الخميس 19 ديسمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 70 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


الفائزة بالمسابقة تتفضل تطلع تستلم جايزتها
ثم نطقت اسمها وهى تنظر إلي المدعوين
المصممة ريم جميل المالكي 
وضعت يدها على وجهها تمنع دموع عينيها اثر الفرحة احتضنها مالك أمام الجميع
وهو يبارك لها بكل اعتزاز وحب بنجاحها
الف مليون مبروك يا قلبي مش انا قلت لك تستحقيها وبجدارة
اصلا إنتي قعدتي شهرين كاملين تتعبي على الفكرة علشان ما تعمليش حاجة تشبه حد وفي الآخر ربنا قدر تعبك ومضيعهوش

يلا بسرعة علشان تستلمي جايزتك وانا هنا بشجعك بقلبي وبروحي وكل كياني 
شكرته بعينيها بامتنان وصعدت وقامت بالتسليم على لجنة التحكيم الذين هنؤوها ثم استلمت جائزتها وادلت بالشكر للجنة التحكيم والقائمين على المسابقة ووقفت أمام الجميع الذين يصفقون لها بسعادة وهى تمسك الدرع بسعادة عارمة 
ثم عادت إلى مكانها ووجدت الإعلاميين يتهافتون عليها كي يسجلوا لقاء حصريا مع صاحبة أحسن مصممة على مستوى الشرق الأوسط ريم المالكي 
بعد مرور سنة من الآن كانت مريم وضعت جنينها الأول من رحيم منذ شهران والذي يعتبر نسخة مطابقة من والدته فكان جميل سعيدا بحفيده من ولده سعادة غامرة وعلى نفس سعادته كانت فريدة تحمل الصبي على فخذيها وهي
تنظر إليه وتهدهده بحب وكأنه حفيدها الأول فتحدث جميل وهو يطلب من فريدة أن تعطيه الصبي 
ناولينى جميل الصغير لما أه وألعب معاه شويه حبيب جدوا 
جذبته إلي ها وتمنعت أن تعطيه الصبي مردفة برفض 
لااااا أنا لسه مشبعتش منه حبيب تيتا انسى شوية كدة وهديه لك 
انزعج جميل من رفضها وأردف بنبرة حزن مصطنعة وعلامات وجه منزعجة
لاااا كدة مينفعش إنتي كدة ظالمة يافريدة كل لما تشوفيه تفضلي متبتة فيه ومش عايزة تسبيه وكأنه حفيدك لوحدك 
ابتسم كل من رحيم ومريم على مشاغبتهما اليومية وتحدث رحيم وهو يمد يده لوالدته يطلب منها جميل 
وتابع كلماته وهو ينظر في ساعته 
لااااا ده إحنا قدامنا مشوارين مش مشوار واحد 
ناولته فريدة الصبي وهي تردد بانزعاج
بردوا مصممين تروحوا مشاويركم دي أنا مش مرتاحة 
وعلى رأيها تحدث جميل 
وأنا بردوا يابني مش عايزكم تروحوا وخاصة بالولد 
واستطرد حديثه وهو ينظر إلي مريم
ليه يابنتي مصممة تروحي وكمان تاخدي ابنك معاكم
كبرى دماغك وانسى وارمى اللى فات ورا ضهرك هو أصلا ماټ 
بتصميم شديد أردفت 
معلش يا بابا أنا مصممة أروح المشوار ده نفسي بجد أعمل كدة وبعدين متقلقش عليا إحنا هنبقى في الأمان 
وجدوا منهم تصميم شديد فتحدثت فريدة
طيب خالو بالكم من الولد أووي وتروحوا وترجعوا بالسلامة وهكلمكم علطول تردوا علشان هفضل قلقانة عليكم لحد ماترجعوا 
ودعوهم وانطلقوا إلي وجهتهم فتحدث رحيم باستفسار
نروح دار الأيتام الأول ولا المشوار التاني 
نظرت أمامها بشرود وأردفت 
خلينا المشوار التاني الأول وبعدين نختم بالدار علشان يبقى ختامه مسك 
ربت على فخذيها بحنان وتحدث
أنا والله العظيم رايح معاكي علشان خاطرك إنتي ولولا اني مينفعش أبين رفضى قدام بابا وماما كنت منعت إننا نروح 
واستطرد بعيون لامعة بعشقها
لكن أنا وعدتك إنى هفضل معاكي وهسندك وعمرى ماهتخلى عنك في أي موقف مهما كان 
ابتسمت لذاك الزوج البار بها والذي يمتلك قلبا عاشقا لها منذ بداية معرفتها به ورددت بقلب ينفطر ۏجعا
لازم أروح يارحيم علشان أبقى مرتاحة لازم أثبت لها انها خسړت وأنا اللى كسبت ومش شماتة لاسمح الله لاااا ده قلبي وأيامى اللى اتدمروا بسببها أيام وشهور لازم أحسسها إنها جريت ورا سراب وأنا دلوقتي اللى بقيت حقيقة 
