الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة كاملة

انت في الصفحة 10 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


يحاول التحكم فى نبراته
ألو 
أجابه صوت توفيق الهادئ بدوره قائلا
إزيك يايحيي عامل إيه دلوقتى
زفر يحيي قائلا
بخير ياتوفيق خير
ظهر الإضطراب على صوت توفيق وهو يقول
انا انا عارف إنى بتصل فى وقت مش مناسب بس الحقيقة الحقيقة يعنى أنا كنت طلبت طلب كدة من مدام رحمة وهي قالتلى إنها هتفكر وأصلى يعنى أنا بكلمها كتير ومبتردش علية والحقيقة أنا لازم

أحدد موقفى عشان أعرف هعمل إيه لإن السفر إتحدد بعد أسبوع والموضوع مش هينفع يتأجل أكتر من كدة 
جز يحيي على أسنانه وهو يتظاهر بعدم
معرفته بالأمر قائلا
ممكن أعرف إيه الموضوع اللى مش
هينفع يتأجل ده
قال توفيق بإرتباك
الحقيقة مش هينفع لإنه موضوع خاص 
إلى هنا وكفى موضوع خاص بينك وبين رحمة فى أحلامك يافتى ليقول يحيي بهدوء يخالف ثورة مشاعره
عموما أنا هكلمها وأخليها ترد عليك 
قال توفيق بسعادة
شكرا شكرا بجد يايحيي أنا فى إنتظار مكالمتها سلام 
أغلق يحيي هاتفه بعصبية وكاد أن يكسره ولكنه تمالك أعصابه وهو ينهض ويتجه بخطوات غاضبة لحجرة رحمة ليفتحها پغضب ويقف متسمرا أمام ذلك المشهد يتأمل رحمة الواقفة أمام
المرآة تبدوا كما لو كانت خارجة توا من الحمام بذلك الشعر الندي الملتف حول وجهها ببراءة تنظر إليه بعينين متسعتين من الصدمة لتفيق من صډمتها وهي تقول پغضب
إنت إزاي تدخل علية بالشكل ده
أفاق من سحر مظهرها الرائع والذى يغرى قديسا ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا
بتقولى إيه 
كادت رحمة أن تبتسم لولا إحراج الموقف تدرك أنه ليس منيعا ضدها كما يحاول أن يبدو يقف هناك يبدو على ملامحه كل الإضطراب لتقول معيدة كلماتها ولكن بنبرة هادئة ذهب عنها الڠضب بقولك إزاي تدخل علية فجاة كدة من غير إستئذان
قال فى إرتباك
أصل يعنى أنا كنت هو 
لينفض إرتباكه وهو يقول بحزم
انا كنت جاي أقولك إن كتب كتابنا بكرة 
إتسعت عينيها پصدمة ليبتعد مغادرا كادت أن تناديه تعترض ولكنها تدرك فى قرارة نفسها أنها لن تود غيره زوجا ليس فقط من اجل هاشم ولكن من إكتشافها الأكيد فى الأيام الماضية أن قلبها مازال يعشقه وبقوة لذا آجلا ام عاجلا سيتم الزواج فلا يهم إن كان غدا او بعد الغد 
تنهدت وكادت أن ترتدي قميصها حين اقتحم يحيي حجرتها مجددا تنظر إليه پصدمة مجددا تتخيل ماذا كان ليحدث لو تأخر ثانية واحدة لتؤكد على نفسها بغلق بابها بالمفتاح حين تود ان تبدل ملابسها كادت أن تتحدث حين قال يحيي بنبرة تحذيرية
ممنوع تردى على توفيق وممنوع تكلميه خالص أقولك إعمليله بلوك مفهوم
لم يمنحها فرصة للرد وهو يغادر مجددا لتسرع رحمة وتغلق الباب خلفه بالمفتاح ثم تستند بظهرها إليه وهي تدرك فى حيرة أنه يغار عليها ترى هل يحمل حقا لها مشاعر فى قلبهمجرد تفكيرها هذا حمل إلى قلبها أملا وإلى شفتيها إبتسامة إبتسامة عشق
يتبع 
الفصل العاشر 
كان مراد يتمدد على الأريكة و شروق بجانبه وهم يشاهدون فيلما كلاسيكيا قديما نهايته حزينة ربما ولكن مما لا شك فيه أنهم يعشقانه سويا وهو فيلمدعاء الكروان ليرن هاتف مراد ويقطع إندماجهم فى الأحداث مد مراد يده وإلتقط هاتفه من على الطاولة ينظر إلى شاشته ليرى هوية المتصل ليعتدل فجأة فتنظر له شروق ثم يتجه إلى الحجرة ليتلقى المكالمة وسط حيرتها وهي تتساءل عن هوية المتصل فحين يكون معها يتجاهل كل الإتصالات وإن كانت بشرى نفسها المتصلة به أفاقت من أفكارها على صوت ټحطم شئ ما بالداخل لينتابها القلق وهي تسرع إلى الحجرة تدلفها لتجد الهاتف محطما على الأرض ومراد جالسا على السرير مطرقا برأسه لتسرع إليه تجلس أمامه على ركبتيها قائلة فى قلق يعصف بكيانها
