الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 104 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


مجرد بشړ يا سيف مش ملاك 
ابتسم سيف ابتسامة أمل وأجاب وهو يحتوي يديها الصغيرتين بين راحتيه الضخمتين
وأنا متأكد إنك هتسامحيني عارفة ليه أجاب تساؤلها بابتسامة حنان
علشان زي ما قلتي أنا توبت توبة نصوحة ونفذت شروطها وأنا متأكد إن ربنا هيمن علي بفضله وهيحفظ لي مراتي وبناتي لأني كنت مخلص وصادق في توبتي وربنا شاهد عليا وكفاية عليا أوي دلوقتي انك واثقة في توبتي وأنا متأكد أنك هترجعي منايا اللي حبيتها واتجوزتها بس ليا طلب عندك يا ريت تسيبي الباب موارب ما تقفلهوش ما تخلينيش أحس باليأس وعلشان تبقي عارفة عمر يأسي ما هيخليني أبعد لكن أنا اشتقت لك اوي ووحشتني أيامنا الحلوة ممكن توعديني أنك تديني فرصة وتدي لنفسك فرصة وما تقفليش الباب في وشي 

نظرت اليه منة وأجابت وهى تسحب يديها من قبضته
سيبها بظروفها يا سيف اديني فرصة أنا كمان أني أتخلص من الڠضب اللي جوايا محدش عارف بكرة فيه إيه 
ابتسم سيف ومال عليها مقبلا جبينها بعمق وهو يقول
وأنا مش هطمع في أكتر من كدا ياللا علشان تنامي تصبحي على خير 
ابتعدت منة عنه وذهبت الى الخزانة متناولة منامتها واتجهت الى الحمام لتغتسل وتبدل ثيابها واتجه هو الى الحمام الخارجي للاغتسال وتغيير ثيابه وعندما عاد ثانية كانت منة تغط في نوم عميق وابتسامة ترتسم على شفتيها جعلته يبتسم بدوره هو الآخر واتجه اليها بخفة ليميل فوقها مساويا الغطاء عليها مقبلا وجنتها برقة هامسا في أذنيها بحب
تصبحي على خير يا منايا 
واتجه الى الاريكة حيث فرش منامته ورقد على جانبه المواجه لمنة وابتسم قبل أن يغلق عينيه مستسلما لنوم عميق لم ينله منذ أن هجرته منة ولكن لم يعلم سيف أن هذه الابتسامة التي زينت وجهه لن تدم سوى ساعات الليل فقط لتنقلب الى تجهم وڠضب أسود يعتلي وجهه في الصباح الباكر ما إن يفتح عينيه 
الحلقة السادسة عشرج
استيقظ سيف في الصباح الباكر وهو يشعر براحة عميقة لم يحس بها منذ فترة طويلة حانت منه التفاتة الى الفراش ليجد أنه خال ومرتب قطب بحيرة ثم قام لينظر الى ساعة يده الموضوعه جانبا فتطالعه عقارب الساعة التي تشير الى العاشرة صباحا تعجب من نفسه فهو لم يسبق له وأن نام كل هذا الوقت ولكن لا بد أن مصارحته مع منة الليلة السابقة هي السبب فلقد نام مليء جفنيه كما لم يحدث معه منذ هز رأسه يمينا ويسارا بقوة نافضا عنه هذه الافكار فلقد عاهد منة أنه لن يعود الى ذكر ما حدث ثانية توجه الى الحمام ليغتسل ويبدل ثيابه 
أنهى سيف تجهيز نفسه وأثناء تمشيطه لخصلات شعره الناعمة بينما خصلته المتمردة لا تزال تقبع فوق جبهته بغرور وكأنه لا سبيل لإعادتها بجوار رفيقاتها من سائر الخصلات إذ به يسمع صوت ضحكات عالية قادمة من الحديقة بالاسفل ابتسم وتوجه الى النافذة التي تطل على حديقة المنزل وقد ميز صوت ابنتيه الضاحك اقترب من النافذة ليطالع ابنتيه وهما تركضان وتلهوان بينما تتعالى ضحكاتهما وافترشت ابتسامة حانية وجهه ولكن لتغيب هذه الابتسامة تماما وتتبدل الى تكشيرة عابسة ما إن طالع الشخص الذي يلاعبهما والذي لم
يكن سوى نادر شتم من بين أسنانه وتوجه بخطوات سريعة مندفعة الى الخارج ليرى ما الذي يريده ذاك النادر تماما منه من الواضح أن اهتمامه لا يقتصر على منة وحدها بل لقد إمتد الى ابنتيه أيضا وكأنه أخذ على عاتقه أن يسلبه عائلته كلها زوجته وطفلتاه إذن فقد آن الأوان لهذا النادر أن يعيد حساباته جيدا فليس سيف من لا يدافع عن أثمن ما في حياته بل إنهم هم حياته بأكملها 
هبط ظل فوق منة الجالسة تراقب بنتيها تلاعبان نادر بحبور بينما تعمل هي على حاسوبها الشخصي محاولة قدر الامكان الانتهاء من العمل على وضع التصميم الخاص بديكور مكتب نادر كان يجالسها احمد وايناس اللذان استأذنا منذ دقائق وذهبا لمهاتفة والدي ايناس بينما ذهبت زينب مع أمها لتتجول بها في أنحاء قصرهم الضخم ورافق أباها عمها عبدالهادي في جولته المعتادة على الأراضي الخاصة بالعائلة للوقوف على سير العمل 
رفعت منة عينيها مظللة لهما براحتها لتبتسم مرحبة بصاحب الظل الطويل قائلة
أهلا صباح الخير ناموسيتك كحلي كل دا نوم 
صباح الخير يا عيون بابا 
قالت هنا بابتسامة
ثباح الخيل يا بابا أنا كنت عاوذة أثحيك بث ماما قالت لا 
لتكمل فرح وهى تضع يدها الصغيرة على وجهه لتديره ناحيتها
انت وحثتنا اوي اوي يا بابا وكنا عاوذين نلعب معاك 
سيف بابتسامة
وانتو كمان وحشتوني اوي حبايبي بعد كدا عاوزين تصحوني في أي وقت ادخلوا صحوني على طول تابع وهو يرمق منة بنظرات متحدية استغربت لها
محدش هيقدر يمنعكم عني مش انا بابا اللي بتحبوه 
سارع البنتان بالهمهمة ايجابا بينما علقت منة بحيرة
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 117 صفحات