وظلا يتحدثان إلي أن وصلا بعد مدة إلي سجن القناطر دلفا إلي الداخل تحمل ولدها بين ها وهى في قمة شياكتها حيث كانت ترتدي فستانا باللون الأحمر ويزينه حجابا باللون الأبيض وترتدي نظارة شمسية فحقا كانت أنيقة وملفتة للأنظار وبجوارها رحيم زوجها بحلته الأنيقة فحقا كأنه نجم سينمائي فكانت تليق الأناقة به وواضعا يده بتملك على كتف زوجته وصلا إلي مكان تلك المى في حجرة الزيارات ووجدوها تجلس وفي يدها سچارها تنفس دخانها بشراهة وشكلها المشعث واضحا للأعين 
وصلوا أمامها وألقوا عليها السلام وللعجب لم تعرف مريم فتحدثت باستغراب
مين انتي ياهانم 
أعطت مريم ابنها لرحيم ثم خلعت نظارتها وأردفت بنبرة شامخة 
أكيد عرفتينى دلوقتي ولا أعرفك بنفسى أنا الدكتورة مريم
عماد وده جوزى الدكتور رحيم المالكي وده ابننا جميل ثمرة الحب الحلال ها افتكرتينى 
شهقت پصدمة وهي تنظر لها بانبهار ورددت بغل 
والله أهلا وسهلا تصدقي لايق عليكى النضافة ياتربية الملاجئ 
لم تقدر على أن تثير مشاعر الڠضب داخلها ولا أن تعكر صفو مزاجها وأردفت بقامة مرفوعة
فعلا تربية ملاجئ وأفتخر وبصراحة ليا حق أفتخر بنفسي وأبص لفوق أوووي لأنى بقيت زي مانتي انبهرتى كدة أول ماشفتينى حاجة راقية محترمة واتجوزت جوازة راقية تليق بيا 
واسترسلت دفاعها عن مشوار عمر عانت فيه كثيرا
أنا جاية النهاردة أثبت لك انك وانتي في عز قوتك مقدرتيش تدخلينى طريق السراب
والضياع وأنا كنت في عز ضعفى ومستسلمتش ليكى وسلمت أمري لربنا ولو كنتى حطيتى السکينة على رقبتى أو حتى عملتى فيا إيه باللذي عمرى ماكنت هبقى زيك أبدا والأدوار اتبدلت وبقيت أنا فى عز القوة وإنتي في عز الضعف وياريتك توبتى 
نفثت الأخرى دخان سيجارتها في وجهها لكى تشعرها أنها لاتبالى والحق يقال أن داخلها يغلى وتحدثت بدم بارد تعودت عليه
مين قال كدة ياحلوة دول كلهم كذا سنة وهخرج أتمتع بالملايين اللى معايا وهبقى زيي زيك بالظبط مفيش فرق الفلوس بتلمع أي حد ومبيفرقش في مجتمعنا ده كل الهبل اللى انتى جاية تغظينى بيه من الأخر الدنيا ماشية معاك قرش تساوى قرش 
ضحكت مريم على هرائها وهتفت باستفزار لها كى تفيق 
بصي حواليكى حبيبتي وإنتي هتعرفي وانتى خارجة من هنا هيتكتب في سجلك خريجة سجون 
تحدث رحيم الي مريم 
بقول لك ايه ياحبيبي مش كفاية ضيعتى من وقتك الثمين مع دي يالا الندوة خلاص اتنظمت وابتدت ومستنينا وكمان المكان هنا مش لطيف وريحته مش حلوة هيزعج جميل 
ابتسمت إليه وهتفت بموافقة
تمام ياحبيبي عندك حق يلا نمشي 
ثم ضړبت بيدها على جبينها كعلامة للتذكر 
أه صحيح نسيت أقول لك ياميوشة اني عندي دلوقتي رصيد في البنك وفلوس كتييير أووووي بشغلي الحلال وبمجهودي يعنى من ناحية المادة والفلوس اللى بتتكلمى بيها أنا بقيت غنية بس وأنا نضيفة باااااااااى 
أنهت كلماتها وانطلقت من أمامها وهي ترتدي نظارتها وتتأبط ذراع زوجها برأس مرفوعة وخرجت من ذاك المكان وهي الآن في قمة راحتها النفسية فكم حلمت كثيرا بتلك المقابلة كد تردم چرح قديم مازال داميا في قلبها والآن قد شفي 
وهي تحادث حالها 
أنا تلك المريم التى سافرت رحلة آلامى حتى استقر أمانى 
أنا تلك الطفولة التى لم أحترف معانيها فهما ولم أحيا كلماتها طيلة زمانى 
أنا تلك السنين التى قاومت كى تصل إلى منتهى نجاحها بكل كفاح وعزم كعزم الجبال
وها أنا ذا بفضل ربي وصلت إليه وشعرت براحة داخل أوطانى 
خاطرة مريم عماد 
بقلمي فاطيما يوسف
وصلوا إلي دار الأيتام وبنفس دلوفهم وبنفس الشموخ تدللوا بخطواتهم الي الدار ولكن بمنتهى التواضع ودلفت وهى تنظر إلى كل ركن في الدار بقلب يدق اشتياقا فهى لم تخذل يوما من أنها تربية ذالك الملجأ كانت تنظر إلي المكان الذي أواها عمرا بأكمله بكل فخر واعتزاز 
