الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 51 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز

سيارته ثم تحرك للجهة المقابلة وفتح باب السيارة مرددا وهو يبسط يداه إليها وكأنه يعاملها معاملة الأميرات
_ وه إيه الدلع ده كلياته اللي من حظك ياسكون 
خلي بالك هاخد على اكده علشان متفكرش إنك تعمل الحاجات الحلوة داي في الاول بس 
لااااا ياسيادة العمران هتعودني على حاجة همسك فيها بيدي وسناني أنا قلت أهه اللهم بلغت .
ضحك عمران على كلماتها المحببة إلى قلبه مردفا بتأكيد
_يحق لك الدلع والدلال يا أميرتي الجميلة 
واسترسل حديثه وهو يشير بأصبعه تجاه عينيه 
_ من العين داي قبل داي ومن اهنه ورايح مش هتلاقي غير اكده .
سعد داخلها بشدة من طريقة عمرانها التي عشقته ولم ټندم يوما على وهبها قلبها له 
ثم مد يداه إليها حتى تحتضن كف يداها لكي يدلف كلتاهما إلى الداخل ولكنها تحمحمت بخجل وهي تنظر حولها 
_ أممم... ممكن أمشي جنبك علشان... بسسس ..
احتدم وجهه بغ ضب مصطنع ثم قال 
_ هاتي يدك ده احنا فرحنا كمان سبوعين ومتعمليش حساب للناس طالما بنغصبش رب الناس ياحبيبي.
تركت كل كلامه وتشبس عقلها ولسانها بل وكامل كيانها في كلمته الأخيرة ثم مدت يدها بابتسامة وهي تتقوى به ولم تخشى أحدا غير الله في وجوده قائلة 
_ أهو انت اللي مليون حبيبي يالا بقى ندخل علشان عايزة أطمن على
الحاجة وحبيبة .
سكن كف يداها الصغيرة داخل باطن يداه ثم تحركا بسعادة بادية على وجوههم رأتها من تقف بالأعلى وهي تنظر إليهم بغل نابع من عيناها وحدثت حالها وهي تجز على أسنانها وتربع يدها أمام صدرها وتهز قدمها لأسفل بغ ضب عارم 
_ وه اهدي ياوجد اهديييييي ولازم تتعلمي البرود علشان تعرفي تلعبي المباراة وتدخلي أجوان كمان اهدييييييي .
وظلت تنظر لأثرهم لحين دلفوا المنزل واختفوا من أمام ناظريها
دلفت الي غرفتها بخطوات تض رب الأرض غلا وحقدا وصارت تدور حول نفسها وهي تجز على أسنانها پغضب وانتوت أن عيناها تتبعهم خفية علها ترى شيئا تمسكه عليهم كي تشفى قلبها المړيض المملوء بالكره لسكون
أقبلت سكون على زينب وهي باسطة ذراعيها لها 
_ بسم الله تبارك الرحمن وشك ولا وش القمر ياماما الحاجة.
ثم احتضنتها بمحبة وكل منهما تربت على ظهر الأخرى ثم تحدثت زينب بحنو 
_ تسلمي لي يابتي ومنحرمش من دخلتك علي 
ثم تحركت ببطء كي تترك لها مساحة تجلس بجانبها وأكملت بحب 
_ تعالي يامرت الغالي اقعدي جاري اهنه والله اتوحشتك كتييييييير قووي ياداكتورة.
جلست بجانبها وامسكت يدها وربتت عليهما قائلة
_ والله من القلب للقلب ياماما الحاجة 
ثم تلفتت حولها كي تسأل عن حبيبة 
_ أمال فين حبيبة وفين ولادها عاد مش شايفاهم 
أجابتها زينب 
_ سألت عنك العافية يابتي 
حبيبة راحت الحمام وعيالها بوهم خدهم للداكتور علشان عنديهم الصفرا وهو مبيتحملش عليهم الهوا قلبه ضعيف .
أمائت سكون رأسها بتفهم ثم سألتها 
_ بتاخدي دواكي بانتظام ياحاجة
ثم أكملت وهي تنظر إلي عمران 
_ اوعى تكون مهمل الحاجة ومبتهتمش بيها ولا بدواها ياعمران ! مابتها الكبيرة نفسة ومهتقدرش على مراعيتها 
مط شفتيه بامتعاض مصطنع وهتف باستنكار
_ وه ياداكتورة ! أنى أهمل الحاجة زينب وأسيبها لحالها كيف اكده !
ثم أشار إلى والدته مستنجدا بها كي تدافع عنه
_ طب الحاجة قدامك أهي اتكلمي ياست الدار وعرفيها كيف عمران بيعاملك 
ضحكت زينب ضحكة خفيفة ثم نظرت لسكون وأجابتها
_ لا يابتي ورب الناس ما هملني واصل وواخد باله مني وبيهتم بيا على الاخر 
ثم نظرت إلى كلتاهما قائلة بتمني 
_ ربنا يتمم لكم على خير ياولدي ده اليوم اللي بحلم بيه من بقالي كتير ياعمران وأخيرا قرب ياحبيبي وهفرح بيك بس حازز في نفسي فراقك عني ياعمران .
