خيوط العنكبوت
أن فاقت حياة واستردت وعيها وظلت تنظر حولها بشرود
لم تشعر بالطمأنينة إلا عندما وجدت شقيقتها جانبها ارتمت باحضا نها براحة وهدوء ثم نهضت مسرعة من الفراش لتظل بجوار والدها الذي بحاجتها الآن
حاولت فريدة فهم ما يحدث لها ولكن لم تريد حياة أن تخبر أحد بكل ما تدفنه داخل ص درها من هموم وأحزان
ودعمها طارق بعدما أطمئن على حياة وقرر أن يعاد ترتيب افكاره وعندما عاد لمنزله لم يتحدث مع والديه لانه عندما علم بمرض عمه اسرع يخبر والدة بذلك ولكن رفض أن يذهب معه ويطمئن على وضع شقيقه ووالدته أيضا التي حرضت والده واشعلت داخله ڼار الفتنة والغيرة واستسلم والده لقرارها
ولكن هبت رياح قوية جعلت ج سده يرتجف من الصقيع فعاد إدراجه لداخل الغرفة وهم باغلاف الشرفة ليجد شيء عالق بها حاول معرفة ما ذلك الشيء لتجحظ عيناه پصدمة عندما وقعت على ذلك الحجاب المعلق بين ثنايا الشرفة التقطه بقوة وتفحص هيئته ثم فتح الحجاب الأبيض الذي على هيئة مثلث ووجد داخله ما يجعله يصعق من هول ما رأ
فتح طارق الورقة وجحظت عيناه پصدمة عندما وجد بها طلاسم غير مفهومة وحروف
نقشت باللون الاحمر وكلمات مبهمة حاول قراءة تلك الكلمات نجح اخيرا عندما ربط الحروف المتقاطعة وردد بذهول قائلا
مۏت د م خړاب مرض خضوع ذل ضياع
سبع كلمات كفيلة بأشعال براكين من الڠضب داخله غادر الشرفة وهو ممسك بتلك الورقة وفتح باب غرفتها صړخ مناديا لوالدته
أتت تهرول إليه وقفت على أعتاب الغرفة تنظر له بريبة
في أية يا بني بتزعق كدة ليه
سحبها من يدها وولج بها داخل غرفته ثم أغلق الباب وأشهر الورقة أمام أعينها وهو يهتف بتسأل
ورقة ايه دي يا ماما
ردت بعدم فهم
ورقة ايه يا طارق هو أنا عارفة يا بني
قال بضيق وهو يشير إلى الشرفة
ده حجاب يا ماما لاقيته في بلكونة اوضتي حضرتك عاملة ليه انا عمل
هتفت مدافعة عن نفسها
لا يا حبيبي ده مش ليك انت ده لحياة أيوة عملته لحياة عند الشيخ مسعود عشان تنول مرادك منها وتحبك وتوافق تتجوزك
أغمض عيناه بعدم تصديق والدته تذهب الي الداجلين من أجل تلك الخرافات
نكث رأسه أرضا وقال بصوت حزين
لية يا أمي تعملي كدة تروحي تعملي عمل لحياة عند السحرة والدجالين عشان توافق تتجوزني فكرك كدة
هكون مبسوط بحياتي معاها بالطريقة دي هبص في وشها ازاي وانا عارف ومتأكد انها مش هتكون في وعيها ولا بارداتها هيكون في سحر اللي بيحركها العمل ده لازم يبطل حياة حالتها صعبة في المستشفى مش هستني لم ټموت بسبب السحر بتاعك ده ارجوكي يا أمي روحي الراجل النصاب ده وخليه يبطل اللي عمله أنا مش عاوز حياة تنصاب ولا تتاذي بسببي انا راضي تكون بنت عمي وبس مش عاوز انا اتجوزها بالشكل ده يا
مش السحر والشعوذة اللي هيخلي حياة تقبل بيه كزوج
أنسابت دموعه وامسك كتفيها ينظر لها برجاء وتوسلات لكي تذهب وأبطل ذلك السحر
أرجوكي عشان خاطري أنا وغلاوتي عندك تروحي وتوقفي كل حاجه
ثم أخرج من جيب بنطاله القداحه الخاص به وأشعل الورقه والقاها بشرفة غرفته
اشفقت على حالته وقالت
خلاص بكره الصبح هوصل الشيخ مسعود واقوله يبطل كل حاجه بس على شرط ترجع ابني اللي انا اعرفه تخرج من اوضتك ونشوف شغلك وتفكر في حياتك ومستقبلك وتشيل بنت دلال دي من دماغك خالص
system codeadautoadsابتلعت ريقه بتوتر ثم اوما بالايجاب
حاضر بس بلاش حياة ټتأذي
