رواية بقلم سهام صادق
وصية صديقتها وأخبرت ياسر أنها تريد أن تمكث معه في المنزل بضعة أيام لأنها ملت الوحدة في غياب يمني بسبب بقائها في المستشفى مع يوسف وقد رحب ياسر بذلك ولكنه أصر ألا تغادر غصون كل مساء فأمه في المنزل ولا داعي لقلقها لا يعلم أنها كانت سبب ألمها وضيقها فهي كانت لاتمل من توبيخها وذمها في كل ماتفعله غصون ومع ذلك طوال النهار أثناء غياب ياسر كانت تكلفها بمهام شاقة مع مراعاة الأولاد أصبحت لا تتحمل وذات ظهيرة يوم وبينما ياسر في عمله ولن يعود سوى مساء اليوم كانت ترتاح يسرا في الغرفة التي خصصت لها في المنزل ونادت على غصون وقالت لها خلصتي الغدا
وبختها يسرا نص ساعة ليه أنتي مش عارفة إن ده
ميعاد غدايا
ردت غصون بأسف آسفة بس كنت مشغولة بتنضيف الشبابيك زي ماحضرتك قولتي
انفعلت عليها يسرا وقالت أنتي إيه مش عاجبك ومالك مضايقة كده
هو ده مش شغلك وإنتي مكلفة بيه
ردت عليها غصون بإنكسار أنا بس مش عايزة اعصي حضرتك بس ده مش شغلي أنا كل شغلي هنا هو إني أراعي الأولاد بس و
غير لما اطمن عليه
اڼهارت غصون وقالت بدموع وانفعال حرام عليكي كفاية ظنون فيا بقى أنتي شوفتي مني إيه عشان تقولي كده أنا
قاطعها صوته من خلفها وهو يقول بصرامة أنتي ست البيت هنا ياغصون وهتفضلي سته على طول
يزيد كان بيحكيلي على كل حاجة بتحصل في غيابي بس الغلط مش غلطك ياأمي الغلط غلط اللي بتتهاون دايما ف حقها
أخفضت بصرها ومازالت دموعها تسيل فنظر لأمه التي تنظر پغضب وقال وصدقيني ياأمي انا هطمنك عليا وهتجوز
ابتسمت الأم وتحول ڠضبها وقالت بجد يا ياسر
نظر لها بغموض وقال بجد ياأمي
نظر لغصون التي تنظر أرضا وقال هتجوز غصون
الفصل الثامن عشر
هتجوز غصون تلك الكلمة التي كانت بمثابة مطرقة كبيرة سقطت على رأسها أفقدتها صوابها فنظرت له بتعجب
تسأله غصون مين
نظر لها نظرة غامضة وقال بهدوء أنتي ياغصون
نهضت أمه واقفة تقول بإنفعال أنت اټجننت ياياسر أخرتها آخرتها تتجوز الخدامة يافضيحتك يايسرا وسط الناس
أسكتها ياسر بأنفعال ماما
هنا صړخت فيهم غصون بس حرام عليكم كفاية كده بتتكلموا كده كأني وافقت متقلقيش يا مدام يسرا أنا مش هوافق اتجوز ابنك وهبعد عن حياتكم للأبد
ردت يسرا پغضب ف ستين داهية
نظرت له غصون بإنكسار وعيون دامعة وأجابته مفيش بينا كلام يادكتور ياسر عن إذنك وخرجت من الغرفة
تبعها ياسر بعينيه حتى خرجت ثم الټفت يقول لأمه بحدة وعيون ممتلئة بالغيظ الخدامة اللي مش عجباكي دي اللي عوضت ولادي عن حنان أمهم يمكن أمهم نفسها مكنتش هتقدم لهم اللي غصون قدمته أعطتهم حب
إهتمام انتي جدتهم مقدرتيش تديه تحملت مسئولية كلكم رفضتوا تحملها
ازداد ڠضب أمه من ثنائه على غصون فقالت بتذمر مش ببلاش يا ياسر كل اللي عملته وبتعمله ده بتمن دي شغلها وبتأديه
رد عليها بإنفعال مفيش مال يقدر اللي بتعمله عارفة ليه لأنها إنسانة نقية بريئة بتتعامل بقلبها وعاطفتها للأسف غصون اللي بالك ده غير غصون الحقيقية غصون الحقيقية ملاك وللأسف برضه نزل من السما وعاش وسط بشړ انعدمت الرحمة ف قلوبهم
أجابته الأم أنت اللي مضحوك عليك ومش شايف حقيقتها المكر واللؤم بتوعها دول خال عليك لما وقعتك وآخرتها عايز تتجوزها
