الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 41 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز

إليها 
_ له جاي آخد مرتي اللي مشفتهاش من يوم كتب كتابنا ولا خرجتها نخرجوا نشموا هوا مع بعضنا ينفع ولا له 
نظرت إلى يداه الممدودة لها وخجلت أن تمد يداها له وهم في الشارع وتلفتت يمينا ويسارا خوفا من أن يراها احدا وكأنها تفعل چريمة 
فعبس وجهه وتمتم بضيق مصطنع
_ وه هفضل مادد يدي كتير ولا ايه ياسكون أني جوزك على فكرة لو ناسية يعني .
مدت يداها ببطئ وسكنت يد عمرانها الذي ماإن لامست يداه يدها شعرت بمشاعر متضاربة داخل جسدها الصغير فقط من مجرد لمسة يد اما هو أحس بالقشعريرة كالكهرباء شعورا لم يزور جسده من سنوات 
شعرت بضغط يداه على يدها ولاحظت شروده فتحدثت وهي تتلفت يمينا ويسارا مرة أخرى
_ هنفضل واقفين في الشارع كتييير 
جذبها برفق من يداها وفتح باب سيارته وأدخلها برقة وأغلق الباب ثم ذهب الي الناحية الأخرى وصعد سيارته واغلق الباب ونوافذ السيارة بإحكام وأول شئ قام بفعله 
أمسك يداها وجذبهما ناحية شفتاه وقبلهما قبلة عاشقة أشعلت النيران داخل كليهما 
سحبت يدها من يداه بخجل وهي تردد بخفوت
_ مينفعش اكده ياعمران إحنا في العربية وكماني إحنا لسة في حكم المخطوبين .
لم يعجبه حركة سحب يداها وجذبها مرة أخري وأشبكها بين أصابع يداه بتملك وتحدث ملاما لها
_ أني جوزك ياسكون ومتشليش يدك من يدي خالص وبعدين أني ماصدقت حسيت بدفاهم .
قال كلمته الأخيرة ونظراته تحولت لحزن شعرت به سكون فسألته 
_ مالك ياعمران 
حاسة إنك شايل هم تقيل أووي فوق قلبك شاركني همك اني دلوك نصك التاني .
وكأنها بكلمتها تلك ضغطت على وجيعته وانطلق لسانه ينطق شكواه 
_ ابوي الحاج سلطان هيتجوز .
وضعت يدها تكتم شهقتها من أثر ماستمعت إليه وهي تردد بذهول
_ يتجوز على ماما الحاجة زينب !
ليه اكده ومن مين 
أجابها وهو يستند برأسه على كرسي القيادة 
_ من الملعۏنة وجد أرملة عمي قال ايه علشان صغيرة ومعاها أرضنا ومش عايزها تروح للغريب .
_ طيب وماما الحاجة كيفها لما سمعت الخبر المقندل ده 
نظر الى اللاشئ واصفا حالة والدته 
_ طلبت منيه الطلاق وهو تو ماسمعها قالت اكده عينك ما تشوف إلا النور ڠضب ملهش اخر وه ددنا انه هيعمل اللي في دماغه وإنه بيخبرنا بس ورأينا ملهش عازة نهائي 
واستطرد بحزن 
_ ومن وقتها وأمي حاب سة حالها في الأوضة ومبتكلمش حد ودموعها على خدها مبتنشفش 
قلبت عينيها بحزن على حالتها ورددت وهي تشفق عليها
_ ياعيني عليكي ياماما الحاجة بعد العمر ده كله جوزك يجيب لك ضرة ومن بتت قد بناتك 
واسترسلت بتساؤل 
_ طب هيسكنها فين ياعمران هيجيب لها بيت لحالها أكيد 
حرك رأسه مجيبها نافيا
_ لااا هيسكنها في البيت ويانا فضى لها أوضة وبقي يجهز فيها من عشية ولا هامه امي اللى راقدة في أوضتها وحالتها تصعب على الكافر داي حتى يامؤمنة مدخلش يطيب خاطرها بكلمة وكأن الملعۏنة داي لحست له عقله .
شردت سكون وهي تفكر في كلامه ولاحظ عمران شرودها فسألها بجبين مقطب 
_ مالك ياسكون رحتي فين إنتي مش معاى وأني بكلمك 
أنهى كلامه وهو يشير بيده أمام عيناها.
