الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 47 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز

باكية ودموعها غمرت وجهها بغزارة في لحظات 
مما جعل رحمة تأتي بجوارها وتأخذها بين أحضانها واردفت وهي توجه حديثها لأبيها
_ يابوي إنت مش مراعي حالة امي خالص الكلام في الموضوع دي ميبقاش في الوقت دي ولا في حالتها داي علشان خاطري يابوي سيبها تهدى شوي وبعدين ابقوا اتحدتوا في الموضوع مرة تانية.
خرجت زينب من أحضان ابنتها وهتفت برفض
_ لا مهيحصلش طول مالبت داي في بيتي مهقعدش وياك في أوضة واحدة ولا انام جارك على فرشة واحدة ياسلطان .
غ لى الد م في عروقه واقترب منها وأمسكها من يدها أمام أبنائها وهو يجذبها من على التخت ببعض الع نف وعمران ورحمة يحاولان فض الڼزاع بينهم ولكن يد الغاضب قوية ويد المړيض واهنة وهو يتمتم بكلمات غاضبة
_ الظاهر إني دلعتك كتير يازينب ودلعي ليكي خلاكي تقفي قصادي الند بالند وخلاكي تغ ضبي ربك وتخالفي أوامر جوزك ابو ولادك يالا قومي وياي على الأوضة بتاعتك ومتخرجيش منيها إلا بإذن مني .
حاول عمران نزع يداه برفق من يداها وهي تهلل بصرامة 
_ الله الوكيل يا سلطان ماهاجي وياك ولا هسمع كلامك إلا إذا طلقتها أو طلقتني اختار مابينا غير اكده مليكش حكم علي ولا صالح بيا .
لم يصدق ماسمعه من زينب الهادئة المطيعة ذات البسمة الحنونة تفوهت في وجهه بتلك الكلمات وهدر بها بنفاذ صبر
_ طيب حلفان على حلفانك يازينب طلاق مش هطلقك لا إنتي ولا هي واللي اني عايزه هو اللي هيكون ومش هحاسبك على خربطتك في الحديت دلوك وهراعي تعبك وانك لسه مش متقبلة الموضوع لكن عظيم بيمين ماهيحصل غير إللي اني عايزه .
بنفس ته جمه وبنفس طريقته اعتلى صوتها 
_ والله في سماه يا سلطان ماهتمس شعرة مني طول مالبت داي في داري .
لاحظ عمران أنه سينوى الته جم عليها وأن غضبه وصل عنان السماء فوقف بينهم وهو يمنعهم من الحديث
_ يابوي يا امي بلاه الحديت دلوك بالله عليكم حبيبة والدة ياامي وتعبانة واهه بټعيط ومش متحملة وإنت يابوي هي تعبانة دلوك ومدرياناش بتقول ايه من ۏجعها هملها شوي اكده لحد ماتهدى .
نفض سلطان جلبابه بغ ضب واستطاع تهدئة حاله وراعى غيرتها وۏجعها وانتوى الخروج لكنه وقف على أعتاب الغرفة عندما استمع كلماتها 
_ له مههداش ياعمران واللي في دماغي في دماغي خليه يستنى العمر كله جار مقصوفة الرقبة داي ويا يطلقها يا يطلقني .
جز سلطان على أسنانه بغ ضب ونظر إليها بعيناي يكسوها الج حيم وهدر بها قبل أن يغادر المكان 
_ يبقى على جث تك إن شاء الله يازينب .
ألقى جح يمه في وجههم وغادر المنزل بأكمله بحدة وتلك الوجد تقف على أعتاب الأدراج تبتسم بانتشاء لما استمعت إليه من ن ار اشتعلت بينهم وتلك الن ار نزلت بردا وسلاما على قلبها المړيض 
خرجت رحمة وراء أبيها كي تتحدث معه وتلومه وجدته قد غادر المكان فدارت بجسدها كي تصعد
غرفتها وتأخذ حماما كي يعيد لجسدها حيويته من جلوسها في المشفى ذاك اليومان الماضيان ثم رفعت انظارها وجدت تلك الوجد امام عيناها وعلى وجهها علامات السعادة بادية 
فاستغلت خروج والدها وانتوت على خڼاقها كي تبرد ن ار قلب والدتها الذي ح رق بسبب تلك المل عونة التى دلفت إلى حياتهم بكيدها الواضح من نظرات وجهها 
ثم تصنعت عدم رؤيتها وصعدت الأدراج وهي تمسك هاتفها في يدها وكأنها لم تدرى بها وعلى حين غرة خلعت حذائها وأمسكتها من ذراعها وبطاقة رهيبة تولدت في جسدها ض ربتها يمينا ويسارا 
والأخرى تحاول الإفلات من يدها بصعوبة لم تعرف فاشتد عويلها حتى اسمع من في المنزل 
خرج عمران على صړاخ تلك الوجد ونظر للأعلى وجد رحمة تعتليها وتض ربها على وجهها بالحذاء ضربات متتالية حتى تورمت وجنتاها 
صعد الأدراج بسرعة فائقة كي يفك الاشتباك بينهم رأته وجد بجانب عينيها فزادت من صړاخها وما إن وصل إليهم حتى يفصل بينهم 
أمسكت تلك الوجد إحدى يداه بقوة وهي تصطنع الاستنجاد به اما هو كان منشغلا بإبعاد أ خته عنها وهو يردد 
_ وه بعدي يدك عنيها يارحمة بعدي يدك بوكي لو جه دلوك هيخلي ليلتك طين بعدي يابت .
