الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 5 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


ويكسروا مجاديفك لو كل مرة هتعملي كدا يبقى احسن لك تعتزلي من قبل ما تبتدي زي ما بيقولوا 
منة في محاولة للتماسك وبنبرة خرجت قوية ونظرة واثقة لمعت في بركتي العسل في عينيها
لا من الناحية دي اطمني يا ايناس مش منة اللي تخاف ولا تتعقد وتبعد انا بس مش بحب النقد الهدام أنا مش غبية وبعرف أميز كويس أوي من اللي عاوز ينصحني بجد او اللي عاوز يحبطني 

همت سحر بالكلام عندما صدح صوت سيف من امام غرفة مكتبهن مقاطعا نقاشهما الدائر بنبرة جدية صارمة لا تقبل النقاش
منة عاوزك في مكتبي ثم استدار مغادرا قاطعا عليها أي محاولة للرفض 
راقبته منة الى ان اختفى تماما وهى تخبط بقدمها الأرض في اشارة الى مدى سخطها اقتربت منها ايناس وقالت مهادنة
منون حبيبتي مهما كان سيف يبقى المدير بتاعك ومهما اختلفت معاه او اتضايقت من كلامه لازم تبيني انك فاهمه يعني ايه رئيس ومرؤوس روحي له دلوقتي وشوفي هو عاوزك ليه وعلشان خاطري اهدي خالص وفكري كويس اوي قبل ما تتكلمي ممكن 
نظرت منة الى ايناس وقد برقت عيناها بالعزم والتصميم قائلة
ما تخافيش يا ايناس صاحبتك مش غبية عن اذنكم 
وانصرفت مغادرة حيث ينتظرها هذا المتحذلق المغرور والذي عزمت على ايقافه عند حده 
طرقت منة الباب فسمعت اذنه بالدخول بصوته القوي الرخيم جذبت نفسا عميقا وشدت قامتها ودخلت الى عرين الأسد بقدميها 
تقدمت منة بخطوات واثقة فرفع سيف رأسه من فوق الاوراق التي كان يطالعها ثم أشار اليها بمهنية للجلوس جلست منة ونظرت اليه في انتظار سماع ما سيقوله 
امسك سيف بقلم مذهب وتلاعب به بين اصابعه الطويلة الضخمة ونظر اليها من بين رموشه الكثيفة والتي استغربت منة لها اول ما رأتها فكأنها رموشا اصطناعية تحدث سيف بنبرة رخيمة قائلا
انا حابب أوضح لك شوية نقاط واضح انه احمد ما لفتش نظرك ليها خصوصا وانك لسه متخرجة جديد ودي اول مرة تشتغلي فيها انتظر لسماع ردها ولكنها واصلت النظر الى نقطة وهمية امامها وتعبير جدي يرتسم على ملامحها الفاتنة تابع سيف حديثه بجدية
لما الشغل اللي انت بتعمليه رئيسك يلفت نظرك لحاجات فيه ما ينفعش تزعلي وتبوزى وتاخديه بمحمل شخصي دا شغل وفي الأول والآخر مصلحة الشغل هي اللي بتهمنا كلنا 
نظرت اليه منة وقد كټفت ذراعيها وقالت بنظرة جامدة ونبرة صوت باردة
اولا انا رئيسي عجبه الشغل جدا ثانيا انا عارفة كويس انه مش لازم شغلي يكون بيرفكت خصوصا وانا زي ما انت قلت بنفسك انى لسه جديدة ثم اعتدلت ناظرة اليه متابعة بقوة وثقة جعلت لمحة اعجاب خاطفة تمرق بين فحم عينيه ولكنها سرعان ما غابت تاركة نظرة يشوبها الغموض بينما لم تنتبه هي الى ما شاب نظراته من غموض واستمرت متابعة باندفاع تلقائي شابته بعض السخرية الطفيفة
وبعدين تسمح لي أسألك سؤال وبدون ان تنتظر اجابته قالت
هو حضرتك متعود ترفع معنويات اللي بيشتغل معاك بالشكل دا اسمح لي لأنه لو كدا انا متأكده انه كله هيجري بالمشوار من عندك ولو دا مفهومك لرفع المعنويات يا ريتك تعفيني من الشرف دا واذا حصل واضطريت اوي للرفع فيا ريت تنزل من معنويات اللي معاك يمكن ساعتها تجيب نتيجة أفضل 
لم يستطع سيف تمالك نفسه وانطلقت ضحكة رجولية عميقة راميا برأسه الى الوراء بينما لا تدري منة ما هذه الدغدغة التي شعرت بها كتيار كهربائي يمر بها من أخمص قدميها وحتى منابت شعرها نفضت هذا الاحساس العجيب الذي خامرها وحاولت تمالك نفسها وهى تتحدث في سرها انه لا بد من منع ضحكته هذه بل وتجريمها قانونيا لما قد تتسبب فيه من سكتات قلبية مفاجئة هدأت ضحكات سيف ثم نظر اليها مليا قبل ان يتحدث بابتسامة خفيفة
اللاه انت دمك خفيف أهو اومال على طول ليه شايفك مبوزة لدرجة انى حاسيت انى مع أبلة كشړ 
قطبت منة قائلة باستهجان
أفندم أبلة مين كشړ واصلت باندفاع غير آبهة بمحاولاته مقاطعتها
عموما حضرتك شكلك كدا بتطفشني ومش عاوزني أشتغل معكم هنا وشكلك
عاوزها تيجي مني لأنك مكسوف من احمد أخويا هزت كتفيها بلامبالاة وقامت من مكانها واقفة امامه متابعة ببرود
عموما انا كنت أفضل انك ترفض شغلي معاكم هنا بدل الحركات دي واوعدك انى همشي ومش هتشوفني معكم هنا تاني واطمن هقول لأحمد انى انا اللي مش عاوزة أشتغل هنا عن إذنك 
استدارت منة مغادرة حين صدح صوت سيف بصرامة وأمر
استني عندك 
وقفت منة مكانها دون أن تلتفت اليه بينما شعرت به يقترب حتى وقف على بعد خطوات منها واشتمت رائحة عطر رجولي ثقيل في الجو حولها تحدث سيف بصرامة بالغة
أظن مش من الزوء انك تسيبي المدير بتاعك وهو بيكلمك وتقومي وتديلو ضهرك وتمشي اتفضلي ارجعي مكانك ويا ريت تتكلمي كانسانة ناضجة مش طفلة
 

انت في الصفحة 5 من 117 صفحات