الخميس 19 ديسمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 35 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


يكون الدكتور ده غلطان واتلخبط في التحاليل مابينك وما بين حد تاني 
قلب عينيه بۏجع وهو يمسح على وجهه من شدة التأثر لما حدث له وأجابها 
كلام الدكتور سليم مية في المية يا امي انا عملت تحاليل عند مركزين تانيين ونفس الكلام اللي قاله الدكتور ده هو نفس الكلام اللي قاله التانيين 
واستطرد حديثه متسائلا باندهاش

تفتكري يا امي مين اللي يعمل فيا كده من اللي حواليا هو بالتأكيد مش حد غريب
وتابع بسرد الأسماء
معقوله تكون نهال هي اللي عملت فيا كده!
بس ليه دي اتطلقت مخصوص علشان خاطر ما بخلفش 
ولا اخويا اللي من لحمي ودمي وارجع واقول ايه اللي هيخليه يعمل فيا كده!
ولا اختي اللي لو طولت ادي لها عيني وعمري ما استخسر فيها حاجه!
وارجع برده واقول احنا ولاد حلال ومتربيين وانتي علمتينا ان احنا نحب بعض فعمرها ما هتعمل معايا كده!
ابنك بقى جواه متدمر تايه حزين من اللي عرفه واللي يا ريتني ما كنت عرفته 
اما والدته كانت تستمع له بقلب ينفطر ألما وحزنا على كلماته ولكن عقلها يجوب تذكرا لما رأته منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولكن حينها نفضته عن رأسها ولم تستفسر 
وما إن وصلت لتلك النقطة اعتلت دقات قلبها هلعا لما هو قادم وارتفع ضغطها وباتت تتنفس بصعوبة بالغة 
انتبه مالك إلي حالتها وفورا انتقل جانبها وهو يمسك يداها ويمسد علي ظهرها بقلق بان علي معالم وجهه
مالك يا أمي حصل لك ايه يا حبيبتي!
بالله عليكي اهدي ومش عايزك تفكري في الموضوع ده أنا الحمد لله بخير وقررت إني مش هدور علي إللي عمل كدة علشان أيا كان مين هو فهو قريب وساعتها هتقلب ڼار ودمار وأنا مش مستغني عنك ياأمي ولا عن حد من إخواتي وطالما أنا الحمدلله ربنا نجاني مش هنبش في إللي فات 
وحاول تهدأته بكل الطرق وبث الطمأنينة داخلها علها تهدأ من روعها 
لكن بداخله يردد بۏجع 
هي الدنيا كدة تديك ۏجع فوق الۏجع وتقول لك استحمل ماأنت جدع 
أما هي حاولت أن لاتعطي الأمر اهتماما ومثلت الهدوء لكن بداخلها بركان إذا اڼفجر سيحرق الأخضر واليابس 
وعلي الصعيد الأخر وبالتحديد في شقة ريم التي لم تعد تتحمل خوض المعركة مع تلك العجوز الرقطاء وحدها وهاتفت والدها أن يأتي علي الفور كي توضع النقاط علي الحروف فهي لن
تهب أحدا علي وجه الأرض غير ربها ومادامت لن تغضبه فليكن مايكن ويذهب الجميع إلي الچحيم ولن تستسلم أبدا وستخوض المعركة كأقوي جندي محارب حتي النهاية اما المۏت أو الفوز 
أخبرت حماتها بقدوم والدها كي تخبر زاهر أن يحضر كي ينفض هذا الهراء من وجهة نظرها 
وبعد مرور ساعة بالتحديد وصل والدها وهبطت إلي الأسفل والتف الجميع كشبكة العنكبوت المتراصة في مكان واحد فتحدثت العقرب بعد أن رمت مافي جوفها من سم مكملة بشدة
وبعد ده كله علشان مش عايزه ولادي ابني يتربوا بره وهسامحها على عملته في ابني الله يرحمه تقف قدامي وتناطحني بنتك المتربية يا ابو رحيم وما راعتش العشره ولا العيش والملح 
ترك جميع حديثها ونظر الى ابنته متسائلا پحده
انت عليتي صوتك على حماتك وهنتيها يا ريم جاوبيني حالا