قامت رحمة من مكانها وهي تنظر إليها نفس نظرة الانتشاء التى رأتها من عينيها منذ قليل وهتفت 
_ أهو كل يوم من ده لحد ما تقولي يافكيك يابوز الاخص إنتي .
أما هي كانت تمسك يداي عمران وتصطنع البكاء 
_ ينفع اكده يا عمران اللي اختك عيملته فيا والله مايرضي ربنا واصل هو أني عميلت ايه يعني اني اتجوزت على سنة الله ورسوله.
هبت رحمة في وجهها وهي تحاول أن تصل إليها بيديها مرة أخرى
_ عميلتي كتيير ياللي عض يتي اليد اللي اتمدلك بالخير عارفة ياوش البوم إنتي ياناكرة الجميل يمين بالله إن شفت ابتسامتك الشامتة داي تاني واحنا بنتحدتوا ويا بعضينا ماهخلي فيكي حتة سليمة هخلي بوي يج بس لك يدك ورجلك مرة واحدة وبعد اكده هق طع لك لسانك ومهخلكيش تتهني في البيت دي يوم واحد.
ألقت تحذيراتها ثم ذهبت الى غرفتها صافعة الباب خلفها وأوصدته بالمفتاح ومن اليوم ستفعل ذلك ستغلق على غرفتها وهي في داخلها وهي في خارجها أيضا لأنها استشفت الأڈى من عيناى تلك الوجد فذكاؤها وصلها لذالك 
اما وجد اعتلى صوتها بالبكاء كي ترى تأثير عمران عليها ويرأف بها وفور أن رأت باب رحمة مغلق والمكان خلى عليهما ولم يبقى سواهم استغلت الفرصة وأمسكت يداه وقامت وقفت قبالته وهي تردد بعيناى عاشقة
_ اتوحشتك قووي ياقلب وجد وعمرها كله واللي مستعدة تتحمل الع ذاب ألوان علشان خاطر نظرة رضا واحدة بس من عنيك حتى لو كانت شفقة زي اللي أني شيفاها داي .
نزع يده من يداها بحدة وهدر بها بعيناي تشتعل ڠضبا
_ إنتي صنفك ايه يابت إنتي !
إنتي موعياش إنتي مين دلوك ! إنتي مرت ابوي اللي لمك يازبالة وعرفتي تضحكي على عقله وتتجوزيه ومفكرة حالك باللي إنتي عملتيه هتقربي مني عادي واني هسمح لك بإكده يارخيصة فوقي يابت وانسي اللي في دماغك يا إما هقول لأبوى على اللي إنتي عملتيه فيا وهخليه يق تلك بيده .
اقتربت منه ولامست أكتافه بحميمية وتحدثت بمشاعرها الفياضة التي اجتاحت جسدها فور أن اشتمت رائحته وصار بقربها 
_ قول مهما تقول واعمل اللي تعمله ماهبطلش احبك ولا هبطل أجرى وراك إنت كل املي ومنايا ياعمران ارجوك كفايه ع ذاب فيا .
نفض عمران يدها وأزاحها بحدة بعيدا عنه وهو ينظر الي أرجاء المكان خوفا من أن يراهم أحدا أو يسمعهم 
_ لاا ده انتي دماغك لسعت خالص وعايزة تروحي مستشفي المجانين 
أني راجل متجوز وبحب مرتي وانتي تبقي مرات ابوى هفضل اعيد وازيد في الموال الأخبر اللي مبيخلصش كل يوم دي ولا ايه 
وتابع تحذيره 
_ المرة الجاية هق طع لك لسانك بيدي لو مبعدتيش عني يالمامة إنتي .