رأت يداه فهتفت 
_ ها كنت بتقول ايه 
_ لاااا إنتي مش معاى خالص ياداكتورة.. جملة حزينة نطقها عمران لعدم انتباه سكون معه وأعاد سؤاله مرة أخرى
_ رحتي فين وسرحتى لوين اكده 
تحمحمت وابتلعت أنفاسها بصعوبة وأردفت بنبرة متوترة وعيون زائغة 
_ هو يعني .. يعني إنت ممكن تتجوز علي في يوم من الأيام وتقول لي الظروف حكمت باكده 
فور أن سمع سؤالها ضحك بشدة واستمر ضحكه دقيقة كاملة نظرت إليه نظرة تعجب من حاله ونطقت باندهاش
_ وه هو سؤالي مضحك قد اكده ياسي عمران 
هدأ من نوبة ضحكه وتبدلت نظرات وجهه إلى اخرى عاشقة ثم اقترب بجلسته ووضع يداه على رقبتها وجذبها برفق حتى أسند جبهته بجبهتها وصار يتنفس أنفاسها مما جعلها متوترة بشدة من اقترابه لها 
حاولت التملص من يداه لكنه كان محكما يداه لها مانعا إياها من الهروب وفشلت محاولتها في الإفلات من يداه 
ثم تحدث بنبرة تقطر عشقا
_ هتجوز عليكي كيف وأني عاشق وعشقك وطني إنتي متعرفيش أني عانيت قد إيه علشان تبقي بين ايدي وحاسس بالإحساس الجميل ده في قربك ياحبييي 
متقلقيش عليكي وانتي بين ايدين عمران وطمني قلبك وحالك انك بين ايدين أمينة هطبطب عليكي وقت حزنك وهتدفيكي وقت تعبك .
بللت شفتاها بخجل من قربه وصاارت تستنشق أنفاسه المحببة إلى قلبها وكأنها أشهى العطور ثم تمتمت بهمس وعيون عاشقة
_ اوعدني ياعمران وعد العاشقين انك عمرك ماتعمل فيا اكده .
قبلها من جبهتها قبلة طويلة ناعمة دافئة وهتف بعشق 
_ أوعدك بعمري كله انك هتبقي أيامه ولياليه وحدك ياسكون 
أوعدك اني طول مانا عايش على وش الدنيا وفيا نفس إن قلبي مهيدقش لغيرك ياحبيبي 
طمني قلبك وخلي عندك ثقة في عمران ان لو الدنيا انتهت والقيامة قامت وحتى لو بقينا شيب والشعر الابيض غير ملامحنا ان مفيش غيرك ياحبييي عشق العمران .
أنهى كلماته وجذب شفتاها برفق ونال من شهدهما نال عمران عذرية قبلتها الأولى لرجل ذابت بين يداه ودخلت عالم العمران الذي دائما حلمت دخوله 
ظلا عدة دقائق حتى شعرت بأنها ستنقطع أنفاسها من هجوم عمران الضاري على قلبها المسكين ثم أبعدته عنها وتحدثت وهي تدلي أنظارها إلى قميصه المفتوح أعلاه والكلام خارجا من شفتيها بصعوبة لخجلها الشديد 
_ طيب ممكن انزل اركب عربيتي وأروح بقى علشان امي متقلقش علي .
داعب أرنبة أنفها وهو يجيبها
_ وداي تفوت عمران ولد الأصول اني اتصلت بيها وخدت الإذن منيها اني اخدك وأخرج نبص على عفشنا اكده علشان تختاري الأوضة بتاعتك اللي هتجمعنا كمان شهر بالتمام ياحبيبي.
أنهى كلماته بغمزة من عيناه وهو يشعر بالنشوة داخله تجاهها أدارت رأسها جانبا وهي تبتسم بخجل من تلميحاته التى وصلت إليها ثم أردفت 
_ تمام يالا بينا ياعريس علشان نلحق وقتنا ومنتأخرش.
قوس فمه بانزعاج مصطنع 
_ وه لحقتي زهقتي من قعدتنا ويا بعض ومستعجلة أوي اكده على فوتة عمران 
حركت رأسها برفض وعللت موقفها بقسمها 
_ له والله العظيم كل الحكاية علشان الحاجات داي بتاخد وقت مش اكتر .
ابتسم بحنو ثم قاد سيارته وانطلقا إلى محلات الموبيليا المشهورة في قنا وهم يقضون وقتا سعيدا في حب وغرام
جوار بعضهم
يجلس سلطان ووجد في حديقة منزلها يتحدث معها بسعادة وكأنه رجع ابن الثلاثين عاما
_ أديني اهه وفيت بوعدي معاكي علشان متقوليش سلطان مش قد كلمته وبدأت توضيب الأوضة ها جهزتي حالك ياعروسة ولا لسه 
اصطنعت الخجل وأجابته 
_ منحرمش منيك يابو عمران متقلقش اني جاهزة وقت ماتقول يالا نتمموا 
وتابعت كلماتها وهي تمتثل الحزن الشديد متسائلة 
_ بس أني خاېفة من رد فعل ولادك وأنهم أكيد مش هيقبلوا الموضوع بالسهولة داي وأكيد دلوك هيول عوا مني ومش طايقين سيرتي ولا حتى شكلي 
أشاح بيديه بإهمال وأجابها
_ لااا ميكونش في بالك الموضوع ده بكرة ياخدوا عليه والموضوع في أوله صعب لكن هيتعودوا وبعدين بكرة رحمة تتجوز وعمران اهه خلاص بيشطب شقته وفرحه قرب وهينشغل ويا عروسته ومش هتلاقي حد يضايقك .