فهو على استعداد بفعل أي شيء في سبيل أن تكون بأمان فهو فهم الآن لم راء بشرتها شاحبه وشاردة كأنها لم تكن بعالمنا كأنها بعالم اخر فهو لا يريدها مجبورة على الز واج منه ولكنه كان يود أن توافق بكامل
إرادتها لأنها تبادلة نفس المشاعر
غادرت والدته الغرفة وعاد هو إلى شرفته وجد الورقة انتهت وأصبحت كومة صغيرة سوداء دعسها بقدمه ورفع وجهه للسماء قائلا بدعاء
يارب لو حياة مش ليه ما تعلقش قلبي بيها انزع حبها من قلبي يارب وقويني على نسيانه
في المنصورة داخل المشفى
بعدما استردت حياة وعيها عادت برفقة شقيقتها إلى حيث غرفة والدها
ظلت ملازمة لفراشه جالسة بجواره
في حين فريدة كانت ترمق سراج بنظرات مبهمة بعدما علمت بهويتة وصافحت الجدة سناء
همس والدها بصوت خاڤت هي فقط التي سمعته
قال فاروق بصوت خاڤت متقطع
قولي لماما تاخدهم على البيت يرتاحو من السفر وتفضل معاهم وأخواتك كمان تروح وحياتي هتبات معايا
ابتسمت له بحب
ماما خدي عمتو ومستر سراج واخواتي وروحو وانا هنا مع بابا ما تقلقيش وان شاء الله هتكلم مع الدكتور ولو حالة بابا تسمح يروح يبقى هنخرج بكرة بابا ما بيبحبش قعدة المستشفى
تطلعت دلال لفاروق هز رأسه بالايجاب
اقتربت منه تودعه وظلت توصي حياة على والدها وإذا احتاجت لها تهاتفها وبعد ذلك ودعهم الجميع ورحلوا إلى المنزل أما حياة فقضت اليوم
باحضان والدها الحبيب تقص على مسامعه عن عملها بالشركة وتمدح بشخص سليم رغما عنها لكي تطمئن والدها
إلى أن أغمض فاروق عيناه أثر الأدوية التى يتجرعها وكفت حياة عن الأكاذيب ولكن شردت بسراج الذي بمنزلهم الآن فهى تخشى على انجراف مشاعر شقيقتها إتجاه فهي على علم بهوس فريدة بإبطال الرويات التي تقرأها وستجد سراج واحدا منهما بجسده الرياضي وبمظهره الوسيم
نهضت مسرعة تهاتف شقيقتها وتحذرها من الاقتراب منه ولكن أتاها رنين متواصل دون اجابه زفرت بضيق والقت الهاتف اعلى الكومود
لتستمع لطرقات أعلى باب الغرفة نهضت من جانب والدها دلف الطبيب في ذلك الوقت وهو ينظر لها بابتسامة عذبة قائلا
مساء الخير
مساء النور
أقترب من الفراش وهو يقول
أنا جيت اطمن على الحالة لأن معاد مناوبتي
التقط الدفتر من اعلى الفراش ودقق به ليعلم ما الأدوية التى اخذها فاروق اليوم ثم عاد ينظر لمخطط القلب والضغط
ثم نظر لها مبتسما وقال
لا حالة الوالد في تحسن
يعني يقدر يخرج يا دكتور ويكمل علاج في البيت
عاد يتطلع
لها بتفحص وقال
هو من ناحية يقدر يخرج فيقدر ولكن في جلسات علاج طبيعى لازم يداوم عليها عشان الجلطة تركت أثر في النطق وأطراف أيده الشمال وده هيحتاج علاج طبيعي
بابا نفسيته هتتحسن في بيته وسطينا وممكن وقت الجلسات نيجي المستشفى يعمل الجلسات
تمام لو هتوعديني أنك هتجبيه بنفسك ويداوم على جلستين في الاسبوع هكتب ليه على خروج الصبح
ابتسمت بلهفة وقالت
اوعدك طبعا انا ماعنديش اهم من صحة بابا
حمحم بهدوء ثم عاد يتطلع لها متسألا عن حالتها الصحية الآن
وانتي احسن دلوقتي
نظرت له بدهشة
أردف قائلا
أنا دكتور أدم ولم تعبتي انا اللي كشفت عليكي كان واضح عليكي الخۏف والقلق بسبب حالة باباكي بس احب اطمن أنه بخير
لا تعلم بماذا تجيبه قبل أن يغادر الغرفة هتف متسألا عن طارق
هو الشاب اللي كان قلقان عليكي ده يبق اخوكي
علمت أنه يقصد طارق فقالت
ابن عمي وفعلا زي اخويا الكبير
شعر أدم بالارتياح فقد كان يخشى أن يكون خطيبها أبتسم لها وهم بمغادرة الغرفة قائلا
