رواية بقلم منى لطفي
نظر سيف الى منة بنظرات هائمة وقال بصوت به بحة خفيفة من فرط سعادته
مبروك يا منايا ما تتصوريش انا فرحان قد ايه
أجابت منة وقد تخضب وجهها باللون الأحمر الشديد وهى تشيح ببصرها جانبا
الله يبارك فيك قطب سيف بحزن مصطنع وقال
يا إيه مش معقولة يا منة لغاية دلوقتي ما سمعتش اسمي منك لوحده كدا انت بئيتي خطيبتي فهمي نظمي رسمي وقريب أووي هتبقى مراتي ولسه مش بتكلميني الا رسمي
صحيح كويس انك فكرتني احنا مش اتفقنا ان فترة الخطوبة دي تعارف ولو حسينا اننا مش متفقين يبقى نبعد في هدوء أقدر افهم ليه موضوع كتب الكتاب اللي انت فاجئتني بيه دا
كاد سيف أن يعض على أسنانه غيظا وقال بصوت حاول اخراجه هادئا بصعوبة ونجح الى حد ما وإن كان حمل بعضا من غضبه المكتوم
انا مش فاهم ايه اللي مضايقك كتب الكتاب دا علشان تبقى خطوبتنا شرعية ما نحسش بأي احراج واحنا بنتكلم علشان نقدر نقرب من بعض من غير خوف وخجل وبعدين انت بنفسك سمعت بابا وهو بيقول ان سميحة اختي سبق واتكتب كتابها وما حصلش نصيب وفكت وهى دلوقتي متجوزة وعندها طفلين وبعدين كتب الكتاب دا هو الخطوبة الشرعية غير كدا أنا معرفوش ومش مؤمن بيه
معلهش يا سيف أرجوك ما تزعلش مني كل الحكاية انى اټخضيت لما لاقيت الكلام على كتب كتابنا وانا ماكنش عندي فكرة خالص ان باباك هيفتح الموضوع دا مع بابا وانت ما قولتليش
ياااااه ما كنتش أعرف ان اسمي حلو أوي كدا أسدلت منة جفنيها خجلا وكادت أن تتوارى من شدة الحياء فيما تابع سيف بوله زائد
اول مرة أحب اسمي بالشكل دا ثم استدؤك مجيبا على
الشق الثاني من كلامها
وبعدين ماجاتش فرصة اقولك على موضوع كتب الكتاب لأني مالقيتش تعارض بينه وبين الخطوبة المهم دلوقتي ايه رأيك عاوز كتب الكتاب يكون في اقرب وقت
ايه في اقرب وقت انت مش شايف انك مستعجل اووي نظر اليها سيف برجاء واجاب
لو عليا عاوزة بكرة لا انهرده وعموما دا كتب كتاب بس ولو انى نفسي يبقى كتب كتاب وفرح مع بعض
فتحت منة عينيها على وسعهما وقالت بانشداه
كتب كتاب وفرح مع بعض انت داخل على طمع كدا شوية شوية هلاقيك بتقولي يبقى بكرة
حلوة حكاية طمع دي ومالو لما أكون طماع في حقي
قطبت منة بحيرة وتساءلت بابتسامة خفيفة تعتلي محياها الجميل
أيوة يا منايا إنت حقي لم تجد منة جوابا مناسبا للرد عليه وارتبكت فآثرت السكوت وشكرت الله في سرها عندما تقدم منهما شقيقها يمازحهما بأنه قد طال هذا الهمس الجانبي وآن الأوان لينزل كلا من الملك والملكة من فوق عرشهما وينخرطا مع باقي الرعية
عادت منة من رحلة ذكرياتها لهذا اليوم وهى تتحسس بابهامها خاتم سيف أيقظها من شرودها صوت هاتفها المحمول فحانت منها نظرة اليه لترتسم ابتسامة واسعه على وجهها الوضاء ما أن طالعها اسم المتصل فتحت عليه واجابت بهمس العصافير
السلام عليكم فأجابها سيف بصوت حنون
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نمت هزت منة رأسها رفضا ثم انتبهت لعدم استطاعته رؤيتها فأجابت بخفوت
لأ لسه ثم سكتت و صمت لم تعلم منة ماذا تقول وانتظرته ليبدأ الكلام طال سكوته فأعتقدت أن النوم قد غلبه فنادته همسا
إنت نمت سمعت صوت أنفاسا عميقا حتى كادت تقسم أنها شعرت بسخونة أنفاسه اللاهبة بينما يقول في صوت هامس دغدغ أوصالها
لا يا منايا ما نمتش بس صوت نفسك خلاني مش قادر أتكلم
لم تعلم منة بما تجيبه وارتبكت وقالت في دهشة حائرة
صوت نفسي ثم ضحكت ضحكة رقيقة وتابعت
هو النفس ليه صوت اجاب سيف بيقين تام
أكيد يعني مثلا كنت حاسس بصوته دلوقتي زي ما يكون بيهمس لوداني كفاية أنى أقعد أسمعه كدا وأسرح معاه ابتسمت منة وقالت بخفر
واضح انك مش مهندس شاطر وبس لا وشاعر شاطر كمان
ابتسم سيف وأجابها بهمس محبب
انت اللي خلتيني شاعر من يوم ما شوفتك وحاجات كتير أوي اتغيرت فيا ها مش هتكلميني شوية انا اللي عمال أتكلم همست منة
ما