رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
مربيها ومشفتش منها غير كل خير
ثم أكمل وهو ينظر لها برجاء
_ هي خلاص مشيت وبعد اللي انت عملتيه فيها مش هتاجي تاني اهنه يارحمة .
_ ياحنين يابو قلب طيب .. جملة ساخرة نطقتها رحمة باقتضاب وأكملت برأس يابس
_ طب انك تعمل للبت داي حظر من عندك دلوك حالا ومتاجيش اهنه تاني يا إما اني من طريق وانت من طريق تاني ياماهر وأني مصممة على اللي في دماغي يانا يا البت الملزقة داي .
_ الزمي حدودك في الكلام معايا يارحمة ومتنسيش نفسك شغل العند والته ديد دي مينفعش معاي اني خالص
وأكمل بنبرة مرعبة أخافتها قليلا
_ واعملي حسابك اني أني من طريق وانت من نفس الطريق وخلاص نفضها سيرة الموضوع اللي ملهش عازة دي انت شبه طردتيها ومش هتاجي اهنه تاني .
شبكت يدها وأبتسمت ساخرة
ثم نظرت له بإبتسامة ساخرة وأكملت
_ الحاجات داي عارفاها شفتها في الأفلام الابيض وأسود كتييير قبل اكده.
ض رب على المكتب بقبضة يده وبنبرة أرعبتها على صوته
ربعت ساعديها أمام صدرها وبنبرة حاسمة لاتقبل النقاش في قرارها
_ تعمل لها حظر دلوك وقبل ماتعمله تبعت لها رسالة تعرفها انك راجل خاطب دلوك ومينفعش انها تاجي لك تاني خالص
وهي لو عنديها د م وإحساس لما يتعمل لها الحظر مش هنشوف طلتها البهية داي تاني .
_ ياستي لو جت اهنه تاني ادخلي قبلها وخلاص شمس عندها اعتزاز بنفسها وكرامتها عنديها كبيرة قووي أني متأكد .
جزت على أسنانها پغضب جم وهدرت به فهي
الأخرى تغار بشدة وتلك الفتاة وضعها بالنسبة له حساس فهي أخت زوجته الأولى وكما أنها فتاة جميلة وبالرغم من أن جمالها لايقارن بجمال رحمة بضعة شئ الا انها رأتها جميلة الجميلات
وأكملت وهي تحذره
_ لو سمحت متنطقش اسمها على لسانك تاني ياماهر ولو سمحت أني بدأت أت خنق من الحوار دي ياتبعت لها الرسالة حالا وتعمل كيف ما أني رايدة يااما هفوت لك المكتب دي وهمشي من اهنه ومش هتشوف وشي تاني .
رد بنبرة حادة غاضبة وهو غير راض عن ما سيفعله ولكن هو لو كان مكانها ورأى ذاك المنظر لكان الجالس معها الآن في المشفى يعالج مما سيفعله به ذاك الماهر
ردت باقتضاب وهي تكره نعته لها بذاك اللقب
_ متقوليش يا أستاذة داي تاني لو سمحت انت عارف ان الكلمة دي بټعصبني .
نفخ بضيق من حالتها وخن اقهم اليوم بسبب ماحدث واتيان تلك الشمس فجأة ثم حاول مراعاة غيرتها كما تفعل هي وامتصاص ڠضبها وقام بإرسال رسالة إلى شمس كما قالت فهو لابد أن يفتح صفحة جديدة ويدثر الماضي الذي سيجلب له مشاكل كما أن شمس أصبحت فتاة جميلة
بجسد أنثوى وليست الطفلة التى كانت تجلس على قدميه ويلاعبها يوما من الأيام ولابد أن الأوضاع تصحح كل في مكانه فلا يصح إلا الصحيح وبعد أن أرسل تلك الرسالة وضعها في قائمة الحظر وكل ذلك أمام عينيها فتنهدت بارتياح ثم تركت له المكتب ولكنه لحقها قبل أن تخرج مرددا لها
_ على فين ياحلوة
نظرت ليده التي أمسكتها من رسغها وهتفت باندهاش من نظرته لها الغير مفهومة
_ هروح فين يعني ! خارجة رايحة مكتبي .
اقترب منها بطوله وهيئته الرجولية وهو ينظر داخل عينيها نظرة غير مفهومة جعلتها إبتلعت لعابها من هيئته المدمرة لإنوثتها نظر إليها وجدها تبتلع لعابها فابتسم بإنتشاء لهيئتها وتحدث متسائلا بنبرة رجولية وصوت متأثر من قربها
_ طلعت بتغيري غيرة عمياء يازوجتي المستقبلية بس تعرفي شكلك حلو قوووي وانت ثايرة عجبتيني قووي النهاردة يارحمتي .
إستجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة نفضت يده من عليها و ابتعدت وهي تردد بتأكيد
_ أه طبعا بغير وجدا كمان وهبقى ست معنديش إحساس لو مغيرتش ياماهر وأرجوك متختبرش غيرتي تاني علشان ممكن اعمل حاجات خارجة عن إرادتي وقتها .
حرك رأسه للأمام وهو يغمز لها بعينين عاشقتين بحركة اذابتها وأوقعتها ص ريعة غرام ذاك الرجل القوي ذو الهيئة الرجولية المفرطة وهو يتحدث بنفس نبرته الخشنة وبصوت مبحوح
_ خلاص ياحبيبي علم وينفذ بس اعملي حسابك الحاج سلطان خلاص كلها أسبوع وراجع هنتجوز علطول مش لسه هنستنى كتب كتاب وحوارات ملهاش لازمة
وأكمل وهو مازال مقتربا منها مما جعل مشاعرها ثارت داخلها من اقترابه لها ومحاصرته لأنفاسها ورائحته التي اخت رقت رئتيها
_ اني عايزك جنبي عايزك في حضڼ قلبي .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة من كلماته المهلكة لحصونها وصارت لاتقوى على الحراك وكأن قدمها غرزت في أرض مملوءة بالطين ولم تستطيع التحرك من أمامه
والقابع بين أضلعها على حافة هاوية الاڼهيار من كلماته التى ألقاها على مسامعها جعلتها ذابت واقتربت على الاختفاء داخل أحضانه كي تداري خجلها منه
ثم بللت شفتيها بتأثر وهتفت بنبرة شبه هامسة وهي تنهاه أن يتحدث معها بتلك الطريقة وعينيها نظرت أرضا من شدة خجلها
_ ارجوك ياماهر افتح الباب وسيبني أخرج وبلاش طريقتك داي في الكلام واحنا وحدينا .
باغتها بغمزة ووجهه مزين بابتسامة مه لكة لها ناطقا بمداعبة رجولية
_ ايه خاېفة على نفسك دلوك ياهيرو ولا خاېفة تسلمي من أول غمزة ونظرة
مازالت على خجلها تنظر أرضا من طريقته في الحديث معها ثم همست باسمه بنبرة رقيقة
_ ماهر
ردد بغرام
_ عيونه وقلبه .
بنفس رقتها نطقت برجاء
_ سيبني أخرج بقى .
رفع وجهها أمام عيناه ثم تحدث
_ عارفة احلى حاجة فيك ايه اكتشفتها النهاردة
غمغمت بصوتها دون أن تتحدث فأكمل هو
_ طلعت بتدوبي من أول نظرة طلعت خام يارحمتي ومحتاجة تدريب قاسې علشان تقدري بس تواجهي .
شعرت بتفكك أعصابها الآن وأنها ليست قادرة على مجابهته في معركة عشقه لها فهي إن نظرت في عينيه سترتمي في أحضانه ولن يصح ذلك وفضلت السكوت أمامه ثم أكمل وهو مازال على مشاغبته
_ انت عندك دين على فكرة ليا مسدتيهوش .
_دين ! دين ايه دي .. جملة استفاهمية نطقتها وهي ترفع عيناها في عينيه أخيرا وعقب هو والإبتسامة الهادئة تزين ثغره
_ عندك واحد كلمة بحبك ياماهر لحد دلوك منطقتيهاش يارحمتي وعندك كمان رسوم تخبية عنيكي عني دلوك وعندك كمان رسوم عطف وحنان لفاقد الحنان زيي وعندك كمان حبة زكاة مشاعر واني أولي بيهم
وأكمل بنفس مداعبته
أنهى كلامه وفتح الباب وما إن استمعت إلى صوت الباب حتى فرت هاربة من أمامه وجلست على مكتبها تلتقط أنفاسها التي حب ست في اقترابه منها وهي تستند برأسها على الكرسي ومغمضة العينين فكم كان ذاك الماهر بارعا في خ طف حواسها بالكامل لقد أرهقها بكل شئ في شخصه أهل كها برجولته الرزينة وملامحه الوسيمة ورقيه في الحديث معها فداخلها هى الأخرى أصبح متلهفا لاقترابه داخلها سعيدا بذاك الاختيار التي لم ولن ټندم عليه أبدا مهما طال الزمان .