انفرجت أساريرها ولكنها تمتمت بخفوت 
_ طب والحاجة زينب مجبتش سيرتها خالص 
أجابها بثقة
_ لاا زينب داي متشليش همها خالص كانك متوعيش لطيبة قلبها وسماحة وشها وعقلها اللي يوزن بلد 
هتزعل شوي وبعدين هتاخد على الوضع وخاصة لما تلاقيني بعدل بيناتكم ومش مقصر في حقها أه اني راجل بخاف الله ولا يمكن أظلم أبدا.
مطت شفتيها بسخرية وهي تدير وجهها للناحية الأخرى كي لا يراها ثم أعادت وجهها إليه وبدلت نظراتها الي أخرى خجلة لونتها في لمح البصر فهي حرباء لا تفرق عنها شيئا وأردفت 
_ طيب هو انت مش هتبلغ أهل البلد وتعمل ليلة اكده ولا هتتجوزني سكيتي 
أنهت كلماتها وامتثلت الحزن ولكنه رأى حزنها وطمأنها 
_ إزاي يعني مبلغش ومعملش ! داي على رأي سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا نكاح لاسفاح هعلن طبعا وهعمل حاجة على الضيق اكده وتبقي من باب الخير لأهل الله .
أنهى طمأنته واستند على عصاه وقام من مكانه منتويا المغادرة وهو يسألها 
_ معايزاش حاجة ابعتها لك ياعروسة 
زينت الابتسامة المصطنعة وجهها و أجابته
_ معايزاش حاجة غير سلامتك ياسلطاني .
اتسعت مقلتي سلطان من نعتها له وأردف 
_ وه سلطانك 
قامت من مكانها ووقفت أمامه واجابته بدلال وهي قاصدة سحب عقله وقلبه من البداية وان يكون طوع أمرها
_ وه أمال إيه ده انت سلطاني وتاج راسي مش هتبقي جوزي !
اتكى على الصبر وانت هتشوف مني دلع
عمرك ماشفته قبل اكده ولا هتشوفه غير على ايد وجد .
عبث بذقنه وأعجبه دلالها وغزلها له وهتف 
_ وه يا سلطان داي باين امك دعت لك دعوة زينة في ليلة قدر 
ثم تحرك من أمامها وهو يتحمحم 
_ اممم اني ههملك دلوك وهمشي علشان مينفعش قعدتنا تطول ويا بعض واحنا لسه مكتبناش وجهزي حالك كتابنا بعد يومين .
أودعته السلامة بنفس دلالها
_ مجهزة من دلوك ياسلطاني .
ابتسم لها ابتسامة رجل مسن فرحا بدلاله منها 
ومشي من أمامها 
أما هي فور أن غادر تبدلت نظراتها المصطنعة وأردفت بين حالها والغل يقطر من نبرة صوتها
_ واديني اهه هتجوز بوك قبليك ياعمران وهلاعبك انت ومرتك لعب على أصوله وهوريك كيف يكون مكر الحريم اللي قلبها انك سر والأيام بيناتنا وقابل بقى .
وظلت تجهز عديدا من السيناريوهات داخل عقلها وخاصة بعد أن أبلغتها الساحرة أن عمران أصبح محصنا بشدة ولم تقدر على آذاه وامتنعت عن التقرب منه خوفا على عشيرتها مما زاد الحقد والغل داخل قلب تلك الشيطانة.
في مكتب ماهر البنان يتفحص الملف الذي بيده وانزعج بشدة ثم ضغط زر الهاتف قائلا بحزم 
_ تعالي لي يا أنسة رحمة فورا .
دلفت إليه بخطى بطيئة وسألته بهدوء 
_ نعم يافندم تؤمر بحاجة 
أشار إليها بكف يداه أن تقترب واردف باستفسار
_ تعالي اقعدي اهنه اني عايز أعرف مالك بالظبط داي تالت ملف أطلبه منيكي النهاردة وتجيبي لي واحد غيره ممكن أعرف تركيزك النهاردة ماله تحت الصفر ليه 
إنتي عارفة كله إلا الإهمال في الشغل بيزهقني .
أحست بمدى حماقتها أنها أتت اليوم الى المكتب وبالها مشغول على والدتها فعرس أبيها اليوم وندمت على تركها لها ولكنها حالتها كمثل والدتها ولو جلست بجانبها لأبكتها أكثر ولأشعرتها بالحزن أضعافا ولم تقوى على التخفيف عنها فغادرت المنزل وتركت معها حبيبة وعمران 
ثم انسدلت دموعها اجبارا عنها حاولت كتمها لكنها فشلت رآها ماهر فعلى الفور تبدل شعوره من ماهر البنان المحامي الصارم إلى ماهر الإنسان وقام من مكانه وسألها مصطنعا بعضا من الجمود كي لا ترى لهفته عليها ودهشته لبكائها 
_ ايه مالك 
مسحت عبراتها
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 122 صفحات