بعد أن سلمت علي كل أخواتها في الملجأ باشتياق جارف جلست تستمع إلي مديرة الملجأ في تلك الندوة المقامة 
والأن جاء دورها فى الصعود كى تلقي كلمتها نظر إليها رحيم بتشجيع وصعدت أمسكت مكبر الصوت وتحدثت بعفوية
أنا مريم عماد كتير منكم يعرفنى وكتييير ميعرفونيش لكن هحكي لكم حكايتى باختصار أنا اتربيت هنا زيكم من وأنا طفلة صغيرة وبفتخر إني اتربيت هنا اتعرضت لمواقف كانت ممكن تدمرنى لكن قاومت وعافرت واتحديت الظروف وكنت أقوى منها وعمرى ماسمحت لها تهزمنى رغم صعوبتها ورغم إنها كانت بالنسبة لي مۏت بالحياة أنا جاية النهاردة أقول لكم انتو احسن من ناس كتيير ولازم تشوفوا الحلو اللى حواليكم ومتيأسوش من رحمة ربنا وتأكدوا دايما إن الاعتماد على ربنا سبحانه وتعالى هو اللى هيوصلكم لطريق النجاح اللى وصلنى ليه أنا من مريم عماد مجرد بنت عادية فقيرة تربية الملجأ للدكتورة مريم واللى بردوا بقت زوجة وأم لطفل وبفضل الله عايشة مستقرة فماتيأسوش وتأكدوا إن رب الناس رب قلوب 
صفق الجميع كلماتها الرائعة حينما رأوا أثر الدموع في عينيها ثم طلبت منها المديرة وبعض زميلاتها
غنى يامريم غنى يامريم صوتك وحشنا 
نظر رحيم حوله وجد جميع الموجودين نساء فأشار إليها أن توافق ابتسمت بامتنان له فهى تود أن تغنى ثم اشتغلت الموسيقى وقررت أن تغني
هنعيش ونشوف معاناة وظروف 
والفرحة حترجع من تاني والدنيا هتبقى مصالحاني حالنا بيتغير في ثواني وفي غمضة عين
في سباق ماشيين وفراق وحنين
الشدة تملي تقوينا
وتبين مين قلبه علينا
على حس الأمل اللي مالينا
عايشين راضيين
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدى
وتعبنا كله نسيناه
في طريق مقفول أول ما نقول
يا رب بتفرج في دقيقة
وتروح الأوجاع والضيقة
لو سألوا مجرب دي حقيقة
مين عاش مهموم
حتروق
حتروق والناس حتدوق
طعم الأيام وأحلى ليالي
وسعادة ما خطرتش في بالي
يوم في النازل يوم في العالي
ولا شيئ بيدوم
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدى
وتعبنا كله نسيناه
إحساس جواك تلاقيه قواك
وتقوم على رجلك من تاني
وتقولها لنفسك ده زماني
ده أنا ياما إيماني ده قواني
وبقيت في ذهول
أيام ورهان على مين
كسبان
والشاطر هو اللي يعافر
ما يقولش تعبت ومش قادر
أصل اللي بيصبر للآخر
على طول بينول
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدى
وتعبنا كله نسيناه
أنهت كلمات الأغنية ونزلت بكل تواضع وسلمت
عليهم جميعا وأعطتهم هداياهم التى مكثت تجهز فيهم أسبوعان بأكملهم وجلست معهم عدة ساعات ثم غادرت الدار وهى تنظر إليها بوحشة فذاك المكان هو طفولتها وشبابها وعمرها 
ومرت الأيام وفي إحدى لياليهم قامت ريم بعزيمة والدها ووالدتها وأخواتها بأولادهم أما عبير رفضت بذوق نظرا لتطور مرض هيام الشديد وبعد مجيئهم وتناولهم وجبة العشاء قامت ريم وتحدثت بعيون سعيدة
أتنشن بليز كله ينتبه معايا عندي مفاجأة حلوة جدا ليكم ولذلك عزمتكم النهاردة 
انتبهوا جميعا إليها ثم ساقتها قدماها إلي ذاك المالك لروحها وقلبها فحقا كان زوجا بارعا وعوض الأيام جذبته من يداه 
ووضعتها على بطنها وهى تنظر داخل عيناه قائلة 
مبروووك هتبقى أحلى بابى في الدنيا بحالها 
اتسعت عيناه باندهاش ولسانه غير قادر علي النطق من أثر مفاجأتها الغير متوقعة فهو متزوجها منذ أكثر من سنة ونصف وكان قد فقد الأمل لكن الآن هى فجرت ذاك الخبر لاحظت ذهوله وأنه لم يصدق فتابعت وهى تشير برأسها بعين
 

69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 71 صفحات