واجبي ناحيتها وناحيتكم .
أكدت مها على حديثه
_ كلامك صوح ياخال طول عمرك أب لينا وعمرك مافوتنا لحالنا بس حرام وظلم ليها ياخال لما تتحرم من جامعتها وهي فاضل ليها سنة وتخلصها وكماني انت مربيها على يدك ومتوكد إن العيبة متطلعش منيها وانها مثال الشرف والأخلاق .
وأثناء حديثهم استمعوا الى صوت الباب يعلن