تنهد بيأس ثم قال للأسف ياأمي الكلام معاكي محصلته صفر وتركها وهم يغادر الغرفة فاستوقفته تقول لو اتجوزت البنت دي يا ياسر انسى إن لك أم
لم يلتفت لها وغادر الغرفة ذاهبا إلى الغرفة التي سكنتها غصون منذ أن أقامت معهم في المنزل طرق عدة طرقات على الباب فلم يجد رد ففتح الباب وجد الغرفة خالية منها ومن أغراضها
هبط السلم بسرعة وهو يناديها غصون غصون
أجابه يزن الصغير بحزن غصون أنا ويزيد وخرجت وهي بټعيط مين زعلها
جثي ياسر علي ركبتيه ومسح على شعر ابنه بحنان وقال متقلقش ياحبيبي بابا هيرجعها
على الرغم من علمها جرم مافعلته في حقه وتقديرها لحسن أخلاقه ومساعدته لها عندما كانت مچروحة وتضميده چراحها حينها فقد أثبت لها أنه رجل بمعنى الكلمة فغيره كان يتشفي ويتركها موجوعة كما وجهته ولكنه لم يفعل ذلك مما أشعرها بالندم الشديد تجاهه لأول مرة ولكن الآن هي تتآكل غيظا من أفعاله كيف له أن يوصد الباب عند خروجه ويتركها عاجزة عن استقبال أهلها فاليوم عندما جاءتها سدن تدق الجرس وتطلعت عليها من العين السحرية الموجودة في باب الشقة عجزت عن الرد عليها
بماذا ستجيبها هل تخبرها أنها بالداخل حبيسة لا تستطيع إدخالها وإستقبالها بماذا ستخبرها فكان أهون عليها ألا تجيب عليها وتظن أنها غير موجودة أفضل لها من كل ذلك جلست حزينة تفكر فيما هو آت فهي تعلم أن وجودها معه فترة مؤقتة ولكنها فترة عصيبة فقد منعها من العمل والخروج كما أنها أصبحت تغلق هاتفها معظم الوقت حتى لا تجيب عن زميلاتها وأهلها ولكنها ملت ذلك فقد تعبت من ذلك الوضع اختنقت في هذا المكان هو يعيش بمفرده في غرفته يتحاشي مخالطتها وهي ذلك
جلست تنتظر عودته ولكنه تأخر كثيرا حتى غفت مكانها في صالة المنزل ولكنه عندما عاد انتفضت على قوة غلقه لباب الشقة فقد انفعل عندما عاد وجدها أمامه وكأنها تصر أن تعيد علي رأسه مافعلته به كلما رأي وجهها
انتفضت واقفة تسأله بعفوية اتأخرت ليه بستناك من بدري
تنهد ثم رد عليها ببرود خير
نظر لها بإستنكار ولم يرد وخطي للداخل وقفت تنظر في أثره بذهول من تجاهله لها فتنهدت ومشت بتعرج حتى وصلت لغرفته وفتحتها
بإنزعاج تقول بصوت عال أنت مبتردش عليا ليه شعرت
ابتلع غضبه ورد بهدوء شوفي عايزة تطلقي امتى وانا موافق
ردت عليه بتساؤل ومين قال إن قصدي الطلاق أنا كل اللي طالباه منك ترحمني شوية وبلاش الجفا ده النهاردة سدن جت ومشت من غير ما أرد عليها لأنك قافل عليا الباب مش قادرة افتح لها
ابتعد عنها وذهب لخزانة ملابسه يلتقط منامته القطنية ويقول وهو يرتديها أنا هفضل كده لحد ماترجعي لأبوكي لو منتظرة مني إني اسيبلك الحبل تخرجي وتدخلي في غيابي وتقابلي اللي انتي عايزاه تبقى غلطانة
وجلس على فراشه يلتقط هاتفه لينظر فيه ويقول و اتفضلي بره واقفلي الباب وراكي
خرجت منكسرة تمسح دموع عينيها التي هبطت دون إرادتها لعلها تطيب خاطرها بعد ذلك الكلام الحاد واتجهت تجلس في الصالة كما كانت والحزن يتملكها تفكر ماذا ستفعل إن ظلت هكذا ستموت قهرا لذا تنفست بقوة وقد قررت ماستفعله
