الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية مهران كاملة

انت في الصفحة 49 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


يقف بجانبها رفعت رأسها لتفاجأ برؤية هانى يقف بجوارها مبتسما .. قائلا 
ازيك يا آنسه ريهام 
قالت له ببرود 
أفندم .. حضرتك عايز البشمهندس كرم فى حاجه
لأ .. أنا كنت عايز أتكلم معاكى فى الموضوع اللى فتحته معاكى .. يعني عايز رقم والدك .. أو ولى أمرك
ابتسم بحرج قائلا 
يعني بصراحة أنا معرفش تفاصيل أوى عنك .. وحابب أعرف شوية حاجات

وقفت وقالت له بنفاذ صبر 
دكتور هانى أنا مشغولة دلوقتى لو سمحت
وفجأة وجدت كرم يدخل الى المكتب يحمل ملف قائلا 
ريهام لو سمحتى عايز .......
قطع كلامه عندما وجد هانى فى المكتب وقف يتحدث الى

ريهام .. شعر الحنق .. نظر اليه هانى قائلا 
ازيك يا بشمهندس كرم .. احنا اتعرفنا قبل كده
قال كرم بلا مبالاه 
بجد .. مش فاكر
ثم الټفت الى ريهام قائلا ببرود 
عايز نسختين من الملف ده .. دقيقتين وتجبيه عندى فى المكتب 
ثم ألقى نظره صارمه على هانى وخرج من المكتب .. بعد خمس دقائق دخلت ريهام المكتب تحمل الملفات المطبوعة وضعتهم أمامه وهمت بالإنصراف .. لكنه استوقفها قائلا پحده 
المكتب ده مفتوح للشغل مش لغرامياتك يا آنسه ريهام .. بعد كده عايزة تقابلى خطيبك يباه مش فى المكتب عندك أماكن كتير فى المنصورة تخرجى فيها معاه 
هتفت پغضب قائله 
لأ استوب عندك .. أنا مسمحلكش انك تقولى الكلام ده .. أولا أنا مليش فى الغراميات وقلة الأدب .. ثانيا حتى لو هو خطيبي فأنا مستحيل أخرج معاه .. ثالثا أنا لسه موافقتش عليه يعني مسمحلكش انك تقول عليه خطيبي أصلا ..رابعا لو اتكلمت معايا بالاسلوب ده تانى أو لمحت بأى تلميح مش محترم أنا هسيبلك الشغل وأمشى
ثم غادرت المكتب وأغلقت الباب خلفها فى عصبيه
عندما وجدها واقفه شاردة فى شرفة غرفتهما التى تطل على الحديقة الخلفية للمنزل .. ثم قال لها مبتسما 
كنت عارف ان قلبك أبيض 
ابتسمت قائله 
أعمل ايه .. مبحبش النكد
ضحك قائلا 
ودى أكتر حاجه بحبها فيكي
اختفت ابتسامتها قائله 
بس خاېفه أوى .. خاېفه عمر يكون مغشوش فى البنت دى .. وتكون مش كويسة
طمأنها قائلا 
هو راجل ويقدر يعرف الناس كويس .. وكمان حاولى تتعرفى عليها وكونى رأى عنها على الواقع بدل التخمينات اللى فى راسك دى
ازاى بس .. البنت أصلا رفضته
فكر قليلا ثم قال 
ما قالكيش سبب الرفض 
لأ .. بيقول مرضتش تقوله .. ودى كمان حاجه هتجننى .. مين مجنونه ترفض عمر .. إلا فى حالة واحده
ايه هى 
يكون فى حياتها حد تانى
تنهدت بقوة وقالت 
أنا خاېفه تكون بتحب واحد تانى .. ولا تكون لسه متعلقه بزوجها .. لو فعلا كده عمر يا حبيبى هيتصدم .. ده بيحبها أوى يا نور
اقترح عليها زوجها قائلا 
طيب ما تتكلمى معاها انتى