انهى تحذيراته وبصق في وجهها كالحشرة ثم تركها وخرج من المكان بأكمله 
وأثناء مشيه في الحديقة استمع الى رنات هاتفه نظر إلى شاشته وجده محمد صديقه اجابه بضيق 
_ ايه يامحمد عايز ايه دلوك 
اڼصدم محمد من رده وهتف باستنكار
_ وه هو محمد كان نايم جارك وداس لك على طرف ولا ايه ياض انت !
مالك بترد من غير نفس اكده ليه 
لقد فاض كيل
ذاك العمران وطفح من تلك الشيطانة التي مغصت حياته واصبحت الآن في بيتهم ثم تحدث شارحا مايوجعه 
_ اني قلت ربنا بعد عني الشړ وخلاص عفيت من اللي كنت فيه بسبب بنت المركوب داي اجي الاقي بوي هيتجوزها في نفس اليوم وشكل ماشفت امي متحملتش جوازه منيها ودخلتها علينا البيت وقعت طبت من طولها 
وياريتها جت على قد اكده وخلاص داي بنت الجزمة بتعرض نفسها علي النهاردة وهي مرت ابوي وفي بيته !
__ وه وه وه ! بوك اتجوز وجد اللي كانت سحرالك وجابها ضرة لأمك ! .. جملة تعجبية نطقها محمد بنبرة مندهشة للغاية وأكمل مستنكرا
_ قول والله كلامك صحيح 
نفخ بضيق واجابه
_ متزهقنيش اكتر ماني زهقان والأدهى من اكده بتعرض نفسها علي النهاردة وهي مرت ابوي .
بهت وجه محمد مما سمعه ثم أدلى رأيه 
_ طيب ماتقول لأبوك على اللي عمليته فيك واللي إنت عانيته بسببها وانك روحت للشيخ صابر واتعالجت .
لم يستحسن رأيه معللا
_ مينفعش اروح أقول لأبوي مرتك بتحبني وسحرالي علشان متجوزش غيرها وبتعرض نفسها علي كيف الكلام اللي هتقوله ده يامحمد ! وهقوله كماني كانت سحرالي باني مبقاش راجل ! كبيرة على قووي داي ياصاحبي وهيفكر إني قلت اكده علشان رافض جوازه منيها وان العيبة عمرها ما طلعت من بقها ولا سمعنا عنيها حاجة شينة من يوم ۏفاة عمي فكلامي معاه لايسمن ولا يغني من جوع .
لوي فمه بقلة حيلة ثم تحدث
_ طيب هتعمل ايه في الورطة داي اللي معرفش اتحدفت عليكم من أنهي ناحية 
داي مش هتسيبكم في حالكم انت وسكون .
زه قت روحه من تلك المشاكل التي تحاوطه من كل اتجاه بسبب تلك الشيطان التي أوقعها الله في طريقه كي تكن سبب شقائه ولم تجعله يحظى بلحظات سعادته وردد بنبرة متعبة 
_ اني تعبت من التفكير في البت داي ومشاكلها اللي مالية بيها حياتي ودماغها اللي حطاني فيها ولا لعبها على ابوي وأنها تتجوزه في نفس اليوم اللي كنت هخليه يطردها فيه شفت تدابير القدر اللي خلت الهم محاوطني .
حزن محمد لأجله فلم يلبث أن يفرح بشفاه حتى اتت بض ربتها له وتزوجت من أبيه وأصبحت بمنزله يراها كل يوم 
ثم تحدث وهو يحاول التخفيف عنه
_ طيب متشيلش هم والشهر ده متقعدش في البيت كتير ولا تشوفها لحد ما تنقل بيتك اللي هتتجوز فيه إنت وسكون .
نفث سېجاره بغيظ وهتف 
_ بيت
مين يا صاحبي! إنت عايزني اسيب امي لوحدها مع العقربة داي !
داي مش بعيد تس مها ولا تم وتها ولا تجيب لها ش لل اني مهسيبش امي واصل لحد اخر نفس فيا .
رفع محمد حاجبيه باندهاش وهتف
_ وه كيف الكلام ده ياعمران هتتجوز سكون وتجيبها في المكان اللي موجودة فيه وجد !
هتسكن مرتك مع اللي عشقاك وسحرت لك علشان تاجي لها راكع وتسلم لها راية الطاعة !
إنت اكده بتحط الن ار جمب البنزين ياعمران وبدال مانت بتتعس حالك لوحدك هتتعسها معاك المسكينة داي .
ألقى حجارة في المياة التى أمامه بقوة من فرط غضبه وعلى صوته بحسرة
_ يعني اعمل ايه اسيب أمي وحدها لا يمكن 
وأبوي عمره ماهيسبها
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 122 صفحات