قط عت كلماتها وشهقت پبكاء جعلهم انتفضوا واحتضناها وهم يرددون بدهشة 
_ مالك بس ياست الدار !
وسكون أردفت بنفس دهشته 
_ ليه بس دموعك الغالية داي ياماما الحاجة ايه حوصول !
ارتفعت شهقاتها وتحدثت من بينهن 
_ صعبان عليا انك مش هتبقى جاري ياعمران في أي وقت أقول أاااه ألقيك قدامي ياولدي إنت الوحيد اللي بستقوى بيك على الظالم بعد ربنا .
نفخ عمران بضيق ثم تحدث كي يطمئنها 
_ ومين قال إني هسيبك بس ياحاجة أني هفضل جارك ومش ههملك واصل ولا لحظة 
واستطرد بحزن
_ وبعدين مين قال انك هتتوجعي ياحاجة !
متقدريش البلا قبل وقوعه إنتي زينة أهه وكلها يومين وتفكي الرباط اللي على راسك وهتخرجي من حبستك داي وتقعدي برة تجهزي لعرس ولدك عمران اللي خلاص قرب أهه وبقى على الابواب .
انفرجت أساريرها وهتفت وهي تمسح دموعها
_ يعني انت ياولدي هتسكن ويانا اهنه في البيت ومش هتروح بيتك اللي بنيته لجوازك 
تحمحم كي يجيبها وهو ينظر في عيناي سكون فهو إلى الآن لم يبلغها بقراره ولكنها فهمت معنى نظراته وضغطت على عينيها بطمئنة له مما جعل باله استراح وهتف بتأكيد 
_ كنت مخليهالك مفاجأة ياحاجة ومن حسن حظنا ان بوي لسة مجدد الدور التالت ومخليه على سنجة عشرة يدوب ناقصة العزال بس ويبقي تمام .
سعد داخلها ثم نظرت إلى سكون كي تستشف رأيها ووجدت الابتسامة اعتلته ثم رددت وهي تربت على ظهرها
_ وناقصه العروسة كماني اللي هتزينه ياولدي .
أمائت لها سكون بخجل وهتفت بخفوت
_ تسلم لي ياماما الحاجة منحرمش منيكي ابدا.
ثم عادت حبيبة واستقبلتها سكون واطمئنت على جرحها وجلسوا يتسامرون بسعادة سكنت معالمهم وبعد مرور حوالي ساعة وجهت سكون حديثها إلى عمران قائلة وهي تنظر في ساعتها
_ مش يالا علشان توصلني ياعمران علشان متأخرش .
قام عمران ملبيا كلامها 
_ يالا ياداكتورة .
ودعتهم سكون بمحبة بعد أن سألت عن رحمة فعلمت أنها في عملها وعن سلطان وعلمت أنه في أرضه 
ثم خرجا سويا فتحدثت سكون بحماس 
_ أمال فين اسطبل الخيل بتاعك ياعمران نفسي أشوفه قووي قبل ما مشي 
سحبها من يدها وذهب بها إلى الاسطبل الصغير الموجود في حديقة منزلهم 
بعد أن دلفا داخل الاسطبل تبعتهم تلك العيون الخبيثة التي كانت تترصد خروجهم من باب المنزل بخطواتها الشيطانية المتهادية 
نظرت سكون إلى الاسطبل بعيناي يكسوها الانبهار من ترتيبه ونظامه ونظافته والى الخيل بفرحة وكأن ذاك المشهد تخيلته كثيرا هي وفارسها وفرسته يقفون في المكان الذي شهده خيالها كثيرا 
رأى عمران نظرة الحالمية نابعة من عيناها فوقف قبالتها وأمسك كلتا يداها قائلا
_ ياترى الجميل سرحان في ايه بقى وحبيبه قدامه 
ضغطت على يداه بسعادة وأجابته وعيناها تتلفت في المكان 
_ متتخيلش حلمت باللحظة داي قد إيه كنت دايما لما بتاجي على بالي وأفكر فيك أشوف صورتك وانت على فرسة وواقف تبص علي من بعيد وأنى عيني تاجي في عينك وأدورها الناحية التانية كأني خجلانة .
اقترب منها وهو يتلمس يداها برغبة وتسائل بدعابة
_ ياسلام طلعتي من المراهقات اللي بتحلم بالفارس اللي ياجى يخطف البطلة على حصانه ياداكتورة 
نزعت إحدى يداها من يده ولكزته بخفة على كتفه وأردفت بحزن ممزوج بدلال على دعابته 
_ مراهقات مين ! هو الحب الحقيقي في نظرك اسمه مراهقات 
ثبت يداها على كتفه وجذبها بخفة أمام عيناه
حتى التصقت في أحضانه وصارا كلتاهما يتنفس أنفاس الآخر ابتلع أنفاسه بصعوبة في قربها المهلك ثم تمتم بهمس 
_ حبيبي ياناس اللي بيحبني من زمان وكان مستنيني تعرفي أنى لازم
أروح أسقي الشجرة اللي اتخبطي في جزعها ماية ورد علشان خلت الورد كله يقع بين يدي وأعشقه وأدوب كماني .