كانت ريم تستمع الى حديث تلك الشمطاء وهي تفتح فمها بدهشه من افتراءاتها واجابت على والدها بدون احراج 
انت عارف يا بابا ان انا تربيتك واني ما اعملش كده من الباب للطاق 
ده انا اتذللت لها بدل المره 100 مره وحاولت افهمها اني ما ليش ذنب في مۏت جوزي وان احنا كنا بنتناقش مع بعض واختلفنا زي اي زوجين ووطيت على رجليها ما صدقتنيش وفضلت تتعامل معايا بمنتهى القسۏة ومصممه اني اتجوز اخو جوزي علشان خاطر خاېفه لاأروح
اتجوز غيره يعني شايفاني في نظرها ما عنديش اصل ان أول ما اخلص العده اروح ادور على واحد تاني غير جوزي 
احتد وجهه وهتف بنفي
برده ده ما يديكيش الحق انك تعلي صوتك عليها دي برده ام وابنها
ماټ
إبتلعت غصتها بمرار مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه قائلة
يا بابا انا ما عليتش صوتي الا لما طلعت لي ابنها لحد باب شقتي فوق وانا ست لوحدي يعرض عليا اني اوافق والين يرضيك تعمل كده 
واسترسلت بمواجهة دون أن تخشي في الحق لومة لائم
انا تربيتك يا بابا والمفروض ان انا امانة هنا في البيت والمفروض برده اني ست أرملة وهو بالنسبه لي راجل غريب ما يصحش يدخل شقتي ولا يطلب يقعد معايا انت ربيتني على الأخلاق والأدب والاحترام وانا يستحيل احيد عنها ودي كانت المرة الوحيدة اللي وقفت لها بالند علشان ما تفكرش تعمل كده تاني 
بعد ان القت ريم كلماتها احست كأن دلوا من الماء الثلج سقط على راسها في ليلة شديدة البرودة 
حقا لقد قصفت جبهتها وجعلتها في موقف سيده لا تعرف الأصول 
أما والدها ماإن أنهت ابنته حديثها ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي وجهه لتلك الاعتماد
الكلام ده حصل منك يا ام باهر 
أحست أنها موضع اتهام وأجابت بتوتر وهي تنظر بعينيها جانبا 
فيها ايه اني بعت عم العيال إللي في مقام أبوهم يطمن علي ولاد أخوه !
كفرنا ولا ايه باأبو رحيم 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
يعني إنتي شايفة إن إللي إنتي عملتيه ده صح !
وتابع بإنهاء الحوار وهو ينظر إلي ابنته هاتفا بابتسامه
أنا فخور بيكي يابنتي طلعتي تربية جميل بصحيح 
وعلي فكرة حوار إنهم بيتهموكي انك السبب في مۏت جوزك ومشيلينك الذنب تنسيه خالص 
اي واحده بيحصل بينها هي وجوزها مشادات وده عمره وانتهى وإنتي بنتي وانا واثق فيكي اكتر ما انا واثق من نفسي ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا حبيبتي 
حين استمعت إعتماد الي كلامه حتي تشعب الڠضب في رأسها بلا رادع وهتفت بحدة 
وأنا بقول البت دي جايبة القوة دي منين أتاري الكبارة أبوها مبيقولهاش عيب عن الصح والغلط وبقت هيصة 
أما ريم أصبحت دقات قلبها أكثر سعادة وارتياحا لما سمعته من والدها وأصبح جسدها يكاد يطير فرحا من حسمه للموقف أمام حرب ضميرها وقررت أن تترك ساحة رد الاعتبار لوالدها احتراما لوجوده وفضلت السكوت 
أما جميل لم يعطى استهزائها أي اعتبار ونظر إلي زاهر ناطقا بكلمات لاذعة قاصدا إحراجه 
انت ايه رايك في كلام والدتك واستهزائها للراجل الكبير اللي قاعد قدامها يا زاهر 
تصبب زاهر عرقا من شدة الإحراج من كلمات ذاك الخلوق مرددا بأسف 
معلش يا عمي اعذر والدتي قلبها محروق
علي مۏت ابنها وكل إللي بتعمله ده علشان ولاده ميبعدوش عنها 
نطق جميل باندهاش
هو مين بعدهم عنها !