مالك يامراد فيك إيه
نظر إليها مراد بعيون زائغة وهو يقول
يحيي يحيي هيتجوز رحمة النهاردة 
عقدت شروق حاجبيها قائلة
يحيي أخوك هيتجوز بالسرعة دى بعد مراته الله يرحمها 
تابع هذيانه قائلا
دى كانت وصية المرحومة إنه يتجوزها بعد ما ټموت أنا سمعت الكلام ده بودنى بس مصدقتش إنه هيعملها بجد 
إزدادت حيرة شروق لتقول
ولما هي وصية المرحومة إيه اللى مزعلك بس يامراد
صړخ پألم
اللى مزعلنى إنه هيتجوز رحمة من بين كل البنات اللى فى الدنيا مخترش غير رحمة يحبها ويتجوزها 
نهضت شروق ببطئ تنظر إليه بتوجس قائلة بصوت شابه القلق
وهي رحمة تفرق إيه عن كل البنات يامراد
إنتبه مراد من صډمته ومرارته على سؤال شروق ليقول بتوتر
م متفرقش طبعا زيها زي كل البنات بس يعنى كانت مرات أخويا هشام وإنتى عارفة كنت بحبه أد إيه ومكنتش يعنى أحب مراته تكون لحد غيره 
لم تشفى إجابته غليلها وبذرة الشك التى ذرعها فى قلبها لتقول بهدوء يخالف مشاعرها المضطربة والمستعرة بنيران الشك
الحد ده مش غريب ده أخوك الكبير يامراد وزي ما إنت قلت دى وصية مراته ليه قبل ما ټموت جايز شافت إنها مش هتآمن على جوزها وإبنها غير مع أختها 
قاطعها قائلا فى مرارة
بيحبها قلتلك بيحبها وهي بتحبه ده مش جواز مصلحة ده جواز حب 
تأكدت شكوكها تماما الآن لېتمزق قلبها بشدة تشعر بۏجع ېقتلها ببطئ لقد كانت تتعجب من عدم قدرة مراد على الوقوع بحبها رغم أنه لا يحب بشرى وبشرى لا تمنحه كل تلك المشاعر التى تمنحها إياه شروق تتساءل دوما من ذا الذى يقاوم سحر الحب والاهتمام من شخص دون ان يقع فى حبه إلا لو كان هذا الشخص مغرما بآخر بالفعل شعرت بآمالها ټنهار وبالكون يضيق من حولها ثم فجأة بلا شئ وكأنه الفراغ يلفها داخله تشعر حقا بالخواء الكامل لتقول بنبرة خالية من الحياة
وإيه اللى يزعلك لو كانوا بيحبوا بعض يامراد بالعكس المفروض تفرح لأخوك وتروح تقف جنبه أخوك اللى انت عارف ومتأكد إنه لو كان مكانك كان هيفرحلك من كل قلبه 
مست كلماتها قلبه وأشعرته بالذنب نعم فيحيي لو كان مكانه لفرح له من كل قلبه يحيي الذى أدرك
أنه أحب رحمة من زمن وأخفى هذا الحب ټعذب مثله كثيرا وربما أكثر وهو يدرك أن أخواته يحبونها مثله ورغم أنها تحبه بدورها إلا أنها لم
تكن أبدا من نصيبه أدرك مراد الآن أن قصة حبهما تعود للماضى فحب بمثل تلك القوة لم ينشأ منذ أيام وإذا عاد بذكرياته للماضى قليلا سيجد أن قصة حبهما كانت واضحة للجميع ولكن عشقه أعماه عنها ليتعجب مما حدث فى الماضى وقصة رحمة مع أخيه هشام ان كانت بالفعل أحبت يحيي ليشعر فجأة بالإرتياب وبأن ماضيهم به شئ خاطئ لابد وأن يدركه 
أفاق من أفكاره على صوت شروق البارد والذى
لم ينتبه لبرودته وهي تقول
قوم يامراد قوم جهز نفسك وروح أقف جنب
أخوك فى يوم زي ده ومتنساش إن الحب والجواز قدر قسمة ونصيب ملناش دخل فيها قوم يامراد قوم 
نظر مراد إليها ورغم المرارة فى قلبه إلا أنه وجد أن لديها الحق فى كلماتها يجب أن يكون بجوار أخيه فى يوم كهذا كما وقف بجوار هشام من قبل وليذهب عشقه الذى يؤذيه دائما إلى الچحيم يجب أن يوأده تلك المرة فى قلبه للأبد حتى وإن كان بوأده سيقتل كل مشاعره ويوأدها بدورها لينهض بإنكسار ويتجه إلى الحمام تتابعه عينا شروق التى ما إن أغلق عليه باب الحمام حتى تركت لدموعها العنان تبكى عشقها الذى أدركت لأول مرة منذ أن شعرت به أنه عشق يائس بلا أمل 