هو يجلس بتفحص هاتفه وباله مشغول بحياته التي أصبحت بلا طعم إن كانت هي غير سعيدة بحياتها فهي قد جعلته بائسا جريحا چرحا لا يتوقف عن الڼزف ويزداد كلما اقتربت منه كل مايحاول أن يفكر في مسامحتها عقله يرفض ذلك وبشدة كيف له أن يسامحها وقد استهانت
برجولته وكرامته وعلى الرغم من ذلك هو لا يريد أن يأذيها بأي شكل كان لذا سينتظر اليوم الذي يتخلص منها فيه بفارغ الصبر
قطع شروده دقات على باب غرفته علم أنها هي فاعتدل جالسا يزفر بيأس ويقول ادخل
فتحت الباب ودخلت ونظرت له بطفولة وقالت أنا جعانة
تعجب من طريقتها ونظر لها برهة ثم قال بجمود وأنا مالي
ردت عليه بتوضيح مفيش اكل في البيت انت مبتجبش حاجة وكل اللي ف التلاجة رميته لانه باظ
هز رأسه وعاد إلى فراشه يستلقي مرة أخرى ويمسك هاتفه ويرد دون أن ينظر لها بكرة اكتبي كل طلباتك وهجيبها وانا راجع
اقتربت منه وقالت طب انا جعانة دلوقتي ياآسر أنا هستني لبكرة أنا حاسة إني بقيت شبه الناس اللي عندهم مجاعات
نطقها اسمه ألجمه فهي لم تنطقه منذ تلك الليلة المشئومة كما أنه رق قلبه لما قالت فهي إنسانة تتألم جوعا ولكنه عقله أيقظه من ذلك التعاطف وكأنه يخشى عليه أن يستسلم لخداعها مرة أخرى فألقي هاتفه جواره پعنف واعتدل جالسا مرة أخرى يقول
لها بحدة روحي اتنيلي كلي أي حاجة لما يجي بكرة واجيبلك طلباتك وحافظي على الحدود اللي بينا لأن مكرك ده أنا عارفه كويس
نظرت له بخيبة ولم ترد عليه واستدارت مغادرة الغرفة بينما هو مسح على شعره بتوتر والتقط علبة السچائر التي تجاوره وأشعل سېجارة ينفث فيها غضبه وحيرته
بينما هي دخلت غرفتها وأغلقت عليها الباب واستلقت على الفراش تحاول النوم وعدم التفكير فيما حدث فقد أرهق عقلها من كثرة التفكير وأصبح
الألم يلازم قلبها من شدة الحزن ولكن بعد محاولات عديدة أبي النوم أن يزورها وتحول مسار تفكيرها لذلك الوسيم ذو الملامح الجذابة ظلت تتذكره والإبتسامة تملأ وجهها رغما عنها تتعجب كيف له أن يكون جميلا هكذا في كل
حالاته في هدوءه وغضبه ولكن سرعان ما تلاشت الإبتسامة عندما ذكرها عقلها بمدى كرهه ونفوره منها
قطع تفكيرها صوت جرس باب الشقة فشعرت بالقلق ممن يطرق الباب في ذلك الوقت المتأخر من الليل وبعدها سمعت صوت خطوات آسر متجهة ناحية الباب وانتظرت حتى سمعت صوت إغلاق الباب فنهضت وفتحت باب غرفتها لتجد آسر عائدا إلى غرفته يحمل حقيبة من البلاستيك بها شيئا ما فقابلته تسأله مين اللي كان ع الباب ف وقت زي ده
لم يرد عليها ومد لها يده بالحقيبة التي يحملها وتركها ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه نظرت له بتعجب حتى اختفى من أمامها ثم فتحت الحقيبة وجدت علبا ورقية تحتوي على طعام ساخن شهي وبعض قطع الدجاج فنظرت لباب غرفته بحب وابتسمت وقالت بخفوت ياريتني عرفتك في ظروف غير دي ياآسر يابخت اللي بتحبهم بيك
وكالعادة كل يوم تجلس وهي مرتدية الزي المعقم الخاص بالغرفة تمسك على شعره وتتحسس وجهه وذقنه التي نمت بشكل كبير ثم تمسك يده بحب وتقول تمازحه كده يايوسف أسبوعين مش عايز ترجع فيهم قوم بقى وحشتني عنيك أنا كنت عايزة ابشرك وأقولك اني اتحجبت يايوسف وخلاص قررت مش هسيب فرض صلاة تاني مش عايزة