قالت بإستنكار 
ازاى يعني طبعا مينفعش
طيب على الأقل حاولى تتعرفى عليها من بعيد لبعيد .. هى أصلا متعرفش شكلك .. حاولى على الأقل تشوفيها وتكونى ولو فكرة مبدئيه عنها
قالت وقد راقت لها الفكرة 
هفكر فى الموضوع ده
دخلت ريهام غرفتها والڠضب باد على وجهها .. نظرت اليها ياسمين الجالسه على فراشها قائله 
ايه مالك .. حد ضايقك 
قالت ريهام پحده 
الباشا قالى كلمتين حرقوا دمى
قالت ياسمين بإستغراب 
باشا مين 
قالت ريهام بنفاذ صبر 
كرم يا ياسمين متركزى
قالك ايه يعني
سى بتاع اللي اسمه هانى ده جالى المكتب .. كان عايز رقم بابا .. وكرم دخل .. وبعد ما مشى .. سعمنى كلمتين سم .. قال ايه .. عايزة تقابلى خطيبك قابليه فى مكان تانى فى اماكن كتير فى المنصورة حلوة
قالت ياسمين بإستغراب 
ومين قاله أصلا ان هانى عايز يتقدملك .. هانى اللى قاله 
قالت بإرتباك 
لأ مش هانى .. أنا اللى قولتله 
ليه بأه 
صمتت قليلا ثم قالت بخبث 
عشان يتحرك شويه 
ثم عادت لتشعر بالضيق قائله 
هو اتحرك فعلا بس اتحرك فى الإتجاه الغلط
ابتسمت ياسمين قائلا 
أحسن وقعتى فى
شړ أعمالك
ثم استطردت قائلا 
انتى ناويه توافقى على هانى 
قالت ريهام بإستنكار 
هانى مين ده اللي أوافق عليه ده حتت عيل
ضحكت ياسمين قائله 
عيل ايه يا ريهام ده أكبر منك بسنه
قالت بإصرار 
برده شيفاه عيل
قالت ياسمين بجديه 
طيب لو افترضنا ان كرم اتحرك فى الإتجاه الصح .. انتى مش شايفه انه فرق السن بينكوا كبير شويه
سألت ريهام 
ليه هو كرم عنده كام سنه 
يعني 37 او 38 فى الحدود دى
قالت ريهام بدهشه 
وانتى عرفتى منين
ايه يا بنتى مش كان زميل أيمن زوج سماح فى الكليه
آه صحيح
ثم أردفت ريهام 
بس تعرفى شكله ميجبش 37 دى خالص .. شكله يدى أصغر 
ثم هتفت فى مرح 
وبعدين أصلا البنت أنضج من الولد اللى فى سنها ب 3 سنين .. 
ضحكت ياسمين قائله 
يا سلام .. طيب برده لسه الفرق كبير
أكملت ريهام بمرح 
و كرم يدى بتاع 33 سنة .. نخصم منهم ال 3 سنين النضوج بتوعى يبقى كده الفرق بينى وبين كرم نفس الفرق اللى بين سماح وأيمن .. ونفس الفرق اللى بينك انتى و عمر
قالت ياسمين پحده 
لو سمحتى يا ريهام متحطيش اسمى مع اسم عمر فى جملة واحده 
ضحكت ريهام بشدة وقالت 
ثكر يا ياسمين ثكر .. حاضر هبقى أحط بينكوا فاصله بعد كده .. أو أقولك نقطة ومن أول السطر
قامت ياسمين وقذفتها بغيظ بالوسادة التى كانت تستند عليها
انتهى الإجتماع المنعقد للأطباء العاملين فى المزرعة مع كل من عمر و كرم و أيمن ... كان عمر طوال الإجتماع ېختلس النظر الى ياسمين التى اختارت آبعد مقعد للجلوس عليه .. انفض الإجماع فكانت أول من غادر القاعه .. وجدت صوت خلفها 
دكتورة ياسمين لو سمحتى
نظرت خلقها لتجد هانى مرة أخرى قالت فى نفسها بتأفف ياربي مش هنخلص
ابتسم هانى قائلا 
ازى حضرتك