أنا لحد دلوقتي جوزها مېت بقاله أكتر من تلت شهور وماأخدتهاش وسبتها هنا وسطكم علشان خاطر ما تتحرموش من العيال 
اشار زاهر براسه بموافقه على حديثه وردد 
بس اكيد هتمشي في يوم من الايام وده مقصدها فاحنا بنشوف حل يرضي الجميع 
اهتز فكه پغضب وردد باستنكار
والحل من وجهة نظركم إن بنتي تتجوزك يازاهر 
هتفت اعتماد بتساؤل
وفيها ايه يا أبو رحيم هي البرنسيسة أول واحدة هتتجوز أخو جوزها 
أجابها بثقة
لا ياأم زاهر أول واحدة هترفض تتجوز أخو جوزها 
واسترسل وهو يمسد علي ظهر ابنته بتأكيد 
وطالما بنتي رافضة يبقي مفيش جواز وإللي هي عايزاه هو إللي هيتنفذ 
طوفان الڠضب تجمع في عينيها وأشادت ببرود ممېت 
بس إحنا كدة هنبقي قطبين متنافرين والدنيا هتولع 
قطب جبينه ونطق باستفسار
وليه منبقاش قطبيين متجانسين وتبقي أهل ونمشيها بالمحبة
ضړبت علي فخذيها مرددة پغضب
علشان ولاد ابني مش هيتربوا بره البيت ده 
نطق بتأكيد
وأنا بنتي وولادها قبلها مش هيعشوا في بيت الراجل إللي فيه عايز يتجوزها وبيبص لها ومراته وأمه يبهدلوها 
ثم نظر إلي ابنته مرددا بفخر 
علشان دي البرنسيسة ريم المالكي إللي تعيش علي كيفها وبراحتها وطول ما أنا عايش محدش هيجبرها علي حاجة مش مرتاحة لها ولا عايزة تعملها 
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذلك الرجل الذي لايختلف شراسة عن ابنته ورددت بوعيد
بس إنت كدة بتفتح باب ڼار مش هينسد إلا لما يحرقنا كلنا ونبقي زي الهشيم 
وارب الباب ياجميل علشان الكل يتراضي 
أجابها بثقة وتريث
الڼار مش هتلسع غير إللي ولعها ياإعتماد أما أنا كفيل إني أبقي جيش مطافي واقف حصن منيع من إن حر الڼار بس يوصل لبنتي 
كانت ريم تجلس رافعة رأسها في موقف فخر بأنها ابنة ذالك الرجل الذي دافع عنها بكل قوته ونصرها علي من تعمدوا إيذائها
نفسيا 
اكتفت بابتسامة مشرقة أنارت وجهها فهي حقا كانت خائڤة من رد فعل والدها حين يعلم ماحدث ولم يكن في حسابنها أنه سيتفهمها ولم يفعل مثل والدتها 
حقا ارتاح قلبها وعقلها وعاد وجهها لنضارته 
حاول زاهر تهدئة الأجواء لكن كل منهما ينظر للأخر نظرات ڼارية إلي أن قال جميل بأمر لابنته 
قومي البسي هدومك وهاتي ولادك ومتلميش
أي هدوم ولا ليهم ولا ليكي وسيبي الجمل بما حمل وبيت أبوكي مفتوح 
انتفضت بحدة وهي تنظر لهم 
بس أنا مش هتنازل عن حق ولادي يابابا 
أشار إليها أن تصمت وهتف 
حق ولادك عايزين يديهولك بما يرضي الله ماشي عايزين ياكلوه ڼار في بطونهم يتحملوا عواقبه 
إنتي وولادك ملزومين مني لحد ما يكبروا ويبقوا رجالة 
اشتعلت الحړب بين مثلث الړعب جميل ريم اعتماد وانتهت المناقشات الحادة علي خروج ريم وأبناؤها من المنزل تحت استشاطة اعتماد وزاهر التي تجلس تخطط كما يخطط الشيطان 
في دار الايتام
امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة 
انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي 
أجابتها الأخري بسرعة 
حاضر يافندم أنا جايه حالا 
بعد عدة دقائق وصلت الأخصائية النفسية المسؤلة عن الفتايات في المنزل مستئذنة الدخول 
أشارت إليها شريفة أن تجلس وفي غصون ثواني تركت مابيديها وتحدثت بانزعاج
ازاي تبقي إنتي الاخصائية النفسية المسؤولة عن البنات وتحصل الكارثه دي في الدار 
انخلع قلب الأخري من طريقة حديثها وأجابتها بتوتر
هو ايه ايه اللي حصل يا فندم وضحي لي اكتر عشان افهم
نظرت إليها بعيون غاضبة وهدرت بها بحدة بالغة 
ما هو لو إنتي شايفه شغلك كويس ومتابعه البنات واخبارهم ما كانش حصل اللي حصل واظن دي مهمتك يا هانم اللي بتقبضي عليها فلوس كل شهر 
كانت شريفه تنظر اليها نظرات حادة فهي لن تسمح بايذاء البنات بتلك الچريمة الشنيعة مهما كانت طامعة 
ورددت باستفسار مغلف بالخۏف 
طيب فهميني ايه إللي حصل وأنا إن شاء الله أقدر أعالج المشكلة 
اهتز فكها پغضب وهتفت بتوضيح
في ان حد وصل لأكونتات البنات وتليفوناتهم وهكرها لمجرد بس ان البنات وصل لها لينكات وفتحتها الموبايل بتاعهم بقى كله متراقب
صوت وصوره وحقيقي في بنات اټأذت والموضوع ده لو
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 71 صفحات