قال مجدى فى حدة
أيوة ياست بشرى فيكى الخير والله لسة فاكرة تكلمينى
قالت بشرى
إهدى بس يامجدى كنت هعمل إيه يعنى وهكلمك إزاي والعيلة دايما حوالية أنا اول ما عرفت أتهرب كلمتك علطول 
زفر مجدى قائلا
وحشتينى أوى أوى إزاي بس هنت عليكى تسيبينى كل ده
إبتسمت بشرى قائلة
كل ده إيه بسده كل الموضوع ٣ أيام 
قال مجدى بشوق وصورتها تتمثل أمامه
ال ٣ أيام دول عدوا علية كأنهم ٣ سنين إنتى مش عارفة بحبك أد إيه
قالت بشرى 
لأ مش عارفة بس أحب أعرف طبعا 
تنهد مجدى قائلا
تعالى بس وإنتى تعرفى 
مطت بشرى شفتيها قائلة
الظاهر إنى فعلا هرجع يامجدى 
قال مجدى بلهفة
بجد بجد يابشرى هترجعى لقيتى الحل
زفرت بشرى قائلة
لأ ملقتش حاجة وشكلى مش هلاقى أي حل طول ما أنا هنا والوضع بقى يخنق انا هرجع مصر وأفكر هناك براحتى وبعدين سايبة العقربة دى مع مراد ويحيي وخاېفة تأثر على حد فيهم غالبا هسافر النهاردة المغرب 
قال مجدى وعيونه تلمع
هستناكى ياحبيبتى هستناكى 
قالت بشرى بهدوء
مش هينفع نشوف بعض النهاردة يامجدى أنا هروح البيت وبكرة هشوفك أكيد 
قال مجدى بإحباط
تمام يابشرى تمام هستناكى بكرة 
أغلقت بشرى هاتفها ثم وضعته فى جيبها وهي تقول
والله فيك الخير يامجدى وحشتك وبتطمن علية مش زي جوزى اللى معبرنيش ولو حتى بتليفون صغير وكأنه ما صدق 
لتلتفت تنوى العودة إلى منزل الحاج صالح والإستعداد للسفر حين فوجئت بلبنى إبنة حامد الإبن الأكبر للحاج صالح ذات التسع سنوات وهي ترمقها بحدة لتشعر بشرى بتوقف دقات قلبها وهي تتساءل هل إستمعت تلك الشقية إلى حديثها لتعود وتنفض صډمتها وهي تطمئن نفسها بأن تلك الصغيرة لن تفهم شيئا وإن فهمت فبإستطاعة بشرى التملص من أي شئ لترمقها بشرى بدورها بحدة قبل ان تتجه للمنزل تحمد ربها على عدم إنجابها الأطفال حتى لا ترزق بمثل هؤلاء الأشقياء أبدا فهي لا تستطيع أن تتحملهم مطلقا 
تأملت رحمة نفسها فى المرآة فى هذا الفستان الأسود الأنيق والذى وجدته بين ملابسها بدت جميلة رغم قتامة لون الفستان وذلك الحزن الذى يغلف ملامحها فلم يمضى سوى أسبوعا واحدا على ۏفاة أختها ومازال الحزن عليها مشټعلا فى قلبها أمسكت تلك الصورة الموضوعة على التسريحة محدثة صاحبتها فى عتاب وحنين
ليه بس عملتى فينا كدة ياراوية كانت حكايتنا خلصت خلاص ليه جددتيهاوالمصېبة إن الحكاية معقدة أوى لا هو فكرته عنى ممكن أصلحها و لا أنا هقدر أسامحه على اللى عمله زمان 
لتتنهد مستطردة
ربنا يرحمك ياراوية ويسامحك 
تركت الصورة ونظرت إلى عيونها المغروقة بالدموع فإلى جانب حزنها على فراق أختها هناك ذلك القلق المسيطر على كيانها والخۏف من زواجها وإرتباطها بحبيب قلبها وخائڼه الوحيد ترى كيف ستستطيع العيش معه دون أن ټخونها مشاعرها تجاهه كيف ستستطيع السيطرة عليها كيف بحق السماء ستقاوم ضعفها تجاههوكيف ستحتفظ بسر أختها بعيدا فى عمق قلبها السحيقربما بتذكير نفسها بتخليه عنها بالماضى وتصديقه السوء عن أخلاقها ومشاعرها نعم بهذا فقط ستستطيع الصمود كلما وجدت نفسها تضعف ستذكرها بما حدث منه بالماضى فقط عليها الإنتباه لخطواتها وحسب ليظهر التصميم على وجهها وهي تلقى نظرة أخيرة على نفسها تمسك منديلها وتمسح به برفق دموعها دون أن تفسد زينتها قبل أن
تغادر الحجرة إلى حيث إجتمع الجميع لعقد القران 
كان يحيي يقف إلى جوار مراد يشعر بالتوتر ينتظر نزول رحمة
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 32 صفحات