الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 99 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


أنملة قبل أن يدخل الى رأسها العنيد هذا أنه ليس من المسموح به أصلا العودة الى ذات الأمر مجددا وأكثر ما يغيظه أنه قد علمت من والدتهى أنه قد أنهى أمر هذه العاهرة تماما وفعل الشيء الصحيح وقد بدا صادقا في توبته ومن كلام والدته أنها وان كانت لاح عليها الضيق لذكر هذا الموضوع مجددا إلا أنها لم تستطع اخفاء ارتياحها لما فعله بل إنه قد نشر خبر طلاقهما في ذات المجموعه التي قد نشرت فيها تلك البائسة خبر زواجهما سابقا ولكن منة لم تفاتحه بهذا الشأن وقد نصحته والدته أن لا يناقشها في هذا الأمر مجددا ويحاول نسيانه تماما كأن لم يكن ولكن موقف منة منه لا يستطيع تقبله ولن يكون هو سيف إن لم يقضي على مقاومتها نهائيا والأيام بينهم 

تنبه من شروده على نداء والده المتكرر له نظر له بإعتذار قائلا
اؤمر يا حاج معلهش سرحت شوية 
ضحك عبدالهادي وعلق
تسرح في الجومر وهو جاعد جارك المهم جوم ياللا 
نظر سيف بارتياب الى منة التي حركت كتفيها علامة الجهل ثم أعاد نظره الى والده مستفهما بابتسامة صغيرة
أقوم أقوم أعمل ايه يا حاج أمشي يعني
ضړب والده كفا بكف وقال
شوف أجوله إيه يفهمها إيه جوم صالح مرتك ياللا حب على راسها 
امتقع وجه منة خجلا واضطرابا وسارعت بالقول
ما مالوش لزوم يا حاج انا مش زعلانه 
الحاج بإصرار
هي كلمة واحده لازمن يصالحك يعني لازمن يصالحك ولا إنتي عاوزة تكسري كلمتي 
ارتبكت منة وتلعثمت ونظرت الى سيف باستجداء والذي بادلها نظراتها بأخرى ماكرة مما جعلها تسبه في نفسها وقالت
لا أبدا يا حاج ما عاش اللي يكسرلك كلمة 
أشار لسيف بعصاه آمرا
تعالى جربك من مرتك شوي مالك جاعد بعيد عنيها ليه إكده ياللا حب على راسها 
طوق سيف كتف منة بذراعه ونظر اليها هامسا بينما نظرت اليه بتحذير
معلهش عبد المأمور 
جرى ايه يا ولد خف ع البنية سكت قليلا ليتابع بحنو
ربنا يسعدكم يا ولدي 
استأذنت منة في الانصراف واتجهت سريعا بخطوات متعثرة لتغادر غرفة عبدالهادي صاعدة الى غرفتها حيث ارتمت فوق الفراش بينما تضع يدها اليسرى فوق قلبها لعلها تبطيء دقاته التي غدت كالمطرقة حتى إنها تظن أن صوتها مسموع لمن أصاخ السمع قليلا وقد شعرت أن قلبها سيخرج من بين جنبات صدرها ليرتمي على ذاك الذي يجعله يدق بخفقات متتالية سريعة بلاااااا رحمة 
وصل والدي منة برفقة نادر ظهيرة اليوم التالي رحبت بهم زينب وعبدالهادي الذي أمر مهجة بسرعة إخبار سيف ومنة بحضور والديها 
كانت منة تتجهز للنزول الى أسفل عندما طرق سيف الباب ودخل وقف متطلعا اليها بغموض قليلا لم تكن قد شاهدته منذ جلوسها معه في غرفة عبدالهادي فقد هربت الى غرفة بناتها مرة ثم جلست برفقة سلمى أخرى الى أن حل الظلام أخيرا فذهبت الى الغرفة حيث اصطنعت النوم ونامت بينما مكث سيف طوال ليله وهو يتقلب على جمر من ڼار الشوق الى معذبته يحاول ردع نفسه عن الذهاب اليها بينما هي ترقد على بعد خطوات منه 
تقدمت منة اليه مقطبة ووقفت أمامه متسائلة
فيه حاجه يا سيف 
تحدث سيف بهدوء ولكنها استشعرت نبرة الخطړ في صوته
باباكي ومامتك جوم تحت أشرقت أساريرها وما إن همت بالمرور أمامه للهبوط الى أسفل للترحيب بهم حتى أمسك ساعدها بيده ومال عليها ناظرا اليها بقوة هاتفا من بين أسنانه
نادر تحت معهم إبعدي عنه خالص منة إنتي عارفاني مش عاوز قلق لمصلحته هو خليكي بعيد عنه لو لاقيته بيحوم حواليكي بأي شكل من الأشكال ما تلومنيش ساعتها انتي هتنزلي معايا دلوقتي وهترحبي بيه زي أي ضيف غريب ونظر اليها بحدة مشددا
سامعاني يا منة غريييب جذبت منة ساعدها من قبضته ونظرت اليه رافعة رأسها بعنفوان وقالت
نادر يبقى أكتر من أخ بالنسبة لي وهو انسان محترم جدا عمره ما هيعمل حاجه من اللي بتقول عليها دي وأظن عيب أوي يبقى ابن خالتي مكلف نفسه مشوار زي دا علشان بابا وماما وأنا في الآخر أقابله بالوش الخشب اللي عاوزني أديهوله مهما كان هو هنا يعتبر ضيف عندي دا بإعتبار أنه دا بيت جوزي يعني بيتي أنا كمان عموما عن اذنك انا هنزل أسلم على بابا وماما ماينفعش أتأخر عليهم أكتر من كدا 
وخرجت تاركة إياه وهو ينظر في إثرها بغيظ وقد كور قبضته ضاربا بها الحائط بجواره وهو يهتف پغضب
ماشي يا منة أما أشوف أنا ولا نادر بيه 
اندفعت منة الى أحضان والدها ما إن رأته ربت والدها ضاحكا على وشاحها المغطي رأسها شدتها أمها اليها وهي تقول بابتسامة دامعه
يعني أبوكي بس اللي وحشك يا منون أمك ما وحشتكيش 
منة وهي تتلقى أحضان والدتها بحب مجيبة بمرح
إزاي دا وحشتيني جدا جدا يا ټوفي 
بعد ان رحبت بوالديها نظرت
 

98  99  100 

انت في الصفحة 99 من 117 صفحات