أنا موجود لو احتاجتي حاجه هتلاقيني في مكتبي
تنفست الصعداء بعد مغادرته فقد كانت تشعر بأنها داخل حصار بسبب كثرة تسألاته
system codeadautoadsعادت بجوار والدها تضع راسها على ذراعه اليمنى ليحاوطها فاروق بحنانه بعدما شعر بها
قررت أن تظل مستيقظة تخشى أن تراودها الكوابيس والاشباح التي تلاحقها في منامها وصحوها أيضا لا تريد أن
تزعج والدها بصړاخها وتفزع قلبه عليها
لذلك قررت أن تذهب إلى كافتريا المشفى لتجلب لها كوب من القهوة تساعدها على السهر
أما داخل منزل فاروق
جلست سناء بجانب دلال بغرفة حياة وقررت أن تحكي لدلال ما أصاب حياة من كوابيس تلاحقها يوميا وصړاخها وخۏفها الدائم ليلا ولكن أخفت عليها غيابها
دب الړعب بقلب دلال وهمست بحزن
يا حبيبتي يا بنتي كنت حاسة والله يا عمتي اول
ماشوفتها حياة دي كان وشها منور زي البدر وبتبتسم ضحكتها انطفت يا قلبي والله ما في حد شقلب حياة بنتي غير العقربة بثينه
مرات شريف اخو فاروق الولية الحرباية بتعمل اعمال واسحار وفسدت جو از ابنها وتلاقيها اتحرقت من رفض حياة لابنها وديني ما انا ساكت ده انا هفرج عليها الناس
ام سكت برسغها وقالت
اهدي واصبري احسن تضر بنتك اكتر احنا نشوف شيخ كويس وعارف ربنا مش دجال ويشوف البنت ويرقيها وهو يقولنا نعمل ايه ونتصرف إزاي فهمتي اياكي تظهري ليها انك عرفتي حاجه ده السحر ربنا يحفظنا منه بيودي القپر زية زي الحسد لازم حياة تتحصن الاولى فهمتي يا دلال بلاش تضيعي بنتك
system codeadautoadsأما عن سراج فليس لديه رغبة في النوم كان جالسا بغرفة الصالون وعندما شعر بالممل توجها بخطوات بطيئة
إلى الشرفة وفتحها برفق لكي لا يزعج أحد أفراد العائلة ووكز بساعدية على سور الشرفة وظل يتطلع حوله لتلك البلدة الهادئة
استنشق الهواء العليل يعبئ به ريئته واغمض عيناه وهو يفكر بصديقة الغامض الذي لم يعرفه بعد
بغرفة أمل
تركت فريدة الفراش برفق لكي لا تشعر بها شقيقتها بعد أن ذهبت في نوم عميق وغادرت الغرفة وهي تسير على أطراف أصابعها ثم وقفت على أعتاب الغرفة تتطلع حولها بريبة
تبحث بعينيها عن وجود ذلك الوسيم لفح وج هها نسمة الهواء لتعلم بأنه داخل شرفة منزلهم سارت إتجاه الشرفة ببطء
همست من خلفه
مش جايلك نوم
فتح عيناه بخضة عندما استمع لصوت هامس خلفه دار وجهه وهز رأسه بأسي ثم قال ضاحكا
يخربيت كدة خضتيني
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بضيق
لية شوفت عفريت ثم أشارت إلي نفسها بثقة قائلة
ماشوفتش بنوتة كيوت و رقيقه زي قبل كده ولا ايه
لاحت ابتسامته وهو يردد بدهشة
كيوت ورقيقه ! ثم تهللت اساريره ورفع سبابته أمام وجهها وهتف بمرح
متاكدة هههه
تصنعت الحزن وهمس بخفة
شكرا يا بيه
ودارت ظهرها تريد المغادرة ام سك بكتفيها يمنعها المغادرة وقال معتذرا
أسف والله كنت بهزر معاكي ما تبقيش قفوشة يا فريدة
سرت قشعريرة بج سدها عندما قبض على كتفيها يمنعها الذهاب لاحت ابتسامتها سرعان ما أخفتها عندما تقدم منها ووقف أمامها يتطلع لملامحها الغاضبة منه
صدقيني بهزر معاك والله عارف إن جو البيت متكهرب بسبب تعب باباكي والمستشفى ماتزعليش بقا ده احنا قرايب
لم تقدر على كتم ضحكتها
قهقهة بصوتها الرقيق رفع سراج إحدى حاجبيه بدهشة من تلك الفتاة التي يتبدل حالها بين تارة وأخرى
تبادل معها الضحكات إلى أن صمتت فريدة وأنهمرت دموعها تعجب