لاحظت همسه المبحوح ونظرات الرغبة النابعة من عيناه وسخونة يداه بين يداها فحاولت الابتعاد عنه وهي تنطق اسمه بتوتر
_ عمران .
أجابها وعيناه تتفحصها بهيام 
_ عيونه وقلبه وروحه .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وهتفت
_ يالا روحنى أني اتأخرت .
ضغط على يداها بإصرار وهتف 
_ بذمتك تبقى حلوة في حق الصعيدي اللي مرته بين يده لأول مرة في الاسطبل بتاعه قدام خيوله ويهملها تمشي قبل مايمسي ويصبح .
اتسعت عيناه بذهول وحاولت الابتعاد عنه وهي تردد باستنكار
_ تمسي وتصبح ايه ! ياخراشي فوق ياعمران .
ضحك بصوت رجولي خشن على طريقتها وأعجبه منظرها المړتعب وهيئتها المندهشة فأراد أن يكمل مداعبته 
_ ياخراشي على أني !
إنتي ايه يابت إنتي فيكي ايه بالظبط 
اندهشت من كلامه وأومأت بعيناي يكسوها الغرابة 
_ ايه في ايه مالي يعني 
أمسك وجهها بين يداه
وهي تحاول الابتعاد عنه وأكمل 
_ فيكي سحر وجمال ودلال فيكي عيون تسحر العابد الزاهد في أي شئ اتعلمتيه فين السحر داي كلياته يابت قلبي .
وظل كلاهما ينظر إلى الآخر بتمنى ورغبة واشتياق وحدثتها عيناه
حبيبتي سكون أبشري لقد عشقتك پجنون وفي هواكي صرت مفتون فأنتي أصبحتي دوائي من الحرمان وفي دنياكي سكنت الجنان
اقتربي مني تدللي وتغنجي فأنا سأفرد لكي بساط غرامي كي ټقتحمي عالمي كالفرسان 
فانا مغرم لا أشبع ومن عيناكي لا أزهق ففي اقترابك نسيت الأحزان وفي دنياكي يريد أن يسكن العمران
كانت عيناي تلك الوجد تتابعهم پحقد وعندما وجدته اقترب منها بتلك الحميمية دلفت إليهم بوجه مكشوف وتحدثت وهي تربع ساعديها أمام صدرها بثبات أقنعت حالها به بأعجوبة 
_ وه الست الداكتورة بحالها اهنه في اسطبل الخيل بتاعنا والله منورنا .
ابتعدت سكون عن عمران بسرعة من خجلها عندما استمعت إلى صوت تلك الوجد ولكن عمران جذبها مرة أخرى بشدة كي لاتفلت من يداه ولكنها نظرت إليه بملامة على فعلته أمام تلك الواقفة تنظر لهم وعلامات الشړ تطاير من وجهها ولكنه لا يبالي 
أما تلك الوجد هتفت مرة أخرى 
_ وه ياداكتورة مهترديش السلام والترحاب بتاع وجد ولا ايه ده اني بردك في منزلة حماتك .
شبك عمران أصابع يداه في يد سكون بتملك أمام تلك البغيضة مجيبها قبل أن تنطق سكون 
_ كانك اتجنيتي في عقلك المخربط ده يابت إنتي !
ازاي تشبهي حالك بالحاجة زينب ست الدار وست الكل وستك إنتي كماني 
واسترسل بتحذير 
_ ويكون في معلومك ياوش الأذ ى والخ راب إنتي بعدي عن مرتي ملكيش صالح بيها واصل ومتوجيهيش ليها كلام نهائي وتشوفيها قاعدة في مكان متقعديش فيه فاهمة ولا البعيد مبيفهمش واصل .
جزت وجد على أسنانها پغضب واحمر وجهها من كسفه لها أمام سكون ثم رددت پحقد وهي تقترب منهم
_ انت بتقول لي أني الكلام داه ياعمران ! لاحظ إني مرت بوك واھانتك ليا إهانة ليه بالظبط 
ثم ربعت ساعديها أمام صدرها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بتحدي 
_ لو لسه مصمم على كلامك واھانتك داي نكلموا دلوك وياجي يشوف الموضوع ده ويجيب لي حق .
هنا تحدثت سكون ومنعتها وهي تشير بيدها برفض 
_ له خلاص متتصليش مش عايزين نعمل مشكلة من غير مشكلة وخلاص أني ماشية وعمران ميقصدش .
مطت شفتيها براحة لما استشفته من خوف تلك السكون من مجرد كلمات نطقت بها وهنا دونت في عقلها أول نقطة في شخصية عدوتها بل وأهم نقطة وقررت
50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 122 صفحات