عامله ايه 
قالت بنفاذ صبر 
خير يا دكتور في حاجه 
أنا بس كنت عايز رقم والد حضرتك .. لان الآنسه ريهام اتكسفت تديهولى
صمتت ياسمين قليلا لتتخير كلماتها ثم قالت 
مفيش داعى انك تكلم والدى يا دكتور هانى
قال بإهتمام 
ليه يا دكتورة
قالت بشئ من التردد 
يعني بصراحه .. كل شئ نصيب
يعني ايه 
وجدت فجأة من يقول من خلفها پحده 
خير يا دكتور فى حاجه 
لم تلتفت لأنها تعرفت على صاحب الصوت .. عمر .. ها هو يتدخل فى أمورها مرة أخرى .. شعرت بالحنق .. متى سيتوقف عن ذلك ويتركها وشأنها .. قال له هانى پحده 
موضوع بيني وبين الدكتورة ياسمين يا بشمهندس
قال عمر بحزم 
أى حاجه تخص ياسمين تخصنى أنا كمان
التفتت اليه ياسمين پحده .. كيف يخاطبها أمامه هكذا بدون لقب .. وكيف يقول أن ما يخصها يخصه .. لكن عمر لم يلقى بالا لنظرة الڠضب فى عينيها .. نظر اليه هانى بسخريه قائلا 
ليه بأه كل اللى يخصها يخصك 
قال بهدوء 
لأنى خطيبها
شهقت ياسمين بدهشة .. يا لجرئته .. بل يا لوقاحته .. كيف يجرؤ على قول ذلك .. نظرت الى هانى قائله وكأنها تنفى عن نفسها تهمه ألصقت بها 
لأ مش خطيبي
نظر اليها عمر قائلا بحزم 
لأ خطيبك
التفتت اليه پحده قائله 
لأ مش خطيبي
لأ خطيبك
شعرت ياسمين بسخافة فى الوضع الذى وصلوا اليه فغادرت مسرعه .. أما عمر فقد رمق هانى وعيد ثم غادر هو الآخر .. وقف هانى مذهولا يضرب كفا على كف قائلا 
شكلى وقعت فى مزرعة شوية مجانين
دخل عمر الى مكتبه وتبعه كرم ثم أيمن .. قال كرم فجأة 
أنا مش طايق أشوف أدامى الزفت اللى اسمه هانى شاكر ده
قال عمر پحده 
ولا انا طايق أشوفه فى المزرعة كلها
قال كرم پحده 
ما تطرده يا عمر ساكت عليه ليه
هو بيشتغل هنا يا كرم عشان أطرده .. ده ابن عميل عندنا طلب انه يتدرب عندنا فى المزرعة
قال كرم بإنفعال 
ما يشوفله أى خرابه تانية يغني فيها .. ده ايه الهم ده
سأله أيمن قائلا 
ليه عملك ايه عشان تضايق منه أوى كده 
قال كرم بضيق 
أهو أنا كده مش طايقه من الباب للطاق
سأله عمر 
أكيد فى سبب
من غير سبب .. لما بشوفه بحس انى عايز أديله قلم أخلى أفاه أدام ووشه وره
ضحك عمر و أيمن .. فقال كرم بضيق 
بتضحكوا .. بكره أخر ما هزهق هعملها وهتشوفوا
ثم صاح فى حنق 
ده واد غتيت 
ثم قام وانصرف .. سأل أيمن ضاحكا 
ماله ده
ابتسم عمر قائلا 
والله ما أعرف يا ابنى 
طيب انت مضايق من هانى ليه عملك حاجه 
ظهرت علامات
الضيق على وجه عمر وقال پحده 
كل شويه ألاقيه واقف يتكلم مع ياسمين ولما أسأله يقولى حاجه خاصه بينى وبينها .. أما خلاص قربت أعمل زى ما كرم كان بيقول من شويه
ضحك أيمن قائلا 
لأ ده انتوا الإتنين حالتكوا صعبه ميتسكتش عليها
ثم قام ليغادر قائلا 
أنا ماشى بأه .. آه على فكرة ياسمين معزومة بكرة عندنا على الغدا .. سماح عزماها 
سأله أيمن بإهتمام 
لوحدها 
ابتسم أيمن قائلا 
أيوة لوحدها .. ايه عايز ايه
ابتسم عمر بخبث قائلا 
بصراحة الأكل البيتى وحشنى أوى
ضحك أيمن قائلا 
انت هتصيع عليا .. اخطڤ رجلك لحد بيت المزرعة تلاقى الحاجه كريمة عملالك أحلى أكل .. هو فى زى نفس والدتك دى عليها أكل محصلش
ابتسم عمر قائلا 
أيمن خليك جدع واعزمنى بكرة على الغداء
ضحك أيمن ثانية 
يا ابنى هتستفاد ايه .. حتى لو عزمتك هيبقى هما أعدين فى مكان .. واحنا أعدين فى مكان تانى
ملكش انت دعوة
طيب .. هقول ل سماح انك جاى
قال عمر بسرعة 
بس متخليهاش تقول ل ياسمين
ابتسم أيمن 
أموت وأعرف هتستفاد ايه .. بس ماشى هريحك .. يلا سلام
سلام
انصرف وترك عمر غارقا فى التفكير .
كانت فى غرفتها ياسمين ساهره .. تقرأ احدى رواياتها عندما وجدت ورقه تدس من تحت الباب .. قفزت من مكانها وأضاءت نور الغرفة .. كانت ورقة صغيره حمراء اللون .. مطوية نصفين .. أمسكتها ثم أغلقت النور وارتدت اسدالها وفتحت باب الشرفة وخرجت لتنظر منها .. ولدهشتها بعد لحظات وجدت عمر يخرج من باب المسكن .. ويسير فى اتجاه الطريق الذى فيه شجرتها .. كان يتهادى فى سيره وكأنه ليس فى عجلة من أمره .. خفق قلبها بشدة .. وأغلقت النافذة .. وأمسكت الورقة بين كفيها .. لا تجرؤ على فتحها .. لكن فى النهاية غلبها الفضول .. فتحت الورقة بيد مهتزه قليلا وبقلب متلهف كثيرا .. لتجد مكتوب فيها 
متى ستعرفي كم أهواك يا أملا أبيع من أجله الدنيا وما فيها
لو تطلبي البحر في عينيك أسكبه أو تطلبي الشمس في كفيك أرميها
انا أحبك فوق الغيم أكتبها وللعصافير والأشجار أحكيها
انا أحبك فوق الماء أنقشها وللعناقيد والأقداح أسقيها
انا أحبك... حاولي أن تساعديني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
تسارعت نبضات قلبها الذى أخذ يرقص فرحا لوقع تلك الكلمات عليه .. كانت تشعر وكأن قلبها نبت له جناحان وأخذ يرفرف بهما داخل صدرها

تقدمت ايناس من عمر ووقفت أمامه قائله بإبتسامه 
كنت هربان فين 
قال عمر وهو يهم بالإنصراف 
كنت بتمشى شوية
أمسكت ذراعه لتوقفه
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 83 صفحات