في منزل مجدي كان الطبيب المختص بالعلاج الطبيعي جاء ليجري له جلسته الآن وتلك الجلسة تمكث أكثر من ساعتين فهو له طقوس خاصة مرهقة
في الخارج كانت مها تجلس مع أبنائها تحذرهم
_ دلوك أني هدخل مع الدكتور وهو بيعمل الجلسة لبابا خلو بالكم من حالكم ومتتشاقوش اقعدو اتفرجوا على الكرتون واني كل شوية هخرج أطل عليكم تمام ياحبايبي
حرك الطفلان رأسهم بطاعة ووجهم مزين بالابتسامة ثم دغدغت كلاهما بحنو اعتادت عليه معهما ثم احتضنتهم بشدة فهم أثمن أشيائها في الحياة بل وأثمن من روحها
ثم تركتهم ودلفت إلى الطبيب فهي تساعده في بعض الأشياء وتقف بجانب مجدي تحسه على الصبر حين يتوجع
أما في الخارج بعد مرور نصف ساعة مل الطفلين من التلفاز ثم اقترح زين ببراءة لأخيه
_ ايه رأيك ندخل نملى البانيو ماية سخنة وشاور ونعوم فيه لحد ما ماما تخلص
ابتسم الآخر بسعادة لذاك الاقتراح ولكنه قال بتردد
_ بس ماما مش بتحبنا نملى البانيو غير لما تكون معانا وممكن تتضايق وتعاقبنا لو عملنا حاجة من وراها .
شجعه زين وهو ينهى على خوفه
_ طب هنقعد حبة صغيرين لحد ما نسمع صوت باب الشقة والداكتور مروح وبعدين نقوم علطول ننشف جسمنا وبعدين ماما لما تلاقينا كويسين مش هتعاقبنا ماما طيبة وبتحبنا قوووي ومش
هتضربنا .
وبالفعل استجاب الطفلين لبعضهم ودلفا إلى الحمام وأغلقا الباب ورائهم ثم قامو بوضع السدادة وفتحوا صنبور المياه على الساخن وقاموا بوضع سائل الاستحمام الخاص بهم بغزارة وبعد قليل امتلأ البانيو ولكن مازال الصنبور مفتوحا وهبطوا بسعادة داخل المياه وكل منهم يشاغب الآخر بسعادة في أحب الأوقات إلي الأطفال اوقات الجلوس في المياه ولكن مع مرور الوقت امتلأ الحمام بالبخار والنوافذ مغلقة
مضى أكثر من ساعة على وضعهم ذاك في البانيو فخرجت والدتهم تطمئن عليهم وقد قاربت الجلسة على الانتهاء فلم تجدهم مكان ماتركتهم فنادت عليهم وهي تبحث في الغرف ولم تجدهم أيضا دلفت الي المطبخ ولم تعثر عليهم فذهبت إلى الحمام أخيرا وكل ذلك في غصون نصف دقيقة
فتحت الباب وشهقت من منظرهم وهم يغفون تحت المياه ولكنها ظنت أنهم يشاغبونها ثم هرولت بخطوتها وأخرجت كل منهما بيديها زين في اليمنى وزيدان في اليسرى وهي تردد لهم بقلب يخفق ړعبا مما استنتجته ولكنها لم تصدق حدسها
_ زين .. زيدان فتحوا عيونكم بقى وبلاش الهزار التقيل والبايخ دي .
لم يستجيبا الطفلان لندائها وأصبحت تناديهم بأسمائهم وقد نزعت السدادة كي تتصرف المياه ثم اخرجتهم من المغطس وسترت أجسامهم برداء الحمام الخاص لكليهما وكل ذلك وهي مازالت تنادي بأسمائهم وانقلب نداؤها الهادئ إلى صراخه شديد سمعه مجدي والطبيب فهرول الطبيب إليها وذهب لمكانها واڼصدم من المنظر الذي تقشعر له الأبدان فراق أغلى الأحباب
فتعد الحياة بمثابة حلم قد يكون جميلا أو حزينا ولكن في النهاية يوقظنا المۏت من هذا الحلم سواء طال أو قصر
لا بد لكل ابن آدم ان يستعد للم وت فهو موعد آت لا محالة فلا يمكن لأحد الفرار منه
فنحن عاجزين عن إدراك معنى الحياة فكيف لنا أن ندرك الأمور المتعلقة بالم وت
تعلق بالحياة الدنيا كما شئت ولكن اعلم جيدا أن الم وت هو النهاية الحتمية لكل حي فكل ملوك الكون قد